انا والزمن (3) على غير العادة تجولت فى بعض الشوارع المكتظة ودون انتباه سمعت صوتا ينادى التفت الى الوراء فإذا بهذا الصوت لشخص اخر غيرى وتنهدت ورددت اغنية عبد الحليم حافظ ليش هو مش انا فتسارعت رجلا يا فى خطوات سريعة الى الامام للخروج من هذه الزحمة وتوجهت الى احدى المقاهى المجاورة لهذا الشارع وطلبت من النادل ان ياتينى بفنجان قهوة على وجه السرعة لان لى ارتباطات اخرى وهنا شدنى شيخ يبد ولى من المترددين على هذا المقهى ولم تسبق لى معرفة به فقال يااستاذ هل لديك وقت فقلت له لا ولكنه اصر على وإمام هذا الاصرار خضعت مكرها لسماع قصته التالية : والغريب فى امر هذا الشيخ حيث بادرنى بسوال لم يخطر فى بالى وهو مار أيك فى ذرية متمردة عن الاباء فقلت كيف ذلك فقال اقص عليك الحكاية ، كنت صاحب شان وشاء القدر ان فقد رفيقتى فى غفلة من الزمن ولى اولاد وبنات وبين عشية وضحايا اصبحت تحت رحمة اعباء ثقيلة لم اشعر بها ايام المرحومة حيث اصبحت ابحث عن ملأ فراغى وضرورة تامين معيشتى لكننى كنت ضعيفا فى الطهى وتدبير الامور المنزلية ، حيث اولت امرى لابنائى وسلمتهم كل مااملك حيث بعت المنزل من اجلهم وسكنت عند احدهم . مرت ستة اشهر لاغير حيث بدأت الكنة تروض ابنى لانى اصبحت مزعجا لحريتها فى المنزل مع زوجها وهو حقها الشرعى وإمام هذا الوضع عطف على ابنى باقتراح الزواج فوافقت دون تردد ومرت سنة وإذا بالمشاكل العائلية تتصاعد يمينا وشمالا فالبنات لم يطقن هذه الزوجة والأولاد اعتكفوا عن زيارتى ولذلك اتخذت قرارا اخر بتطليق الزوجة وذهبت الى دار المسنين وقد وجدت بها حكايات مشابهات ومتناقضات وعندها قلت مااعظم زوجتى التى رأفت دوما اطال الله فى عمرها ويقينا وإياكم قهر الشيخوخة وفقدان الرعاية المريحة فى اخر العمر وتساءلت فى نفسى هل هذا الوضع بمنأى عنا ام هو حالة شاذة وأضفت الى هذا السؤال سؤال اخر هل هو مسؤولية فردية ام مسؤولية سلطة ام مجتمع ام تربية -----