شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 18/2/2003
|
الأخ خالد المطيري المحترم
الأخوة الزملاء الأعزاء
تحية طيبة لكم جميعا
لاشك بأن الثقافة السياسية العربية ليست متطابقة عند كل الشعب العربي ، إذ تختلف الشعوب العربية في ثقافتها السياسية ، ومن ثم تحليلها للأحداث ، بحسب اختلاف أنظمتها السياسية ، وبحسب ما أتيح لكل منها من تجارب سياسية ، يضاف إليها عامل شخصي : هو مدى اطلاع الشخص نفسه ومدى ما يتمتع به من حرية في أن يقرأ ويطلع ويتجاوز النظرة الأحادية التي قد تكون مفروضة عليه من قبل نظامه السياسي .
ومع اختلاف الثقافة ، تختلف النظرة ، ويختلف التحليل ، ومن ثم يختلف الحكم .
فالذي يعتبر كافرا في رأي البعض ، يراه البعض الآخر مناضلا صنديدا ، والذي يعتقد نفسه ممثلا للإسلام يراه البعض الآخر أشد خطرا على الإسلام وضررا له من أعدائه .. والذي يعتقد نفسه ظل الله في الأرض .. قد يراه الآخر ظل الشيطان .. وصورة للفساد والتخريب .. والذي يعتقد نفسه مالكا للحقيقة المطلقة برأي نفسه والبعض .. قد يراه غيره ضالا مضللا .. وهكذا ، وتزداد الأمور تعقيدا عندما نتحدث عن ... السياسة
ما الحل إذن أمام الاختلاف في النظر والحكم : هل يتقاتل كل أولئك ويتراشقون بالتهم والتكفير .. أم نجترح حلا وإطارا يستوعبنا ، ويعصرنا ، ولنخرج بخلاصة مفيدة ، ولنصبغ الحياة بالتنوع الضروري لاستمرارها
المعروف ، أن هناك دول عربية خاضت تجارب سياسية غنية ، منها مصر وسوريا والسودان وتونس واليمن والبحرين والأردن وفلسطين والجزائر ، فهذه الدول تماشت فيها تيارات سياسية عديدة ومتنوعة جنبا إلى جنب : التيار القومي مع التيار الإسلامي مع التيار الشيوعي ، وكانت هناك تجارب سياسية غنية ، وإن كانت محدودة ، ولكنها أتاحت الفرصة للمواطن في تلك البلدان أن يطلع ويعرف ويعايش الفكر الآخر .
ومعايشة الفكر الآخر ، وملامسته ، وقبول الآخر ، هي مسألة في غاية الأهمية حتى تزول الكثير من الحواجز والأوهام والأفكار الخاطئة ، وسوء الفهم .
عندما كنت في الكويت : كان كل الناس يعتقدون بأن الشيوعي هو الرجل الملحد الذي ينادي بالإباحية الجنسية . ولا يعرفون عن الشيوعية أكثر من ذلك .
وعندما جئت إلى سوريا : تغيرت النظرة كليا . صحيح أنني لم أصبح شيوعيا ، ولكن تعريفي لهذا الآخر تغير ، ورأيت أن الشيوعي إنسان وطني مثله مثلي ولكن له وجهة نظر أخرى في إدارة الاقتصاد الوطني وحماية الفقراء والعمال والفلاحين وهو إنسان شريف بكل معنى الكلمة .
وأدركت أنه من السذاجة أن أحكم على أي فكر بدون أن أطلع عليه شخصيا ، ومن السذاجة أن أحكم على الآخر دون أن أراه وأعايشه شخصيا .
واتخذت قرارا بأن لا أسمح لأحد بأن يغتال عقلي ويفرض علي أحكامه هو عن العالم ، ويوزع التهم الجزافية بدون أدنى إدراك حقيقي أو تفهم حقيقي .
والحقيقة أن الذي يجهل ألاعيب السياسة ، على طول التاريخ ، لن ينجح في فهم الظواهر السياسية ، سواء أكانت تيارات أم أنظمة .
في السياسة بشكل عام ، والعربية بشكل خاص : لا مكان للفكر .. ولا للقيم الأخلاقية .. ولا أحد من الساسة يهمه الدين ولا نشر العلم ... إلا : بقدر ما يخدم هذا أو ذاك السلطان .
وإذا كان الخطاب الديني السائد يكرس الحكم ويحمي الكرسي ، فأهلا وسهلا ، أما إذا هدد الملك ولو قليلا ، فلا يتورع السلطان من رمي الكتاب المطهر بالسهام ، أو يحضر بعض المشايخ ليفتون له بما يرام .
الخطاب القومي العربي ، ليس وليد ثورة يوليو ، فهو ولد من قبل ، ولم يأت به عبد الناصر من عنده ، وإن كان قد استلهمه ، على أنه من آمال الجماهير العربية وأحلامها التي فرضت فكرة القومية على الساحة السياسية العربية ، كرد فعل على واقع التجزئة والتقسيم وكتحسس للروابط الكثيرة والقواسم المشتركة التي تجمع الشعوب العربية .
ولكن بالمقابل : هناك دول عربية ، لم يكن لها مصلحة في هذا التيار القومي الصاعد ، ورأت أنه يهدد سلطانها ، فقررت مقاومته ومحاربته .
وبذلك ، التقت مصلحتها مع مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والغرب عموما . وعمل الجميع على محاربة التيار القومي العربي .
ولكن الدولة التي تدعي أنها تحكم باسم الإسلام ، لا بد لها من تبرير ديني لأي سلوك سياسي . ودخلت الفتوى كسلاح سياسي في المواجهة ، ودخل الدين ، كعادته على طول التاريخ ، في لعبة السياسة ، وتم تطويعه من أجل خدمة مصالح السلطان وحاجاته ، في دلالة واضحة على أن السياسي لا يهمه الدين في شيء إلا بقدر ما يخدم مصالحه ويبرر تصرفاته .
وبذلك تم تجييش رجال الدين لنقد فكرة القومية العربية وتكفير كل من ينادي بها ، ورجل الدين المسكين ، يعتقد بأنه يقوم بواجب ديني محض ، ولم يلحظ أنه مجرد أداة ساذجة في يد السلطان ، ولزوم عابر لمعركة عابرة .
ورجل الدين هذا ، لم يفهم بعد ، ألاعيب السياسة ، وما زال مصرا على أن يكون عنصرا فيها ، يقدم التبرير الديني أنى طلب إليه ذلك ، في مقابل أن يظل في حمى السلطان ومحظيا بامتيازاته .
وتم نشر الآراء الدينية التي تعادي وتكفر القومية العربية ، وتم منع كل الكتب الأخرى التي تشرح فكرة القومية العربية .
ونشأت أجيال على هذه الحال ، لم يتح لها سماع الرأي الآخر ، سواء في موضوع القومية العربية أو غيره ، وفي ظل نظام تعليمي ترهيبي يقوم على التخويف وفكر الإقصاء والنفي والتكفير .
وراح بعض الناس تؤمن بتكفير القوميين العرب ، وتحارب عبد الناصر في كل مكان ، في الوقت الذي كانوا فيه يستقبلون الجنود الأميركيين والبريطانيين بباقات الورود . وتشابكت المصالح إلى أبعد الحدود ، بحيث راحت تلك البلاد تدفع الأموال الطائلة لتحقيق المصالح الأميركية في محاربة الفكر القومي ( الاشتراكي ) والاتحاد السوفياتي ، في معركة ، اتضح أن العرب ، وتلك البلاد ، لم يجنوا منها شيئا سوى الخسران المريع ، حيث قطفت أميركا ثمارها ، بينما نحولنا نحن إلى ضحية أخرى تنتظر مصيرها البائس .
منذ يومين أيضا ، وفي رسالة ابن لادن على قناة الجزيرة ، كرر ذكر الاشتراكيين في خانة الكفار الواجب محاربتهم ... في الوقت الذي ينادي فيه كل العرب العقلاء لرص الصفوف وتجاوز الخلافات الداخلية ، بينما ابن لادن يريد تأجيج الحرب الأهلية بين الشعوب العربية بكلامه ..
ولكن كيف يسمح لرجل أن يوزع شهادات الإسلام وتهم الكفر على الناس ، وهو الذي لم يسمح لعقله بأن يتنسم هواء الحرية يوما ما ، ولا يؤمن بالحرية أساسا ، ولا بأدنى حق من حقوق الإنسان .
والمفارقة أن هذا الرجل لم يسمع بالكثير من المؤلفات الإسلامية التي خرقت آذاننا وهي تقول : بأن النظام الاقتصادي الإسلامي يجمع بين مزايا الاشتراكية (بحفاظه على مبادئ العدالة الاجتماعية والتكافل والتضامن الاجتماعي ) !!! ومزايا الرأسمالية ( بحفاظه على مبدأ المنافسة والملكية الفردية ) ، وهذا يعني أن النظام الاقتصادي الإسلامي يحتوي الاشتراكية ، أو مزاياها على الأقل .
وإذا استعملنا المنطق الأرسطي هنا ، وعطفا على ما جاء في كلام ابن لادن ، بأن الاشتراكيين كفار ، فهذا يعني أن النظام الاقتصادي الإسلامي يحتوي على شيء من الكفر ، لأنه ، وفقا لكتابات الكثير من العلماء ، يحتوي على مزايا الاشتراكية دون عيوبها ، وبالتالي ، فهو يحتوي على جزء من الكفر !!!!!م
وكلامنا هذا يتأكد من خلال النظر بأن الإسلام يستوعب القومية العربية . فمصطلح العالم الإسلامي ، يشمل الشعوب العربية ، التي هي بناء القومية العربية ، إذن فالإسلام يستوعب فكرة القومية العربية ، ويتجاوزها إلى المسلمين جميعا ، بل ديار الإسلام جميعها بمن فيها من أهل الكتاب .
والمشكلة أن البعض لا يتفحص رأيه أحيانا ، فينام عليه سنين وسنين ، دون أن يسمح لنفسه بالمراجعة وإعادة التقييم ، وهي مشكلة عربية عامة كما تعلمون .
فكيف للمرء أن يؤمن بأن الإندونيسي أخ له ، ويرفض فكرة أن كل عربي شقيق له أيضا
وكيف يمكن للبعض أن يؤمن بضرورة توحد العالم الإسلامي ، ويرفض فكرة توحد العالم العربي
وإذا كان الإسلام يستوعب الفكر القومي العربي ، فلم لا يقبل به كخطوة أولى
السبب في معاداة القومية من قبل بعض الأنظمة الدينية ، هو جنوحها لتبني الفكر الاشتراكي ، وانحيازها للاتحاد السوفياتي
وبالمقابل ، فإن السبب وراء محاربة الفكر القومي ، وعبد الناصر بالذات من قبل بعض ممالك الجزيرة العربية ، هو حماية المصالح الأميركية وحماية النظام الملكي نفسه ، لأن القومية ارتبطت بالحكم الجمهوري ، أي تداول السلطة والتعددية والانتخابات والبرلمان والصحف والعلمانية وغير ذلك .
سيقول لي بعضكم : وأين الديمقراطية والانتخابات في سوريا ومصر وكل من أخذ بالفكر القومي ... وأجيبكم ببساطة : نحن نتكلم على المستوى النظري ، وليس على مستوى التطبيق العملي .
ولو أردنا دائما تقييم الفكر من خلال التطبيق العملي ، لسقطت الكثير من المفاهيم المقدسة أيضا التي استخدمت بشكل مغلوط ومسيس على طول التاريخ
إذن : فإن إطلاق الحكم على الفكر القومي بأنه فكر متعفن ، ومعاداة مثل هذا التيار بدون التبصر بعواقب ذلك ، ومدى ما يخدم ذلك أعداء الأمة العربية ، فيه قصر نظر سياسي
كما أن القول بأن هذا التيار هو الذي جلب المنافي والأمن وووو ، وإن كان صحيحا ، إلا أن هذه التهمة ألصق بالأنظمة الدينية ، التي لا يسمح فيها بأي رأي آخر ، وبأي عمل جماعي ، ولا حتى بنقابات شكلية ، ولا أي تجمعات ، أو أحزاب ، أو حتى مظاهرة بسيطة أو مجرد اعتصام
والعقلية الاستراتيجية تفرض علينا مناصرة شقيقنا على عدونا ، حتى لو كان منحرفا من وجهة نظرنا ، فمصر القوية هي عون لكل العرب ، سواء أكانت قومية أم علمانية أم شيوعية أم إسلامية ..
كوريا الشمالية هي عون لبعض الدول العربية ، وهي ما هي
يجب أن تساعد شقيقك على أن يكون قويا ، بالدرجة الأولى ، أما أن تعاديه وتحاربه بحجج واهية ، وترهق قوته ، وتشن عليه حملة تكفير وحصار في وقت هو أحوج ما يكون فيه لعونك ، فهو لعمري الكفر الصريح والمجافاة الفاضحة لكل القيم الإسلامية والعربية
أما اتهام القومية بالعنصرية ، فهو أيضا قصور في النظر ، وإن كنت أنا أؤمن بالإنسان أينما كان ، فهناك حقوق إنسانية باتت تجمع البشر ويشتركون فيها ويتكافلون على حمايتها ، لأنها من أسس الحياة
ولعلك تعلم أن الاستبداد شر مستطير ، من شأنه تهديم أي فكرة حتى لو كانت منزلة في كتاب الله ، وتعرف أن التاريخ الإسلامي مليء بالشواهد التي تؤكد أن المستبد يدون على كل القيم ، ويشوه الدين ، ويسخره دائما لخدمة مصالحه وحماية كرسيه ، ولكن الحرية هي التي تؤدي إلى نمو الفكر الحر النظيف والصحيح ، وهذه الحرية ممنوعة في حظائرنا العربية ، ولكن التكفير مسموح به كسلاح سياسي يبرر العداء والإقصاء والمحاربة ، ودائما لا نفرق بين الأحكام التي هي من أساس الدين وبين تلك التي جاءت لخدمة فترة سياسية معينة وسلطان معين فيختلط علينا الأمر ، فلا نميز بين السياسة التي جاءت بلبوس الدين أو الدين الذي جاء بلبوس السياسة
ولذلك ، ترى مصر تقيم علاقات كاملة مع إسرائيل ، وتوجه تهنئة لشارون بمناسبة فوزه بالانتخابات الأخيرة ، ولكنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إيران ولم تفتح لها سفارة فيها بعد ، وأنت تشاهد أن علاقات بعض الدول الإسلامية بإسرائيل أفضل من علاقاتها بجاراتها المسلمة ..
وها هي النمسا تمنع نقل القوات الأميركية من أراضيها في طريقها إلى تركيا
وها هي بلجيكا تعارض وبقوة تسخير الناتو للحرب على العراق ، وهي تستعد لمحاكمة مجرم الحرب شارون
وهذه الدول المسيحية هي في نظر ابن لادن ( صليبية ) فهل يصح مثل هذا التقييم وهذا التعبير حاليا وفي هذا التوقيت
وها هم المتطوعون من كل أنحاء أوروبا يعبرون الحدود السورية في طريقهم إلى بغداد ، لتشكيل دروع بشرية هناك ، وقد استوقفناهم في مدينة حلب ، وإذ بي أرى أطباء ومهندسين وعمال وموظفين تركوا وظائفهم وجلبوا مدخراتهم وغامروا بمستقبلهم وحياتهم ... وهم ( في رأي ابن لادن ) نصارى وصليبيون ، ولكن الكثير من المسلمين الأقحاح الذين ما فتئوا يكفرون غيرهم من العرب يقدمون العون المديد لقتل أشقائهم المسلمين
وهذا هو ابن لادن في رسالته الغبية ، يؤكد بأن المعركة إسلامية صليبية ، ويدعو المسلمين لمحاربة النصارى ( ولا يقول الولايات المتحدة أو بريطانيا ) وفي توقيت غبي أيضا ، وكأنه يقدم هدية مجانية لجورج بوش ، ليقول للغرب : إن المسلمين كلهم ينظرون إليكم كأعداء وصليبيين ، فلم إذن تدافعون عنهم وتعارضون حربنا عليهم
وهذه العقلية ( المتعفنة حقا ) في تقسيم العالم إلى مسلمين وكفار ، أصبح يتعين عليها الرحيل فعلا أو السكوت .
العالم الآن لا يمكن تقسميه أي تقسيم ديني ، ومن السذاجة القول بغير ذلك . هناك مصالح تجمعني أنا في سوريا مع مواطنين من نيوزيلاندا وآخرين من الكونغو وأخرين من الولايات المتحدة وآخرين من فرنسا وآخرين من تونس وآخرين من روسيا وآخرين من ألمانيا واليابان وهكذا ... العالم الآن ، لا يهمه الدين إطلاقا ، حتى الزعماء العرب ، لا أحد يكترث بالدين ولا بالتقسيمات الدينية ، لأن السياسة لها حسابات أخرى
ولأن العولمة أفرزت تقسيمات جديدة للعالم ، والمنطق الامبريالي ، يريد سحص الإنسان وتسليعه وتسطيحه ، والعولمة لا تكترث بالثقافة إلا بالقدر الذي تحتاجه لخدمة مصالحها ، وبالتالي ، فإنها ستطحن كل المفاهيم والثقافات التي ستقف في طريقها ، سواء أكانت أفكار دينية أم وضعية ، ولذلك ، ستجد نفسك ، في جبهة واحدة مع الكثير من الشعوب وفي معركة عالمية يشترك فيه المسلم إلى جانب المسيحي واليهودي والبوذي وكل المذاهب ، بدليل أن الذين يهاجمون الولايات المتحدة ويقاومون سياساتها ويتحركون ولا يكتفون بالكلام هي المنظمات الغربية والأوروبية ، وهي مسيحية بطبيعة الحال ، ولا يمكن أن نطلق عليهم تعبير الصليبيين ، فهو تعبير حربي ، وله دلالة تاريخية معينة ، ولا استخدامه الآن بدليل الأعداد الكبيرة من المسيحيين الذين يدافعون عن القضية العربية قديما وحاضرا والموقف العربي المسيحي من الصراع العربي الإسرائيلي معروف وواضح ولا يحتاج إلى براهين على شرفه ومصداقيته ووقوفه دائما إلى جانب المسلمين العرب
ما زال رجل الدين يريد أن يفصل لنا السياسة على مقاسه ، مثلما فعل ويفعل السلطان دائما ..
ويبدو أنه كتب على المواطن العربي الضياع .. وأن تبقى رقبته دائما تحت رحمة سيفي رجال الدين والسلاطين الذين جمعهم حلف استراتيجي على قهر المواطن العربي ومنعه من مضغ عنب الحرية يوما ما
بقي أن أقول : بأنني لست منتميا لأي حزب ، لسبب بسيط : وهو أنه لا وجود للعمل السياسي بعد في الوطن العربي كله ، ولكنني أدافع عن حق كل الأحزاب في أن يكون لها منبر تدافع من خلاله عن آرائها وتشرح وجهات نظرها ، وأنا هنا إنما أدافع عن الموضوعية فقط في تناول المسائل ، وفتح الباب للصوت الآخر وللرأي الآخر الذي نكفره قبل أن نفهمه
أما بخصوص الأكراد ، ومعاناتهم ، فقد أعجبني دفاعك أيها الأخ المطيري وهذا ما جعلني أضع توقيعي المتواضع في صفحة التوقيعات ، لأنني لا أنسى تلك الصورة : الأب الذي يحضن ابنه .. وكلاهما جثتان مهترئتان بفعل القنابل الجرثومية ..
ولا أدري كم وإلى متى سنستمر في دفع أثمان باهظة من حياتنا ومستقبلنا وثروتنا ووجودنا ثمنا للجهل والحقد والاستبداد الذي يظهر لنا في الحكم .. والفكر أيضا
وتقبلوا تحياتي واحترامي لكل الآراء والزملاء
|