نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المعركة التى تدوررحاها الآن بين المحامين والقضاه انتقلت من ساحة المحاكم لتضم العديد من الأطراف الأخرى بداية من رجل الشارع العادى ومرورا بطرفى الصراع أنفسهم وانتهاء بأصحاب القضايا والذين صبواغضبهم على الطرفين فى الفترة الاخيرة بعد أن ضاعت مصالحهم .
الأزمة الأخيرة لم تقتصر خسائرها فقط على النواحى المعنوية بين الجانبين بل امتدت لتشمل النواحى المادية فالعديد من المحامين أعلنوا خواء جيوبهم بسبب الأزمة ..الأمر تطور أكبر من ذلك ليصل الى حد قتل النفس وهذا ماحدث منذ أيام قليلة عندما قتل محامى نفسه شنقا بسبب مروره بضائقة مالية بسبب توقفه عن العمل منذ بداية الأزمة ..الأكثر تضررا من هذه الفئة هم شباب المحامين والذين يعتمدون على العمل اليومى بالمحامكم كمصدر رئيسى لأرزاقهم ..أما بالنسبة للقضاة متمثلين فى وزارة العدل فقد أعلنت العديد من المحاكم إفلاسها على رأسها محكمة اسيوط وذلك بسبب توقف المحامين عن سداد الرسوم القضائية وهذا ماأدى إلى خواء خزائن المحاكم ..الخسائر لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت لتصل إلى المواطنين أنفسهم الذين يعتمدون على العمل أمام المحاكم كمصدر رئيسى لأقواتهم ؛فهناك الآف المقاهى ومكتبات التصوير ومحلات الاطعمة وغيرها الكثير الذى أعلن اصحابها خراب بيوتهم بسبب ازمة جناحى العدالة ..أيضا أصحاب القضايا"الموكلين" كان لهم نصيب فى هذه الأزمة وأكبردليل على ذلك ماأعلنه المتنازعون فى أسيوط بأنهم تضرروا كثيرا من جراء الأزمة الحالية بسبب عدم الفصل فى قضاياهم مؤكدين أنه فى حالة استمرار الوضع الحالى فأنهم سوف يعتصمون تضامنا مع المحامين ولعودة حقوقهم إليهم فتحنا هذا الملف الشائك وسوف تتناوله فى اربعة حلقات منفصلة يتحدث فيها الأطراف الأربعة المحامون والقضاة والمواطنون وأصحاب القضايا عن خسائرهم المادية من الأزمة الأخيرة .
المحامون يتحدثون:
خسرنا الكثير ماديا ..ولكن كرامتنا فوق كل شئ
يقول محمد عبدالرحمن محامى : هذه الأزمة أثرت على المحامين ماديا لعدم مزاولتهم المهنة ولكن المحامين لديهم استعداد لذلك من أجل الدفاع عن زميلين تعرضا للظلم، وأهدرت حقوقهما فى محاكمة عاجلة.
ويضيف عبدالرحمن: أنهم يجاهدون فى سبيل رفع الظلم بالمال وبكل ما تملك أيديهم وهذا يعنى أن العدالة لها جناحان إذا كسر أحدهما ضر المتقاضى فضلاً عن أننا باعتبارنا المدافعين والوكلاء عن الشعب المصرى كله نستطيع أن نأخذ موقفا مهما كلفنا وكلف الموكلين أضرارا فى سبيل تحقيق العدالة.
وأضاف عبدالرحمن أنه يتم حالياتثبيت الموقف والابقاء على الأشكال الحضارية للتعبير عن الاحتجاج و الاضراب والاعتصام.
أمامحمود إبراهيم أحد شباب المحامين فيقول: إذا قارنا بين الماديات والكرامة فبالتأكيد المحامون سيختارون التضحية بالمال من أجل الكرامة لأن المحامى صاحب رسالة وهدف ولا ينظر إلى الأمور المادية.. وعموماً المحامى ليس له مرتب ثابت أو دخل شهرى ثابت وتعود أن يجلس فترات دون عمل لأن المحامى ليس موظفا.
ويضيف ابراهيم أن الموكلين على دراية كاملة بالمشكلة ويعلمون من هو المتسبب فى أزمة العدالة وأكثر إحساساً بالمتاعب التى يتحملها المحامون فى الدوائر والمحاكم وىعرفون جيداً كيف يتعامل رجال القضاء مع المحامين وكيف يتحمل المحامى من أجل موكله فلذلك الموكلين تعاطفون معنا ويقدرون الأزمة الحالية .
أما رضا محمد فقد أكد أن الأمر ليس متعلقاً بالماديات فقط ولكنه مرتبط ارتباطاً وثيقا بأداء رسالتك ومكانتك أمام الهيئات القضائية والنيابية وشعارنا «الكرامة قبل الخبز» والحياة دون كرامة لا قيمة لها والجميع يعرف أن المحامى أول إنسان يبحث عن كرامته وإذا قمنا بالمفاضلة بين هذا وذاك سنجد أن الكرامة أفضل وأغلى من كل شىء.
وتابع محمد أن المحاماة مهنة حرة تشارك القضاء فى أداء مهامه ونأمل أن ترد إلينا هيبتنا وكرامتنا وأعتقد أنه إذا لم تحل الأزمة الآن سيتدخل محامون من خارج مصر لدفع الظلم الواقع علينا
و أن الشعب المصرى ذكى ويستطيع أن يفرق بين هذا وذاك وقادر على التمييز وأنه يعلم جيداً كيف تسير الأمور داخل أروقة القضاء والعدالة.
ويشير تامر الحسينى إلى أن الإضراب الحالى الصادر بشأنه الإعتصام قاصر على محكمة الجنايات فقط، أما باقى الدوائر فيتم فيها العمل بشكل دائم،و الموكلين فى المحاكم الجنائية يكون المتهم محبوسا أصلاً أو قضية جديدة وتكون أول جلساتها هذه الأيام نؤكد أنه سيتم حبسه احتياطياً.. ولا يوجد أى ضرر يصيب أى موكل لأن الحضور فى الدوائر المدنية والتجارية والشرعية متوافر بشكل مستمر.
ويضيف الحسينى أن أساس توتر الأزمة التصريحات الصادرة من العديد من الجهات غير المسئولة والتى لا تعى معنى الأزمة على أرض الواقع ما بين طرفى العدالة وأساس الأزمة أصلاً بين الطرفين وجود احتكاك كبير بين الطرفين، وأن المحامى له مسئوليات كبيرة ويتعامل مع أكثر من جهة فى وقت واحد.
ويقول خالد منصور المحامى: إن الأزمة أثرت اقتصادياً على بعض المحامين وليس كل المحامين وسواء أثرت أم لم تؤثر فالمحامى يعرف جيداً أهمية ما يفعله، وإذا كان الأمر يستحق الاضراب أو لا يستحق فبالنسبة للظروف الاقتصادية ضعيفة عامة
وأضاف أن أزمة محامى طنطا ليست هى السبب الرئيسى ولكنها هى سبب انفجار غضب المحامين من الإسكندرية لأسوان، وهى من أخرجت المحامين لتعبر عن غضبها منذ قديم الأزل وأزمة طنطا حركت بركان الغضب داخل المحامين ،مشيرا إلى أن المحامين جميعاً فى مختلف المحاكم والدوائر فى حالة غليان بسبب هذه الأزمة ولابد أن تحل فى أقرب وقت.
تابعوا معنا باقي الحلقات ..............