الرائع الأستاذ / حسن فرج المحامي
تحية طيبة واحتراما
في مساء الأمس تحديدا وعبر الهاتف تجاذبت أطراف الحديث مع محدثي في إحدى الدول الشقيقة ، تطرقنا إلى العديد من الأمور ، انتقلنا للحديث عن أحوالنا المتردية والهابطة بسرعة الطلقة إلى هوة سحيقة من الكرب والبلاء والسوء ، سألني محدثي أين جيل الرواد في مصر التي أنجبت في الماضي فلان وفلان وغيرهم ممن ساروا بهذه الأمة نحو النور والنهضة ، فأجبته ضمنا أن أمثال هؤلاء أناس يحملون في داخلهم المثل والقيمة والعلم والدرجة الرفيعة من الأخلاق ، وأنهم لا يتملقون ، لا يفاقون ،لا يكذبون ، لا يخادعون ، لا يسرقون ، ولهذا فإن أشد حكوماتنا ورعا وتقوى ، وأكثرها بعدا عن الشيطان ، لا ترضى عن أمثال هؤلاء أن يكونوا في زمرتها ، أو أن تروج لهم آلتها الاعلامية الحكومية الجبارة وأخواتها من فضائياتنا المدارة بمخبري الأمن ومرشديهم أو الفضائيات الشقيقة التي تتجنب المضايقات الأمنية على مراسليها تم اعتمادهم بعد فرز أمني مجهري ودقيق.
وتسألني كيف؟
فأسوق لك واقعتين على سبيل المثال
أولاهما الشرك الذي نصبته احدي الفضائيات لمحام بارز وعضو برلماني فزج به لعام كامل في غياهب السجن.
والثاني عضو في مجلس نقابة المحامين ، ورعا ، تقيا ، أخلص لكل قضايا الوطن والمواطن ، ومن حوله ثله ممن يشاطروه توجهه ، أرادوا تأسيس حزب سياسي ، فلم يجدوا إلا بشق الأنفس فندقا يبقل بأن يعقد في احدي قاعاته مؤتمره التأسيسي ، بل وتغير المكان الذي وافق عليه الأمن سلفا في اللحظات الأخيرة ليوم الانعقاد ، نما إلى علما وأظنه صدقا أن هذا الرجل يبحث في هذه الأيام عن قاعة ليقيم فيها أحد أعراس أسرته ، ولكن ، لأنه "فلان" يحول الأمن دون يجد هذا الفندق في المكان والزمان الذي يريد.
أطلت عليك سيدي ، ولكنها كانت مقدمة لابد منها لأطلق سؤالي المتحشرج في حلقي ، أي قضاة يمكن أن ينجبهم هذا الزمن الردئ!؟؟
وأطلق لمن كان يهاتفني ليلة البارحة ... أن من سألت عنهم هم بيننا الآن كثر ، بل هم أكثر مما تتصور ، ولكنهم ، في الظل ، بل كثير منهم في الظلام!
فمتى تشرق الشمس؟
وللحديث بقية
وتقبل التحية
محمد أبواليزيد – الإسكندرية
"خيبتنا في نخبتنا"
|