المساواة أمام القضاء
القضاء من اشق المهام التي يجب أداءها في هذه الحياة فهي مهنة تحقيق العدل بموجب الحكم الذي يمكن أن يكون مطابقا للحق والواقع وقد يكون الحكم مخالفا للحق والواقع فيقع الظلم المهم أن يتحرى القاضي جميع الملابسات ويصل إلى الوقائع ويثبتها ويعطيها التكييف القانوني السليم ومن ثم يطبق عليها القانون المناسب ,. وليس ذلك بالأمر اليسير بل انه غاية في الدقة والخطر
لذلك هناك شروط ومواصفات يجب أن تتوفر في القاضي أوردها المتشرعون في مضانها الفقهية منها :
1/ العقل والبلوغ والرشد والذكورة
2/ الاجتهاد والفقه
كما ذكروا في باب آداب القضاء الكثير من المبادئ التي يجب أن يتحلى بها القاضي ومن أهمها معاملة الخصوم على حد سواء وعدم تمييز أحدهما عن الآخر ولو ببنت شفة ومما يروى في ذلك قصة اليهودي الذي سرق درع الخليفة علي بن أبى طالب وهو يصلي وادعى أنها ملك له و أراد المسلمون ردها للخليفة ولكنه رفض استردادها منه بتلك الطريقة واتجه للقضاء وهو خليفة المسلمين , فمثل الخليفة أمام القاضي شريح وحضر الشخص اليهودي كذلك , في جلسة القضاء نادى شريح القاضي الخليفة علي بن أبى طالب بكنيته (يا أبا الحسن) ونادى اليهودي باسمه فرفض الخليفة علي ذلك وقال لشريح إما أن تناديه بكنيته أو تناديني باسمي وهذه اللفتة من خليفة المسلمين لقاضيه لتعليمه آداب القضاء والحكم وذلك لتحقيق المساواة بين المتخاصمين أمام القضاء , بل واكثر من ذلك تم الحكم بان الدرع لليهودي لان القاضي شريح رفض شهادة الحسن لأبيه . مما أدى إلى إسلام اليهودي ونطقه بالشهادتين لما رآه من عدالة الإسلام و أخلاق خليفة المسلمين التي لا ينظر أليها على أنها مجرد أخلاق بل مبادئ و أسس للمحاكمة في الإسلام.
هنا أتتساءل .. ولا ادري ما الجواب هل سينال مروان البرغوثي مثل هذه العدالة في المحكمة اليهودية ؟
أما في القانون الوضعي فقد قرر فقهاء علم أصول المحاكمات الشروط التي يجب أن تتوفر في القاضي كما وذكروا المبادئ العامة للمحاكمة والتحقيق ومنها:
4/ مبدا علانية المحاكمة
2/ مبدا شفوية المحاكمة
3/ مبدا وجاهية المحاكمة
4/ مبدا تقيد المحكمة بحدود الدعوى
5/ مبدا تدوين إجراءات المحاكمة
6/ مبدا حرية الإثبات وحرية الاقتناع الشخصي
7/ مبدا المساواة بين الخصوم في المعاملة
أهم ما أريد التطرق إليه هنا هو مبدا المساواة بين المتخاصمين لانه من هذا المبدا جاءت أسباب رد القضاة كالقرابة والمصاهرة والمصلحة......... الخ
إن مما أثارني لكتابة هذه السطور صديق قديم كان من نمط الوكلاء الذين يترافعون عن الآخرين بخبرتهم وممارستهم وكنت أتداول معه بعض المسائل ففوجئت بأنه ترك عمله كوكيل عن الآخرين لما لاقاه من (ذل) من القضاة فسألته وكيف ذلك فقال ما ترى في قاض يدخل خصمك فيسلم عليه يرد عليه السلام وتسلم أنت فلا يرد عليك السلام ؟ ويكمل وعندما اكرر السلام أخرى تلو أخرى يرمقني القاضي بطرفه ويكتفي بالرد وعليكم فقط.
يا للعجب أما يتعلم أمثال هذا القاضي من خليفة المسلمين علي بن أبى طالب معاملة الخصوم على حد سواء دون النظر إلى انتماءاتهم الدينية أو العرقية أو الإقليمية اوالمذهبية .
أخيرا أتساءل
كيف يتم تطوير جهاز القضاء ليتواكب مع تطوير نظام المحاماة الجديد؟
كيف يصل القاضي إلى التجرد التام والنظر إلى العدالة كهدف أسمى؟
ما هي الإشكاليات الجديدة التي ستؤدي إلى التباين بين المحامين الجدد والقضاة القدماء؟
كلامي هذا قاسيا نوعا ما
والله اعلم انني قد اعددت هذا الموضوع من عدة اشهر للمشاركه به في المنتدى ولكن ترددت في طرحه كثيرا الى ان قررت ان لا اطرحه............ الى ان جاءت بعص القصص التي اثارت شجوني .
استاذي الفاضل الناصري
لاتلمني فانا لست طائفيا ولا متعصبا وارجو المعذرة
واخيرا عيدكم مبارك وكل عام وانتوا بألف خير وصحة وسلامة