ن ارتضي لنفسي الذبح
حتي الان احاول ان اراجع موقفي السياسي لاتساءل هل انا متحول , منافق , اتبع هواى لم يأتي هذا التساؤل ن فراغ ولكن لحظة اريد فيها ان اكون صادقا مع نفسي , هل عندما كتبت العشرات من المقالات قبل الثورة تأييدا ودفاعا عن جماعة الاخوان المسلمين كنت مثل كل المصريين نعيش علي امل ان يأتوا الي الحكم لانهم العارفين والحافظين لكتاب الله ومن ثم سوف يتقون الله في شعب مصر, ام اني كنت اكتب هذه المقالات نكاية في الحزب الوطني وسياسته التي ارجعتنا الي الخف سنين عدة.
ومازلت لا اجد اجابة علي هذا السؤال لكني وصلت اليها ووصل اليها اخرين بان الحديث في المعارضه شيء وفي الحكم تختلف الامور تماما.وتبين لي باننا عشنا الخديعه كاملا وتعرضنا لاكبر عملية نصب في التاريخ المعاصر , لم يسرق فيها بنك ولا قطار ولكن سرقت دولة بكمالها شعبا ومقدرات وتاريخ وجغرافيا , تتفق معي اخي القارىء ام ترفض هذا الاتهام فهو شاني وشأنك , لكني سوف اسوق لك بعض ما اتسنتجته في الايام التي اعقبت الثورة وحتي ساعة كتالبتي لهذا المقال.
لو نظرنا فيما تفعلة جماعة الاخوان المسلمين الان في مصر يخرج عن اطار المألوف و المتعارف عليه فيه في الحكم الرشيد , انما هو اتجاه لخص لنا وسائل لجماعة في السيطرة علي مصر والاستيلاء علي الثورة بطرق مازال الكيان الصهيوني يستخدمها واياض استخدمها النازيون من قبل فادت الي ما أدت اليه من شر هزيمة في الحرب العالمية الثانية.
فمن الصهيونية العالمية استوحوا التنظيم السرى وهيكلته , وأنشاوا بروتكول لهم مثل برتوكل حكماء صهيون علي نفس النهج وهو السيطرة علي العالم تحت ما يسمي باستاذية العالم , بل وايضا في النهج الديني فكما يقول اليهود بانهم شعب الله المختار يقول الاخوان بانهم جماعة ربانية , لم يعتذر يوم اليهود عن افعالهم واخطأئهم وايضا لم تعترف جماعة الاخوان باخطائها وتصرفاتها التي تسببت في تقل مصريين ابرياء ولم تقدم يوما اعتنذار لشعب عن سوء تصرف او لاتخاذ قرار خاطيء وكأنهم معصومون ولا يأتيهم الباطل ابدا.
ومن النازية اخذوا نهج جوبلز وزير الدعاية والاعلام الذى استطاع من خلال اعلامه ووسائل دعايته بان يزرع الرعب في قلوب كل دول اوربا بل والعالم اجمع فوجد سهولة كبيرة في تجهيز الساحة العسكرية للقوات الالمانية في احراز انتصار تلو انتصار الي ان جائت لهم القاصمة بهزميتهم النكراء والتسليم ., فسوف نجد بان جماعة الاخوان نجحوا في اشاعة الرعب بين أبناء الشعب بميليشات يكونونها واسلحه يخزنونها وتصريحات عن احراق مصر ومازال حتي وقتنا هذا يتم اطلاق التصريحات من بعض الشخصيات عن الاستعانة بجيوش من الخارج وهلم جر من هذه التصريحات التي افزعت المجلس العسكرى الذى امتثل الي الابتزاز وقام بتسليم الحكم لهم وقاية لمصر من الفتن , ولم ينجوا الشعب المصرى ايضا من هذا الفخ فقد وقع فيه كل ابناءها .
وقد تولد الخوف كل مصر دون تمييز فالكل اصبح ان يصبح اما ذبيحا ان قاوم او كسيحا داخل منزلة ان رضخ للامر الواقع , وحيث ان العنف لا يولد الا ان عنف , وحيث ان الاختيار صعب جدا في ان تعيش اسير خوف او ان تمتلك شجاعة وتعمل بالحكمة التي تقول احرص علي الموت توهب لك الحياة, فتحرك بعض شباب مصر قالوا عنهم ماقالوا لكنهم لم يتطرقوا ابد الي الحقيقة وانهم رد فعل لافعال سابقة اهينت فيها كرامتهم واغتالت رجولتهم قتلا وتعذيبا دون رادع من القانون , وحيث انه هناك مثل مصرى يقول بانه لا يفل الحديد الا الحديد فظهر في مجتمعنا ما يسمي بالبلاك بوك تدافع عن ضعفاء مصر ومهما حاولنا التنديد والشجب والادانه لهم علانية انما وللصراحه والصدق نأمل في ان يتزايدوا حتي يحدث توازن في المجتمع المصرى ولا يعيش ابناؤة تحت وطأة حرب نفسيه او بشائر حرب اهليه وقانا الله فتنتها .
لا تلوموا علي المهدد بالذبح لما تتمرد وترضي , ولكن لوموا علي من هددهم بالذبح باى ذنب تريدون ذبحنا .
اما ان للحب ان يعود
دعونا نتفق بانه عندما يكتب الانسان في موضوع ما فهو يكتب نفسه وقد يجد من يتفق معه فيما يخط من سطور واخرين لا يرون فيه شيء يذكر لانه لا يوافق هواهم او يتماشي مع توجههاتهم وافكارهم التي ينتمون اليها او يتبنونها , وكلا الطرفان ليسوا علي خطأ وانما هم في حقيقة الامر علي صواب , طالما احترم كل واحد حق الاخر في التعبير عن نفسه وعما يرى من وجهة نظرة دون تطاول او سخرية او استهزاء او تعالي او تكبر , ليبقي الموضوع كله في اطاره العقلي والفكرى , ليس مطلوب من القارىء ان يمدح او يذم بل ان يناقش ان احتاج الامر الي نقاش , الي اثباتات الي براهين وحجج يسوقها كلا من طري النقاش حتي لا يكون الحديث مرسل دون اسانيد يخلق نوعا من البلبله وترويج الاشاعات التي من الممكن ان تتسبب في اغتيال معنوى وادبي ونفسي اللكثيرون دون الاكتراث بحجم الضرر الذى نرتكبه من اثام وشرور.
ليس في الكتابه وابداء الرأى اى نوع من فرض السيطرة او ان يكون هناك فائز ومهزوم , بل يكون هناك اما مقتنع وهذا حقه واما غير مقتنع وهذا ايضا حقه الذى نحترمه ونجله , اما ان يفوز صاحب رأى علي الاخر بالضربة القاضية وكأنه هو الذى امتلك الحقيقة كاملة فهو في قبيل الترف السياسي ومحض خيال ,
دعونا نلتمس لبعض الاعذار ويقدر بعضنا البعض ويترك للاخر مساحه من الاختلاف او الاتفاق بعيدا عن المشاحنات التي احدثت الفرقة بين الاصحاب والاصدقاء نتيجة تعصب بغيض , واستبداد بالفكر منهي عنه لمن يعرف قيمة الكلمة وقدسيتها فاستحالة ان يكون الكل علي صواب وايضا الجميع علي خطأ ولكن يبقي المخطيء والمصيب صاحب حق فما هو صواب اليوم يصبح بعد فترة زمنية تقصر او تطول خطأ والعكس الصحيح.
دعونا نتكلم بحب وتنتاقش بحب ونفهم بحب بعيدا عما اصاب العقل الجمعي من مرض خبيث اصابنا جميعا دون استثناء , فقد اصابنا مرض في القلب وتبدل الحب الي حقد وضغينة , الي حسد , الي كراهية , الي انقسام وفرقة , الي شتات الاسرة والاهل وللاسف ليس بسبب ثراء او ميراث ولكنه تعصب جاهلي لفكرة الاستبداد , لا تجعلونا ننساق جميعا وراء نظرية المؤامرة والتامر ولنضع سلامة النية في الحسبان , نعم انا معكم في الا نكون من الغافلين , ولكن حرصا علي قلوبنا المريضة ان نصبح عرضة للشك القاتل الذى سوف يعصف بنا جميعا في وطننا وعملنا وحياتنا واصداقائنا ومنازلنا , فالكل سوف يصبح متهما , متأمرا ولن يهنأ احدا منا بحياته.
لنتسامح ولنتصافح ولنهنأ بايامنا المعدودة في الحياة طالت ام قصرت فالكل زائل والكل فاني , وهي ايام محسوبه علينا فكيف لا نستمتع بان نعيشها في سلام مع انفسنا ومع الاخرين, اكتب ما شئت , وأقرأ ما شئت , واهمل ما شئت , حتي لا تفقد نفسك ولا اجمل ما فيك وهي انسانيتك .
سامي عبد الجيد احمد فرج