قاطعت منذ فترة التردد على المقاهى فى اعتكاف منعزل بغية التكفل بانشغالات العمل اليومى ، لكن فى يوم ما رأيت من المفيد رفع الاعتكاف ومراودة المقاهى ، وفى حى قريب من مدينتنا دخلت مقهى وشاءت الصدف ان يتراءى لى كهل فى مناقشة حامية وحماس منقطع النظير فسرنى ذلك واقتربت من الاثنين وملخص حديثهما كان على النحو الاتى :
قال الشاب للكهل لماذا تذهبون الى بيوتكم وتتركوننا وشننا حيث سئمنا من توجيهاتكم ونصائحكم لنا كفانا تلقينا كفاحا نصائح كفانا .... فرد الكهل على الشاب يما يلى
لقد كنت شابا مثلك وكنت دوما اصغ باهتمام لنصائح الكبار منا وكنت دوما اخذ ما يعجبنى وما يتماشى وحالنا واترك الاخر لتجاوزه زمننا .
رد الشاب على الكهل ذلك زمن قد ولى حيث نصغى دوما الى تبثه وسائل الاعلام بمختلف تخصصاتها والتى ترشدنا حتى الى طريقة اكلنا وملبسنا وغير ذلك كما نصغى الى احزابنا وخطبها الشاسعة عن الديمقراطية والحرية فانتم لم تكونوا تعرفوا لا الحرية والديمقراطية فكانت عبارة عن نظريات حبيسة الجامعات فقط.
رد الكهل بقوة لا ان جيلنا كان يستعمل حريته بما لايمس بحرية الاخرية وكان حوارنا مهيكل ضمن اطر نظامية لكن كل ذلك كان يدور داخل غرف مغلقة ولا ببارحها ابدا. وأردف الكهل وهو فى حالة غليان فى جيلنا كنا ندرس ماضينا جيدا ونعمل فى حاضرنا على المستقبل وقد حققنا لكم ما تتمتعون به اليوم من رفاهية وتقنيات حديثة لكنها لاتحسنون استغلالها الاستغلال الامثل . ونترك لكم الزمن ليكون حكما بيننا وبينكم.
تقدمت من المتحاورين وقلت لهما كلكم اصبتم الواقع لكن جانبكم المستقبل .