قرأت كثيرا واستمعت كثيرا ممن عاصروا هذا العملاق عن قدراته الفذه فى المحاماه وبراعته وطلاقة لسانه وابداعاته فى مرافعاته التى مازلت الجأ اليها والكثيرين غيرى عندما يعجز بنا المقام عن ايجاد التعبير المناسب فى المقام المناسب هنا تجد تعبير هذا العملاق فى بعض كلمات فيها من الفصاحة والطلاقه مالايستطيع غبره أن يصل لمعناها وماتؤدى اليه ولواستخدم عشرات الالاف من الكلمات وها أنا أنقل اليكم بعضا من كلماته لتعرفوا لماذ ا انا متيم بهؤلاء العمالقه وتجدونى مصراً على تذكيركم ونفسى بتاريخ هؤلاء العماليق لنعرف كيفما كان اسلافنا وإلما صرنا يقول الباشا :ـ
وحدة الدين فى الاديان من وحدة الواحد الديان قتل الانسان ما اكفره فلو أن الناس على اختلاف اديانهم لم يخلطوا الحكمه المستمده من دينهم بالمصلحه المستمده من دنياهم لاحتفلوا جميعا مولد النبى الامى الكريم الذى استمد الهدى من الله فهداهم وكثيرا ما يسألنى بعض المتطفلين على موائد الدين كيف تقرأ القرآن وتقتبس من آياته وانت من المسيحين ؟ وجوابى على هذا السؤال اننى كما اقرأ الانجيل أقرأ القرآن واستشهد بأياته بل واتعظ بعظاته لاننى اؤمن بالواحد الديان سبحانه فى كمال علمه وصفاته أيها الموحدون توحدو فى الله قلبا كما توحدتم فيه ربا واتقوا الله فى الله إذا كنتم من المؤمنين حقا بوحدة الله.

وفى احدى مرافعاته عندما اراد أن يسفه ماجاء على لسان رجال الشرطه فى احد المحاضر تجده يعزف قائلا فى بلاغه غير مسبوقه حتى تاريخه :ـ إن البوليس اداة اتهام مأموريته كشف الجريمه بل تصل به الحده فى بعض الاحيان الى أن يكتشف الجريمه إذا لم يكشفها وأن يوجدها إذا لم يجدها.

وفى قضية اخرى يريد أن يخفف العقاب على موكله فيقول :ـ
يجب الا تجرى العقوبه على الجانى فتميت فيه كل شعور انسانى بدلا من أن تحييه وتهدمه بدلا من ان تبنيه لأن العقوبه فى ذاتها شر لمعالجة شر أعظم الغرض منها النفع للمجتمع والجانى بحيث لاتجنى عليه كما جنى هو نفسه على المجنى عليه وبذا يتحقق قوله تعالى ولكم فى القصاص حياة ياأولى الآلباب .
وفى أحد المرات وقف ممثل الادعاء وهو يصيح باعلى صوته أن تحت يد النيابه الدليل على ارتكاب المتهم للجرم فرد عليه مكرم باشا مشيراً اليه بيده اتلهى !!! فثار ممثل الادعاء معتقدا وطالبا اثبات الاهانه التى وجهت اليه من الدفاع ولكن الباشا بكل شمم وهدوء وبابتسامة بسيطه قال النيابه تلوح بالاوراق وأن معها الدليل على ارتكاب موكلى للجرم فأنا طلبت منها ان تقرأ سطور هذا الدليل و اتلهى هى من الفعل تلى أى إقرأ !!! فضحكت المحكمه وكل من بالقاعه ولم يستطع أحد أن يمسك على الباشا شيئاً.

وهاهو يصف القصد الجنائى فيقول أنه خائنة الاعين وماتخفى الصدور !!!


هذا نذر يسير من كنوز مكرم وللحديث بقيه............ رحم الله كل اسلافنا العظام ووقنا واياكم شر حالنا وانفسنا.