|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 7/26/2009 3:20:39 AM
|
اللهم اجعله خير
|
ألقى بجسده النحيل العليل بين أكداس من البشر داخل الحافلة داعيا الله أن يجد لنفسه فيها موضع قدم حتى يتمكن من اللحاق بالجلسة مستعيدا في ذاكرته ذل التودد إلى الحاجب المتغطرس والقاضي الذي يكره كل شئ في الكون إلا ذاته وملذاته والموكل الذي لا يقبل العذر .
كانت الحافلة تضيق بمن فيها من الركاب ، تأمل الوجوه ... يكاد يعرفهم جميعا ... إنهم يحملون نفس السمات ، يعلو وجوههم نفس الهم ، نفس التكشيرة ، نفس القلق ، كل منهم ينظر إلى ساعة يده ثم إلى النافذة وكأنهم يتعجلون الوصول إلى محطة النزول ، نعم إنه يعرفهم جميعا ، إنهم محامون ، حتى هؤلاء الأطفال المعتصمين بثياب أمهم أبناء محامي ، وهذه السيدة المتشحة بالسواد أرملة محامي.
نظر إلى ساعته ثم إلي النافذة .. لم تتحرك الحافلة قيد أنملة ، صاح في السائق " ياللا يااسطى" .. ولا مجيب .. فالسائق منهمك في الحديث مع امرأة تقاسمه كأسا به شراب لونه أصفر وترتفع قهقهته لتصل إلى عنان السماء ، ومن حوله رجال غلاظ شداد ، أشداء على الركاب متفقون فيما بينهم ، يلبسون ثيابا مخططة بالعرض ويضعون نظارات سوداء على أعينهم .... انتابته الرهبة وتملكه الخوف فابتلع كلمات كانت على لسانه وكأنما أصابه الخرص..
أفاق على صوت رتيب ينطلق من تحت الكرسي الأخير في الحافلة .."انتبه من فضلك السيارة ترجع إلى الخلف ... انتبه من فضلك السيارة ترجع إلى الخلف..." حاول أن يصرخ ، الجلسة .. القاضي .. الحاجب .. الموكل .. الأتعاب .. أولادي .. حاجة المدارس .. هدوم العيد .. فلوس العلاج ...ولكن صوتة لا يكاد يخرج من حنجرته .. ومازال الصوت ينساب في رتابة .."انتبه من فضلك السيارة ترجع إلى الخلف " نظر من الزجاج الخلفي للحافلة .. هناك هوة سحيقة ستسقط فيها الحافلة لا محالة ، حاول أن يصرخ .. يستغيث .. ينادي .. ينتفض ومازال السائق منشغل بما هو فيه وحوله رجال لا يعصون الشيطان ما أمرهم .
مد يده ليكسر زجاج النافذة وينجو بنفسه فارتطمت يده بوجه زوجته التي كانت تنام إلى جواره على السرير .. فتمنى أن لو كان هذا الحلم حقيقة فالموت في الهوة السحيقة أهون مما سيلقاه من مصير علي يد زوجته وراح يقول ... " اللهم اجعله خير".
في حلمك كثيرا في الواقع.................... واللهم اجعله خير
الضربات القوية تهشم الزجاج فقط... لكنها تصقل الحديد...
إذا كنت لا تقرأ إلا ما يُعجبك فقط .. فإنك إذاً لن تتعلم أبداً |
|
لو أن هذا حلماً لكان تفسيره ما آل إليه حالنا في هذا العصر المظلم والذي بدأت عجلته في التراجع إلى الخلف والسقوط في هوة سحيقة يخيم عليها ضباب رهيب.......
|
إيه احلام الدراما دى رمضان بك المره الجايه ظبط الايريال على موجه كوميدى
إذا كان دا حال الشاعر الرومانسى الحالم يبقى احنا متنا من زمان استر يارب
|
الزملاء الأعزاء رمضان بك الغندور ، أحمد بك عبد المجيد ، محمد بك راضي.
تحية من القلب وشكرا على مروركم الكريم الذي أسعدني كثيرا ، وإنني بهذه المشاركة المتواضعة حاولت أن أرصد ما قد ألم بنقابتنا العريقة من نوازل وانشغال الجميع كل بشأنه الشخصي تاركين ورائهم الجموع الكادحة من المحامين وأراملهم وأبنائهم ، ضاربين بأحلامهم عرض الحائط ، غير مهتمين بما آل إليه حال النقابة والمصير المحتوم الذي لامحالة سوف تؤول إليه هذه النقابة الصرح.
شكرا لكم وتقبلوا تحياتي
رمضان الشهاوي
المحامي جدا
شربين - المنصورة
رمضان الشهاوي
المحامي جدا
شربين - المنصورة
0106417028 -0188026612
Ramadan_200890@yahoo.com
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ العزيز : رمضان الشهاوي
القصة رائعة ومعبرة حقًا عن واقع أليم يعيش فيه المحامين دون أن يكون هناك بصيص أمل في التغيير نحو الأفضل , ليتك تتحفنا دائمًا بهذه الروائع
أحمد سويد
أنت صديقي . ولكن الحق أولى منك بالصداقة
ارسطو . . الأخلاق
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|