السمكة تفسد من رأسها .
باستقراء ما يحدث في بلدنا حالياً ، يتضح ان المسعورين الجبناء من الأدوات لم تأتيهم الجرأة على كل هذا البطش والتنكيل بكافة طوائف الشعب المسالم ، إلا بعد ضوء اخضر وموافقة ، بل وتعليمات من على أعلى مستوى ، وصدقوني انه ما كان احد هؤلاء الجبناء ليجرؤ على ما يفعل إلا وهو مطمئن لوجود الحماية في النهاية .
أما الأحكام الناع مةالمسرفة في الحنية التي تصدر على إستحياء وعلى فترات متباعدة على بعض هؤلاء المجرمين الجبناء ، فما هي إلا لذر الرماد في العيون ، و ( للجم ) أي التحكم في هؤلاء الجبناء المجرمين و لضمان عدم خروجهم على السيطرة وحتى لا يجرؤ احدهم على التفكير في الخروج على اسيادهم الذين يطعمونهم لحوم اخوانهم و آبائهم وامهاتهم وابنائهم وبناتهم نيئة ثم يكافئونهم على جرائمهم بالترقيات والمكافآت و مضاعفة المرتبات .
وانظر في قانون العقوبات ، وابحث عن العقوبة المقررة لجناية إستعمال القسوة ، وللظروف المشددة على الجاني إن كان من مجرمي الشرطة واعوانهم ، وسترى مدى التساهل والكرم الحاتمي من القضاة في إكتفائهم بتوقيع الحد الأدنى للعقوبة ، بل واجتهادهم للنزول عنه والإسراف في استعمال لعبة الإيقاف ، و العزف النشاز على وتر مستقبل حضرة الضابط ، ولا يهم إن كان حضرة الضابط بفعلته قد قضى على مستقبل اسر بكاملها بأفعاله المجرمة الجبانة الشنيعة التي لا يستحق مقابلها إلا الحكم عليه بالحد الأقصى للعقوبة .
يا استاذ / عمرو فكري استغرب منك انك تقسم بأنك رأيت بعينك ضابط شرطة بقسم الحسينية يسب دين الله ، وعلانية كمان !! بس ؟؟ هل هذا كل ما رأيت ؟ واقض مضجعك ؟
ألم تر الأغلبية الساحقة ( ولا أقول أقلية أو حتى نسبة كبيرة ) من ضباط و امناء الشرطة وجنودها و السادة المخبرين ، وفي كل قسم و نقطة وشارع وحارة ــ وهم يرتكبون في حق كل رجل وسيدة وطفل يضعه حظه العاثر في طريقهم كل ما تعرف من جرائم منصوص عليها في قانون العقوبات ، بل وكل قانون ؟
ألم ترهم يطأون القاضي والمحامي بأقدامهم وهم يعلمون جيداً بصفاتهم ؟ بل ربما كانت صفاتهم المهنية هي السبب الوحيد لهذا الإعتداء المتعمد ؟ ألم تعلم بأنهم قتلوا زميلك الأستاذ / عبد الحارث مدني المحامي ضرباً بأقدامهم أمام النقابة العامة للمحامين ؟
ألم ترهم يصفعون القاضي على وجهه في سابقة تكاد تكون الأولى في تاريخ العالم ( مع اني لست مطلعاً عليه كله ) .
عموماً جاءت نتيجة صفع الضابط سريعة و بشكل منظم ومن الأصوات القبيحة التي كشفت عن وجه قبيح ، تنادي بمنع الإشراف القضائي على الإنتخابات حتى لا يتعرض القضاة للعدوان مرة أخرى !! يا حلاوة
وفي النهاية اسأل هذا السؤال البريء :
لو لم تكن تعليمات صريحة وواضحة ( ومن أعلى مستوى ) قد صدرت لهؤلاء المجرمين الجبناء للتنكيل بكل فئات وطوائف هذا الشعب ، فمن منهم كان سيجرؤ على ارتكاب كل تلك الجرائم ؟؟؟
ومن هو أول مسئول دستورياً وقانوناً عن جرائمهم سوى رأس السلطة التنفيذية ؟؟