. السلام عليكم ... ان تناول موضوعا كهذا , في الواقع فقد ترددت فيه كثيرا ,ذلك خشية تفسيره من قبل البعض بانه تسويق لمذهب معين , لكن الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع ومنحني حافزا وسط ذلك التردد , هو لانه في الواقع يعود بمنافع جمة للقاريء الكريم , فهو من جهة يدعو الى وحدة الكلمة والصف بين المسلمين في هذا العصر, الذي يوجب على الجميع سنة وشيعة توحيد الخطاب والموقف لمواجهة اعداء الاسلام والمتربصين به , وهو من جهة اخرى موضوعا ثقافيا لزيادة معلومات القاريء الكريم , ومن هنا فقد تناولت هذا الموضوع بدافع المرحلة التي نعيشها كمسلمين واحساسا منا بالمخاطر المعاصرة والمستقبلية ... سادتي الكرام ان الشيعة يؤمنون برسالة محمد ( ص ) ، ويرون ان شرف الامام علي ( ع ) هو في انتمائه الى هذا الرسول الكريم ، وفي استمساكه بسنته، وهم كسائر المسلمين، لا يرون بشرا في الاولين ولا في الاخرين اعظم من الصادق الامين محمد ( ص ) . لكن الذي حصل تاريخيا هو ان العقائد لم تنج
من عقبى الاضطراب الذي اصاب سياسة الحكم، ذلك ان شهوات الاستعلاء والاستئثار، اقحمت فيها ما ليس منها، فاذا المسلمون قسمان كبيران شيعة وسنة، مع ان الفريقين يؤمنان باللّه وحده وبرسالة محمد(ص)، ولايزيد احدهما على الاخر في استجماع عناصر العقائد التي يصلح بها الدين وتلتمس النجاة . , ولعرض مذهب الشيعة الامامية على الجميع هنا وفي هذا البحث , فقد رغبت ان يكون هذا العرض من خلال شهادات كريمة , كان قد اطلقها علماء اجلاء افاضل , وليس عرضا اصوغه بعباراتي الشخصية , لئلا يقال انت شيعيا ومن الطبيعي ان تمتدح مذهبك ...سادتي الكرام , لقد اشار الكثير من مفكري الاسلام الى حقائق ناصعة , وهي شهادات نعتز بها كمسلمين شيعة , لانها قد اظهرت هذه الحقائق للعامة ,
فالامام الاكبر شيخ الازهر محمود شلتوت يقول : (ان مذهب الجعفرية، المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثني عشرية , مذهب يجوز التعبد به شرعا،كسائر مذاهب اهل السنة) . وقد علق شيخ الازهر الدكتور محمد محمد الفحام على هذه الفتوى بقوله: (الشيخ محمود شلتوت، انا كنت من المعجبين به وبخلقه وعلمه وسعة اطلاعه وتمكنه من اللغة العربية وتفسير القرآن ومن دراسته لاصول الفقه، وقد افتى بذلك اي جواز التعبد بمذهب الشيعة الامامية فلا اشك في هذه الفتوى) , وقال ايضا : (ورحم اللّه الشيخ شلتوت الذي التفت الى هذا المعنى الكريم، فخلد في فتواه الصريحة الشجاعة، حيث قال ما مضمونه: بجواز العمل بمذهب الشيعة الامامية) .اما
الداعية الكبير الشيخ محمد الغزالي فقد قال: (واعتقد ان فتوى الاستاذ الاكبر الشيخ محمود شلتوت، قطعت شوطاواسعا في هذا السبيل،واستئناف لجهد المخلصين من اهل السلطة واهل العلم جميعا، وتكذيب لمايتوقعه المستشرقون، من ان الاحقاد سوف تاكل الامة، قبل ان تلتقي صفوفها تحت راية واحدة... وهذه الفتوى في نظري، بداية الطريق واول العمل ) . اما
عبدالرحمن النجار مدير المساجد بالقاهرة فقد علق على هذه الفتوى بقوله : (فتوى الشيخ شلتوت نفتي بها الان حينما نسال بلا تقييد بالمذاهب الاربعة والشيخ شلتوت امام مجتهد رايه صادف عين الحق. لماذا نقتصر في تفكيرنا وفتاوانا على مذاهب معينة وكلهم مجتهدون) . وقد قال
الدكتور مصطفى الرافعي: «هما المذهبان يقصد الامامية والزيدية الوحيدان من مذاهب الشيعة اللذان يلتقيان مع مذاهب اهل السنة ويصح التعبد وفق احكامهما
ولست ارى ما يمنع من اعتماد المذهب الجعفري، الى جانب المذاهب الاربعة) . وقد اكد
محمد رشيد رضا المحدث السلفي على هذه الحقبقة بقوله : (وقد صرحوا اهل السنة بصحة ايمان الشيعة، لان الخلاف معهم في مسائل لا يتعلق بها كفر ولا ايمان، فالشيعي مسلم له ان يتزوج باي مسلمة. واذانظرنا الى ما اصاب المسلمين من التاخر والضعف بسبب العداوة المذهبية، واننا في اشد الحاجة الى التألف والتعاطف والاتحاد يتبين لنا ان مصاهرة المخالف في المذهب ضرورية ) . اما
حسن البنا زعيم الاخوان المسلمين في العالم فقد قال ايضا : «اعلموا ان اهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا اله الا اللّه وان محمدا رسول اللّه، وهذا اصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، اما الخلاف بينهما فهو في امورمن الممكن التقريب فيها بينهما ) . وكذلك فان
الاستاذ احمد بك المصري استاذ شلتوت وابي زهرة قد قال : (والشيعة الامامية مسلمون، يؤمنون باللّه ورسوله وبالقرآن وبكل ماجاء به محمد (ص)... وفي الشيعة الامامية قديما وحديثا فقهاء عظام جدا وعلماء في كل علم وفن، وهم عميقو التفكير، واسعو الاطلاع، ومؤلفاتهم تعد بمئات الالوف، وقد اطلعت على الكثير منها ) . وفي نفس السياق فقد قال
الاستاذ الشيخ محمد ابو زهرة: (لا شك ان الشيعة فرقة اسلامية... ولا شك انها في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية او احاديث منسوبة الى النبي ( ص ) وهم يتوددون الى من يجاورونهم من السنيين ولاينافرونهم , واذا رجعنا الى كتاب الاصول عند اخواننا الاثني عشرية، نجدهم يعتمدون على الكتاب والسنة واذا كان اخواننا الاثنا عشرية يرون امرالامامة عقيدة، ويرتبونها ترتيبا تاريخيا بالصورة التي ذكروها، فهم معنا في اصل التوحيد والرسالة المحمدية ,
واخيرا نقولها كلمة صادقة، اذ لم يبق من خلاف بيننا وبين اخوانناالاثني عشرية، الا ذلك الخلاف النظري الذي ليس له موضع من العمل، وهو اقرب الى ان يكون خلافا في وقائع التاريخ ) . وقد قال
الامام احمد الباقوري شيخ الجامع الازهر ووزير اوقاف مصر: ( ان قضية السنة والشيعة هي في نظري، قضية ايمان وعلم معا...
فاما انهاقضية علم، فان الفريقين يقيمان صلتهما بالاسلام على الايمان بكتاب اللّه وسنة رسوله، ويتفقان اتفاقا مطلقا على الاصول الجامعة في هذا الدين فيما نعلم فان اشتجرت الاراء بعد ذلك في الفروع الفقهية والتشريعية، فان مذاهب المسلمين كلها سواء في ان للمجتهد اجره اخطا ام اصاب ) . وفي السياق ذاته فان شيخ الازهر سيد محمد طنطاوي قد قال : (ان المسلمين سنة وشيعة مؤمنون باللّه وبنبيه، وان اختلاف الاراء لايقلل من درجة ايمان الاشخاص ) . اما
الاستاذ محمود السرطاوي عميد كلية الشريعة في الجامعة الاردنية واحد كبار المفتين في الاردن فقد قال : (انني اقول ما قاله سلفنا الصالح: الشيعة الامامية اخواننا في الدين، لهم علينا حق الاخوة، ولنا عليهم مثل ما لهم علينا، ما يوجد بيننا وبينهم من اختلاف وجهات نظر، انما هي في الفروع ) . اما الاستاذ
طه جابر العلواني استاذ الفقه والاصول في جامعة الامام محمد بن سعود فقد تكرم قائلا : (ان ما نعرفه عن عقائد الشيعة... انهم يؤمنون باللّه ربا وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا،ويؤمنون باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر، والذي اعرفه عن المسلمين الشيعة في العراق وفي الجزيرة ومناطق الخليج، انهم كاخوانهم السنة يؤمنون بالاله الواحد والكتاب والقبلة وجميع اركان الايمان. قد كافحوا وجاهدوا كاخوانهم السنة للحفاظ على البلاد الاسلامية من وطاة الكفار والمحتلين، وتحملوا ما تحمله الاخرون، وبجهادهم وجهاد علمائهم واخوانهم تم تحرير كثير من البلاد الاسلامية من الاحتلال البريطاني وغيره ) . اما
العالم الازهري خالد محمد خالد فقد قال : (اما الشيعة بالذات فلهم في نفسي تقدير خاص، ولا يمكن ان ننسى من اعلامهم، اءولئك الذين بذلواجهدا سخيا وداعيا في سبيل تحرير الفقه الاسلامي من اغلاله، وتنقيته من الرواسب والشوائب ) . وكذلك فان
الاستاذ الفذ عبدالفتاح عبدالمقصود فقد قال : (ان في عقيدتي ان الشيعة هم واجهة الاسلام الصحيحة، ومرآته الصافية، ومن اراد ان ينظر الى الاسلام، عليه ان ينظر اليه من خلال عقائد الشيعة ومن خلال اعمالهم، والتاريخ خير شاهد على ما قدمه الشيعة من الخدمات الكبيرة في ميادين الدفاع عن العقيدة الاسلامية.
وان علماء الشيعة الافاضل هم الذين لعبوا ادوارا لم يلعبها غيرهم في الميادين المختلفة، فكافحوا وناضلوا وقدموا اكبر التضحيات، من اجل اعلاءالاسلام ونشر تعاليمه القيمة وتوعية الناس وسوقهم الى القرآن ) . اما
الدكتور علي سامي النشار فقد اكد ايضا على ذلك , فقد قال : (ان الافكار الفلسفية للشيعة الاثني عشرية هي في مجموعها اسلامية بحتة , واكاد اقول، ان لا تكاد تختلف الاثنا عشرية المعاصرة في عقائدها،عن عقائد الخلف من اهل السنة، ومذهب الخلف هو عقيدة الملايين من جمهور اهل السنة ) . وفي هذا السياق فقد قال الاستاذ
احمد الحصري استاذ مساعد للفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر: ( يجب ان نفهم جميعا، انه لا خلاف بين الامامية واهل السنة في اصول العقائد، وانه لا خلاف بينهماايضا في مصادر الفقه الاسلامي الاساسية ((الكتاب والسنة))، فالامامية كاهل السنة في توحيد اللّه والايمان برسوله محمد (ص) ,
ونحن اذا نظرنا الى فقه الامامية: في العبادات البحته مثلا، كالصلاة والصوم والزكاة، نجد انه لا خلاف يذكر بين فقههم وفقه اهل السنة، فكثير ما نجد قولا لهم في العبادات يتفق وراي الشافعية او المالكية.. الخ. كما انه لا اختلاف آايضا في احكام المعاملات المالية البحتة، فهم لا يحلون كسب المال الا من طريق حلال... وهكذا لو تتبعنا فقههم، بالبحث والنظر، لوجدنا ان شقة الخلاف ضيقة،لكن الذين وسعوها هم افراد لا يقصدون من هذه العملية الا توسعة شقة الخلاف بين المسلمين ) . اما
الدكتور مصطفى السباعي احد مفكري الاخوان المسلمين , فقد تكرم قائلا في السياق ذاته : ( فاعود فاكرر دعوتي للمخلصين من علماء الشيعة وفيهم الواعون الراغبون في جمع كلمة المسلمين آان نواجه المشاكل التي يعانيها العالم الاسلامي اليوم في انتشار الدعوات الهدامة،التي تجتث جذور العقيدة من قلوب شباب السنة وشباب الشيعة على السواء ,
ويجب ان تنصب جهود المخلصين من اهل السنة والشيعة، الى جمع الشتات وتوحيد الكلمة، ازاء الاخطار المحدقة بالعالم الاسلامي وبالعقيدة الاسلامية من اساسها ) . اما
الدكتور صابر طعيمة فقد قال : ( ومن الحق ان يقال: انه ليس بين الشيعة والسنة من خلاف في الاصول العامة، فهم جميعا على التوحيد، وانما الخلاف في الفروع، وهو خلاف يشبه ما بين مذاهب السنة نفسها(الشافعية والحنفية...) فهم يدينون باصول الدين كما وردت في القرآن الكريم والسنة المطهرة، كما يؤمنون بكل ما يجب الايمان به ويبطل الاسلام بالخروج منه في الاحكام المعلومة من الدين بالضرورة. ومن الحق ان السنة والشيعة هما مذهبان من مذاهب الاسلام يستمدان من كتاب اللّه وسنة رسوله ) . وقد قال الاستاذ بدران ابو العينين: استاذ الشريعة في كلية الحقوق بجامعتي الاسكندرية وبيروت: ( ان الشيعة جماعة من المسلمين تشيعوا لال بيت الرسول...
وهم يقيمون مع اهل المذاهب السنية، وتربطهم بهم روابط التسامح والسعي الى تقريب وجوه الخلاف، لان جوهر الدين واحد، واللّه لا يسمح بالتباعد والتنافر... والامامية مع ذلك لا يفترقون عن جمهور اهل السنة الا في بضع عشرة مسالة ) . اما الاستاذ عبدالرحمن بدوي فقد قال ايضا : ( للشيعة اكبر الفضل في اغناء المضمون الروحي للاسلام، واشاعة الحياة الخصيبة القوية، التي وهبت هذا الدين البقاء قويا عنيدا قادرا على اشباع النوازع الروحية للنفوس، حتى اشدها تمردا وقلقا، ولولاها لتحجر في قوالب جامدة، ليت شعري، ماذا كان سيؤول اليه امره فيها؟ ومن الغريب ان الباحثين لم يوجهوا عناية كافية الى هذه الناحية، ناحية الدور الروحي في تشكيل مضمون العقيدة الذي قامت به الشيعة. والعلة في هذا ان الجانب السياسي في الشيعة هو الذي لفت الانظار اكثر من بقية الجوانب مع انه ليس الا واحدا منها. وقد يكون من اقلها خطرا من حيث القيمة الذاتية لهذا المذهب.ووجوده بشكل واضح لا يدل مطلقا على طغيانه على بقية جوانبه، بل كان نتيجة لطبيعة الصلة بين الدين والدولة في الحضارة العربية، وفي الاسلام منها بوجه التخصيص، فهما فيه متزاوجان وينبعان من مصدر واحد، ولهذا نميل هنا الى اطلاق لفظ الشيعة في المقام الاول من التيار الروحي في الاسلام ) . وايضا فان
الدكتور علي عبدالواحد وافي عضو المجمع الدولي لعلم الاجتماع فقد تكرم ضمن نفس السياق قائلا : ( يتفق الشيعة الجعفرية مع اهل السنة في اصول العقائد الاسلامية، فهم يقرون بالشهادتين واركان الاسلام، ويؤمنون باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر، والقدر خيره وشره، ولا يختلفون عنا في هذا الصدد الا ببعض معتقدات لايوهن اي معتقد فيها اصلا من هذه الاصول.
والامامية يقرون جميع الفروع التي علمت من الدين بالضرورة، كالصلوات المفروضة، والزكاة، والصيام وزمانه، والحج، والكعبة ومكانها، والقبلة واشتراطها، وكذلك جميع الامور الثابتة في القرآن والسنة بدلالة قطعية ) . اما
الدكتور حامد حفني داود استاذ الادب العربي بكلية الالسن بالقاهرة والمشرف على الدراسات الاسلامية بجامعة(عليكرة الهند)، قال: ( ومن هنا استطيع ان اجلي للقارئ المتدبر، ان التشيع ليس كما يزعمه المخرفون والسفيانيون من الباحثين، مذهبا نقليا محضا او قائما على الاثار المشحونة بالخرافات والاوهام والاسرائيليات، او مستمدا في مبادئه من عبداللّه ابن سبا وغيره من الشخصيات الخيالية في التاريخ، بل التشيع في نظر منهجنا العلمي الحديث على عكس ما يزعمه الخصوم تماما، فهو المذهب الاسلامي الاول الذي عنى كل العناية بالمنقول والمعقول جميعا، واستطاع ان يسلك بين المذاهب الاسلامية طريقا شاملا واسع الافاق. ولولا ما امتاز به الشيعة من توفيق بين(المعقول) و (المنقول) لما لمسنا فيهم هذه الروح المتجددة في الاجتهاد وتطويرمسائلهم الفقهية مع الزمان والمكان بما لا يتنافى مع روح الشريعة الاسلامية الخالدة ) . اما الاستاذ محمد حسن الاعظمي فقد قال : (الشيعة الامامية الاثنا عشرية يشهدون ان لا اله الا اللّه، وانه واحداحد، فرد صمد، لم يلد ولم يولد، وانه ليس كمثله شيء، وان محمدا رسول اللّه (ص)، جاء بالحق من عنده وصدق المرسلين، ويوجبون معرفة ذلك بالدليل والبرهان ولا يكتفون بالتقليد، ويؤمنون بجميع انبياء اللّه ورسله وبجميع ما جاء من عند ربه...
ويقولون ان كل من شك في وجود الباري تعالى، او وحدانيته، او في نبوة النبي(ص)، او جعل له شريكا في النبوة، فهو خارج عن دين الاسلام وكل من غالى في احد من الناس من اهل البيت او غيرهم، واخرجه عن درجة العبودية للّه تعالى، او اثبت له نبوة او مشاركة فيها او شيئا من صفات الالهية، فهو خارج عن ربقة الاسلام ويبرؤن من جميع الغلاة والمفوضة وامثالهم ) . اما الاستاذ الدكتور احمد الشرباصي فقد قال : ( وطائفة الشيعة، من الطوائف الاسلامية، ذات الاثر الكبير في المجتمع الاسلامي. واذا كان التشيع قد بدا بحب آل البيت النبوي الطهور: بيت سيدناورائدنا وقائدنا: رسول اللّه عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فقد اتخذ بعد ذلك مسيرة متميزة خلال عصور التاريخ، وقد جعلت هذه المسيرة المميزة تنفسح وتتسع، حتى صار للتشيع اعلامه وابطاله ورجاله ومفكروه وزعماؤه والداعون اليه،والمدافعون عنه...
وكان للشيعة خلال تاريخهم مواقف مشهودة، وبطولات مرصودة، تشعبت وتفرقت وانتشرت يمينا وشمالا في مصادر التاريخ المختلفة ) . اما
الدكتورة سميرة الليثي ليسانس آداب وتربية وماجستير ودكتوراه في التاريخ الاسلامي فقد قالت : ( ينتشر في العالم الاسلامي المعاصر ملايين من الشيعة ويقومون بدورهم البارز الملموس، نحو اعزاز الاسلام، والنهضة بحضارته، وهم يساهمون ايجابيا بجامعاتهم ومعاهدهم ومؤلفاتهم، في التقدم الفكري الاسلامي ) . اما الفاضلة
المجاهدة زينب الغزالي فقد قالت : ( انني ارى ان الشيعة الجعفرية والزيدية، مذاهب اسلامية مثل المذاهب الاربعة لدى السنة، وعلى عقلاء السنة والشيعة وعلى قيادات السنة والشيعة ان يجتمعوا في صعيد واحد وان يتفاهموا وان يتعاونوا على ربط المذاهب الاربعة والمذهب الشيعي بعضهم ببعض ) . اما الاستاذ
مصطفى الشكعة: استاذ الادب والفكر الاسلامي بجامعة عين شمس وعميد كلية الاداب السابق فقد قال : ( الامامية الاثنا عشرية، هم جمهور الشيعة الذين يعيشون بيننا هذه الايام وتربطهم بنا نحن اهل السنة روابط التسامح والسعي الى تقريب المذاهب الان، لان جوهر الدين واحد ولبه اصيل، ولا يسمح بالتباعد...
فهم يبرؤن من المقالات التي جاءت على لسان بعض الفرق ويعدونها كفر اوضلالا ,
واذا امعنا النظر جيدا، وطرحنا كل الافكار البالية الجامدة خلف ظهورنا، فاننا لن نجد كبير خلاف بين كل من مذهب السنة ومذهب الشيعة الامامية... الذي كان تلميذا للامام جعفر الصادق راس الشيعة الامامية اوالجعفرية، وكان اماما فاضلا ورعا، له من الايمان والثقافة الدينية ما لم يتوفر لامام آخر من معاصريه ) . اما السيد
فكري ابو النصر من علماء الازهر الشريف فقد قال ايضا : ( الشيعة مذهب اسلامي عظيم لا يختلف من حيث العادات والمعاملات في كثير عن مذاهبنا الاربعة... ) . واخيرا ((( وليس اخرا ))) , فقد قال الاستاذ
محمد الزحيلي استاذ بكلية الشريعة جامعة دمشق: «ويعتمد مذهب الامامية الفقهي على القرآن الكريم والاحاديث النبوية التي رواها حصرا ائمتهم من آل البيت...
وفقه الامامية قريب من المذهب الشافعي، ولا يختلف كثيرا عن فقه اهل السنة الا في مسائل محدودة كاختلاف بقية المذاهب مع بعضها ) .... وبعد كل هذه النماذج من الشهادات التي اخذتها هنا ( والكثير غيرها طبعا بما لم يسعه المقام هنا ) , اقول كما بدات معنونا هذا البحث , حتى لا تأكل الاحقاد الامة , قبل ان تلتقي صفوفها تحت راية واحدة , علينا وضع الاكف على الاكف , لنفوز بدنيانا واخرانا ...وتحياتي للجميع .......المحامي عباس الذبحاوي الحسيني , العراق , النجف الاشرف , ماجستير قانون , الاميل almohamee_73@yahoo.com