إلى إدارة منتدى المحامين العرب المحترمين
تحية الحق والعروبة
ومع تقديري لكل جهد مبذول من كافة أعضاء المنتدى
يسعدني أن أقدم مشاركتي الأولى المتواضعة فيما يتعلق بالمذكرة ، ولعلني أن لا أكون تأخرت ، وأقترح أن تتضمن المذكرة المراد رفعها بعض النقاط :
وهي الأتية
1 ـ فضح وتعرية الدور الذي تلعبه الصهيونية العالمية ، وأطماعها التاريخية في العراق وكيف تقوم بتسخيرذلك الدور لخدمة مصالح إسرائيل في المنطقة .
ولا يخفى على أحد حقيقة هذه الأطماع التاريخية فقد كان تيودور هرتزل يدعي أثناء مفاوضاته مع السلطان العثماني عبد الحميد أنه اقترح مشروعاً صهيونياً للاستيطان في بلاد ما بين النهرين كوسيلة ضغط على السلطان عبد الحميد لتخفيف معارضته للاستيطان الصهيوني في فلسطين .
لكن الوثائق التي كشفها (( ميخائيل هيمان )) في بحثه تحت عنوان :
(( المخططات الصهيونية للاستيطان في بلاد ما بين النهرين ))
والأدلة الوثائقية التي قدمها تدل على أن ما طرحه (( هرتزل )) على السلطان العثماني كان مشروعا صهيونياً متكاملاً يكشف الأطماع الصهيونية ليس في العراق وحسب بل في المنطقة العربية كلها .
فقد طرح مشروع الاستيطان الصهيوني في بلاد ما بين النهرين لأول مرة عام / 1892 / وذلك من قبل المستشرق الألماني الصهيوني الذي كان يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية ( بول هاويت ) ولقد حظي اقتراح هاويت هذا بدعم وتأييد العديد من قادة الصهيونية أمثال ( سايروس أدلر ) و ( وجاكوب شيف ) و ( اسكار شتراوس ) و ( القاضي سولتر بيرغر ) . . . وغيرهم .
وفي عام / 1902 / أَطلع شتراوس (( تيودور هرتزل )) على هذا المشروع وفي أثناء المناقشة طلب هرتزل إعداد خريطة لمنطقة بلاد ما بين النهرين ، وكرر الطلب ذاته في حزيران من العام / 1903 / ، وبعد موت هرتزل طرح ( جوزيف كوين ) زعيم الحركة الصهيونية في بريطانيا والصديق المقرب من تيودور هرتزل مشروع الاستيطان في بلاد ما بين النهرين .
وأعلن كوين في العام / 1905 / أنه : (( إذا لم نحصل على تصريح بالاستيطان في فلسطين فلن نقبل بأقل من الاستيطان في بلاد ما بين النهرين )) .
وفي العام ذاته عرض (( اسرائيل زائفويك )) المشروع على المؤتمر الصهيوني السادس .
وفي العام / 1905 / أيضاً نشر (( ابراهام مناحيم ميندل أوسيشكين )) كتابه (( برنامجنا )) الذي جاء فيه (( إن من المهام الرئيسية العاجلة أمام الصهيونية توجيه الهجرة اليهودية تجاه القسم الأسيوي في تركيا )) ومن جهة أخرى وانسجاماً مع الأطماع الامبريالية الألمانية في العراق أعلن ( ماكس أسيدور بودينهايمر ) رئيس الاتحاد الصهيوني في ألمانية في خطابه أمام مؤتمر الاتحاد أنه يؤيد الاستيطان في البلدان المجاورة لفلسطين ، وخصوصاً شمالي سورية وبلاد ما بين النهرين ، وكان بودينهايمر يعتقد أن الاستيطان الصهيوني في تلك المنطقة هو من مصلحة الصهيونية لأن أسواق هذه المنطقة ستكون في النهاية مفتوحة أمام الصهيونية في فلسطين . . . ومضى بودينهايمر يقول : (( إن استيطان عدة مئات من الألوف من اليهود في بلاد ما بين النهرين سوف يساعد شركات الاستيطان اليهودي لاستغلال مساحات شاسعة من الأراضي في بلاد ما بين النهرين )) .
أما (( أوتو واربرغ )) عضو اللجنة التنفيذية الصهيونية فيقول : (( إن أسواق أوربا الغربية بحاجة إلى الوطن الذي سيزرع في بلاد ما بين النهرين ، إذا أرادت أوربا الغربية الاستقلال عن الولايات المتحدة الأمريكية ، وخصوصاً أن خطاً حديدياً سيمر من بغداد )) .
وفي عام / 1905 / تعاقد (( أوتو واربرغ )) مع المهندس البريطاني المشهور الذي صمم سد أسوان في مصر (( السير وليام ويلكوكس )) لإعادة تنظيم الري في بلاد ما بين النهرين .
وفي/29/ كانون الثاني من العام /1906/ وبتحريض من (( واربرغ )) وبتأييد من (( ديفيد وولغنسون )) وجهت الدعوة لعقد مؤتمر صهيوني في بروكسل لمناقشة امكانية الاستيطان في بلاد ما بين النهرين ، وأيد المؤتمر مشروع الاستيطان ، وبعد ذلك التقى (( وولغنسون )) مع (( ماكس نورداو )) لبحث نفس الموضوع ، وفي أثناء اللقاء كتب (( واربرغ )) رسالة إلى (( وولغنسون )) يعلن فيها امكانية الحصول على مساعدات من بريطانية وأمريكا لإنشاء (( شركة بلاد ما بين النهرين ))
وهذا ما يفسر لماذا (أمريكا ، وبريطانيا ) . . ؟
وشركة بلاد ما بين النهرين لا تزال شركة ومؤسسة قائمة وموجودة في عقولهم وبرامجهم وأطماعهم ، مع تبدل طفيف فقط على أهداف هذه الشركة ، وأغراضها ، ومنتجاتها ، وما ستسوقه لنا ولغيرنا ، مع بقاء عنوانها ، والشركاء فيها هم . . . هم . . .
إن استراتيجية الصهيونية لاستغلال قضية الأقليات القومية والطائفية في الوطن العربي لتقسيمه إلى دويلات طائفية هو استمرار للهجوم الصهيوني الامبريالي ، فالصهيونية بحكم طبيعتها وجوهرها وارتباطها بالامبريالية العالمية وكونها أداة لها لا تستطيع ولا تقدر أن تغير أهدافها وإن غيرت جلدها ، أو شعاراتها حسبما تقتضي الظروف .
ومهما تبجحت بالحديث عن السلام الذي لا تعني فيه عملياً إلا استسلام حركة التحرر الوطني العربية لها ، وللقوى الامبريالية التي تقف وراءها .
فالتصدي للصهيونية ومحاربتها على كل الأصعدة وبكل الوسائل الممكنة مهمة أساسية ، ولا بد أن تضمن وقفة مبدئية مسؤولة تجاه الثغرات التي تتسلل منه لضرب حركة التحرر الوطني العربية من الداخل وبالتالي نحرم الصهيونية من استخدام قضية الأقليات كسلاح لتحقيق أهدافها .
ـ أن تصل المذكرة إلى أوساط مهمة وفاعلة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أولاً ثم إلى دول أوربا وأمريكا اللاتينية ثانياً :
على السبيل المثال :
1 ـ التنظيمات والمؤسسات الجماهيرية والشعبية غير الحكومية في أمريكا وبريطانية ، وأوربا وأمريكا اللاتينية .
2 ـ طلبة الجامعات ، وإدارتها في أمريكا وبريطانية ، وأوربا وأمريكا اللاتينية .
3 ـ منظمات وتجمعات السود في أمريكا وبريطانية ، وأوربا وأمريكا اللاتينية .
4 ـ الأحزاب والتجمعات السياسية التقدمية في أمريكا وبريطانية مهما صغرت هذه الأحزاب ، وأوربا وأمريكا اللاتينية .
5 ـ الحركات العمالية والنقابية في أمريكا وبريطانيا ، وأوربا وأمريكا اللاتينية .
وكم كنت أتمنى لو أتيحت لي فرصة المشاركة قبل اليوم . . .
المحامي عدنان محمد يزبك ـ سوريا ـ حمص
السبت / 11 / 1 / 2003 /