انا والزمن 

        بعد عمل متعب ونوم عميق هادى دون هواجس جاءنى ثلاث رجال من ازمنة متفاوتة ووجدت نفسى احدثهم دون وعى منى فتقدم الى شخص اول وكان باديا عليه الشيب ومتاعب الحياة فبادرنى بسؤال حول اوضاعنا الحالية فأجبته بأنها عادية ولا يوجد ما يعكر صفوها فقال لى يا هذا الم تدرى اننى اعلم ماذا فعلتم بماضينا وبحضاراتنا فقلت له عن فعل تتحدث ياهذا وعن ايى حضارة تقصد فقال لى بصريح العبارة انك تحاول الهرب من سؤالى مع انه واضح فقلت افصح عما تقصد فقال ماذا فعل الربيع فيكم وهلت فعلت عشتم ثورة ربيعية ؟ فقلت له نعم انها ثورة ربيعية باتم المعنى فابتسم الرجل وقال متهكما انت لست من هذا الزمن فقلت له كيف ذلك وانأ اعيش زمانى بكل جوارحى فقال اين مواثيقكم العربية اين احلامكم فى اقامة وحدتكم العربية وأين وأين فعلا ازعجنى هذا الرجل وقال انا من الزمن الماضى وقد تركنا لكم حضارة شاع نورها اقصاع المعمورة وتركنا قيما وأخلاقا ومبادئ لم تعرفها الحضارات القديمة وعصب على وتركنى فى حيرة من امرى .
وفجأة جانى رجل اخر فى مقتبل العمر وقال لى اننى كنت اتابع اجابتك لذلك الشيخ ولم اقتنع بما قلته له وانأ اعلمك علم اليقين لقد حافظنا على تراكمات ذلك الشيخ الذى غدر به الزمن وترك ارضه للآخرين الذين اخذوها عنوة بالسلاح ولكننا قمنا بتحريرها وبتأميم كل خيرات الوطن وقمنا نظاما سياسيا مبنى على عدم استغلال الانسان لأخيه الانسان لكننا الزمن لم يسعفنا لنكمل مهمتنا وترك الحال لآخرين لست ادرى ماذا فعلوا بذلك ولحسن الحظ ظهر شاب ونظر الى فرا عدم قدرت على الاجابة فتولى الاجابة فقال ان الذين ورثوا نظامكم السياسى والاقتصادى والاجتماعى استغل بطريقة بشعة لأنفسهم ولعصبهم ولذلك قمنا بثورة الربيع العربى هممت للإجابة عن هذا الشاب إلا ان شابا اخر سارع وقال ان ثورة ربيعية لم تكتمل فصولها بعد. وبذلك اعفانى عن الاسترسال فى القول .