تدقيق
من البحر الطويل
 
 
إذا طـالــتِ الأحكـامُ فِعـلاً وتـطـبـيـقــــا .... فـلا تـَشتَـكي يـومــاً إذا نـَشَّـفـوا الـرِّيــقـا
تـرى الـنّـاسَ بالـعَوصـاءِ دومــاً تـفائـلـوا .... فـكـيفَ لَـهُمْ بالسّهلِ أن يـعرِفوا الـضِّيقا(1)
تـَميسُ قـضـايا الـخـلـقِ حِـينــاً وتـرتـمـي .... بـأحـضـانِ مَن يـَرجو لـهـا اليومَ تسويقا(2)
وتــَجنـَحُ حِـيـنــاً , ثـمَّ تـــأتـــي بـخـيـبــــةٍ .... فـتـغــدو كـأفـــــلامٍ , وتـزدادُ تــشــويـقــا(3)
فـإن لم تـُواتيكَ الـرُّشا بـعدُ , فارتـضـي .... بـتـأجـيـلــِهـا شهــراً , وشــهـريـنِ تـَدقيقـا(4)
و أذعِن لِذاكَ الـرَّبعِ ما دُمتَ مُـرغَـمـــاً .... وهـوِّن ظُروفَ الـعبـدِ لـو زادَ تـضـيـيـقا
فـمـا الـصَّـعـبُ إلّا يـَنجلــي بـَعدَ لـوعـــةٍ .... ومـا القـعْبُ إلّا كانَ فـي الأصلِ إبـريـقا(5)
متى استفحلَ السّقام والدُّورُ أوحَشَتْ .... و واتَــرَ إحـباطـــاً و عـجــزاً وتــعـويــقــــا(6)
فـهـذا رُواءُ الـدُّورِ , والـعَـدلُ قـَصرُهـــا .... يـروقُ لأهلِ الـعِـلمِ إن شِئتَ تـصديـقـا(7)
فـمن جـاءَ يَـبـغـي مَطلـبــــاً من عُـدُولـِهـا .... كـَمَن راحَ في الصَّحراءِ يَصطادُ بـطريـقـا(8)
..............................................................................................
(1) العوصاءُ : أصعبُ الأمور .(2) تـميسُ :تـتـبختـر .(3) تجنـحُ : تميلُ .
(4) الـرُّشـا : جمع رشوة .(5) القعبُ : القَدَح الكبير .
(6) السّقام : المرَض – واترَ : تابعَ - الـتَّعويقُ : الــتّـثـبـيط.
(7) الـرُّواءُ : حُسنُ المنظر - الـدُّور : دور الـمحـاكـم - قصرُها : غايتها .
(8) العُدُول : الـقُـضـاة .


- من قصائدي : المحامي علي نصر الله عبد الله .