|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 8/8/2010 2:19:43 AM
|
بين الشيخ يوسف البدري والشيخ علي عبدالباقي كما ورد بالعربية نت
|
أكد مجمع البحوث الإسلامية أعلى هيئة فقهية بالأزهر الشريف في بيان له الاثنين 1- 2- 2010 على ضرورة الالتزام بأسماء الله الحسني التسعة والتسعين بعددها وفق ما أقره جمهور العلماء منذ بدء الرسالة وحتى اليوم لأنها أسماء "توقيفية"، و"لا يجوز لأحد أن ينكر أو يحذف بعضها أو يستبدلها بأسماء أخرى.
وحذر المجمع في بيانه التي حصلت العربية.نت على نسخة منه، من وقوع خطر كبير وفتنة وبلبلة في المجتمع إذا حاول البعض تغييرها أو حذف بعضها".
جاء البيان عقب انتشار أسماء جديدة لأسماء الله الحسني في كراسات التلاميذ في المدارس وأغلفة بعض الكتب بناء على بحث اجتهادي للشيخ عبد الرزاق عفيفي "اسماء الله الحسني الثابتة بالكتاب والسنة" وكتاب "اسماء الله الحسنى رحلتها من فم الوحي إلى قلب الرسول حتى يومنا هذا للداعية الشيخ يوسف البدرى وهي "الرحمن الرحيم.. الحي، الستير، الوتر الجميل، الودود، الديان، المنان، المحسن، السيد، الطيب، الحكم، الأكرم، البر، السبوح، الوارد، الرب الاعلى الاله".
وسبق للداعية الاسلامي يوسف البدري والشيخ عبدالرزاق عفيفى التقدم بطلب الى شيخ الأزهر اعتماد أسماء جديدة وحذف أخرى ، وهددا الأزهر بتوجيه انذارات قضائية لاثبات صحة اجتهادهم.
وأوضح البيان الذي أصدره الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الشيخ علي عبد الباقى، "أن المجمع يرى انطلاقا من مسؤوليته الدينية أن أسماء الله الحسنى لا يعرف عددها إلا الله سبحانه وتعالى، وحده حيث إنه لا يوجد نص قاطع من القرآن والسنة في تحديد هذه الأسماء، وأن أرجح الروايات وأشهرها في تحديدها هي رواية الترمذي وغيره من العلماء المشهود لهم فى الأمة الإسلامية.
وجدد المجمع رأيه الشرعى السابق بأن عدد أسماء الله الحسني هي تسعة وتسعين، وهي المشهورة بين الأمة، وتوقيفية حيث أجمعت عليها الأمة وعلى العمل بها بذات العدد وأن العلماء المسلمين من السلف والخلف لم ينكروا هذا العدد أو يبدلوه.
وقال الشيخ يوسف البدري للعربية.نت "اننا نقدر آراء المجمع ولا يمكن ان نشكك فيها، ولكننا نقول ان هذا الرأي تنقصه الدقة، فماذا سيفعل المجمع في الأسماء الجديدة التي انتشرت بين الناس في بعض أغلفة الكتب وانتشرت أيضا في الأناشيد الدينية، وأقرتها المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات".
وأضاف "ان اسم الرب الذي جاءت الايات القرآنية مصدرة به في الدعاء غير موجود في الاسماء الشهير ة، فكيف يستقيم ذلك، هذا لا شك معناه نقص فى اسماء الله الحسنى يجب ان نتلافاه".
وأوضح الشيخ يوسف البدري "ان بيان الأزهر قال ان اسماء الله الحسنى لم يأت بها نص قاطع في الكتاب والسنة وهذا تأكيد لموقفنا بأن هذه الأسماء يجوز الاجتهاد فيها وليس العكس، وما يقوله الأزهر في بيانه هو بمثابة فرض رأي على الناس وهذا ينافى قوله صلى الله عليه وسلم "من أحصاها دخل الجنة"، فلم يقل الرسول اني احصيت لكم عدها، بل العكس حيث يقول الحديث الشريف "اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو أعلمته احدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك"، وهذا معناه ان الاسماء تتراوح من شخص لشخص ومن دارس لغير دارس ومن عالم لجاهل ومن عالم لعالم آخر ".
وردا على اعتماد الأزهر على رواية الترمذي في احصاء أسماء الله الحسنى يقول الشيخ يوسف البدري "هم ينسون ان تاريخ الاسلام شهد اجتهادات كبرى من كبار علماء السلف من امثلة الخطابي والبيهقي والنسائي والامام القرطبي وابن العربي، وبن حزم وابن القيم وابن تيمية وابن حجر العسقلانى والامام محمد بن عثمين بالسعودية واخرها د محمود عبدالرزاق، فهل يريدون بهذا ان يلغوا كل هذه الاجتهادات وأن يقفوا على نص الوليد بن مسلم "الترمذي" وهذا تناقض من المجمع، فكيف يؤكد انه لا يوجد نص متفق عليه من كتاب أو سنة ومع ذلك يختارون نصا ضعيفا".
وأشار الشيخ يوسف البدري الى أن هناك بدعا كثيرة ظهرت من نصف قرن وحاول البعض ان يسكت عنها خشية البلبلة الا اننا ومعظم العلماء المجددين اصررنا على ان نعلن انها بدع، فموقف الأزهر هنا موقف ضعيف وخوفهم هذا من الفتن لا يجوز.
وتابع الشيخ يوسف البدري "لو كان المسلمون يجب ان يلتزموا بعدد معين لكان الصحابة اولى بذلك والتابعين ".
محاولات سابقة
كان أول حصر قد جرى لأسماء الله الحسنى فى منتصف القرن الثانى الهجري على يد جعفر الصادق وسفيان الثوري ثم بعد ذلك جاء احصاء الوليد بن مسلم ( الترمذي ) وهي الاسماء المشهورة في نهاية القرن الثاني وبعدها توالت احصاءات الفقهاء، وكان اول من حاول ذلك هو ابن حزم الاندلسي ثم تلاه الامام بن عربي ثم الامام القرطبى ثم الامام بن تيمية، ثم الامام ابن قيم الجوزية وكذلك كان هناك الامام بن حجر العسقلانى وكذلك الامام محمد بن المرتضى اليمانى، كذلك الشيخ عبدالرحمن السعدي فى كتابه تفسير كلام المنان، وسعيد بن علي القحطانى والشيخ نور الحسن خان والشيخ محمد بن الحمود.
وعن اعتراضه على أسماء الترمذي يقول الشيخ يوسف البدري "ان الأسماء الجديدة موجودة في النصوص الصريحة والصحيحة، وقد وضع الوليد بن مسلم اسماء نحتها من أفعال وهذا لا يجوز، لقوله تعالى "ولله الاسماء الحسني ولم يقل الافعال الحسني، فنحت المعز المذل لقوله تعالى "تعز من تشاء وتذل من تشاء " وكذلك أسماء النافع الضار، و كذلك المحي المميت، ولم تأت اسم المميت اسما له تعالى وكلمة الصبور كذلك، ومن هنا أقول للمجمع ان هذا القرار لا يفرض على الناس، ولن يلغى اجتهادات 14 قرنا من الزمان، وأولى ان يقول المجمع هذه كلها اجتهادات، اما ذكر البلبلة فهذا وهم ليس به مكان ولا واقع.
إنذار قضائي
وهدد الشيخ يوسف البدري مجددا بأنه سيعيد ارسال انذار ا قضائيا الى شيخ الأزهر لاعتماد الأسماء الجديدة أو سيرفع دعوى قضائية ضد الأزهر وقال "سبق أن أرسلت إنذارات رسمية لشيخ الأزهر ووزراء الأوقاف والإعلام والتربية والتعليم العالي، لتغيير هذه الأسماء الخاطئة؛ وعددها 29 اسماً بالأسماء الصحيحة لأن هذه الأسماء الخاطئة أغلبها جاء من أفعال ذكرت في القرآن والسنة مثل المعز جاء من "تعز مَنْ تشاء وتذل مَنْ تشاء"، ولكن لم يسم الله بها نفسه.
وأكد أنه سيتابع هذه الانذارات لتفعيلها حتى لو وصل الأمر الى القضاء، خاصة بعد صدور بيان مجمع البحوث الإسلامية".
وقال الشيخ على عبدالباقي أمين عام مجمع البحوث الاسلامية للعربية.نت ردا على ذلك "أن أسماء الله الحسني تم التوصل لحصرها في ضوء الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما، مَنْ أحصاها دخل الجنة".. كما أن هذه الأسماء توارثها خلف الأمة عن سلفها و استقرت فترات طويلة تربو على 14 قرنا من الزمان، ونحن بصدد دليل يسمى في الفقه الاسلامي "الاجماع"، أن هذه الأسماء هي المتفق عليها لله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه "ما اجتمعت أمتي على ضلالة" وفي ضوء ذلك كله كما يرى الشيخ على عبدالباقى "لا ينبغي الافتئات على إجماع الأمة بالقبول منذ هذه الفترات الطويلة، لشيء مقدس أصبح مستقرا في ضميرها ووجدانها".
وأوضح الشيخ على عبدالباقى "ان من يسعى للتشكيك في هذه الأسماء، ويطرح أسماء بديلة عنها إنما هو يحاول بلبلة الأفكار، وضرب الثوابت، والإطاحة بها من أصولها، ولهذا الأمر خطورته، كونه يضعف في نفوس العامة قدسية هذه الأسماء بعد أن أصبحت عرضة للتبديل والتغيير. والله عز وجل يقول "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيُجزون ما كانوا يعملون" سورة الأعراف آية 180 .
واكد الشيخ على عبدالباقى "إن الأسماء ثبتت بحديث ورد في كتب الصحاح من السنة، وهذا يدل على أنها توقيفية لا مجال لحذف شيء منها أو تعديله أو تغييره، ومن ثم فلا مجالَ للقول إن بعضاً منها مشتق من الصفات وبعض منها من أسماء أخرى، أو من أفعال ولا مجال لإعمال العقل في مثل هذه الأسماء التي وردت، ولا مجالَ للاجتهاد فيها لأن المسلمين وقفوا عند نصوص الشرع، فما جاء به النص الثابت يجب اتباعه وعدم مخالفته. وأما ما كان فيه اجتهاد فلهم أن يجتهدوا فيه وفقا لضوابط الاجتهاد، مسترشدين في ذلك بأدلة الشرع المعتبرة، غير أن هذه الأسماء لا تندرج تحت فئة الاجتهاد" .
إقتباس : مشاركة السيوطي
وقال الشيخ على عبدالباقي أمين عام مجمع البحوث الاسلامية للعربية.نت ردا على ذلك "أن أسماء الله الحسني تم التوصل لحصرها في ضوء الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما، مَنْ أحصاها دخل الجنة".. كما أن هذه الأسماء توارثها خلف الأمة عن سلفها و استقرت فترات طويلة تربو على 14 قرنا من الزمان، ونحن بصدد دليل يسمى في الفقه الاسلامي "الاجماع"، أن هذه الأسماء هي المتفق عليها لله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه "ما اجتمعت أمتي على ضلالة" وفي ضوء ذلك كله كما يرى الشيخ على عبدالباقى "لا ينبغي الافتئات على إجماع الأمة بالقبول منذ هذه الفترات الطويلة، لشيء مقدس أصبح مستقرا في ضميرها ووجدانها".
وأوضح الشيخ على عبدالباقى "ان من يسعى للتشكيك في هذه الأسماء، ويطرح أسماء بديلة عنها إنما هو يحاول بلبلة الأفكار، وضرب الثوابت، والإطاحة بها من أصولها، ولهذا الأمر خطورته، كونه يضعف في نفوس العامة قدسية هذه الأسماء بعد أن أصبحت عرضة للتبديل والتغيير. والله عز وجل يقول "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيُجزون ما كانوا يعملون" سورة الأعراف آية 180 .
واكد الشيخ على عبدالباقى "إن الأسماء ثبتت بحديث ورد في كتب الصحاح من السنة، وهذا يدل على أنها توقيفية لا مجال لحذف شيء منها أو تعديله أو تغييره، ومن ثم فلا مجالَ للقول إن بعضاً منها مشتق من الصفات وبعض منها من أسماء أخرى، أو من أفعال ولا مجال لإعمال العقل في مثل هذه الأسماء التي وردت، ولا مجالَ للاجتهاد فيها لأن المسلمين وقفوا عند نصوص الشرع، فما جاء به النص الثابت يجب اتباعه وعدم مخالفته. وأما ما كان فيه اجتهاد فلهم أن يجتهدوا فيه وفقا لضوابط الاجتهاد، مسترشدين في ذلك بأدلة الشرع المعتبرة، غير أن هذه الأسماء لا تندرج تحت فئة الاجتهاد" .
للأسف الشديد كلام الشيخ على عبد الباقى به كثير من المغالطات بل كذب على الأمة وعلى علمائها فالأسماء المشهورة لم تثبت بنص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واتفق علماء الجرح والتعديل على أنها مدرجة فى حديث الترمذى الذى وصفه هو نفسه بالغريب وانها ليست من كلام النبى وإنما من كلام الوليد بن مسلم كما أنها يوماً لم تكن محل إجماع بل كثير من علماء الأمة الكبار اعترضوا عليها منهم ابن حزم وابن حجر العسقلانى وغيرهم وآخرهم العلامة بن عثيمين والتاريخ يذخر بمحاولات كثيرة لتصحيحها فمن أين أتى هذا الاجماع المزعوم ؟؟ كما وأن شرح العلماء لها لا يعنى تحقق من صحتها ولدينا ضابط واحد مجمع عليه وهو أن أسماء الله تعالى توقيفية أى لابد لها من دليل من كتاب أو سنة صحيحة فلا يجوز تسمية الله تعالى إلا بما سمى به نفسه فى قرآنه أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فى حديث صح عنه وإلا وقعنا فى الالحاد فيها المحرم علينا كما أن شيوع الأسماء المشهورة وإلفها مدة طويلة لا يعنى صحتها فهناك أحاديث مشهورة بين الناس موضوعة ومنسوبة كذباً إلى رسول الله فهل نقول بصحتها والالتزام بها لمجرد شهرتها بين الناس ونرفض قول العلماء المتخصصين بكذبها كما وأن رد الناس إلى الضابط الحقيقى المجمع عليه وهو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فى المسألة حق لا يمكن أن يوصف بالفتنة والبلبلة فلو كانت هذه الدعوى سائغة لمنع رسول الله من الجهر بحديث الاسراء والمعراج خوفاً من ارتداد المسلمين ضعيفى الايمان وشكراً لأستاذنا الكبير السيوطى وله منا خالص التحية
|
وحتى نصدق كلام الشيخ على عبد الباقى يجب أولاً أن نلقى بأقوال أئمة الاسلام وعلمائه الآتية فى البحر
قال العلامة ابن حجر العسقلاني" والتحقيق أن سردها من إدراج الرواة " فتح الباري 11/217 وقال الأمير الصنعاني " اتفق الحفاظ من أئمة الحديث أن سردها إدراج من بعض الرواة " سبل السلام 4/108 ،
وقال ابن تيمية عن سرد الأسماء فى رواية الترمذي وابن ماجة " وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف " دقائق التفسير 2/473
وقال أيضا : " لم يرد فى تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبى حمزة ، وحفاظ أهل الحديث يقولون : هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث ، وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجة ، وقد روى فى عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف " الفتاوى الكبرى 1/217 ،
وقد ذكر أيضاً أنه إذا قيل بتعيينها على ما فى حديث الترمذي مثلاً ففي الكتاب والسنة أسماء ليست فى ذلك الحديث مثل اسم الرب فإنه ليس فى حديث الترمذي ، وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الاسم وكذلك اسم المنان والوتر والطيب والسبوح والشافي كلها ثابتة فى نصوص صحيحة وتتبع هذا الأمر يطول !!!
وقال ابن الوزير اليماني " تمييز التسعة والتسعين يحتاج إلى نص متفق على صحته أو توفيق رباني ، وقد عدم النص المتفق على صحته فى تعيينها فينبغي فى تعيين ما تعين منها الرجوع إلى ما ورد فى كتاب الله بنصه ، أو ما ورد فى المتفق على صحته من الحديث " العواصم 7/228
وقد حدد الفخر الرازي معنى لفظ " أحصاها " الوارد بالحديث الشريف فى أربعة معان هي :
1) الإحصاء بمعنى العد قال تعالى " وأحصى كل شيء عدداً " الجن 27
2) الإحصاء باللسان مقروناً بالإحصاء بالعقل والتدبر فى كل اسم ودلالاته
3) الإحصاء بمعنى الطاقة قال تعالى " علم أن لن تحصوه " المزمل 20 أي " ألن تطيقوه " ، وقال صلى الله عليه وسلم " استقيموا ولن تحصوا أي لن تطيقوا كل الاستقامة "
4) الإحصاء " دون ذكر التفصيل كما لفظ الصحيح " أي طلبها من الكتاب والسنة الصحيحة حتى يلتقط التسعة والتسعين اسماً فيبلغ الغاية القصوى من العبادة والعبودية شرح الأسماء الحسنى ص 87 ، 88
وهذا المعنى الأخير هو المتفق عليه بين كل علماء الحديث والعلماء على مر تاريخ الإسلام
قال ابن تيمية أسماء الله الحسنى هي أسماؤه الدالة على الكمال المطلق وذات الله العليا دون وصف أو تقييد أو إضافة ( الأصفهانية ص 19 )
وقال القرطبي : " وحسن الأسماء إنما يتوجه بتحسين الشرع لإطلاقها والنص عليها (تفسير القرطبي 10/343 ) أي البالغة مطلق الحسن بلا حد أو قيد لأن الإضافة والتقييد يحدان من إطلاق الحسن والكمال على قدر المضاف وشأنه .
قال الإمام أبو الحسن الأشعري عندما سئل : لم منعت أن يسمى الله عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟؟ قال الأشعري : لأن طريقي فى مأخذ أسماء الله تعالى الإذن الشرعي دون القياس اللغوي، فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه، ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته (طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 3/358)
وقال الإمام فخر الدين الرازي " مذهبنا أن أسماء الله توقيفية لا قياسية فقوله أولاً "أذكروا الله" أمر بالذكر ، وقوله ثانياً " واذكروه كما هداكم " أمر لنا بأن نذكره سبحانه بالأسماء والصفات التي بينها لنا ، وأمرنا أن نذكره بها لا بالأسماء التي نذكرها بحسب الرأي والقياس " (التفسير الكبير 5/152)
وقال أيضاً " وهذا يدل على أن أسماء الله توقيفية لا اصطلاحية ، ومما يؤكد هذا أنه يجوز أن يقال يا جواد ،ولا يجوز أن يقال يا سخي، ولا أن يقال يا عاقل يا طبيب يا فقيه، وذلك يدل على أن أسماء الله تعالى توقيفية لا اصطلاحية " (السابق 15/58)
وقال عضد الدين عبد الرحمن الايجى " تسميته تعالى بالأسماء توقيفية أي يتوقف إطلاقها على الإذن فيه وذلك للاحتياط احترازاً عما يوهم باطلاً لعظم الخطر فى ذلك " ( المواقف 3/306)
وقال المناوى فى بيان علة تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على تسعة وتسعين اسماً بقوله مائة إلا واحداً: " ولما كانت معرفة أسمائه توقيفية لا يعلم إلا عن طريق الوحي والسنة ولم يكن لنا التصرف فيها بما لم يهتد إليه مبلغ علمنا ومنتهى عقلنا ، وقد نهينا عن إطلاق ما لم يرد به توقيف ، وكان الاحتمال فى رسم الخط واقعاً باشتباه تسعة وتسعين فى زلة الكاتب وهفوة القلم بسبعة وتسعين أو تسعة وتسعين ، فينشأ الاختلاف فى المسموع من المسطور أكده صلى الله عليه وسلم حسما للمادة وإرشاداً للاحتياط بقوله مائة إلا واحدا " (فيض القدير شرح الجامع الصغير 2/479)
وقال ابن حزم " لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه فى كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو ما صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد ، وحتى وإن كان المعنى صحيحاً فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ ، وقد علمنا يقيناً أن الله سبحانه بنى السماء فقال وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا [الذاريات:47]، ولا يجوز أن يسمى بناء ، وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان ، وأنه تعالى قال صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله ِ صِبْغَة [البقرة:138] ولا يجوز أن يسمى صباغاً وأنه تعالى سقانا الغيث ومياه الأرض ولا يسمى سقاء ولا ساقياً / وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه " الفصل/2/108
وقال أبو القاسم عبد الكريم القشيري فى بيان موقف الصوفية : " الأسماء تؤخذ توقيفاً من الكتاب والسنة والإجماع ،فكل اسم ورد فيها وجب إطلاقه فى وصفه وما لم يرد لم يجز ولو صح معناه " (سبل السلام 4/109)
واحتج الإمام أبو حامد الغزالي على أن الأسماء توقيفية بالاتفاق على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه وكذا كل كبير فى الخلق قال : فإذا امتنع ذلك فى حق المخلوقين فامتناعه فى حق الله أولى ) فتح الباري 11/223
وقال بدر الدين الزركشي فى رأى علماء الأصول : " أجمع أصحابنا على أن أسماء الله توقيفية ولا يجوز إطلاق شيء منها بالقياس وإن كان فى معنى المنصوص " (البحر المحيط فى أصول الفقه ج 1/ ص 404 )
وقال أحمد النفراوي المالكي : " نص علماؤنا على أنه لا يجوز أن يدعى سبحانه إلا بالأسماء التي سمى بها نفسه فى كتابه أو على لسان نبيه أو اجتمعت عليه الأمة لأنها توقيفية " ( الفواكه الدواني ج 1 / ص 53 )
وقال الإمام الشافعي : " لله أسماء وصفات لا يسع أحداً ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر ، وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل ، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر " ( إيضاح الدليل فى قطع حجج أهل التعطيل لبدر الدين بن جماعة ص 35)
قال شمس الدين الرملي الشافعي : " وأسماؤه تعالى توقيفية فلا يجوز اختراع اسم أو وصف له سبحانه وتعالى إلا بقرآن أو خبر صحيح مصرح به لا بأصله الذي اشتق منه فحسب وبشرط أن لا يكون ذره لمقابلة كما هو ظاهر نحو أم نحن الزارعون والله خير الماكرين " ( نهاية المحتاج ج1/ص28)
وقال الإمام النووي فى شرحه على صحيح مسلم : ( وقولهم إن رمضان اسم من أسماء الله تعالى ليس بصحيح ، ولم يصح فيه شيء ، وإن كان قد جاء فيه أثر ضعيف ، وأسماء الله توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح ) شرح النووي 7/188
وقال ابن الوزير المرتضى من الحنابلة : " فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية ، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك ، فلا يجوز تسميته رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعى ، وإنما يسمى بما سمى به نفسه " (إيثار الحق على الخلق فى رد الخلافات إلى المذهب الحق من أصول التوحيد 1/314)
من دراسة الدكتور محمود عبد الرازق الرضوانى أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|