أنا وأنت... بعد الممات
بقلم : علاء النفيلى
فى أحدى قاعات المحامين بالدقهليه جلسنا سويا مجموعه من المحامين منهم الشاب و الشيخ و الكهل وتبادلنا أطراف الحديث عن النقابه وأحوال النقابه وكيفية إدارة النقابه وميزانية النقابه وطريقة الأنفاق والمعاشات والعلاج والمحامى بعد الممات
فالمحاماه مهنة من يمتهنها حبا فهو ملكا متوج مرفها نفسه وأسرته يحيا حياة الأمراء طالما ظل مدافعا عن الحق فى محراب العداله رافعا سيف العداله فى مواجهة الظلم وهو أكثر عرضه للظلم بعد الممات فتجد أولاد الأمير أقل من أولاد الغفير والأميره المتوجه أصبحت بلا نصير تبحث عن العيش من أجل أن تعيش فلاتجد من النقابه إلا الفتات بمعاش لايكفى حتى العيش الحاف حتى لو وصل المحامى قبل الممات نهاية الأقصى بزمان . فالحسبه ليست برما بل معروفه ونادى بها المحامى قبل الممات . .. فبعد الزمان وتعب القلب والضغط والسكر معاه تيجى تلاقى نقابتنا مقدراك بكام ملطوش معدن مش ورق كمان وتحسب الحسبه بخمسة وعشرون جنيه عن السنه بالتمام يعنى بعد عشر سنين يخد الورثه متين وخمسين جنيه لزوجه وكام عيل معاها .. وبعد ماكانت بتكل كفيار وفليه ولحمه معاها لقت نفسها وعيالها بيكلوا عيش من غير طعميه كمان والعيل بعد ماكان فى الليسيه أصبح مش عارف يدفع مصاريف المدرسه كمان .. وبعد كده يمكن يبقى سمكرى عربيات .. دى من الحال شفت كام حاله من المحامين فى هذا الزمان منهم محامى عندنا فى بلقاس بالكبد إبتلى وقبل الممات رحنا نجيب ليه من هنا وهناك ونجمع كمان من الأخوه والأخوات لكنه راح ومعاه أسرار ماعرف يبوح بيها لحد غير أهله وخلانه فالمسكين طلع مقترض بقروض الصندوق لكن بعد ماخد الفلوس صرفها على مرضه والبنك بعد مامات طالب الزوجه وكام عيل لسه صغار مكملوش الستة سنين بالمديونيه ومعاها الفايده كمان وراح الحجز ينزل على الزوجه والعيال كمان .. حتى المعاش يدوب متين وخمسين جنيه مخصوم منهم حق الأب والأم كمان لأن الكل محتاج .. رحنا لأهل هذا الزمان والمتحكمين فى أقدارنا هناك نحكى ليهم على وضع المرحوم الى كان محامى زمان وترك أسرة تعانى من الأهمال فراح محامى مرشح نفسه نقيب ولسه على الساحه جديد ومقرب من النقيب وجاب له كام تكييف وزعهم على الجزئيات خد الورق مننا وقال هيخلص الموضوع ويخلى النقابه تسدد الفلوس وينام المرحوم مستور لكن الوعد كان مبتور وراح ولارد على المرحوم لأن صوته فى التربه مدفون .. يبقى أنا وأنت بعد مانموت صوتنا مش هيكون موجود ونروح ونسيب ولادنا للموجود رب العباد الى دايما شايف وحاسس بعباده بدون وسطه.. ومن الحالات أيضا ماكان فى يوم من الأيام محامى شاب .. شعله فى النشا ط محبوب من الكافه رزقه الله بالكثير من القضايا المتخصص فيها وهى قضايا الشيكات لكبار التجار ولم يكن فى يوم من الأيام جشع مع الناس وكان الله له رازقا بما يجعله يعيش عيشه كريمه هو وأسرته المكونه من الزوجه ومن الأطفال أثنين وبعد أن تلألأ نجمه وصعد فى عنان السماء وأشترى السياره ولم يمض على الشراء شهور ولكون الله إبتلاه بمرض عضال هو السكر فخرج فى يوم من الأيام ولم يعد إلاجثه لأهله فقد تكون غيبوبة سكر ولم يجد مايسعفه . ولكن هى النهايه التى إختارها له المولى عز وجل .. وبعد هذه النهايه المؤلمه كانت بداية التعاسه لهذه الأسره فالزوجه منتقبه ولم تخرج للشارع إلا صحبة زوجها وكانت الشقه مستأجره وأستولى الأب على السياره وماكان قدتركه الأبن قبل الممات لأنه كان بارا بوالديه .. ولكن ثبت أنهما لم يكونا بارين بأولاده . فالمعاش الذى آل من النقابه نصيبها هى والأبناء مائة وثلاثون جنيها بعد خصم نصيب الأب والأم .. وماأحزننى أننى فوجئت بالزوجه تقوم ببيع الملابس من أجل أن توفر المعيشه لأولادها ولكى تكمل مابدأه الأب ولكنها لم تستطع مواكبة الأحداث ورمت همومها على الله .
وفى المنصوره حدثنى زميل من الزملاء عن أحد الزملاءبعد رحله مع الأمراض وقد أختاره الرحمن ورحلة المعاناه التى واجهت الزوجه والأولاد حتى تمكن الزملاء من توفير وظيفه للزوجه تعينها على تربية الأولاد وتحفظ الشرف بعد الممات .. فهذا قليل من المعاناه التى تواجه المحامى بعد الممات .
وقد طرحت الأفكار مرارا وتكرارا على الساده الأحباب الذين يجلسون على الكراسى هناك لحل مشكلة هذا المرض العضال الذى ببتره يكون للمحامى الكرامه أيضا بعد الممات ، فقد بح صوت الأستاذ سعيدمنير لحل هذه المشكله بالذات حتى بسطها وجعلها بمقابل كوب من الشاى ترتشفه فى البوفيهات.. لكن العين ليست فى المحامى بعد الممات .. لكن تضحك عليه وهو عايش أزاى بحتة أرض ومشروع وهمى أسمه الأسكان .. يعنى لوطرحت الموضوع ده على الساده هيكون الطلب عليه بزياده .الحسنه هتكون محسوبه بعشر أمثالها ويمكن زياده وبالفلوس المهدوره هنا وهناك وبدون لزمه على مواضيع معظمها من غير إفاده غير الظهور على الشاشه.
لكن فى الأنتخابات لقينا سيادته موزع على أحبابه فى النقابات الفرعيه كم ملطوش على الساده المرشحين الموالين يجيبوا بها كام تكييف للمحامين بالجزئيات وسمعت فى النقابه هناك أن نصيب المرشح بتاعه هنا ستة وتسعون ألف جنيه لشراء كام تكييف وبالسياره راح ومر على الجزئيات ووزع التكييفات عشان من وراهم يخد كم صوت وهو رايح هنا وهناك ... مش الأولى الأرامل والأيتام لأن النظره دلوقتى أنت هتعمل أيه للمحامى بعد مايموت والأولاد هيكونوا فى حماية نقابه قويه ولانقابة شعارات وفى النهايه بقول أيه هيكون حالى وحالك بعد الممات .