الرسائل المزعجة (spam)
عانيت ويعاني مثلي الكثيرون ممن يستخدمون البريد الإلكتروني بشكل يومي من الرسائل المزعجة (spam) التي يمتلئ بها البريد الإلكتروني سواء الرسمي أو الخاص ، مما جعلني أفكر كل يوم في إيجاد حلول قانونية تكفيني وتكفي غيري شر هذه الرسائل الخطرة والتي تتسبب في إضاعة الوقت وتعطيل الأجهزة وهدر الأموال ، وربما وصلت في بعض الأحيان إلى فقد بعض الموظفين وظائفهم أو تسببت أحياناً في رسم صورة سيئة عنهم من قبل رؤسائهم أو حرمانهم من ترقية أو خفض درجاتهم الوظيفية .. وأضرب لذلك الأمثلة التالية:
موظف يستقبل البريد الخاص بشركته كل صباح فيجده مليئاً بالرسائل مجهولة المصدر أحياناً، أو من شركات تسويقية لمواد بعضها إباحية وبعضها غير ذلك..
هذه الرسائل تسببت فيما يلي:-
إضاعة وقت الموظف في فرزها و إزالتها وربما أزيل مع هذه الرسائل - عن طريق الخطأ - بريد هام كان من المفترض الإطلاع
علي
ه، أو فتح رسالة حاملة لفيروس ظنا منه بأهميتها، ففي الحالة الأولى ربما فاتت على الشركة فرصة ربح أو تسبب عدم الإطلاع على الرسالة في غرامة أو غير ذلك من خسائر، وفي الحالة الثانية ربما تسبب فتح الرسالة المجهولة في اختراق جهاز الكمبيوتر ثم الانتشار عبر هذا الجهاز لباقي الأجهزة ذات الصلة به وبالتالي التسبب في خسائر مادية طائلة.. وقد حدث في إحدى الشركات عندما كان الموظف يفتح بريده وكانت به رسائل من جهات عديدة فقام بفتح إحدى الرسائل ظناً منه بأهميتها فإذا أمامه صورة خليعة ، وقبل أن يتمكن من حذفها صادف مرور مديره الذي رأى هذه الصورة على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بهذا الموظف مما سبب له حرجاً وكاد هذا الحادث أن يعصف بوظيفته ..
كيف يتعرف المرسلون لهذا البريد المزعج(spammers) على بريدك الإلكتروني؟
هناك طرق عدة يكون في بعض الأحيان المرسل إليه نفسه سبباً فيها إما بحسن نية مثل من يعطي بياناته ومنها بريده الإلكتروني لجهة موثوق فيها فتسرب تلك الجهة بريده للغير، أو بتصرف غير سليم من المرسل نفسه كالدخول لمواقع غير موثوق فيها وترك بياناته لأغراض غير قانونية..
ومن طرق وصول البريد غير المزعج أيضاً والتي لا يكون للمرسل إليه يد فيها هي بيع الشركات مزودة خدمة البريد العناوين الإلكترونية لعملائها للغير، الذين هم بحاجة لنشر منتجاتهم والإعلان عنها، فأصبحت تباع "إيميلات" الفئات المستهدفة بشرائحها المختلفة بواسطة شركات متخصصة في تزويد من يرغبون الإعلان عن منتجاتهم مقابل مبالغ من المال..
كما أن كثير من الشركات تلجأ إلى وسائل أخرى مثل إرسال عشرات الآلاف من عناوين البريد الالكتروني العشوائية باستخدام آلية تقوم بالبحث عبر الإنترنت عن الموضوعات التي تكون محل اهتمام الناس مثل أنفلونزا الخنازير وتحويل عناوين تلك الموضوعات تلقائيا إلى جمل تستخدم في موقع العنوان الخاص بالرسائل المزعجة التي يرسلونها ، وذلك على أمل إثارة فضول متلقيها ودفعهم إلى قراءتها.
فتستبعد العناوين غير الصحيحة وتضيف الأخرى إلي قاعدة بيانات كبيره تحتوي
علي
عناوين البريد الالكتروني الصحيحة والتي يتم إغراقها بالرسائل الدعائية بشكل منتظم.
كيف تتخلص من رسائل البريد الإلكتروني المزعجة؟!
هناك طرق فنية يعرفها أهل الاختصاص ولست منهم لذلك سأنقل هذا الجزء من موقع "باب دوت كوم" حيث جاء فيه أن عملية حظر المرسل غير مجدية لاتخاذ المرسل عناوين بديلة مختلفة لمعاودة الإرسال ..
(غير أن مستخدمي بريد الهوت ميل يستطيعون التخلص من تلك الإيميلات عن طريق الفلتر بالإجراءات التالية:
- عندما تفتتح بريدك في الهوت ميل اضغط اختيارات Options
- ستجد عدة اختيارات، اختر فلترز Filters ثم توجه إلى Filter 1: Enabled ضع
علي
ها إشارة صح.
- ثم تجد أسفل منها ثلاث خانات، اختر الآتي: الخانة الأولى اختر Subject أي عنوان الموضوع في الرسالة.
- في الخانة الثانية اختر((contains)) أي المحتوى
- في الخانة الثالثة اختر الكلمة التي تكون دائما في عنوان الرسالة الإباحية وعادة تكون هذه الكلمات
sex teen -hot- Adult – HORNY
- سوف تجد عدد 11 فلتر، ضع كل كلمة في قسم لوحده مع تكرار الخطوات السابقة في كل قسم.
ثم تجد اختيارا أخيرا وهو: أين سوف يكون مصير الرسالة، عنده اختر من بين الاختيارات Drafts Trash Can أي صندوق المهملات، ثم اضغط على عبارة تجدها في آخر الصفحة وهي: (( apply filters now)).
هذه الطريقة فعالة في كثير من الأحيان، ولكنها لا تفيد في الرسائل التي تصل بأحرف أو رموز غير مفهومة، وهذه الإجراءات موجودة في أنواع أخرى من مواقع البريد الإلكتروني العالمية مع بعض الاختلافات الخاصة بها.) انتهى..
أما الطرق القانونية - وهي ما دفعني لكتابة هذا الموضوع – فلم أجد من أهل الاختصاص من تناولها بدراسة مفصلة وواضحة ولم أجد كذلك في قوانين الدول العربية نصوصاً تجرم إرسال هذه الرسائل بشكل صريح وواضح ، أما الدول الغربية فقد جاء في موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت ما يلي:
( قام الاتحاد الأوربي في 24 أكتوبر 1995 بشأن حماية البيانات الشخصية للأفراد وحرية حركة هذه البيانات بالنص على أن هتك البيانات الشخصية يجب أن يعالج بطريقة شفافة و قانونية ، مع موافقة واضحة من الشخص المعني. ولا يمكن جمع هذه البيانات إلا لوجهة واضحة ومحددة. توجيه 12 يوليو 2002 بشأن حماية الحياة الخاصة للأفراد في قطاع الاتصالات يحظر إرسال الرسائل التجارية غير المرغوب فيها من خلال إدخال مبدأ تقيد التلقي "opt-in بمعنى على أي متعامل الحصول على موافقة مسبقة من المتلقي لإرسال الرسائل التجارية. أما في الولايات المتحدة فقد وضعت تشريعات لمكافحة البريد المزعج في عدد كبير من الولايات وكذلك على المستوى الاتحادي ("CAN-SPAM Act"في 16 ديسمبر 2003). وهي آلية "تقييد الإرسال" "opt-out"، بمعنى أن متلقي الرسائل التجارية يجب أن تكون لديهم إمكانية طلب عدم استلام مثل هذه الرسائل ، في حين أن النظام الأوروبي أكثر تقييدا لمرتكبي الرسائل التجارية ، يتطلب موافقة "مسبقة" من المستخدم ("تقييد التلقي"). انتهى..
أخيراً أرجو من الزملاء والزميلات إثراء الحوار حول هذا الموضوع كل حسبما يتوفر لديه من معلومات، سواء أكانت فنية أو قانونية لتعم الفائدة ..