شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 14/10/2002
|
الأستاذ توفيق كامل
شكرا لك على طرح هذا الموضوع الحيوي والهام والذي أثار وما يزال يثير إشكالات وحوارات كثيرة بين مؤيد ومعارض
الحريات الأساسية والسياسية في الإسلام من أكثر المواضيع التي أثارت إشكالات في الفهم والتطبيق على السواء
ولكننا دائما نقع في معضلة كبيرة عندما نريد معرفة حكم الإسلام حول مسألة معينة
فهل نحتكم إلى التطبيق التاريخي ، أم إلى النص
وإذا ما احتكمنا إلى النص ، فعلى أي فهم نستند ، وهل نكتفي بفهم وتفسير السلف لهذا الموضوع ، أم يحق لنا الاجتهاد أيضا والاستدلال بالنص على قناعاتنا المغايرة
وهل إذا أعوزنا النص ، يعني ذلك ترك ما هو يحقق صالح المسلمين والشعوب العربية في حياة حرة ديمقراطية تفتح الآفاق للكل للمشاركة في إدارة وبناء وتطوير البلد
وإذا أردنا أن نعرف موقف الإسلام كتطبيق تاريخي من المسائل المثارة ، فإن الدولة الإسلامية منذ نشوئها وحتى تاريخه ، لم تعرف نظام الانتخابات ولا نظام التعددية ولم تعترف بحرية تكوين الأحزاب ، والنظام السائد هوالنظام الوراثي الاستبدادي
أما بالنسبة للنص ، فلا أعتقد أن هناك نصا يمنع من التعددية أو يمنع من تشكيل الأحزاب والتداول السلمي للسلطة
بالنسبة للشورى ، فإن القانون الدستوري ، والمؤسسات الدستورية الحالية قد حلت هذه المشكلة عندما قننت مسائل اتخاذ القرارات والتشريع الوطني عبر مؤسسات البرلمان وغير ذلك من مجالس محلية وأصبح باستطاعة البرلمان فرض قراره على الرئيس في حالات كثيرة كما هو معروف في القانون الدستوري كما يستطيع معارضة بعض قرارات الرئيس أيضا ووقف تنفيذها
والشورى مفهوم بسيط ومبسط للديمقراطية في بدء الدولة الإسلامية وهناك من رأى أن الشورى هي المفهوم الإسلامي للحكم الديمقراطي
وعندما بات للدولة أجهزة ومؤسسات وتطورت بنية الدولة من شكل القبيلة والعشيرة إلى الدولة الحديثة التي تقوم على مؤسسات تشارك كلها في إدارة البلاد وكل منها له مجال واختصاص
وفي كل الأحوال ، فإنه لا مانع من تطبيق أنظمة الحكم الحديث ومؤسساته لأنه ثبت أنها تحقق صالح الشعب بكل فئاته وبدون افتئات فئة أو طبقة على أخرى
فالمساواة مقصد إسلامي مثل العدالة الاجتماعية
وحكم القانون لا يستوي إلا مع مراعاة الحريات الأساسية وقيام الدولة القانونية والتي تقوم على احترام مبدأ الكفاءة وتكافؤ الفرص
ولعلك قرأت مثلي أن المناصب في الدولة الإسلامية كانت توزع وفق رغبات السلطان وزال هناك من آثار ذلك ساريا في دولنا الحالية
وقد يكون لنا عودة إلى الموضوع بشكل أوسع وأفضل
موسى شناني
|