كما عودنى الزمن الجلوس فى المقاهى والاستماع الى قصص بعض الشيوخ من الزمن الماضى ، جلست فى زاوية خلفية وطلبت فنجان قهوة من النادل الذى تعود على رؤيتنا فسارع لى بفنجان القهوة ، فبدأت اصغى لما يدور حول من حوار معذب بين رجلين يختلفان فى العمر حيث سمعت الاول وهو فى كامل الرجولة يقول للأخر وهو مقبل على سن السبعين سنة كيف كنت تواجه الازمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى عايشتها خلال مرحلتك العمرية ، تنهد الشيخ وقال للسائل : سأروى لك القصص التالية :
-كنت فى شباب فى الحى الذى اسكن فيه ارى دوما شابا فى عمرى وكان فى حيينا شيخ ينصح هذا الشاب بالعمل والزواج والتعاقد فيقول له الشاب كيف فيقول الكهل لما تعمل تكسب رزقك وهذا يمكنك من الزواج بالفتاة التى تحلم بها فيد الشاب وبعد فيقول الكهل سوف ترزق بذرية ويقول الشاب وبعد فيقول الشيخ ستتمتع بمنحة التعاقد وتستريح .. ينهض الشاب كأنه اصيب بهسترية هل تريدينى ان الف كل هذا ثم استريح هاأنا مستريح وكل هذا التعب لأستريح فانى لست فى حاجة الى ذلك ويكفى ظل هذه الشجرة التى تقنى من حرارة الشمس .
قال الشيح هذا تفكير كان سائد انذاك وهناك قصة اخرى سأرويها لك على الاتى: كان رجلان يتجادلان حول مستقبل ابنائهما فكل يرى انه على صواب فقال احدهما للأخر وكان ثريا اننى سأورث ابنى املاكا تقيه من صعاب المستقبل وتكفل له معيشة مريحة ، قاطعه الاخر قائلا انك على خطأ فانا اترك لابنى حرفة تقيه من متاعب الزمن وتضمن له معيشة مريحة .وكل تشبث برأيه وغدر يهما الزمن حيث توفيا. وبعد سنوات التقى بنى الرجلين وتحادث مع بعضهما فقال ابن الثرى لقد فقد كل املاك ابى وانأ اتسول لم انجح وخاب املى . وقال ابن الرجل الاخر ان ابى ترك لى حرفة مكنتنى من مواجهة صعاب الزمن وألان املك منزلا محترم واحمد الله على نعمته.
استلطف الشاب قصص الشيخ وقال له هل لديك قصص اخرى فقال الشيخ اسمع الى هذه القصة ، كان رجل محترم وله وظيفة اجتماعية راقية ووجد عجوز فقد زوجها ولها شقة راقية لكن الزمن لم يسعفها لسداد نفقاتها فتقدم اليها هذا الرجل مقدما لها يد المساعدة لكنه اشترط عليها بعد وفاتها ان تنتقل ملكية الشقة اليها فوافقت على ذلك لكن الزمن غدر بهذا الرجل وتوفى وهى استمرت فى الحياة لمدة قرن من الزمن.
شعر الشيخ بالتعب وطلب من الشاب تأجيل الحوار فى لقاء اخر.