عسكر وحرامية = حكم ومعارضة
بالعودة الي ماضي الصبا وايام اللعب والضحك واللهو دون النظر الي ابعد من ذلك حيث ان الحياة كان لها لونها الوردى لا ازمات ولا تناطحات ولا صراعات, وفي فترة الخمسينات في مدينتي الاسكندرية حيث كان الشارع هو الملعب والمتدى الثقافي وملتقي الاصدقاء , لكن اجمل مافيها ونحن صبية تلك اللعبة الشعبية المسمي بعسكر وحرامية ,مورث وتراث قديم من ايام اقدم في التاريخ المصرى استوحي صبية من قبلنا في انتاج لعبه وهي ليست بالكترونية او تلعب علي ملاعب ولكنها لعبة تعتمد علي الذكاء والحركة والشباب والخداع والحيوية حيث كنا نقطع الازقة جريا بين مطارادات اخويه وعفوية دون اى لجوء الي العنف , وعقب انتصار فريق علي اخر نعود الي نفس للعبه سواء تم دمج المجموعتين العسكر والحرامية في مجموعتين اخرتين من العسكر والحرامية او تغيير فريق العسكر الي حرامية والحرامية الي عسكر وهكذا كانت تستمر اللعبه ساعات وساعات الي ان تخور قوانا فنعود الي منازلنا ونكون قد اشبعنا حاجاتنا من اللعب وافرغنا طاقتنا في المزيد من اللهو دون اى عنف ونعاود الكرة في الايام التالية قد تكون نفس اللعبه او لعبة اخرى من العابنا الشعبية في مدينة الاسكندرية. وعليك ان تنظر الي طبيعة هذه اللعبه من تبادل المواقع دون اى استبداد هكذا علمتنا هذه اللعبه اصول ما يطلق ليها الان الديمقراطية.
لو مارسنا هذه اللعبه هذه الايام فسوف يتمسك كل فريق بان يظل في موقعة ولا يغادرة فالعسكر سوف يظلون هم العسكر ويجعلون الحرامية هم حرامية لا يتغيرون حتي ولو كان الحرامي اخا للعسكرى كما يحدث الان.
وعندما نتحدث هذه الايام بان السياسة لعبة فعلينا ان نعترف بقوانينها المتعارف عليها في كل دول العالم ولا نضع لها قوانين من بنات افكار فريق العسكر حتي يصعب علي الحرامية ان يمارسوها , بل علي العكس علينا تطبيق القوانين التي تتيح للجميع من تداول الادوار اى تداول السلطهبكل اريحية طبقا لقواعدها المتعارف عليها . هكذا هي الديمقراطية في لعبة العسكر والحرامية.
من ابجديات الديمقراطية ضرورة وجود معارضة قوية , هذا ان ارتضينا ادوات وقوانين اللعبه , امن بعكس ذلك فهو نوعا من العبث الهزلي المقصود منه الضحك علي الشعوب , وبالنسبة للحالة المصرية اصبح من المحال ان يخضع الشعب لمن يعبث به بعد ثورة 25 يناير فقد نضج واستوى علي الجودى باسرع ما يتخيله انسان لذلك علي اى طرف اخر نقول لهم قضي الامر الذى فيه تستفيان , فلن يعود الشعب مرة اخرى الي حظيرة يتم سجنه فيها تحت اى شعار بمعني اخر ان كان النظام القائم طبقا للديمقارطية وشروطه ويعرف بانه جاء لمدة والثانية هي رهن باختيار الشعب هنا يكون علي النظام ان يكون سعيدا بوجود معارضة حيوية وطنية ولا يخلق اليات لخنقها وقتلها والحجر عليها , لانه ان فعل ذلك مثل ما هو مقترح في قانون التظاهر معني هذا ان النظام كشف عن عورته وسوء مقصدة ونيته وانه استولي علي حكم بطريقة ديمقراطية ومن ثم ينقلب عليها ليتحول الي حكم استبدادى تحت اى شعار سواء الاستقرار او الاستمرار او الدين او الدستور والشورى .
وطالما ان هناك الان علي الساحه عدم ثقة وشك ونظرية المؤامرة في كل قرار يتخذ , وايضا الخطوات السريعة المتلاحقة دون بطء بل مستمرة رغم الاحداث الجسام والمعارضة القوية وسوء الحالة الاقتصادية التي تهدد الوطن كل ذلك يجعلنا نعيش حالة من القلق والترقب ثم ماذا بعد؟ ماذا لو جاءت انتخابات مجلس الشعب القادم باغلبية ممن يشكلون اجهوة الدولة التنفيذيه , وبناء علي السلطات المخوله لهم وما جاء بالدستور المصرى ان يقوموا بتعديل بعض مواد الدستور التي تجعل من رئيس الجمهورية شخصية لا يمكن الخروج عليها باى انتخابات رئاسية ويظل في موقع الخليفة الي ان يتوفاه الله . ابسبب هذا التوجه الكامن في خباياهم يريدون القضاء علي المعارضة ؟
ايها السادة عشاق هذا الوطن ليس امامنا الا ان نكافح ونتمسك بان يكون هناك معارضة قوية في الشارع سواء عن طريق احزاب او تكتلات شبابية وائتلاقات ثورية لنرسي قواعد الديمقراطية بقوانينها المتعارف عليها دون التأمر عليها , علينا ان نتمسك بان تكون لعبة العسكر والحرامية كما مارسنها هي اساس العمل الديمقراطي في مصر.
سامي عبد الجيد احمد فرج