القمار الامن استوقفني احد الشباب ويبدو علي ملامحة الحزن والاسي وبادرني بسؤال لم يخطر علي بال انسان قائلا ياستذنا هل هناك ما يسمي بالقمار الامن ؟ اعترف اني والالاف من ابناء مصر لم يعرفوا في حياتهم هذا الاصطلاح من قبل لذلك يعود اليه الفضل في اختيار عنوان هذا المقال . وقلت له يابني هذه المرة الاولي التي اسمع فيها عن هذا المصطلح الغريب , حيث ان الله في كتابة العزيز وتنزيلة المحكم قد اورد لنا المحرمات وان اثمهما اكثر من نفعهم كما جاء في قولة تعالي ( وحتي علي مستوى من مارس هذا الفعل المنهي عنه والمحرم شر عيا واخلاقيا ومجتمعيا لم يحدث ان خرج منه امنا بل هو يتحمل الخسائر كما يجني الخسائر – اى انه لا امان في هذه الهواية التي تخرب البيوت والنفوس العامرة ويكون الفحش والفجور والطمع والمكسب السريع هي اداة هذا الشخص, كانت تلك اجابتي . ولكني سألته من باب الفضول ما هو سبب سؤالك , قال انتظر ياشيخنا قلت له لست بشيخ ؟ قال اقولها مجازا لكبر عمرك ومقامك. فقلت له هات ما عندك, قال اني موظف باحدى الهيئات الحكومية وقد اخطأت في اتخاذ قرار والتصرف فيه بفهمي وليس بفهم رئيسي في العمل فاوقع علي جزاء بالخصم من راتبي , قلت له اعتقد بان قانون العمل واللائحه الخاصه به تنظم العلاقة بين الرئيس ومرؤسية وربما هذا حقه في ممارسة سلطاته . فاستطرد وقال واحد زملائي وبدون قصد تسبب في افساد بعض ادوات العمل فتم خصم قيمة التلفيات والاضرار من راتبه , قلت هذا نظام حتي لا يكون الامر متاح امام كل من يفسد سواء بقصد او بدون قصد, هنا ابتسم الشاب وكاني وقعت في الفخ لانه يعلم كل ما اوردته ولكنه كن يسعي من وراء المناقشة بعدا اخر لم اتبينه لحظتها ولكن فطن عقلي بطريقة ما لما يحاول ان يصل اليه من خلال الحوار وان يضعني في مأزق . قلت له يابني هات ماعندك واكمل وفسر لي حكاية القمار الامن , قال الموظف بالرغم من انه يعمل عمل مشروع ليس امنا في وظيفته وعمله ويتم معاقبته علي توافه الاشياء سواء بلفت النظر او الخصم او الايقاف واحيانا الفصل من العمل كما نظم ذلك قانون العمل.ولو نظرنا الي هذا الامر لوجدنا بان هذا الموظف عليه ان يقبل بالوظيفة كنوع من المقامرة شريطة الا يخالف الاعراف والتقاليد والدين والقانون , ولكن كيف نسمح لانسان ولمدة اربع سنوات يقامر بمستقبل 90 مليون وهو رئيس الجمهورية, فهو ليس نبيا يوحي اليه , ولا هو معصوم , ولكنه بشر يمكن ان يصيب ويخطأ واخطاءة لن تصيبه وحدة ولكنها سوف تؤثر علي الملايين من المصريين في وقت السلم والحرب بقرارته هو وحدة دون اى مساءله , اى انه وحدة مسموح له بان يقامر بمسقتبلنا حتي وان عرض الوطن للخسارة لا يسائله احد الا تجد في ذلك تناقض كبير , بين نظرية الثواب والعقاب , ياستاذنا ربما الاجتهاد في مساءل معينه ام نطلق يد الحاكم دون تحديد المسؤلية او محاسبته لهو امر خارج المنطق والدين , ليس عن الرئيس مرسي والنظام السابق اتحدث بل اتحدث بصورة عامةفي مستقبل وطن وعلي مر السنين . وقفت عاجزا عن الاجابة فانا قرأت الدستور جيدا وليس فيه اى محاسبة للرئيس الا في حالة الخيانة العظمي وقد وضعوا لها شروطا تعجزية ان اردنا تطبيقها , وصمت صمت العجز فابتسم وتركني منصرفا بعد الاستئذان وتركني في حيرة من امرى , كيف لهذا الشاب الصغير في السن ان يصل به فكرة الي تلك النقطة ونحن نصفهم بالجهل والغرور والسطحية , كيف لسياسين كبار لم يفطنوا الي هذا المصطلح الممنوح لرئيس الجمهورية بان يقامر بمستقبل وطن مقامرة امنه . سامي عبد الجيد احمد فرج