شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 28/7/2002
|
الأخ نشأت المحترم
الحقيقة أن دور المحامي يتوقف على شخصية المحامي نفسه .. وعلى القاضي أيضا
بعض القضاة يعتبر المحامي خصمه بالدعوى وقد يتأثر حكمه فيها بنظرته للمحامي الموكل فيها أمامه
فإن ارتاح للمحامي كانت نظرته للدعوى مريحة
وإن غضب منه ، في موقف ما ، أو في جلسة من الجلسات لأي سبب كان ، فالويل لموكله الذي قد يلاقي حكما قاسيا لا يعرف له تعليلا قانونيا
والبداية تكون دائما في تثقيف القاضي وفي تحديد نظرته لدور المحامي بالدعوى
وكذلك في تثقيف المحامي ومعرفته لقدر نفسه واحترامه لذاته وللمهنة وللقانون
وكلما ازداد المحامي علما ومعرفة ازداد احتراما وكلما قرن العلم بالعمل وبالخلق الحسن استطاع أن يفرض احترامه على الجميع .. بمن فيهم القاضي
والحقيقة أنه يتعين على المحامي أن يتحلى بعدة صفات تبدأ بالصدق والأمانة لتنتهي بالجرأة وقوة الشخصية والحيوية القادرة على بناء العلاقات ومسايرة الناس بدون التخلي عن الأخلاق الواجب التحلي بها وبدون التنازل عن المكانة الواجبة للمحامي مع التعفف والمحافظة على مسافة واضحة بينه وبين الموكلين وكذلك الموظفين وغيرهم والابتعاد عن أي موقف يمكن أن ينال من شخصه وكرامته وأن يداري السفهاء ما أمكن
والحقيقة أن زيادة أعداد المحامين في البلدان العربية جاءت على حساب الكفاءة وعندما يزيد العرض عن الطلب تكون المنافسة شديدة .. ولكنها ليست شريفة دائما
وفي كل الأحوال ، فإن المرء يصنع نفسه ويصنع احترامه ويفرضه على من حوله وهذا الأمر لا يطلب ولا يرتجى من الغير
وعندما يعلم المواطن بأن المحامي هو الذي يرشده إلى الطريق الصحيح لحماية حقوقه واستردادها في حال فقدها أو لرد العدوان عنها
وعندما يشعر المواطن بدور المحامي في الدفاع عن حقوقه وحرياته من التعسف والظلم لاشك أنه سيكن له كل الاحترام والتقدير وهذا ما يجعلنا ننادي دائما بأن يأخذ المحامون دورهم التنويري والثقافي والنضالي أيضا في الدفاع عن وجود هذه الأمة وقضاياها الأساسية في هذا الزمن الردئ الذي أصبح فيه وجودنا مهددا فعلا
المحامي : موسى شناني
|