كلام جميل يا سيد رضوان
وكلامك فتح بابا للكلام .. غير المباح
الحقيقة أن للموضوع أبعاد أخرى
الجماهير العربية تتصف بالعاطفية والانفعالية والبساطة
نظرا لأن الإنسان العربي ذو عقلية بسيطة يحب بسرعة ويكره بسرعة وينسى بسرعة . بدليل أن إسرائيل تذبح أهلنا في يوم ، وفي اليوم التالي تجد رئيس عربي يصافح ويستقبل وزير خارجيتها بابتسامة عريضة ، وكأن اللي جرى ما كان
شعبية الزعماء ( البعض ) التي تظهر في ردود أفعال الجماهير العفوية ، ليست حقيقية دائما
الشعبية الحقيقية تأتي من الأرقام .. ومن الإنجازات
نحن شعوب نعيش قطيعة مع الأرقام .. ومع الحقيقة
تجد الشعب يصفق ويهتف باسم الزعيم ،، بينما الأسعار ترتفع والاقتصاد يتراجع والحريات تقمع والأمور تضيق والهزائم ، حدث ولا حرج ، ومع ذلك يبقى الشعب يمارس الحق الوحيد المسموح له … التصفيق
والحقيقة أن الشعب يتعلق بالزعيم ويعلق عليه آماله كلما أحس بالقهر والعجز عن فعل جماعي وعن أخذ المبادرة الجماهيرية وممارسة أي دور سياسي
وإزاء حالة الاستلاب التي تعيشها الجماهير ، تتعلق آمالها بأشخاص يمكن أن يحققوا تلك الآمال . وبذلك ، تضفي الجماهير على شخصية الزعيم هالة قدسية معينة وكبيرة ، وتعتقد أنه هو المنقذ والمخلص .
وهذا يعبر عن الوضعية الاستلابية الاتكالية التي تتخبط فيها الجماهير العاجزة عن الفعل والمبادرة .. والمقهورة
في ذلك ، يقول الدكتور ' مصطفى حجازي ' صاحب كتاب التخلف الاجتماعي (( الإنسان المقهور الذي لم يتمكن من التصدي لقدره ومجابه تحدياته ، يلوذ بقوى تحميه ويجد نفسه في وضعية تبعية على مختلف الأصعدة . منها التمسك بالتقاليد والرجوع إلى الماضي والتماهي بأبطال القصص الشعبي والذوبان في العشيرة وغير ذلك . وهو يكرس نمطه النكوصي الطفلي في مجابهة واقعه من خلال الاتكال على القوى الخارجية التي تعوض له ، واقعيا أو خياليا ، بعض ضعفه . وإن أبطال الإنسان المقهور عديدون ، يشكلون سلسلة متصلة الحلقات تذهب من الأسطورة إلى الواقع ، وكلهم يتصفون بنفس الخصائص : الجبروت والقدرة على تغيير الواقع المؤلم أو المأزقي .. إحلاله في دور الحامي والمدافع عن المقهورين وإعلاء شأنه وتنزيهه عن كل أوجه القصور والعجز التي يشكو منها الإنسان الإنسان المقهور وإحلاله في مرتبة المثل الأعلى .. أول هؤلاء الأبطال هو بطل القصص الشعبي يليه الأولياء وذوو الكراما ويتخذ تعبيره المحسوس الواقعي في صورة الزعيم المنقذ وعلاقة الإنسان المقهور بالزعيم المنقذ سحرية وهوامية : فهي سحرية لأنه يمثل الأمل في الخلاص السحري من وضعية مأزقية .. ومشكلة هذه الوضعية هي أن الإنسان المقهور يراهن على خلاصه على يد الزعيم المنقذ دون أن يعطي لنفسه دورا في السعي لهذا الخلاص سوى دور التابع المعجب المؤيد دون تحفظ .. والمنتظر لمعجزة )).ن
أرجو ألا تعتقد بأني أقصد شخصا معينا ممن ذكرتهم ، ولكن أتكلم هنا بتجرد عن تعلق الجماهير العربية بشخصية الزعيم المنقذ ، وغياب دورها في أي عمل تحرري أو تطوري