ما بين أحداث وفتاوي متضاربة وكتب ممنوعة من مجمع البحوث الإسلامية وشخصيات فقدها العالم الإسلامي وإساءات من الدول الغربية إلي الإسلام والمسلمين مرت أحداث العام لتكتمل أحداث العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
في عام 2000 حذرت رابطة العالم الإسلامي من خطورة التدهور الأخلاقي والقيمي في معظم النظم الدولية وحذرت من ظاهرة التفكك الأسري وما تفرزه من أجيال عابثة غير مسئولة تمارس العنف والإرهاب والجريمة بجميع أنواعها.
وفي 2001 حذرت رابطة مؤتمر العالم الإسلامي من مخططات يهودية تهدف إلي هدم المسجد الأقصي المبارك وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم مكانه.
وفي ابريل 2001 استنكرت رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة إصدار إسرائيل طبعة محرفة من ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة العربية تهدف إلي تحريف معاني القرآن الكريم.
وفي عام 2003 عقدت رابطة العالم الإسلامي مؤتمرا حول الإسلام وأمن الإنسان بهدف تعريف الشعوب والأمم الإنسانية بالمبادئ الإسلامية السامية.
وفي سبتمبر 2010 قامت منظمة المؤتمر الإسلامي بالمشاركة في أكبر مؤتمر نظمته تركيا في الاحتفال بمرور 14 قرنا علي نزول القرآن الكريم شاركت فيه معظم الدول العربية من بينها مصر وفلسطين وقطر واليمن وليبيا والسودان وغيرهم.
وفي الشهر نفسه رفض مجمع البحوث الإسلامية الطعن في القرآن الكريم ودعا إلي التمسك بالوحدة الوطنية مع التحذير من أي مساس بالعقيدة الدينية للمصريين جميعا.
وفي نوفمبر 2010 قررت مشيخة الأزهر الشريف تأسيس مركز للحوار بين الأديان لدراسة مبادرات الحوار السابقة ووضع الخطط الكفيلة بتوسيع دائرة الحوار مع أهل المذاهب والأديان المختلفة وعدم المساس بالعقيدة.
وفي فبراير عام 2000 منع الأزهر الشريف كتابا تحت عنوان دعوة للتفكير والتدبر في القرآن الكريم والحديث لأن هذا الكتاب ينكر الإسراء والمعراج وسجدة السهو والذبح في الحج.
وفي الشهر نفسه طالب مجمع البحوث الإسلامية بمصادرة كتاب الخوميني الحل الإسلامي البديل لما في هذا الكتاب من مخالفات للفكر الإسلامي الصحيح.
وفي مايو عام 2000 أدان مجمع البحوث الإسلامية رواية وليمة لأعشاب البحر للكاتب حيدر حيدر, لأنها تحتوي علي ألفاظ وعبارات تهين المقدسات والقيم الدينية كما تحتوي علي افتراءات علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وتحريف لآيات القرآن الكريم.
في فبراير 2001 وافق مجمع البحوث الإسلامية علي التصريح بتداول كتاب الفقه عند ابن عربي برغم ما تضمنه من آراء فكرية وفقهية خلافية وذلك لاحترام حرية الفكر.
وفي مارس 2001 وافق مجمع البحوث الإسلامية علي قانون التمويل العقاري حيث أنه لا يعارض الشريعة الإسلامية.
وفي أكتوبر 2001 تم افتتاح مكتبة الأزهر علي الإنترنت وهي تضم اثنين وأربعين ألف مخطوطة وحوالي مئتي ألف مطبوعة.
وفي أكتوبر 2007 نفي مجمع البحوث الإسلامية موافقته علي تداول كتاب الهيروغليفية في تفسير القرآن الكريم لوجود مخالفات شرعية بهذا الكتاب.
وفي فبراير 2008 وافق مجمع البحوث الإسلامية علي أول تفسير للقرآن الكريم أعدته الكاتبة كريمان حمزة لاعتمادها علي التبسيط والوضوح في الشرح وبما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية وما جاء في كتب التفسير الأخري.
وفي أبريل 2010 وافق المجلس علي نشر كتاب الحوار الإسلامي المسيحي الصادر من جبهة الحوار في لبنان لأن هذا الكتاب يرسخ القيم الإنسانية التي دعت إليها جميع الأديان.
وفي يوليو 2002 أحالت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ بالقاهرة قضية مدعي النبوة الموظفة بهيئة الطاقة الذرية إلي مجمع البحوث الإسلامية وأكد المجمع أن هذه حالة فردية لبعض الجهلاء ضعاف الإيمان الذين لم يتعلموا الإسلام من منابعه الصحيحة ولم يفهموا مقاصده الشرعية.
وفي مارس 2000 أجاز مجمع البحوث الإسلامية نقل خصلات شعر من رأس إلي رأس بما فيه مصلحة للآخر, حيث إن زراعة الشعر ليست زراعة أعضاء.
وفي أكتوبر 2002 أجاز مجمع البحوث الإسلامية عرض فيلم كارتون عن النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
وفي ديسمبر من العام نفسه أثارت فتوي فوائد البنوك ضجة كبيرة في الأوساط الدينية ما بين مؤيد ومعارض.
- معركة علي مواقيت الصلاة
وفي مارس 2003 أثيرت قضية مواقيت الصلاة والتي دارت بين علماء الفلك ومشايخ الأزهر حيث أكد بعض علماء الأزهر صحة مواقيت الصلاة ولا يجوز التشكيك فيها لإثارة البلبلة بين الناس وأكد علماء الفلك أن المواقيت الحالية وضعها باحث إنجليزي عام 1906 بدون دراسة كافية.
وفي سبتمبر 2003 ناقش مجمع البحوث الإسلامية زواج الفريند وقضية الاستنساخ بالاستعانة بالخلايا الجينية بهدف التوصل إلي أساليب علاج جديدة واستنساخ أعضاء بشرية وأيضا قضية الطلاق بالرسائل القصيرة.
وفي أبريل 2004 أقر مجمع البحوث الإسلامية إباحة رمي الجمرات في الحج طوال ساعات الليل والنهار نظرا للزحام الشديد الذي يحدث كل عام خلال أداء مناسك الحج وخلال أداء الحاج لهذه الشعيرة والمساهمة الفعالة في حل مشكلات تزاحم الحجاج.
وفي أكتوبر 2004 أقر مجمع البحوث الإسلامية مشروع الأذان الموحد في مساجد القاهرة الكبري باعتبار أنه لا خلاف بين الأئمة الأربعة علي هذه المسألة.
وفي أبريل 2006 رفض مجمع البحوث الإسلامية اعتبار البهائية ديانة لأنها ليست من الأديان السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية.
أكد مجمع البحوث الإسلامية في مارس 2007 ضرورة إشهار الزواج العرفي غير الموثق بأي وسيلة من وسائل الإشهار حتي تتوافر له أركان الزواج الصحيح من زوج وولي وشاهدي عدل.
وفي مايو 2007 ناقش مجمع البحوث الإسلامية قضية المرأة القاضية وأكد أن القضية متشعبة الأركان وتحتاج إلي عمق الدراسة.
وفي يونيو 2007 أكد مجمع البحوث الإسلامية علي ضرورة سحب كتاب الفتاوي المعاصرة للدكتور علي جمعة كما رفض فتوي التبرك ببول الرسول صلي الله عليه وسلم.
أعلن مجمع البحوث الإسلامية عدم مسئوليته عن موضوع شفرة القرآن الذي أعلن عنه أخيرا حيث قام ثلاثة من أعضاء المجلس بدراسة الموضوع وإقراره.
وفي أبريل 2008 أباح مجمع البحوث الإسلامية فصل التوائم والإجهاض عند اكتشاف الطبيب حملا في التوائم الملتصقة قبل مرور 120 يوما علي الحمل.
وفي مايو 2008 أوصي أعضاء لجنة البحوث الفضائية بمجمع البحوث الإسلامية بتحصيل زكاة عن البترول ومنتجاته ومشتقاته بنسبة 20% وصرفها في المصارف الشرعية.
وفي يوليه 2009 رفض مجمع البحوث الإسلامية دعوة مذهب القاديانية وأكد المجمع أنه لا علاقة لهذا المذهب بالإسلام لأن كتاباتهم مخالفة لما علم من الدين بالضرورة.
وفي العام نفسه أصدر الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية فتوي إجازة إعطاء الشباب المقبلين علي الزواج من زكاة المال ولقد أثارت هذه الفتوي جدلا فقهيا بين علماء الأزهر. وفي نوفمبر من نفس العام رفض مجمع البحوث الإسلامية اعتبار غير القادرين علي الزواج من المستحقين شرعا لأموال الزكاة.
أكدت دار الإفتاء في أبريل 2009 أنه يجوز للحاكم منع زواج المسيار درءا للمفسدة التي تهدد الأمن الاجتماعي كانصراف الناس عن الصورة المثالية للزواج والتي تحقق استقرار الأسرة.
وفي الشهر نفسه رفضت لجنة الفتوي بالأزهر الشريف الاعتراف بالطلاق الشيعي الذي يقضي بعدم وقوع الطلاق إلا بشاهدين.
- مجلس تأديب لصاحب فتوي إرضاع الكبير
وفي مايو 2009 تمت إحالة الدكتور المسئول عن فتوي إرضاع الكبير إلي مجلس تأديب بجامعة الأزهر وذلك بعد إلغاء المحكمة الإدارية قرار فصله من الجامعة والاكتفاء بتوجيه اللوم إليه بعد عامين من صدور هذه الفتوي الغريبة.
- نقل أعضاء الميت بشروط
أصدرت دار الإفتاء فتوي تجيز نقل أعضاء الميت للضرورة بشرط توافر شروط معينة تبعد هذه العملية عن نطاق التلاعب بالإنسان الذي كرمه الله تعالي ولا تحوله إلي قطع غيار تباع وتشتري بل المقصد منها التعاون علي البر والتقوي وتحفيف آلام البشر.
في عام 2009 أثيرت قضية عمل المرأة مأذونة وقيامها بإبرام إجراءات الزواج بعد أن أصدرت المحكمة حكمها بتعيين أول مأذونة شرعية علي مستوي جمهورية مصر العربية.
وفي العام نفسه أعلن الدكتور محمد سيد طنطاوي الإمام الأكبر للأزهر الشريف فتواه بجواز إجهاض المغتصبة إذا كانت حسنة السمعة وذلك فور علمها بنمو الجنين في أحشائها أي قبل نفخ الروح فيه.
وفي سبتمبر 2010 صدرت فتوي غريبة تحرم العناية بالآثار علي الوجه المعتاد لأن ذلك يؤدي إلي الشرك بالله عز وجل.
وفي الشهر نفسه صدرت فتوي السياحة حرام وعقبت دار الإفتاء علي هذه الفتوي بقولها إن السياحة حلال وأن الدخل السياحي يدخل من باب النفع العام فالسياحة صناعة لها خيرها ولاشك أن الاعتداء علي السياح يحرمه الإسلام لأنه تخريب للاقتصاد القومي.
في مايو 2005 اعترف الجيش الأمريكي للمرة الأولي بقيام جنوده بتدنيس وإهانة المصحف الشريف في معسكر جوانتانامو بكوبا بركله بالأقدام.
وعلي صعيد آخر في العراق استمرت إساءة الجنود الأمريكيين بجعل القرآن الكريم هدفا للرماية أثناء تدريباتهم العسكرية.
أما هذا الهولندي المتعصب فيلدرز الذي عرض فيلمه القصير فتنة المسيء للقرآن الكريم وقد عرف هذا الهولندي بتعصبه ضد الإسلام كما استمر في حملته الشعواء بالتهجم المستمر علي الوجود الإسلامي في هولندا.
وعام 2008 دعا بابا الفاتيكان إلي ضم كل البشر إلي المسيحية واصفا هذا الأمر بالواجب والحق الثابت بالنسبة للكنيسة وكل مؤمن بالمسيحية.
عام 2010 دعا أحد القساوسة الأمريكان إلي حرق المصحف الشريف في ذكري أحداث 11 من سبتمبر وجعل هذا اليوم يوما عالميا وقوبلت هذه الحملة باعتراضات في جميع أنحاء العالم الإسلامي مما دعا هذا القسيس لاعتذاره وسحب حملته الشعواء.
- الإساءة للرسول الكريم
أما مسلسل الإساءة لرسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم فلقد بدأ عام 2005 حيث قامت صحيفة فيلانذر بوستن الدانماركية بنشر رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول الكريم وذلك بعد أن قام مؤلف كتب أطفال دانماركي بعمل مسابقة لصور خاصة بالرسول صلي الله عليه وسلم وقوبل الأمر بالاعتراض والمقاطعة للبضائع الدانماركية وبرغم ذلك أعادت سبع عشرة صحيفة دانماركية عام 2008 نفس الرسوم المسيئة بشكل مستفز متجاهلة مشاعر العالم الإسلامي.
وفي عام 2009 عرض أحد المسارح الألمانية مسرحية آيات شيطانية للمؤلف سلمان رشدي والتي أساءت للإسلام والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كما أقدمت القناة العاشرة في التليفزيون الصهيوني علي عمل برامج مسيئة إلي الإسلام والرسول صلي الله عليه وسلم.
وفي عام 2010 اختارت لجنة أيزو مصر الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية ليكون شخصية العام الدينية والفكرية وذلك تقديرا لدوره المميز والفعال في تحويل الفكر الديني من مجرد ممارسات تقتصر علي مجال الإفتاء إلي رحابة الإسلام بروحه الأعمق والأشمل التي تتسع لرعاية مصالح وشئون الناس في حياتهم اليومية.
وفي مارس 2010 أصدر الرئيس حسني مبارك قرارا بتعيين الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر خلفا للدكتور محمد سيد طنطاوي: ولد الدكتور الطيب في دشنا من أسرة نسبها ينتهي إلي الإمام الحسن بن علي وتخرج في جامعة الأزهر في شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية عام 1969 وعين معيدا ثم حصل علي الماجستير عام 1971 ثم الدكتوراه عام 1977 وانتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بمحافظة قنا كما عين عميدا لكلية أصول الدين ثم شغل الدكتور الطيب منصب مفتي الجمهورية ثم منصب رئيس جامعة الأزهر وبعدها عين إماما أكبر للجامع الأزهر خلفا للدكتور محمد سيد طنطاوي.
ومن العلماء الذين وافتهم المنية الدكتور محمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر, ولد الدكتور المسير عام 1948 في محافظة المنوفية وتخرج في كلية أصول الدين جامعة الأزهر قسم العقيدة عام 1973 وحصل علي الدكتوراه عام 1978 في العقيدة والفلسفة ومقارنة الأديان ثم عمل رئيسا لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية بجامعة الملك عبدالعزيز من عام 1973 إلي 1987 ثم أستاذا للعقيدة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر عام 1978 ثم أستاذا بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القري بمكة المكرمة ما بين عامي 1993و 1998.
توفي الشيخ المسير عن عمر يناهز 60 عاما بعد صراع مع مرض الكبد, ومن أهم مؤلفاته الشفاعة في الإسلام ـ الرسالة والرسل في العقيدة الإسلامية ـ المدخل لدراسة الأديان ـ الحوار بين الجامعات الإسلامية.
أما الدكتور محمد سيد طنطاوي فقد وافته المنية في مارس 2010 بعد أن تدرج في العديد من المناصب أهمها الإمام الأكبر للجامع الأزهر.
وكان قد ولد عام 1928 وحفظ القرآن الكريم ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني ثم التحق بكلية أصول الدين وتخرج منها عام 1958 وحصل علي الدكتوراه عام 1966 ثم عين مفتيا للديار المصرية عام 1987 ثم تولي مشيخة الأزهر الشريف عام 1996 وظل بها حتي توفاه الله.
أما الدكتور عبدالصبور شاهين فقد وافته المنية في أكتوبر 2010 بعد صراع مع المرض واشتهر الدكتور عبدالصبور شاهين باجتهاداته الفقهية ومنهج الإسلام الصحيح لمعايشته هذه الحياة.