رصيف
 
من البحر الطويل
 
 رؤوسٌ , وأفـواهٌ , وعـيـنٌ بــهـا ذرْفُ ... ومـالٌ , وتـبـذيـرٌ , ومـا بـيـنـهـا صَـرْفُ
 تـَعـرَّى الـرَّصـيـفُ, والـثـِّيــابُ قلــيـلـة ٌ... وشاءَتْ لــــهُ الأقــــدارُ أنْ طـُبِّـقَ العُرْفُ
 فغَـصَّـتْ بـــأكــوامِ الحَـمـَا جـَنـَبَـاتـُــــهُ ... و مِـن خلـفِــهِ سـَـــيلٌ , وقـُدَّامَهُ جَـرْفُ(1)
 وضاعَ الطَّريقُ , واستحالتْ بِـمشـيـِهـا ... علـى طَرَفِ الـبـِراقِ أو فَـوقَـها الطـِّرْفُ(2)
 يـَـهـُمُّ لــــهُ الـثـَّوَّابُ , يـَزهُـو بـِعِـلـمِــهِ ... وتـِلـكَ أُصُـولُ الـعِلْـمِ ما مَسَّهـا ظــَرْفُ(3)
 إذا بـــاعـدَ الأحـجــارَ جادَتْ عـُيـــوبـُـهُ ... وإن قاربَ الأوتـادَ يُــستـَصغَـرُ الـحَرْف(4)
 و رَصْفُ الثـَّرى ,لو لم تـُعـرَّى ضمائـِرٌ ... كعودِ الغَضا يـَبقـى, وإسـمَـنـتـُهُ صِرْفُ(5)
 تـَـرَاهُ , وقـد عـَابَ الرِّجـالَ و هـَذرَهُـــم ... و قد أطعَـموا الأخـتــامَ كي يُـفـتـَحَ الظّرْفُ
 بـَدا فَـرِحاً حيـنَ اســــتـَمَـالَ وعـودَهُـــم ... وشـفَّ عليـهِ الـثـَّوبُ حـيـنَ انتهى الغَرْفُ
 فـمـَا اســتطرفَ الأمثـــالَ إلا لِنقصِـهـــا ... فقـد يأكُـلُ الـفَاهُ , ولا يَسـتحي الطـَّرْفُ(6)
................................................................................................ 
(1) الحمأ : الطين الأسود – قُدّامُ : ضِدّ الوَرَاء -  الجـَـرفُ : ماتجرفه السّيول .
(2) البِراقُ : جمع بُرقة , وهي الأرض المليئة بخليط الحجارة والرمل والطين - الطِّرْفُ: الخيل .
(3) الثّوَّابُ : صاحب الثياب - الظَّرفُ : الكياسةُ .
(4) الحرْفُ : طَرَفُ الرصيف وحَدُّهُ  -  (5) صِـرفٌ : بـَحتٌ   .
(6) استطرَفَ : وَجَدها طريفة - الفـَاهُ : الفَـمُ , وجمعه أفواه – الطَّرف : العين.
 
من قصائدي : المحامي: علي نصر الله عبد الله