يطمح كل ممارس للسياسة الوصول اليها ، وفى ظل هذا الطموح الشرعى الممارس دستوريا ومكرس فى حق المواطنة لان حق المواطنة يترتب عليها واجبات وحقوق فالمواطن يسخر للدفاع عن بلده فى كل الظروف وبالمقابل له الحق فى مقاومة الاعوجاج فى حالة حدوثه لان السفينة فى حاجة الى ربان واحد والشعب فى حاجة الى سلطة .
ومن هنا بدأت الافكار تتمحور حل السبل الى تمكن هذا المواطن للوصول الى السلطة وخرجت الى الوجود نظريات شتى تتراوح فى عمومياتها بين التحكم الشديد فى السلطة ودمقرطة السلطة وانبثق عن ذلك ضرورة الفصل بين السلطات الثلاث متمركزة فى يد واحدة .
وخاضت الشعوب بمختلف دياناتها ووثنياتها تجارب عديدة ومريرة وعنيفة جدا عبر مراحل تاريخها مما ارغم فقهاء القانون على البحث عن سبل اخرى من شأنها تحقيق المساواة بين الافراد فى الحقوق والواجبات داخل كل مجتمع.
هذه الاشكالية المستعصية دفعت القادة السياسيين الى وضع ترسانة قانونية تفك فيها قضية السلطة الاستبدادية ووزعت السلط فى قوة متساوية وكانت السلطة القضائية والتشريعية هى المبرزة فيها .
لكن السلطة لمماريتها تحتاج الى فن وخبرة يطلق عليها الممارسة السياسية ولذلك جاءت فكرة الاحزاب لذوب فيها فكرة العشيرة والقبيلة لان فكرة الاحزاب تضم كل فئات المجتمع وتمارس السياسية تدريجيا بغية الوصول الى السلطة . هذه الافكار طبقت ونجحت فى بعض الدول وفشلت فى بعضها الاخر بسبب الاحتكار الممارس بعنف ضد كل من يطمح لممارسة حقه فى استلام السلطة علاوة على تأصيل فكرة المعارضة للسلطة ولو اصابت الهدف المنشود منها . وهكذا بدأ الصراع حول السلطة ولا يزال الى يومنا هذا .وتلك رغبة مكمنه فى نفسية بعض الافراد . وهنا مربط الفرس كما يقال فى عالمنا العربى .