السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
المحامي زكي راوه رغم تقارب الأفكار بيننا حيناً وتلاقحها حيناً آخر
إلا أنني أجد نفسي مرغماً، على مخالفتك الرأي فيما ذهبت إليه، إذ
ينبني عليه تضميناً لا تصريحاً، الوقوف موقف السلب والدفاع في هذه
الفتنة الضالة المضلة، وهو ما لا نقول به يقيناً.
للشيخ العلامة عبد الرحمن الناصر السعدي – شيخ فقيهنا الفاضل
ابن عثيمين رحمهما الله جميعاً- وهو من أبرز علماء نجد في علاج
القضايا والنوازل كلام نفيس في هذه المسألة، إذ كان رحمه الله
أنموذجاً متميزاً في هذا الباب، مدركاً لمستجدات عصره ومتغيراته
ويتجلى ذلك في كتبه، حيث يقول في رسالته المعنونة بـ وجوب التعاون بين المسلمين
ما نصه: ' قد علم من قواعد الدين أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو
واجب، وأن الوسائل لها أحكام المقاصد، ولا يخفى أنه لا يتم التحرز
من أضرار الأمم الأجنبية والتوقي لشرورها إلا بالوقوف على
مقاصدهم ودرس أحوالهم وسياستهم، وخصوصاً السياسة الموجهة
منهم للمسلمين؛ فإن السياسة الدولية قد أسست على المكر والخداع
وعدم الوفاء، واستعباد الأمم الضعيفة بكل وسائل الاستعباد؛ فجهل
المسلمين بها نقص كبير وضرر خطير، ومعرفتها والوقوف على
مقاصدها وغاياتها التي ترمي إليه نفعه عظيم، وفيه دفع للشر أو
تخفيفه، وبه يعرف المسلمون كيف يقاتلون كل خطر ' (1)
(1) رسالة وجوب التعاون بين المسلمين، ص 13.
|