|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
التاريخ 10/28/2006 4:30:58 PM
|
اريدك ان تبنى مقبرة بطول مصر وعرضها فربما تضطر فى يوم من الايام لدفن الشعب كلة,ولا اظنة سيغضب او يثور!!!
|
أوسلو في فجر السابع عشر من أكتوبر 2006
يأتي شهر البركة ويقضي معنا ثلاثين يوما
( إلا إذا اختصره زعيم عربي لتسعة وعشرين نكاية في زعيم آخر لا يستخف دمه )، وننتظر ليلة القدر لعل السماء تفتح أبوابها لدعاء المصريين.
تصعد إلى السماء قادمة من كل حدب وصوب. يطلقها مع دموع غزيرة سجناءُ ومعتقَلون مضت عليهم سنوات طويلة دون أن يُقَدِمَهم الطاغيةُ إلى المحاكمة إمعانا في الاذلال، وبصقاً على جهاز العدالة الذي استبدل بميزانه سيدُ القصر ضرباً بالحذاء على وجه مممثل العدالة، وبالقرب من نادي القضاة حيث اعتصم أربعمئة منهم يمثلون عشرين ألفا، ثم عادوا إلى بيوتهم وانتصر البغي، وزهق الحق، ورفع الباطل رايته في سماء قاهرة الحزن والآلام.
سبعون مليونا يرفعون أكف الدعاء فلا يهتز الكون، ولا تبكي الملائكة، ولا تمطر السماء غضبا على لصوص العصر وقتلة الأبرياء وسارقي اللقمة من أفواه الفقراء وصانعي الزمن الأسود لربع قرن كان الأطول والأقسى والأكثر ايلاما للجسد المصري المنهَك من الفقر والمرض والغلاء والبطالة وآلاف من مصائب لو نزلتْ على شعب آخر لمزَقَ أبناؤه الحاكمَ وزبانيته ورجاله وأسرته وكل من أحاط به وألقى بهم إلى تماسيح النيل أو أسماك القرش بالقرب من سفاجا عقابا لها وليس طعاما شهيا.
خمس وعشرون ليلة قدر وصدى الدعاء المصري ينتقل من السماء الدنيا إلى السماء السابعة ومنها إلى عرش الكون العظيم، ثم تتحرك عجلة الزمن في ثبات كأنها تُعِدُّ للمصريين ربع قرن آخر أشد بؤسا وسوادا وقحطا ووجعا، فابن الرئيس يُخْرج لسانه لنا جميعا، ويبصُق على أمنياتنا، ويبول على أحلامنا، ويتوعد هؤلاء الناس الطيبيين بجحيم تصغر بجانبه كل جرائم والده منذ أن نكبتْ به أرضُ الكنانة، وعصفت بنا أحقادُ أسرته الأكثر كُرها وبُغضا واحتقاراً وازدراءا للمصريين.
خمس وعشرون ليلة قَدْر تشهد أن عدة مئات من اللصوص والقساة والساديين والطغاة وكبيرَهم يمسكون رقاب سبعين مليونا، ويدسون أنوفهم في التراب، وينهبون أموالهم، ويغتصبون نساءهم وبناتهم في وضح النهار وأمام وكالات الأنباء العالمية، فيحترق المصري في القطار أو يغرق في البحر الأحمر أو ينام مع الموتى في المقابر، أو يضع له ضابط شرطة عصا في موضع العفة منه، أو يلقي به رجال الرئيس خلف القضبان بتهمة أنه يحب مصر.
ومع ذلك فنحن لا نغضب، وإذا غضبنا فمن أجل فلسطين والعراق ولبنان والرسوم الكاريكاتيرية، لكننا لا نغضب لأنفسنا، ولا نتمرد ضد مالِكنا، ولا نثور من أجل كرامتنا، ولا نستمد من روحنا شجاعة للدفاع عن آدميتنا التي كرّمَها العلي القدير وطلب من الملائكة أن تسجد لابينا آدم فهو الخليفة على الأرض، ونحن، أبناؤه، حملة نفخة الروح الالهية.
خمس وعشرون ليلة قدر ولا زلنا نرتعش، ونتلقى التهاني على الخوف، ونمسك كتاب الله العزيز فنهين كلماته المقدسة ونكذب قائلين بأن رب الكون العظيم أمرنا أن نطيع ولاة أمورنا ولو كانوا مستبدين وقتلة وطغاة وأولاد حرام وأولاد كلب ويأمرون بادخال خازوق في دُبُر المواطن داخل قسم الشرطة، وضحكات المخبرين والمرشدين والمسجلين خطرين تهز كرامة الحجر، وتُلين صلابة الصخر، وتجعل الحشرات تنفر مِنّا ومن تلك المعيشة الأكثر اذلالا وامتهانا ومسكنة ودونية من عفن الجيفة.
يغضب مني كثيرون عندما تمس مشاعرَهم الرقيقة اللطيفة والمسالمة تلك الكلماتُ القاسيةُ التي يستدعيها قلمي، أو تدخل عُنوَة إلى نصوص تصيب الشرايين بتصلب، وترفع ضغط الدم حزنا وكمدا على الوطن السجن.
خمس وعشرون ليلة قدر والمصريون ينتظرون معجزة السماء، والسماء تنتظر تحرك المصريين.
خمس وعشرون ليلة قدر ونحن ننتظر العناية الالهية لكي تتدخل لدى سيد القصر فيأمر بالافرج عن شعبه، ولكن العناية الالهية تنتظر أن يغير المصريون ما
أوسلو في فجر السابع عشر من أكتوبر 2006
يأتي شهر البركة ويقضي معنا ثلاثين يوما ( إلا إذا اختصره زعيم عربي لتسعة وعشرين نكاية في زعيم آخر لا يستخف دمه )، وننتظر ليلة القدر لعل السماء تفتح أبوابها لدعاء المصريين.
تصعد إلى السماء قادمة من كل حدب وصوب. يطلقها مع دموع غزيرة سجناءُ ومعتقَلون مضت عليهم سنوات طويلة دون أن يُقَدِمَهم الطاغيةُ إلى المحاكمة إمعانا في الاذلال، وبصقاً على جهاز العدالة الذي استبدل بميزانه سيدُ القصر ضرباً بالحذاء على وجه مممثل العدالة، وبالقرب من نادي القضاة حيث اعتصم أربعمئة منهم يمثلون عشرين ألفا، ثم عادوا إلى بيوتهم وانتصر البغي، وزهق الحق، ورفع الباطل رايته في سماء قاهرة الحزن والآلام.
سبعون مليونا يرفعون أكف الدعاء فلا يهتز الكون، ولا تبكي الملائكة، ولا تمطر السماء غضبا على لصوص العصر وقتلة الأبرياء وسارقي اللقمة من أفواه الفقراء وصانعي الزمن الأسود لربع قرن كان الأطول والأقسى والأكثر ايلاما للجسد المصري المنهَك من الفقر والمرض والغلاء والبطالة وآلاف من مصائب لو نزلتْ على شعب آخر لمزَقَ أبناؤه الحاكمَ وزبانيته ورجاله وأسرته وكل من أحاط به وألقى بهم إلى تماسيح النيل أو أسماك القرش بالقرب من سفاجا عقابا لها وليس طعاما شهيا.
خمس وعشرون ليلة قدر وصدى الدعاء المصري ينتقل من السماء الدنيا إلى السماء السابعة ومنها إلى عرش الكون العظيم، ثم تتحرك عجلة الزمن في ثبات كأنها تُعِدُّ للمصريين ربع قرن آخر أشد بؤسا وسوادا وقحطا ووجعا، فابن الرئيس يُخْرج لسانه لنا جميعا، ويبصُق على أمنياتنا، ويبول على أحلامنا، ويتوعد هؤلاء الناس الطيبيين بجحيم تصغر بجانبه كل جرائم والده منذ أن نكبتْ به أرضُ الكنانة، وعصفت بنا أحقادُ أسرته الأكثر كُرها وبُغضا واحتقاراً وازدراءا للمصريين.
خمس وعشرون ليلة قَدْر تشهد أن عدة مئات من اللصوص والقساة والساديين والطغاة وكبيرَهم يمسكون رقاب سبعين مليونا، ويدسون أنوفهم في التراب، وينهبون أموالهم، ويغتصبون نساءهم وبناتهم في وضح النهار وأمام وكالات الأنباء العالمية، فيحترق المصري في القطار أو يغرق في البحر الأحمر أو ينام مع الموتى في المقابر، أو يضع له ضابط شرطة عصا في موضع العفة منه، أو يلقي به رجال الرئيس خلف القضبان بتهمة أنه يحب مصر.
ومع ذلك فنحن لا نغضب، وإذا غضبنا فمن أجل فلسطين والعراق ولبنان والرسوم الكاريكاتيرية، لكننا لا نغضب لأنفسنا، ولا نتمرد ضد مالِكنا، ولا نثور من أجل كرامتنا، ولا نستمد من روحنا شجاعة للدفاع عن آدميتنا التي كرّمَها العلي القدير وطلب من الملائكة أن تسجد لابينا آدم فهو الخليفة على الأرض، ونحن، أبناؤه، حملة نفخة الروح الالهية.
خمس وعشرون ليلة قدر ولا زلنا نرتعش، ونتلقى التهاني على الخوف، ونمسك كتاب الله العزيز فنهين كلماته المقدسة ونكذب قائلين بأن رب الكون العظيم أمرنا أن نطيع ولاة أمورنا ولو كانوا مستبدين وقتلة وطغاة وأولاد حرام وأولاد كلب ويأمرون بادخال خازوق في دُبُر المواطن داخل قسم الشرطة، وضحكات المخبرين والمرشدين والمسجلين خطرين تهز كرامة الحجر، وتُلين صلابة الصخر، وتجعل الحشرات تنفر مِنّا ومن تلك المعيشة الأكثر اذلالا وامتهانا ومسكنة ودونية من عفن الجيفة.
يغضب مني كثيرون عندما تمس مشاعرَهم الرقيقة اللطيفة والمسالمة تلك الكلماتُ القاسيةُ التي يستدعيها قلمي، أو تدخل عُنوَة إلى نصوص تصيب الشرايين بتصلب، وترفع ضغط الدم حزنا وكمدا على الوطن السجن.
خمس وعشرون ليلة قدر والمصريون ينتظرون معجزة السماء، والسماء تنتظر تحرك المصريين.
خمس وعشرون ليلة قدر ونحن ننتظر العناية الالهية لكي تتدخل لدى سيد القصر فيأمر بالافرج عن شعبه، ولكن العناية الالهية تنتظر أن يغير المصريون ما بأنفسهم، وأن يدافعوا عن شرفهم وكرامتهم ووطنهم وعِرضهم ومالهم.
خمس وعشرون ليلة قدر ونحن لا نعرف أن دعاء المصري لن يصل إلى أم رأسه أو أعلى قليلا ما لم يغضب أولا، ويثأر لكرامته، ويُحَرّض على الحاكم، ويؤجل كل اهتماماته الأخرى من أجل هدف واحد وهو تطهير روحه التي فيها تلك النفخة الالهية، ثم يتجه صوب عدو واحد دون أن يُلقي نظرة ولو خاطفة لأي شيء آخر غير هذا النيرون الذي يستعد وابنه لحرق مصر وأهلها وجعلها قاعا صفصفا تذروه الرياح.
عندما لا تشعر بنار الكراهية ضد الطاغية حسني مبارك فلا فائدة لدعائك في خمس وعشرين ليلة قدر جديدة.
وعندما تؤجل الغضب والتمرد والعصيان والانتفاضة والدفاع عن عرضك وتظن دائما أنك في خدمة هؤلاء اللصوص، أو أنك تأمل في أن تتحول أنياب مصاصي الدماء إلى ابتسامة جميلة مشرقة، وأن ابن الطاغية سيحيل جحيمك إلى جنة، فلتستعد من الآن لتقبل لعنات أجيال قادمة ستخجل من حمل أسمائنا، وستقول مر من هنا آباؤنا وكانوا أكثر جبنا من الفئران وفزعا من الأرانب ومسكنة من العبيد.
وقف مواطنان أمام ضابط الشرطة، فارتكب أحدهما جريمة الرد على محموله عندما رن. فما كان من الضابط إلا أن رش المواطنين مبيدا للحشرات فأعمى بصرهما لبعض الوقت. وجاء المخبرون والمرشدون وعساكر الأمن. وأجبروهما على خلع الملابس وتم انتهاك عِرض المواطنين واغتصابهما فرجال الأمن يعرفون أن هذا هو ما يسعد الرئيس حسني مبارك. مثال من آلاف الأمثلة في ربع قرن .. أعني في خمس وعشرين ليلة قدر.
تتناهي إلى الأسماع ضحكات هستيرية قادمة من القصر الجمهوري، ثم تمد أذنيك قليلا مصغيا السمع الرهيف فتتبين حديثا بين الرئيسين حسني مبارك و...جمال مبارك يقول فيه الأب للابن: دعهم يرفعون أكفهم إلى السماء في ليلة قدرهم الخامسة والعشرين فنحن ولاة أمورهم وطاعتنا واجبة. ثم يكمل حديثه لوريثه: أريدك أن تبني مقبرة بطول مصر وعرضها فربما تضطر في يوم من الأيام لدفن الشعب كله، ولا أظنه سيغضب أو يثور!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويجخمس وعشرون ليلة قدر ونحن لا نعرف أن دعاء المصري لن يصل إلى أم رأسه أو أعلى قليلا ما لم يغضب أولا، ويثأر لكرامته، ويُحَرّض على الحاكم، ويؤجل كل اهتماماته الأخرى من أجل هدف واحد وهو تطهير روحه التي فيها تلك النفخة الالهية، ثم يتجه صوب عدو واحد دون أن يُلقي نظرة ولو خاطفة لأي شيء آخر غير هذا النيرون الذي يستعد وابنه لحرق مصر وأهلها وجعلها قاعا صفصفا تذروه الرياح.
عندما لا تشعر بنار الكراهية ضد الطاغية حسني مبارك فلا فائدة لدعائك في خمس وعشرين ليلة قدر جديدة.
وعندما تؤجل الغضب والتمرد والعصيان والانتفاضة والدفاع عن عرضك وتظن دائما أنك في خدمة هؤلاء اللصوص، أو أنك تأمل في أن تتحول أنياب مصاصي الدماء إلى ابتسامة جميلة مشرقة، وأن ابن الطاغية سيحيل جحيمك إلى جنة، فلتستعد من الآن لتقبل لعنات أجيال قادمة ستخجل من حمل أسمائنا، وستقول مر من هنا آباؤنا وكانوا أكثر جبنا من الفئران وفزعا من الأرانب ومسكنة من العبيد.
وقف مواطنان أمام ضابط الشرطة، فارتكب أحدهما جريمة الرد على محموله عندما رن. فما كان من الضابط إلا أن رش المواطنين مبيدا للحشرات فأعمى بصرهما لبعض الوقت. وجاء المخبرون والمرشدون وعساكر الأمن. وأجبروهما على خلع الملابس وتم انتهاك عِرض المواطنين واغتصابهما فرجال الأمن يعرفون أن هذا هو ما يسعد الرئيس حسني مبارك. مثال من آلاف الأمثلة في ربع قرن .. أعني في خمس وعشرين ليلة قدر.
تتناهي إلى الأسماع ضحكات هستيرية قادمة من القصر الجمهوري، ثم تمد أذنيك قليلا مصغيا السمع الرهيف فتتبين حديثا بين الرئيسين حسني مبارك و...جمال مبارك يقول فيه الأب للابن: دعهم يرفعون أكفهم إلى السماء في ليلة قدرهم الخامسة والعشرين فنحن ولاة أمورهم وطاعتنا واجبة. ثم يكمل حديثه لوريثه: أريدك أن تبني مقبرة بطول مصر وعرضها فربما تضطر في يوم من الأيام لدفن الشعب كله، ولا أظنه سيغضب أو يثور!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
أوسلو في فجر السابع عشر من أكتوبر 2006
يأتي شهر البركة ويقضي معنا ثلاثين يوما ( إلا إذا اختصره زعيم عربي لتسعة وعشرين نكاية في زعيم آخر لا يستخف دمه )، وننتظر ليلة القدر لعل السماء تفتح أبوابها لدعاء المصريين.
تصعد إلى السماء قادمة من كل حدب وصوب. يطلقها مع دموع غزيرة سجناءُ ومعتقَلون مضت عليهم سنوات طويلة دون أن يُقَدِمَهم الطاغيةُ إلى المحاكمة إمعانا في الاذلال، وبصقاً على جهاز العدالة الذي استبدل بميزانه سيدُ القصر ضرباً بالحذاء على وجه مممثل العدالة، وبالقرب من نادي القضاة حيث اعتصم أربعمئة منهم يمثلون عشرين ألفا، ثم عادوا إلى بيوتهم وانتصر البغي، وزهق الحق، ورفع الباطل رايته في سماء قاهرة الحزن والآلام.
سبعون مليونا يرفعون أكف الدعاء فلا يهتز الكون، ولا تبكي الملائكة، ولا تمطر السماء غضبا على لصوص العصر وقتلة الأبرياء وسارقي اللقمة من أفواه الفقراء وصانعي الزمن الأسود لربع قرن كان الأطول والأقسى والأكثر ايلاما للجسد المصري المنهَك من الفقر والمرض والغلاء والبطالة وآلاف من مصائب لو نزلتْ على شعب آخر لمزَقَ أبناؤه الحاكمَ وزبانيته ورجاله وأسرته وكل من أحاط به وألقى بهم إلى تماسيح النيل أو أسماك القرش بالقرب من سفاجا عقابا لها وليس طعاما شهيا.
خمس وعشرون ليلة قدر وصدى الدعاء المصري ينتقل من السماء الدنيا إلى السماء السابعة ومنها إلى عرش الكون العظيم، ثم تتحرك عجلة الزمن في ثبات كأنها تُعِدُّ للمصريين ربع قرن آخر أشد بؤسا وسوادا وقحطا ووجعا، فابن الرئيس يُخْرج لسانه لنا جميعا، ويبصُق على أمنياتنا، ويبول على أحلامنا، ويتوعد هؤلاء الناس الطيبيين بجحيم تصغر بجانبه كل جرائم والده منذ أن نكبتْ به أرضُ الكنانة، وعصفت بنا أحقادُ أسرته الأكثر كُرها وبُغضا واحتقاراً وازدراءا للمصريين.
خمس وعشرون ليلة قَدْر تشهد أن عدة مئات من اللصوص والقساة والساديين والطغاة وكبيرَهم يمسكون رقاب سبعين مليونا، ويدسون أنوفهم في التراب، وينهبون أموالهم، ويغتصبون نساءهم وبناتهم في وضح النهار وأمام وكالات الأنباء العالمية، فيحترق المصري في القطار أو يغرق في البحر الأحمر أو ينام مع الموتى في المقابر، أو يضع له ضابط شرطة عصا في موضع العفة منه، أو يلقي به رجال الرئيس خلف القضبان بتهمة أنه يحب مصر.
ومع ذلك فنحن لا نغضب، وإذا غضبنا فمن أجل فلسطين والعراق ولبنان والرسوم الكاريكاتيرية، لكننا لا نغضب لأنفسنا، ولا نتمرد ضد مالِكنا، ولا نثور من أجل كرامتنا، ولا نستمد من روحنا شجاعة للدفاع عن آدميتنا التي كرّمَها العلي القدير وطلب من الملائكة أن تسجد لابينا آدم فهو الخليفة على الأرض، ونحن، أبناؤه، حملة نفخة الروح الالهية.
خمس وعشرون ليلة قدر ولا زلنا نرتعش، ونتلقى التهاني على الخوف، ونمسك كتاب الله العزيز فنهين كلماته المقدسة ونكذب قائلين بأن رب الكون العظيم أمرنا أن نطيع ولاة أمورنا ولو كانوا مستبدين وقتلة وطغاة وأولاد حرام وأولاد كلب ويأمرون بادخال خازوق في دُبُر المواطن داخل قسم الشرطة، وضحكات المخبرين والمرشدين والمسجلين خطرين تهز كرامة الحجر، وتُلين صلابة الصخر، وتجعل الحشرات تنفر مِنّا ومن تلك المعيشة الأكثر اذلالا وامتهانا ومسكنة ودونية من عفن الجيفة.
يغضب مني كثيرون عندما تمس مشاعرَهم الرقيقة اللطيفة والمسالمة تلك الكلماتُ القاسيةُ التي يستدعيها قلمي، أو تدخل عُنوَة إلى نصوص تصيب الشرايين بتصلب، وترفع ضغط الدم حزنا وكمدا على الوطن السجن.
خمس وعشرون ليلة قدر والمصريون ينتظرون معجزة السماء، والسماء تنتظر تحرك المصريين.
خمس وعشرون ليلة قدر ونحن ننتظر العناية الالهية لكي تتدخل لدى سيد القصر فيأمر بالافرج عن شعبه، ولكن العناية الالهية تنتظر أن يغير المصريون ما
أوسلو في فجر السابع عشر من أكتوبر 2006
يأتي شهر البركة ويقضي معنا ثلاثين يوما ( إلا إذا اختصره زعيم عربي لتسعة وعشرين نكاية في زعيم آخر لا يستخف دمه )، وننتظر ليلة القدر لعل السماء تفتح أبوابها لدعاء المصريين.
تصعد إلى السماء قادمة من كل حدب وصوب. يطلقها مع دموع غزيرة سجناءُ ومعتقَلون مضت عليهم سنوات طويلة دون أن يُقَدِمَهم الطاغيةُ إلى المحاكمة إمعانا في الاذلال، وبصقاً على جهاز العدالة الذي استبدل بميزانه سيدُ القصر ضرباً بالحذاء على وجه مممثل العدالة، وبالقرب من نادي القضاة حيث اعتصم أربعمئة منهم يمثلون عشرين ألفا، ثم عادوا إلى بيوتهم وانتصر البغي، وزهق الحق، ورفع الباطل رايته في سماء قاهرة الحزن والآلام.
سبعون مليونا يرفعون أكف الدعاء فلا يهتز الكون، ولا تبكي الملائكة، ولا تمطر السماء غضبا على لصوص العصر وقتلة الأبرياء وسارقي اللقمة من أفواه الفقراء وصانعي الزمن الأسود لربع قرن كان الأطول والأقسى والأكثر ايلاما للجسد المصري المنهَك من الفقر والمرض والغلاء والبطالة وآلاف من مصائب لو نزلتْ على شعب آخر لمزَقَ أبناؤه الحاكمَ وزبانيته ورجاله وأسرته وكل من أحاط به وألقى بهم إلى تماسيح النيل أو أسماك القرش بالقرب من سفاجا عقابا لها وليس طعاما شهيا.
خمس وعشرون ليلة قدر وصدى الدعاء المصري ينتقل من السماء الدنيا إلى السماء السابعة ومنها إلى عرش الكون العظيم، ثم تتحرك عجلة الزمن في ثبات كأنها تُعِدُّ للمصريين ربع قرن آخر أشد بؤسا وسوادا وقحطا ووجعا، فابن الرئيس يُخْرج لسانه لنا جميعا، ويبصُق على أمنياتنا، ويبول على أحلامنا، ويتوعد هؤلاء الناس الطيبيين بجحيم تصغر بجانبه كل جرائم والده منذ أن نكبتْ به أرضُ الكنانة، وعصفت بنا أحقادُ أسرته الأكثر كُرها وبُغضا واحتقاراً وازدراءا للمصريين.
خمس وعشرون ليلة قَدْر تشهد أن عدة مئات من اللصوص والقساة والساديين والطغاة وكبيرَهم يمسكون رقاب سبعين مليونا، ويدسون أنوفهم في التراب، وينهبون أموالهم، ويغتصبون نساءهم وبناتهم في وضح النهار وأمام وكالات الأنباء العالمية، فيحترق المصري في القطار أو يغرق في البحر الأحمر أو ينام مع الموتى في المقابر، أو يضع له ضابط شرطة عصا في موضع العفة منه، أو يلقي به رجال الرئيس خلف القضبان بتهمة أنه يحب مصر.
ومع ذلك فنحن لا نغضب، وإذا غضبنا فمن أجل فلسطين والعراق ولبنان والرسوم الكاريكاتيرية، لكننا لا نغضب لأنفسنا، ولا نتمرد ضد مالِكنا، ولا نثور من أجل كرامتنا، ولا نستمد من روحنا شجاعة للدفاع عن آدميتنا التي كرّمَها العلي القدير وطلب من الملائكة أن تسجد لابينا آدم فهو الخليفة على الأرض، ونحن، أبناؤه، حملة نفخة الروح الالهية.
خمس وعشرون ليلة قدر ولا زلنا نرتعش، ونتلقى التهاني على الخوف، ونمسك كتاب الله العزيز فنهين كلماته المقدسة ونكذب قائلين بأن رب الكون العظيم أمرنا أن نطيع ولاة أمورنا ولو كانوا مستبدين وقتلة وطغاة وأولاد حرام وأولاد كلب ويأمرون بادخال خازوق في دُبُر المواطن داخل قسم الشرطة، وضحكات المخبرين والمرشدين والمسجلين خطرين تهز كرامة الحجر، وتُلين صلابة الصخر، وتجعل الحشرات تنفر مِنّا ومن تلك المعيشة الأكثر اذلالا وامتهانا ومسكنة ودونية من عفن الجيفة.
يغضب مني كثيرون عندما تمس مشاعرَهم الرقيقة اللطيفة والمسالمة تلك الكلماتُ القاسيةُ التي يستدعيها قلمي، أو تدخل عُنوَة إلى نصوص تصيب الشرايين بتصلب، وترفع ضغط الدم حزنا وكمدا على الوطن السجن.
خمس وعشرون ليلة قدر والمصريون ينتظرون معجزة السماء، والسماء تنتظر تحرك المصريين.
خمس وعشرون ليلة قدر ونحن ننتظر العناية الالهية لكي تتدخل لدى سيد القصر فيأمر بالافرج عن شعبه، ولكن العناية الالهية تنتظر أن يغير المصريون ما بأنفسهم، وأن يدافعوا عن شرفهم وكرامتهم ووطنهم وعِرضهم ومالهم.
خمس وعشرون ليلة قدر ونحن لا نعرف أن دعاء المصري لن يصل إلى أم رأسه أو أعلى قليلا ما لم يغضب أولا، ويثأر لكرامته، ويُحَرّض على الحاكم، ويؤجل كل اهتماماته الأخرى من أجل هدف واحد وهو تطهير روحه التي فيها تلك النفخة الالهية، ثم يتجه صوب عدو واحد دون أن يُلقي نظرة ولو خاطفة لأي شيء آخر غير هذا النيرون الذي يستعد وابنه لحرق مصر وأهلها وجعلها قاعا صفصفا تذروه الرياح.
عندما لا تشعر بنار الكراهية ضد الطاغية حسني مبارك فلا فائدة لدعائك في خمس وعشرين ليلة قدر جديدة.
وعندما تؤجل الغضب والتمرد والعصيان والانتفاضة والدفاع عن عرضك وتظن دائما أنك في خدمة هؤلاء اللصوص، أو أنك تأمل في أن تتحول أنياب مصاصي الدماء إلى ابتسامة جميلة مشرقة، وأن ابن الطاغية سيحيل جحيمك إلى جنة، فلتستعد من الآن لتقبل لعنات أجيال قادمة ستخجل من حمل أسمائنا، وستقول مر من هنا آباؤنا وكانوا أكثر جبنا من الفئران وفزعا من الأرانب ومسكنة من العبيد.
وقف مواطنان أمام ضابط الشرطة، فارتكب أحدهما جريمة الرد على محموله عندما رن. فما كان من الضابط إلا أن رش المواطنين مبيدا للحشرات فأعمى بصرهما لبعض الوقت. وجاء المخبرون والمرشدون وعساكر الأمن. وأجبروهما على خلع الملابس وتم انتهاك عِرض المواطنين واغتصابهما فرجال الأمن يعرفون أن هذا هو ما يسعد الرئيس حسني مبارك. مثال من آلاف الأمثلة في ربع قرن .. أعني في خمس وعشرين ليلة قدر.
تتناهي إلى الأسماع ضحكات هستيرية قادمة من القصر الجمهوري، ثم تمد أذنيك قليلا مصغيا السمع الرهيف فتتبين حديثا بين الرئيسين حسني مبارك و...جمال مبارك يقول فيه الأب للابن: دعهم يرفعون أكفهم إلى السماء في ليلة قدرهم الخامسة والعشرين فنحن ولاة أمورهم وطاعتنا واجبة. ثم يكمل حديثه لوريثه: أريدك أن تبني مقبرة بطول مصر وعرضها فربما تضطر في يوم من الأيام لدفن الشعب كله، ولا أظنه سيغضب أو يثور!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويجخمس وعشرون ليلة قدر ونحن لا نعرف أن دعاء المصري لن يصل إلى أم رأسه أو أعلى قليلا ما لم يغضب أولا، ويثأر لكرامته، ويُحَرّض على الحاكم، ويؤجل كل اهتماماته الأخرى من أجل هدف واحد وهو تطهير روحه التي فيها تلك النفخة الالهية، ثم يتجه صوب عدو واحد دون أن يُلقي نظرة ولو خاطفة لأي شيء آخر غير هذا النيرون الذي يستعد وابنه لحرق مصر وأهلها وجعلها قاعا صفصفا تذروه الرياح.
عندما لا تشعر بنار الكراهية ضد الطاغية حسني مبارك فلا فائدة لدعائك في خمس وعشرين ليلة قدر جديدة.
وعندما تؤجل الغضب والتمرد والعصيان والانتفاضة والدفاع عن عرضك وتظن دائما أنك في خدمة هؤلاء اللصوص، أو أنك تأمل في أن تتحول أنياب مصاصي الدماء إلى ابتسامة جميلة مشرقة، وأن ابن الطاغية سيحيل جحيمك إلى جنة، فلتستعد من الآن لتقبل لعنات أجيال قادمة ستخجل من حمل أسمائنا، وستقول مر من هنا آباؤنا وكانوا أكثر جبنا من الفئران وفزعا من الأرانب ومسكنة من العبيد.
وقف مواطنان أمام ضابط الشرطة، فارتكب أحدهما جريمة الرد على محموله عندما رن. فما كان من الضابط إلا أن رش المواطنين مبيدا للحشرات فأعمى بصرهما لبعض الوقت. وجاء المخبرون والمرشدون وعساكر الأمن. وأجبروهما على خلع الملابس وتم انتهاك عِرض المواطنين واغتصابهما فرجال الأمن يعرفون أن هذا هو ما يسعد الرئيس حسني مبارك. مثال من آلاف الأمثلة في ربع قرن .. أعني في خمس وعشرين ليلة قدر.
تتناهي إلى الأسماع ضحكات هستيرية قادمة من القصر الجمهوري، ثم تمد أذنيك قليلا مصغيا السمع الرهيف فتتبين حديثا بين الرئيسين حسني مبارك و...جمال مبارك يقول فيه الأب للابن: دعهم يرفعون أكفهم إلى السماء في ليلة قدرهم الخامسة والعشرين فنحن ولاة أمورهم وطاعتنا واجبة. ثم يكمل حديثه لوريثه: أريدك أن تبني مقبرة بطول مصر وعرضها فربما تضطر في يوم من الأيام لدفن الشعب كله، ولا أظنه سيغضب أو يثور!
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
ان الحرية ليست للرجل الواقع تحت شباك الشهوة
اننا نتحرك وعلى صدورنا قيود وسلاسل
اما ان تسقط القيود
او
يسقط الضحايا
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الانتقال السريع
|
|
|
عدد الزوار 2556 / عدد الاعضاء 62 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|