اغتيال صناع الثورة جاءني صديقي حزينا صامتا تكسو قسمات وجهة انكسارا وحزنا باديين لكل انسان وذو بصيرة , وانطلاقا من مبدأ الصداقة ومن وحي الانسانية استوجب الامر ان احاول بان اقوم باخراجة من هذه الحالة النفسية السيئة التي فرضت نفسها عليه وحاولت ان اعرف اسباب هذا الحزن والغضب والاحباط . حاولت ان ابحث لمدخل حتي لا اكون متطفلا بشكل ينفر منه حيث مقتضي الصداقة تحتم علي الانسان ان يتفهم لحظات صمت الاخرين ويحترمها ولكن وكما ان جالته مثل حالتي فكان يبنغي علي احدنا ان يمتلك زمام المبادرة فتطوعت لاكون البادىء.. بادرته بسؤالي ماذا يحزينك ياصديقي ؟لم يفاجأ بسؤالي وكان منتظرة فاجاب علي الفور هل قرأت اسماء الاحزاب والشخصيات التي تمت دعوتها للحوار الوطني ؟ فقلت بلي . قال الم يستوقفك شيء؟ قلت الكثير من الامور . لكن ماهو بالتحديد ما ازعجك؟ قال لي اين اسم حزب الجبهة في هذه الاسماء وانت خير العارفين بان حزب الجبهة قبل الثورة كان الحزب الوحيد في مصر الذى كان يعد مطبخا ومعسكرا ومجندا لخدمة كل الحركات الشبابية والثوريةحتي البعض ممن جمعوا توكيلات للبرادعي وكان من صناع ثورة 25 يناير ليس حديثا يفترى ولكنها حقيقة واقعه باعتراف الجميع ممن شاركونا حلم الثورة. لم أفاجأ بسردة لهذا الامر فلم اكن بعيدا عن موقع الحدث بل كنت مشاركا ومنغمسا فيه الي ابعد الحدود مسخرا وقتي وراحتي لخدمة هؤلاء الشباب والحركات وكنت قد كونت بداخلي قناعات بناء علي تحليل قد يكون خطأ وقد يكون صحيحا القارىء الجيد للمشهد السياسي ربما يقر بصحة تحليلي – فلم يكن اهمال حزب الجبهة الديمقراطية سهوا ولكنه متعمدا منذ دعوة الرئيس الاولي للحوار الوطني والذى تجاهل دعوة الحزب فيها. فقلت له ياصديقي العزيز هذا الحزب كان عملاقا في مواقفه كلها قبل الثورة وكان عملاقا وقت تأقزمت فيه الاحزاب الاخرى , كان نبضا للشباب في وقت خفتت فيه كل الاصوات , كان ملجأ لكل ثوار مصر في وقت اختفت فيها ثورية المناضلين بالتاريخ , فكان لزاما علي كل من تقاعس علي نصرة مصر في هذه المرحله التاريخيه ان يحاول ان يطمس تاريخ هذا الحزب ليس فقط ممن ركبوها او استفادوا منها ولكن اضف اليهم ما يسمون ببقايا النظام القديم الذين روأ في ان حزب الجبهة الديمقراطية من الاسباب الرئيسية لضياع ما كانوا يتمتعون به في ظل النظام البائد – وهنا اجتمع محور الشر بين القديم والجديد لاغتيال صناع ثورة 25 يناير , ياصديقي انظر جيدا الي المشهد ككل وانظر ماذا يحدث لثوار مصر في جميع المحافظات كل الشباب الحر الثورى الذى بدأ بدعوته ومواقفة الشريفة للتصدى لنظام حسني مبارك سوف تجده مستهدفا بالتقل والتشريد والتعذيب والاختطاف وهذا ليس بخافيا علي احد , انظر الي ما يحدث في موقف المنافقين الذين التفوا حول الدكتور البرادعي عندما قدم من النمسا وموقفهم الان منه ومحاولة اغتيالة معنويا , ياسيدى العزيز نحن حقيقة في زمن المسخ فالثوار اصبحوا بلطجية وداعيين الي العنف , ومن لوثت ايديهم بدماء المصريين في سنوات سابقة اصبحوا انبياء هذه الايام يدعون الي نبذ العنف وهو صناعتهم المفضلة ولكن وجدوا ان هناك من سوف يتفوق عليهم فابوا ان ينافس استاذيتهم احدا. ياسيدى العزيز قد نكون قد اخطأنا في لحظة زمنية , وحيث ان افة النسيان تصيب دائما الانسان فعلينا بين الحين والاخر بان نذكرهم بحزبنا ومواقفه منذ نشأته وحني الان بانه ثابت علي المبدأ لم ينضم الي التجار من البائعين او المشترين للوطن والمزايدين عليه ابتغاء مصلحة شخصية , ياصديقي العزيز نحن في زمن تحالف فيه القديم والجديد علي هدف واحد ولن يكتب له النجاح باذن الله فمهما فعلوا وارتبكوا من حماقات سواء بميليشاتهم او بلطجيتهم او وزارة داخليتهم او بنائبهم العام لن يتمكنوا من اغتيال صناع الثورة . سامي عبد الجيد احمد فرج .