اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
rifat1
التاريخ
7/31/2006 5:48:51 PM
  مستقبل الوطن العربي في ضوء المشروعات الإقليمية المطروحة((الصراع على الشرق الأوسط ))      

 

 
المحامي الدكتور رفعت  مصطفى DR. RIFAT  MOUSTAFA             حكم دولي في الخلافات  الدولية       Lawyer& International Arbitrator      سـوريا -حلب   - صندوق بريد:5232         Syria -  Aleppo -    p.o.box: 5232                هاتف  و فاكس: 2284810 -  2247391TEL  &  FAX    :   2284810  -   2247391                
موبايل : 094236391                                                  E. Mail : rifat1@scs-net. org
 
مستقبل الوطن العربي
في ضوء المشروعات الإقليمية المطروحة
((الصراع على الشرق الأوسط ))
مخطط البحث :
المقدمة :
الفصل الأول :
1-   الاقتصاد العربي و مرتكزا ته 0
2-   السوق الشرق أوسطية و مرتكزاتها 0
3-   الشراكة المتوسطية و مرتكزاتها 0
الفصل الثاني:
1-   مؤتمر الدار البيضاء 0
2-   مؤتمر عمان 0
3-   مؤتمر برشلونة 0
الفصل الثالث:
المواقف الدولية و العربية من المؤتمرات الثلاث 0
الفصل الرابع:
منعكسات مؤتمر عمان على الاقتصاد العربي و الأمة العربية 0
     الفصل الخامس:
الخطط الصهيونية للسيطرة على المنطقة
    الفصل السادس:
الغزو العسكري المباشر لمنطقة الشرق الأوسط الكبير
 
مقدمة:
إن المصلحة لأي دولة كانت هي الأساس و الهدف منها تحسين دخل الفرد فيها أو لتمكينها من القيام بمشاريع كبرى 0 و إن عماد الوصول إلى المصلحة هي السياسة التي ترتبط بشكل أو بأخر بالاقتصاد فمن اجل تحقيق مصلحة ما لدولة ما تلجأ إلى الأسلوب السياسي لتحقيق مصالحها الاقتصادية و بقدر ما تكون سياسة تلك الدولة ناجحة بقدر ما ينعكس ذلك على علاقتها الاقتصادية الخارجية0
والاتفاقيات الدولية هي أساساً نابعة من مصالح الدول التي وقعت هذه الاتفاقيات لتحقيق مصالحها و من هذه الاتفاقيات هي اتفاقية الغات 0
و اتفاقية الغات جوهرها ينصب على أمرين:
 الأول: هو تخفيض التعرفة الجمركية كي تصل السلعة للمستهلك بسعر تكلفة اقل الثاني :هو مرتبط بالأول و هو التوسع التجاري 0
بعد فترة من تطبيق  هذه الاتفاقية و ترتيبها لجأت بعض الدول الداخلة في الاتفاقية إلى التصنيع في مستعمراتها من اجل خفض تكاليف الإنتاج أكثر حيث يمكن إنتاج سلع بذات المواصفات و الشروط الدولية و لكن بسعر تكلفة اقل و هذا ناتج عن انخفاض الأجور في المستعمرات وكان الرد هو التكتل الاقتصادي من جديد و ظهور الشركات المتعددة الجنسية و الوحدة الأوربية الاقتصادية و التي تحاول بدورها الخروج من تحت المظلة الاميريكية من خلال تكتلها الاقتصادي من جهة و الاتفاقيات الاقتصادية التي يعقدها  الاتحاد الأوربي أو أي فرد من تلك المجموعة الأوربية و ذلك لعدة أهداف اقتصادية منها إيجاد السوق و منها انخفاض الكلفة 0
بدأت الدول الغنية تبحث عن مجال حيوي لنشاطها التجاري ذات اتجاهين الأول الأسواق و الثاني التصنيع 0
و منطقة الوطن العربي و دول الشرق الأوسط و التي تضم الوطن العربي مع تركيا و إيران و باكستان و أفغانستان هي واحدة من أوسع المناطق التي تحتوي على المواد الخام و الطاقة و هي سوق  واسعة جداً تفي بالغرض المطلوب0
و من أهم الطروحات  الحالية في هذا المجال السوق  الشرق أوسطية و الشراكة المتوسطية 0و الهدف من كلا الطرحين هو إيجاد كتلة اقتصادية تجارية واسعة محدودة بدول معينة و التي تتفق ضمن إطار واحد فمشروع السوق الشرق أوسطية هو فكرة شراكة إسرائيلية أمريكية يكون فيها رئيس مجلس الإدارة أمريكا و المدير العام هو إسرائيل أما المتوسطية فإنها تقوم على شراكة تبادلية تكون الدول المتفقة بشأنها ذات عضوية فاعلة و مؤثرة بالقرار و التبادل في الإنتاج 0
و قد اتجهت دول إلى السوق الشرق أوسطية و دول أخرى إلى الشراكة المتوسطية
و كان هناك عدة مؤتمرات تمهيدية ثم تنفيذية لكلا الفكرتين 0
و كلا الفكرتين تبحث عن السيطرة على المواد الخام و القوى العاملة البشرية
و السوق الواسعة ضمن صراع الكتل الاقتصادية الدولية
الفصل الأول
أولا : الاقتصاد العربي و مرتكزا ته :
رغم إن الوطن العربي يحوي في باطنه 75% من احتياطي الطاقة و موقعه الجغرافي بين الغرب و الشرق بجعله نقطة وصل تجارية واسعة و هو يملك من الطاقة البشرية الكبيرة جدا حيث تعتبر الدول العربية دول فتية نسبة إلى معدل التوزيع العمري و يملك أراضي  زراعية ذات المساحات الشاسعة المعدة للزراعة 0إلا أن الاقتصاد العربي رغم ذلك هو اقتصاد بدائي متخلف حيث يعتمد على الزراعة البدائية العادية و تصدير المواد الخام و هناك بعض الصناعات الخفيفة التي هي دون المستوى المطلوب و هناك صناعات ناشئة بسيطة تحاول تكريس مبدأ الاكتفاء الذاتي 0 و من خلال المؤشرات الاقتصادية المعروفة في علم الاقتصاد يمكننا دراسة مرتكزات الاقتصاد العربي 0
الزراعة:
إن نسبة العاملين في الزراعة في الوطن العربي هي في موريتانيا 82% و الصومال
و السودان و اليمن 74%و سلطنة عمان و المغرب 50-60%و في الجزائر
و سوريا و العراق و تونس من 30-49% و السعودية 16% مقابل 13.3% في أوربا و هذا يبين الهوة الشاسعة بين الأفراد المنتجين في المجتمع و توجه هذا الإنتاج بالرغم من وجود الوسائل التقنية المستخدمة في الدول المتطورة تعطي أكثر من الإنتاج العربي الزراعي مع إن وجود الفارق الواضح ما بين نسبة الأفراد العاملين في الزراعة في الوطن العربي و نسبتهم في أوروبا بمعدل وسطي 48.2% إلى 13.3 %
و بالتالي فان الزراعة العربية لا تكفي العرب و هم مضطرون لاستيراد المواد الغذائية رغم أن الدراسات تشير إلى أن السودان هي سلة الغذاء العالمي ؟؟!!
الصناعة:
إن الصناعات الموجودة في الوطن العربي هي صناعات خفيفة و متوسطة في بعض البلدان العربية مثل سورية و مصر و الجزائر و العراق و ليبيا و معظم هذه الصناعات ناشئة و لا ترتقي إلى الشروط الدولية للسلع المطلوبة و هذه الصناعات هي منتجات البترول و التعدين و الأقمشة و الاسمنت و السجاد و البتر وكيماويات و المنتجات الغذائية 0
و هذه الصناعات مقارنة بالتطور العالمي للتكنولوجيا المعاصرة لم تعد مجدية و أصبحت صناعات بسيطة جدا و غير كافية حتى للاكتفاء الذاتي 0 و معدل الأفراد الذين يعملون في الصناعة في العراق 22% السودان 5% سورية 16% الجزائر 20% البحرين 2% موريتانيا 7% ليبيا 31% الأردن 10% لبنان 25% السعودية 14%
و بمعدل وسطي 12.6% من القوى العاملة العربية مقارنة مع الدول المتطورة التي تشكل 70% من القوى العاملة 0
و بالتالي فان الصناعات في الوطن العربي هي صناعات بسيطة جدا و بدائية إذا ما قورنت بالتطور الهائل الذي وصلت إليه الدول الأخرى و في نفس الوقت هي غير كافية للمستهلك المحلي 0
و هذا يقودنا إلى القول أن الاقتصاد العربي اقتصاد متدهور لأنه لا يعتمد على التكتل في رأس المال من اجل إنجاز المشاريع الكبرى و إنما على مبدأ الإقليمي في إنجاز مشاريع بسيطة للتنمية 0 و رغم أن كل دولة عربية تحاول أن تنمي أصولها الاقتصادية و بناء البنى التحتية الاقتصادية إلا أن هناك أمور عديدة تقف حائلا دون ذلك 0 و منها إن التنمية لا توازي التكاثر السكاني و المتطلبات لسد الحاجات الأساسية و الضرورية
و إن رؤوس الأموال المرصودة للمشاريع المتوسطة أو حتى البسيطة غير كافية مع غياب التكنولوجيا الحديثة عن أي مشروع داخلي و حتى  في حال وجود مشروع يحتوي التكنولوجيا فتحاول بعض الدول الأخرى منع نجاحه بأي وسيلة لإبقاء التخلف قائم0
و بالنظر للمؤشرات الاقتصادية الأخرى فان معدل الناتج القومي و معدل توزيعه لكل فرد يوضح مدى تخلف الاقتصاد العربي مقارنة مع الدول الأخرى فمثلا معدل حصة الفرد في سورية 2300 دولار – مصر 730 دولار – الجزائر 1570 دولار – السودان 184 دولار – موريتانيا 555 دولار – لبنان 1400 دولار – السعودية 6500 دولار – العراق 1920 دولار (قبل الحصار ) – اليمن 775 دولار – البحرين 7800 دولار -  عمان 6670 دولار – الإمارات 3800 دولار – تونس 1650 دولار – ليبيا 5800 دولار – جيبوتي 1030 دولار – جمهورية القمر 540 دولار- الصومال  170 دولار – 000000من خلال هذا المؤشر نجد أن حصة الفرد منخفضة جدا إذا ما قورنت بحصة الفرد في فرنسا و التي تبلغ 21230 دولار و من الملاحظ انه حتى الدول المصدرة للنفط الخام لا ترقى حصة الفرد من الناتج القومي و التي تبلغ مثلا في البحرين 7800 دولار إلى حصة الفرد في فرنسا و هي 21230 دولار هذا عدا عن التفاوت الكبير بين حصة الفرد في الدول العربية مقارنة ما بين الصومال 170 دولار و بين البحرين 7800 دولار 0
إن انخفاض حصة الفرد في الدخل القومي الإجمالي ليس ناتجا عن فقر العرب و لكنه ناتج عن التخلف الاقتصادي و الاعتماد فقط على تصدير المواد الخام و الصناعات الخفيفة و البسيطة 0
ثانيا : السوق الشرق أوسطية و مرتكزاتها :
الغرب و الولايات المتحدة الاميريكة و إسرائيل بالذات لديهم بحوث كثيرة جدا عن  المنطقة العربية و الدول الأخرى في العالم 0 هذه الدراسات تبحث في كل شيء و بناء عليه فان فكرة إنشاء سوق شرق أوسطية في المنطقة هي فكرة إسرائيلية و التي تمثل وجهة النظر الإسرائيلية في كيفية استثمار المنطقة لحساب إسرائيل و الولايات المتحدة الاميريكة 0
هذه فكرة ملخصها تقوم على شراكة بين الولايات المتحدة و إسرائيل بحيث تكون إسرائيل هي المدير العام و الولايات المتحدة الاميريكة هي رئيس مجلس الإدارة لهذه الشركة أما الأطراف الأخرى فهي أطراف ممولة لكل مقومات الاقتصاد و هي راس المال و الأرض و اليد العاملة البسيطة 0 أما العلماء و الباحثين و العمال المهرة من الدرجة التقنية العالمية فان إسرائيل هي التي تقدم ذلك و تحتكر التكنولوجيا في المناطق التي تسيطر عليها في فلسطين 0 بينما تكون دول المنطقة هي السوق الواسعة لهذه المنتجات و بنفس الوقت هي الأجير الذي يطيع رب العمل في الإدارة و الإنتاج
 و التوزيع 0
و أهم المشروعات المطروحة في هذه السوق هي المياه و النفط و السياحة و الزراعة
و الصناعات التصديرية 0
ا]]- المياه :
-مثل مشروع أنابيب السلام الذي يربط المياه من تركيا عبر إسرائيل إلى الخليج العربي
- مشروع شق قناة تربط بين البحر الميت و خليج العقبة أي بين الأردن و إسرائيل لتوليد الطاقة الكهربائية من اجل المشاريع الصناعية و الثروات المعدنية 0
2]]- الزراعة:
 مثل مشروع المزارع المصرية الإسرائيلية في الصحراء الغربية حيث تقدم إسرائيل المعدات و الآلات الزراعية و الفنيين 0
3]]- السياحة و الطرق الدولية:
حيث تبين المشاريع السياحية في المنطقة و تطويرها و إنشاء طرق سريعة و سكك حديدية تربط المنطقة بكاملها بإسرائيل 0
4]]- مشاريع الربط الكهربائي بين لبنان و مصر و إسرائيل و سوريا و تركيا
و فلسطين و الأردن لبناء البنى التحتية الاقتصادية و إدارة عملية المصانع و غيرها من الطاقة0
 5]]- مشروع تحويل بعض المناطق إلى مناطق صناعية تقيم صناعات ذات تكنولوجيا و قد خصصت إسرائيل منطقتها أولا لذلك ثم طرحت موضوع إبقاء الجولان تحت سيطرتها أو استئجاره من قبل دول الشرق أوسطية لإقامة الصناعات على أرضه تحت الإشراف الفني الإسرائيلي 0
6]]- مشروع إقامة بنك إقليمي لتمويل المشاريع تموله الدول الخليجية على حسابها0
إذاً مرتكزات السوق الشرق أوسطية :
ببساطة تقوم على إن العرب الخليجيون يقدمون المال و العرب الباقون يقدمون الأرض و القوى العاملة الغير ماهرة أو المتوسطة المهارة و إسرائيل هي المدير الذي يربط به كل شيء و كل الصلاحيات و تقديم الخبرة الماهرة أما الأسواق فهي الدول المشتركة في هذه الصفقة 0
ثالثاً: الشراكة المتوسطية :
هذا الطرح الاقتصادي طرحه الاتحاد الأوربي من اجل تحقيق شراكة متوسطية بواسطة تقوية الصلات مع الدول الأخرى المطلة على البحر المتوسط المنطلقة من خطوط المبادلات الاقتصادية ضمن مبدأ الشراكة المتوسطية و تستند الشراكة المتوسطية على إزالة حواجز التعرفة الجمركية المفروضة على المنتجات الصناعية الأوربية بقصد تحقيق التجارة المشتركة بين الاتحاد الأوربي و باقي دول البحر المتوسط 0 و قد وقعت المغرب و تونس و سورية اتفاقيات منفصلة مع الاتحاد الأوربي ليصبحوا أعضاء في اتفاقية الشراكة المتوسطية 0
 
 
الفصل الثاني
المؤتمرات
أولا : مؤتمر الدار البيضاء :
تم عقد مؤتمر الدار البيضاء بناء على طرح مشروع الشرق أوسطية لتنمية الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و قد رعى هذا المؤتمر كل من روسيا و الولايات المتحدة الاميريكية و هدف المؤتمر كان إيجاد نظام إقليمي جديد للمنطقة يجعل إسرائيل ليست مقبولة في المنطقة فحسب و إنما مسيطرة عليها تماما و تحقق ما تريد مع شريكتها الإدارة الاميريكية لوضع الأسس الأولى لمباشرة إحكام السيطرة على المنطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا أي الوطن العربي بكامله بالإضافة إلى الدول المجاورة له 0
و قد حضر المؤتمر 60 دولة و 1200 من رؤوساء مجالس إدارة الشركات و المدراء
و 400 مسؤول من دول العالم من بينهم 60 وزيرا0
المؤتمر حقق الحلم الإسرائيلي و هو قبول فكرة الشرق أوسطية على هذا المستوى المذكور و بالتالي سقوط المقاطعة العربية لإسرائيل نهائيا و الانتقال إلى التعاون بدل المقاطعة 0
و اخذ المؤتمر توصيات تؤكد بدء التنفيذ على فكرة السوق الشرق أوسطية و قد كانت التوصيات :
1- إنشاء لجنة توجيهية تضم ممثلين من الحكومات المعنية لمتابعة المواضيع و المشاريع التي أثيرت في المؤتمر 0
2- إنشاء هيئة إقليمية للسياحة 0
3- إنشاء غرفة تجارية و مجلس للأعمال تابعين للقطاع الخاص 0
4- إنشاء بنك إقليمي للتنمية 0
5- إنشاء لجنة سكرتارية تنفيذية لمساعدة اللجنة التوجيهية في تنفيذ القرارات 0
6- التأكيد على المشاركة بين القطاع الخاص و الحكومات 0
7- عقد المؤتمر التالي في الأردن بتاريخ تشرين الأول لعام 1995
هذا المؤتمر سبب شرخا جديدا في التضامن العربي و اظهر إسرائيل بين هذه الحشود مع العرب و كأن السلام أصبح واقعا منجزا و إن إسرائيل حمام السلام لمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا 0 بينما في الواقع لم يقم السلام و كانت طائرات إسرائيل تقصف لبنان و مازالت تهدد الدول العربية في أية لحظة 0
ثانياً: مؤتمر عمان :
1- شعاره و حضوره :
بناء على قمة الدار البيضاء و الاتفاق على عقد مؤتمر في تشرين الأول لعام 1995
و المتعلق بمشروع الشرق أوسطية فقد تم ذلك في 30 كانون الأول في العاصمة الأردنية عمان تحت شعار (( التعاون من اجل السلام و الازدهار ))0
فقد حضر المؤتمر حوالي ستون دولة ممثلة أما برئيس الدولة أو الوزراء أو الوفود الرسمية و يقدر عدد المشاركين في المؤتمر حوالي 1600 شخص 0
و قد تغيب عن المؤتمر كل من سورية و لبنان و العراق و ليبيا و إيران 0
2- الأعمال المطروحة :
كان هناك مشاريع إقليمية كبرى و هي :
1-             مشروع الربط الكهربائي بين الأردن و مصر و فلسطين و إسرائيل 0
2-             مشروع ريفيرا البحر الأحمر السياحي و هو مشترك بين الأردن و مصر       و إسرائيل 0
3-             مشروع الجسور و نقاط العبور بين الأردن و مصر و فلسطين و إسرائيل 0
4-             مشروع تطوير شواطئ البحر الميت 0 و هو مشترك بين الأردن و إسرائيل
5-             مشروع خط الغاز المصري و هو مشروع مشترك بين فلسطين و مصر        و إسرائيل
6-             مشروع المناطق الحرة في رفح و العقبة و ايلات و الضفة الغربية و غزة
7-             مشروع خط أنابيب البترول إلى حيفا ( الخاضعة لإسرائيل )0
كانت تلك أهم المشاريع المطروحة على المؤتمر 0
أما الورقة الإسرائيلية فقد كانت تحتوي على ديباجة جاء فيها أن عدم التوقيع على معاهدات صلح مع أطراف أخرى لا يحد من التعاون الاقتصادي المطروح و هي ترى ان هناك مراحل :
1-                المرحلة الاولى :
إقامة مشاريع ثنائية أو متعددة الأطراف 0
2-              المرحلة الثانية :
تكوين مجموعات دولية لتنفيذ المشاريع الضخمة مثل :
= قناة البحر المتوسط و الميت 0
= المشاريع السياحية العملاقة 0
= مشروع الميناء الموحد ( إسرائيل الأردن السعودية )0
=المشروعات الزراعية المشتركة 0
=مشروعات النقل و المواصلات 0
3-              المرحلة الثالثة :
تطوير السياسات المجتمعية الإقليمية و إنشاء مؤسسات رسمية مشتركة و فتح الحدود
و تفكيك القطاع العام و تحرير أسواق المال و إقامة تقسيم جديد للعمل في المنطقة 0
و قد طرحت الأردن 7 مشاريع كبرى و 163 مشروعا أردنيا أيضاً منها 27 مشروعا بقيمة 3.5 مليار دولار و 136 مشروعا بقيمة حوالي مليار دولار 0
و طرحت مصر مشاريع عديدة زراعية و سياحية و تطوير البنى التحتية الاقتصادية و كل هذه المشاريع تنفذ في مصر و مد المناطق الفلسطينية بالغاز الطبيعي 0
نتائج المؤتمر :
كانت نتائج مؤتمر  عمان تنصب على التوصيات التي اتخذت في مؤتمر الدار البيضاء و هي :
1-   إنشاء بنك التعاون الاقتصادي و التنمية في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و مقره القاهرة 0
2-   إنشاء المجلس الإقليمي لأعمال تدعيم التعاون و التجارة بين القطاع الخاص في دول الإقليم 0
3-   افتتاح الأمانة العامة التنفيذية للقمة الاقتصادية رسميا و مقرها الرباط لتعزيز أواصر الشراكة بين القطاعين العام و الخاص 0
4-   إقامة الأمانة العامة للجنة التابعة لمجموعة العمل الإقليمية للتنمية الاقتصادية كمؤسسة إقليمية دائمة يكون مقرها الرباط 0
= و أكد البيان الختامي على ضرورة تسهيل التوسع الاستثماري للقطاع الخاص في الاقاليم و تدعيم المشاركة بين القطاعين العام و الخاص من اجل تعزيز التعاون و التنمية في المنطقة 0
= و تبنت القمة مشروع إنشاء مجلس إقليمي للسياحة و السفر و مجلس لرجال الأعمال لدعم التعاون و التجارة بين الكتلة الشرق أوسطية وبين الأسواق الأخرى من جهة و في السوق نفسها بنفس الوقت 0
= و بين هذا المؤتمر أن مرحلة التنفيذ قد بدأت بالنسبة للشرق أوسطية 0
ثالثاً: مؤتمر برشلونة:
بعد حرب تشرين التحريرية التفت الأوربيون لإقامة حوار مع الدول العربية و كان هناك عدة لقاءات عربية أوربية ثم مؤتمرات توقفت في الثمانيات نتيجة الضغوط الاميريكة ثم عادت من جديد و كان آخرها عام 1994 الذي عقد في جمهورية مالطا و كان الاوربيون يحاورون في المجال الاقتصادي بينما يحاور العرب في المجال السياسي و لذلك كانت نتائج الحوار فيها خلاف واسع ما بين متطلبات العرب من جهة
و حوارهم السياسي و متطلبات الاوربين و حوارهم الاقتصادي من جهة ثانية 0
و لكن رغم ذلك كان هناك تقارب كبير في وجهات النظر و لم تكن اسرائيل فيه لانه حوار عربي اوربي 0و بناء عليه و كبديل لذلك الحوار تم طرح موضوع الشراكة المتوسطة 0و هي تقوم على الشراكة الاقتصادية  ما بين دول البحر المتوسط و بين الاتحاد الاوربي 0ومحور هذا الطرح هو محور اقتصادي لتبادل المنافع الاقتصادية بين الشركاء و طرح استثمارات تجارية و سياحية و بناء البنى التحتية الاقتصادية للدول العربية 0
و قد جاء مشروع الشراكة المتوسطية رداً على مشروع الشرق اوسطية الذي يمثل  صراع بين الكتلة الاقتصادية الأوربية من جهة و بين امريكا و إسرائيل من جهة ثانية0
و قد صرح مصدر اوربي بالقول (( علينا ان نتذكر ان هذه المناسبة الاولى من نوعها التي تجتمع فيها دول الاتحاد الاوربي و المنطقة المتوسطية في اطار واحد  يهدف الى إرساء قواعد شراكة مستقبلية متكاملة فيما بينها ))0
و قد كانت أعمال المؤتمر تنصب على التعاون الاقتصادي و الإنمائي و إزالة الفوارق الاقتصادية بين الطرفين و تقديم المساعدات و القروض و التي تصل الى 6 مليار دولار تبدأ اعتباراً من عام 1995 و حتى 1999
و تقوم الشراكة المتوسطية على أسس احترام حقوق الإنسان و الديمقراطية و جعل المنطقة المتوسطية منطقة سلام و ازدهار و أمان و تمحورت حول الأمور التالية :
= محور اقتصادي : يهدف لإنشاء ازدهار اقتصادي شامل يؤمن التبادل الحر في جميع الميادين الاقتصادية و التنموية 0
=محور سياسي : يتعلق بأمن المنطقة و يحدد المبادئ و المصالح المشتركة 0
=محور اجتماعي : يهدف إلى تعزيز العلاقات الإنسانية و التبادل الثقافي 0
نتائج المؤتمر :
تضمن البيان الختامي أمور كثيرة أهمها :
1-             تأكيد مبدأ الأرض مقابل السلام و ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية عادلة   و شاملة على أسس مقررات الأمم المتحدة و أسس مؤتمر مدريد 0
2-             التفريق بين الإرهاب و النضال و حق الشعوب في تقرير مصيرها حسب الشرعية الدولية 0
3-             ضرورة ازالة اسلحة الدمار الشامل من المنطقة 0
4-             تعهد الاتحاد الاوربي بصرف ستة مليارات دولار خلال الخمس سنوات التي تلي المؤتمر من اجل برامج استثمار وطنية و تنموية و معونات اقتصادية لدول المتوسط و ذلك ضمن إطار من المصالح الأمنية و الاقتصادية و السياسية المشتركة 0
و الجدير بالذكر أن تونس و المغرب و سورية قد وقعت كل واحدة  منها على الموافقة على الشراكة المتوسطية
 
 
الفصل الثالث
المواقف الدولية من المؤتمرات الثلاث
1]]-  مؤتمر الدار البيضاء : 30 تشرين الأول 1994 :
   = روسيا الاتحادية و الولايات المتحدة هما قد رعتا هذا المؤتمر و كان الهدف منه تحويل اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل إلى أمر واقع معاش بين الشعوب في المنطقة و إقامة علاقات تجارية بين رجال الأعمال الاسرائيلين و العرب بالإضافة إلى المشاريع
الأميركية التي كانت مطروحة 0
= إسرائيل: كان اكبر وفد حضر مؤتمر الدار البيضاء حيث وصل عدده إلى 200 شخص بينهم نصف أعضاء الحكومة الإسرائيلية و 150 شخصاً من رجال الأعمال
 و المسؤولين 0
الأقطار العربية: شاركت مجموعة من الأقطار العربية في المؤتمر و منها الأردن و مصر و دول مجلس التعاون الخليجي 0
و قد كان لدول مجلس التعاون الخليجي تحفظات على توصيات المؤتمر و خصوصاً موضوع إنشاء البنك 0
و لم تشارك سوريا و لبنان و العراق و ليبيا و السودان في هذا المؤتمر حيث اعتبرت سوريا و لبنان إن هذا المؤتمر عبارة عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل من قبل العرب    و ما زالت الأراضي العربية محتلة 0
2]]- مؤتمر عمان :
=روسيا الاتحادية :
يرى الروس ان السوق الشرق أوسطية سابقة لأوانها حيث أن السلام لم يتحقق بعد  و ان السوق الروسية مفتوحة للاستثمارات الآن و هي بحاجة إلى هذه الاستثمارات نظراً لأوضاعها المتدهورة فهي اذاً تجد ان الاتفاقات الشرق أوسطية قد سحبت الاستثمارات التي يمكن ان تحصل عليها روسيا أولا ثم السوق الشرق أوسطية فيما بعد0
= الولايات المتحدة الاميريكية :
ان الولايات المتحدة الاميريكية تجد في السوق الشرق أوسطية حلا لمشاكلها الاقتصادية و خصوصا في نقل صناعاتها الثقيلة و الملوثة إلى الشرق الأوسط حيث الأيدي العاملة الرخيصة و توفر المواد الأولية القريبة من مكان التصنيع و بأساس فكرة السوق الشرق أوسطية فان الولايات المتحدة تحتل مركز رئيس مجلس الإدارة فهي تسعى بكل الوسائل لإنجاحها 0
= الاتحاد الأوربي :
ان أوربا ركزت على مؤتمر عمان كاتحاد أوربي من جهة و دول منفردة من جهة أخرى فالاتحاد يحاول بكل السبل عدم ترك المجال الكامل للسيطرة الاميريكية من جهة و ان يبحث عن مجال اقتصادي حيوي لتقوية التكتل الأوربي الاقتصادي من جهة ثانية فهي مع المؤتمر و بنوده و مقرراته بالقدر الذي لا يضر بمصالحها0
= إسرائيل :
اعتبرت إسرائيل ان مؤتمر عمان هو الخطوة التنفيذية لحلمها الكبير في السوق الشرق أوسطية و قد طرحت مشاريعها التي تربط بموجبها الاقتصاد العربي و الشرق الأوسطي بشكل عام بعجلة سياستها الاقتصادية و السياسية و العسكرية 0
= العرب  :
رغم أن الأردن هو الذي استضاف مؤتمر عمان إلا أن مدير غرفة تجارة و صناعة عمان قال :
(( إسرائيل ستظل دائما و أبداً جسما غريبا مندسا في قلب الوطن العربي و أنا شخصا غير متحمس على الإطلاق لفكرة التعاون مع إسرائيل ))0
و لكن الحكومة الأردنية كانت تبحث عن حل لمشاكلها الاقتصادية بأي وسيلة
 و لذلك فهي حاولت إنجاح المؤتمر بكل الوسائل و السبل المتاحة 0
أما سوريا و لبنان فقد اعتبرتا أيضا إن هذا المؤتمر ليس إلا عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل قيام السلام العادل و الشامل على أساس مؤتمر مدريد و الأرض مقابل السلام بالاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي 242- 338-425 و الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني و بالتالي فان هذا المؤتمر هو خروج عن التضامن العربي و ان هذا المؤتمر يعرض المسارين السوري و اللبناني للضرر البالغ و يزيد من تعنت إسرائيل و استمرار الاحتلال و ضياع حقوق الفلسطينيين 0
الدول العربية الأخرى أكدت على السلام العادل و الشامل و خصوصا مصر بينما أبدى العرب الخليجيون تحفظات على مقررات المؤتمر 0
3]]- مؤتمر برشلونة :
= الولايات المتحدة و الاتحاد الأوربي :
إن انعقاد مؤتمر برشلونة يشكل نقطة صراع بين الاتحاد الأوربي الذي يجد في حوض المتوسط المجال الحيوي للحركة الاقتصادية الأوربية و بين الولايات المتحدة الاميريكية التي تسعى لإقامة السوق الشرق أوسطية كشريكة هي و إسرائيل و بالتالي فان كلا الطرفين بدأ يبحث عن مصالحه الاستراتيجية في هذا المؤتمر و نتائجه من وجهة نظر تنافسية اقتصادية 0
فالاتحاد الأوربي هو صاحب فكرة الشراكة المتوسطية و يقدم المال لإنجاح هذه الشراكة و هو الذي دعا إلى هذا المؤتمر و حاول إنجاحه بينما الموقف الاميركي يعرقل أهداف المؤتمر من جهة و يحاول أن يجد له مصالح استراتيجية من جهة ثانية و قد كان لفرنسا درواً ملحوظاً لإنجاح هذا المؤتمر 0
= موقف إسرائيل :
إسرائيل اكتفت بالحضور في هذا المؤتمر و كان وضعها كأي عضو مدعو إلى هذا المؤتمر كونها تطل على البحر الأبيض المتوسط 0
و بالتأكيد فان نتائج المؤتمر الذي ساهم فيها السوريون قد جعل موقفها محجماً تماماً
= موقف العرب :
الدول العربية في الحوض المتوسط رحبت جميعا في المؤتمر و حضرت المؤتمر ما عدا ليبيا بسبب الظروف التي تعانيها من الظلم الاميريكي لها و قد كان لسوريا درواً كبيراً في هذا المؤتمر و شاركت في صياغة التوصيات و المقررات الأخيرة ثم فيما بعد انضمت للشراكة الأوربية 0
اما دول الخليج العربي  فقد تغيبت عن المؤتمر بوصفها لا تقع على البحر المتوسط و هي من جهة أخرى الشريك الأول للاتحاد الأوربي في الصادرات و الواردات 0
 
                        الفصل الرابع
منعكسات المؤتمرات المذكورة على الاقتصاد العربي :
من خلال دراستنا للاقتصاد العربي السابقة تبين انه ما زال اقتصاداً بدائياً يقوم على تصدير المواد الخام و بعض الصناعات التعدينية البسيطة و المتوسطة و بعض الصناعات الناشئة
و الصناعات التجميعية  في سورية و مصر و ليبيا والخليج العربي ، يتبين أيضاً إن الاقتصاد العربي هو اقتصاد استهلاكي و أسباب ذلك عدم وجود الكتل الاقتصادية لبناء البنى التحتية الاقتصادية التي تحتاجها المشاريع الاقتصادية الإنتاجية الكبرى 0
و العرب يملكون راس المال و الأرض و القوى البشرية الفتية للعمل إلا ان المهارات العالية و التكنولوجيا لا يملكونها فهم يملكون رؤوس أموال ضخمة الا أن هذه الأموال موجودة في بنوك أوربا و الولايات المتحدة الاميريكة و التي بدورها تستخدم رؤوس الأموال هذه في بناء صناعاتها المختلفة 0
و بمقارنة حصة الفرد في الصومال /170/ دولار و حصة الفرد في البحرين /8700/ دولار نجد الهوة الواسعة بين الأفراد من الناتج القومي الإجمالي و بمقارنة أعلى حصة للفرد في الوطن العربي و هي في البحرين /8700/ دولار و بين حصة الفرد في فرنسا /21230/ دولار و بمقارنة ذلك مع إسرائيل نجد ان حصة الفرد فيها /12100/ دولار0
و من خلال ذلك يتبين ان الاقتصاد العربي لا يعتمد على الإنتاج و إنما على تصدير المواد الخام كالدول النفطية و الصناعات المتوسطة و الزراعة في الدول العربية الأخرى و هذا يندرج ايضاً على الدول المطروحة في الشرق أوسطية مثل إيران و باكستان و تركيا 0
و بملاحظة الميزان التجاري للدول العربية من خلال مبادلات الصادرات و الواردات نجد ان الدول العربية هي دول مدينة 0
فهل ان الاقتصاد العربي أساساً ضعيف أم أن هناك أموراً أدت إلى ذلك 0000؟؟؟!!!
ان أي اقتصاد كان يحتاج إلى رأس  المال و الأرض و القوى العاملة و الخبرة الفنية كي ينهض و يقدم الرفاه للمجتمع 0
 إلا إن اقتصادنا تتوفر له أصوله و لا تتوفر فيه الخبرة الفنية من ناحية و هو موزع غير متراكم مودع خارج الأقطار العربية 0و العلماء العرب معظهم يعيش في الدول الأوربية او الولايات المتحدة الأمريكية 0و من هذا المنطلق كان طرح موضوع الشرق أوسطية حيث يمكن إن تحقق للشركاء فيها اكبر مصدر للطاقة و القوى العاملة و الأرض و رأس المال لإقامة المشاريع 0 و الشركاء هم إسرائيل المدير العام و الولايات المتحدة رئيس مجلس الإدارة أما الإجراء فهم العرب و الدول الداخلة في الهلال المقصود به الشرق الأوسط و منها إيران و باكستان و أفغانستان و تركيا 0ثم تم طرح فكرة الشرق الأوسط الكبير .
من هذا المنطلق فان الدراسات الإسرائيلية و الاميريكية لإقامة سوق شرق أوسطية هو استغلال كامل لكل هذه الثروات و الأرض و القوى البشرية 0و قد كان مؤتمر الدار البيضاء هو مؤتمر تمهيدي إلا أن مؤتمر عمان كان مؤتمراً تنفيذياً للفكرة السابقة و التي تضر بالمنطقة العربية ضرراً كبيراً و ذلك على المحور الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي       و العسكري 0
أولاً: المحور الاقتصادي:
من خلال بحث المشروعات السياحية و المائية التي طرحت في مؤتمر عمان و تمت الموافقة عليها نجد ان هذه المشروعات جميعها مرتبطة بإسرائيل ( المدير العام ) التي هي بأمس الحاجة للمياه و بالتالي فالمشاريع تؤدي حاجة إسرائيل و ليست مطلب عربي 0
و هناك مشاريع ربط الكهرباء فهو مشروع عربي بالأصل و قد تم تنفيذ مرحلة منه        و دخول إسرائيل فيه هو لمصلحتها و ليس مطلب عربي 0
أما مشاريع التكنولوجيا فان إسرائيل اقترحت ان يكون في منطقتها معتمدة بذلك على التصنيع القائم لديها و إن الخبرة الفنية العالية متوفرة لديها حيث تنتج الآن الكترونيات    ( مدنية و عسكرية ) و رقائق الكمبيوتر و أجهزة المراقبة و التنصت و غيرها من التقنيات العالية عدا عن إنتاج الأسلحة و بالتالي فهي تحاول ان تكون التقنيات العالية في متناول يدها أما الصناعات الملوثة و ان كانت ثقيلة فإنها يمكن ان توزعها على المنطقة و هذا يجعل التقنية العالية باقية لديها و مسيطرة عليها 0
و مشروع مد أنابيب بترول لكي تضخ في ميناء حيفا هو لرفع مستوى حركة الميناء و هي طريقة للسيطرة على البترول العربي بشكل مباشر 0
هذا عدا عن توفر اليد العاملة الرخيصة المتوسطة المهارة و التي بدورها تؤدي الى وجود سعر تنافسي للسلع 0
يتبين من خلال الدراسة البسيطة ان إسرائيل ربطت عجلة الاقتصاد العربي و المنطقة بيدها أي بيد المدير العام و الذي يستطيع ان يتحكم به بعد ان يحكم سيطرته عليه بشكل قوي عن طريق المشروعات التي طرحت او التي مازالت في الكتمان و هذا يجعل إسرائيل تسيطر على الطاقة و الثروات و القوى البشرية  العاملة و هذا ليس في صالح العرب و المنطقة 
و ذلك ان تثرى إسرائيل على حسابهم من جهة و ان تتحكم برغيف خبزهم عن طريق توزيع المشاريع الزراعية من جهة أخرى 0 و قد كانت مصر قد أقامت علاقات تجارية مع إسرائيل نتيجة اتفاقية كامب ديفيد و كمرحلة من المراحل كان الاقتصاد المصري رهينة بيد الاسرائيلين و هذا اتفاق تبادل تجاري و ليس سوق واسعة تقودها إسرائيل فكيف بنا بالسوق الشرق أوسطية المرتبطة بإسرائيل المدير العام 0
هذا من جهة و من جهة ثانية سيتم القضاء على الصناعات الناشئة بسبب المنافسة و يتم تفكيك القطاع العام الذي ترتكز عليه بعض دول المنطقة و الذي لا يمكن للإفراد ان يقوموا بإنشاء هذه المشاريع 0 و بتفكيك القطاع العام سوف تصبح السلع الضرورية بيد شركات خاصة و هذا ليس في صالح المجتمع 0 و سوف يرفع الدعم عن بعض السلع ايضا و التي تقدمها الدولة بسعر معين للمحافظة على تأمين ضروريات المواطن و هذا سوف يؤدي أيضا إلى حرمان قطاع كبير منها 0و هذا عدا عن انتشار البطالة المنافسة و عدم كفاية المشاريع المطروحة للتشغيل الكامل 0
و لما كان مؤتمر عمان مؤتمراً نقل مشروع السوق الشرق أوسطية إلى حيز التنفيذ فقد شكل خطورة كبيرة جداً على اقتصاديات المنطقة كما ذكرنا أعلاه و في حال أي تغيير في السوق الدولية سوف ينعكس ذلك مباشرة على الدول العربية و الأوسطية مثل إيران
 و باكستان و لن تتأثر إسرائيل لأنها المدير العام و الولايات المتحدة لأنها رئيس مجلس الإدارة 0
ثانياً : المحور السياسي:
1))- ان تكريس فكرة السوق شرق أوسطية في مؤتمر عمان و البدء في تنفيذها و ربط المشاريع الاقتصادية بالمدير العام إسرائيل سوف يؤدي إلى ان التكتل الاقتصادي سوف يكون تحت إشرافها و هي بالتالي تستطيع ان تضغط من خلال ذلك على الشؤون الاقتصادية الأخرى و المشاريع و بالتالي فهي ستوجه السياسة في المنطقة من خلال الاقتصاد 0
2))-من خلال المشاريع المطروحة و الدعوة إلى تفكيك القطاع العام و تحرير رؤوس الأموال هو دعوة إلى قلب للنظم السياسية في المنطقة و تهميشها من خلال جعل الدولة مجرد مدافع عن البلاد و حافظ لأمنها الداخلي فقط المتعلق في ضبط الجرائم أما السياسة الخارجية فيحددها توجيه الاقتصاد و هذا ينسف الجذور التاريخية للنظم السياسية للمنطقة و اذكر هنا على المثال فان فرنسا رغم أنها دولة رأسمالية فقد أممت مصنع سيارات بيجو
 و ان الإمارات العربية المتحدة رغم ان نظامها السياسي يتبع السوق الحرة إلا أنها أممت شركات البترول في عام 1975 و ذلك لمنع الغير من التحكم في السياسة الإماراتية
 و بالأخص الشركات الاميريكة و الأوربية 0 و ان دل هذا فانه يدل على ان النظم السياسية في حال تغيرها و الدخول في مقررات مؤتمر عمان سيكون هناك قلب لكل المفاهيم و الدخول في المفاهيم السياسية الجديدة التي طرحتها فكرة السوق الشرق أوسطية و بدأت بتنفيذها في مؤتمر عمان 0
3))- ان مؤتمر عمان كان جوهره سياسياً و ان كان مظهره اقتصادياً و هو يهدف إلى التطبيع مع إسرائيل ضمن اطر و اتفاقيات و مشاريع بينما تهدف منه إسرائيل و الولايات المتحدة الاميريكية سياسياً من السيطرة على المنطقة و توجيهها ضد خصوم المستقبل في الشرق حيث تقوم  الكتل الاقتصادية و في الغرب حيث ينشط الاتحاد الأوربي اقتصادياً و سياسياً و من خلال الهيمنة على المنطقة سياسياً و جعلها كتلة شرق أوسطية فان السياسة لهذه الكتلة سوف يكون لها دور في مواجهة الكتل الأخرى و المدير العام إسرائيل و رئيس مجلس الإدارة الولايات المتحدة سوف توجه هذه الكتلة للضغط على خصومها بالشكل الذي يخدم مصالحها و منذ فترة وجيزة كانت الحرب الاقتصادية بين اليابان و الولايات المتحدة ثم تلتها بين الصين و الولايات المتحدة و بالتالي فالسيطرة على مصادر الطاقة
و توجيه الإنتاج للكتلة الشرق أوسطية سوف يضع العالم في قبضة إسرائيل و الولايات المتحدة الاميريكية و بالتالي سوف تكون المنطقة أداة من أدواتهم للتحكم و السيطرة بسياسة العالم 0
4))- كرس مؤتمر عمان الهوية الشرق أوسطية و ألغى الهوية العربية حيث تتناقض مقررات المؤتمر و الدعوة إليه مع القومية العربية و وحدة الصف العربي و يتناقض مع مقررات الجامعة العربية في فرض المقاطعة العربية لإسرائيل و التي لم تلغ بعد و اثر ذلك على الحقوق العربية التي ما زالت إسرائيل تغتصبها0
5))- ان مؤتمر عمان يشبه إلى حد ما اتفاقية سايكس بيكو ففي مطلع القرن تم تقسيم المنطقة و توزيع نفوذ الدول الغربية فيها و الآن و في هذا المؤتمر يتجسد سايكس بيكو جديد في حلة اقتصادية مديرها العام إسرائيل و رئيس مجلس إدارتها الولايات المتحدة حيث يشير شمعون بيريز في كتابه الشرق الأوسط الجديد إلى ذلك بطريقة غير مباشرة
ثالثاً : المحور العسكري :
ان إسرائيل تمتلك السلاح النووي الذي ترهب به المنطقة و تهيمن عليها عسكرياً و لكن رغم ذلك تسعى إلى خلق كتلة عسكرية قوامها البلدان التي تقع في الشرق الأوسط و هي العرب و إيران و تركيا و باكستان و أفغانستان 0 و قد بدأت هذه النواة بالاتفاق الأردني الإسرائيلي و قيام مناورات عسكرية مشتركة بين الطرفين بالأسلحة و الطيران كما أبرمت اتفاق آخر مع تركيا و بدأت المناورات المشتركة بين الطرفين 0 و هذه النواة تخطط إسرائيل لتكون كافة الدول الداخلة في المشروع الشرق أوسطي هي كتلة عسكرية تقودها إسرائيل و أميركا في مواجهة الشرق و الغرب و كلما و أينما استدعت الحاجة لمصالحها0 أي قيام معسكر شرق أوسطي كحلف قائم بحد ذاته تحت قيادة إسرائيل 0                                                                               لقد دفع الغرب أبناءنا كمقاتلين في الحرب العالمية الأولى و الحرب العالمية الثانية ثم في أفغانستان لتدمير الاتحاد السوفيتي و قد انهار 0 و في نفس الوقت كان أبناءنا في العراق يقاتلون إيران التي تشكل خطراً على الوجود الصهيوني في فلسطين 00؟؟؟!!!
و لا يخفى على أحد بروتوكالات بني صهيون لإقامة الدولة العالمية و قد جاء مؤتمر عمان الخطوة الأولى لتحقيق تلك الأهداف 0
رابعاً : المحور الاجتماعي :
1))- ان مؤتمر عمان كان طعنة للقومية العربية و انتماءها إلى ماض و حضارة عريقة
و خلق بدل منها هوية شرق أوسطية بين مجموعة من الشعوب 0 و هذا سوف يعطي الفرصة للغزو الثقافي لتكريس مبدأ الشرق أوسطية و خلق ثقافات مسمومة في المنطقة العربية و هي محاولات بدأت منذ فترة لكنها لا تلقى رواجاً بسب الوعي القومي العربي0 إلا ان قلب النظم السياسية و خلق السوق الاقتصادية و التوجه الى الانتماء الاقتصادي و نشر الأفكار الإقليمية و تكريسها كالفرعونية و الفينيقية و سكان البحر و البربر و غيرها و دعمها من قبل المنظمات الصهيونية التي سوف يكون لها الحرية الكاملة بالانتقال ضمن مجموعة السوق الشرق أوسطية سوف يؤدي إلى تفتيت البنى الثقافية العربية و على الأقل تكريس وجود جماعة لا تمت بأي صلة إلى المنطقة تنشر الكتب و تدعي حضارة و تخلق ثقافات غريبة عن المنطقة و تسخّر المنطقة بكاملها لحسابها0
2))- ان القضاء على الصناعات الناشئة و المنافسة للسلع الأخرى و غياب الدعم المالي للسلع من قبل الدولة وغيرها من الظروف سوف يؤدي إلى البطالة من جهة و كثرة الجرائم من جهة ثانية و انعدام الأمن الاجتماعي 0
ملاحظات هامة:
لقد كلفت حرب الخليج الثانية /625/ مليار دولار و هذا يبين مدى رأس المال العربي إلا انه مودع في بنوك أوربا و الولايات المتحدة و التي بدورها تستخدمه لتقوية التكتلات الاقتصادية الدولية 0
و بمقارنة ما طرح في الشرق أوسطية لإقامة بنك من خمسة مليارات دولار لدعم المشاريع المطروحة و ما طرح في المتوسطية من دعم أوربي للعرب بملغ /6/ مليار دولار لبناء البنى التحتية الاقتصادية تبين هذه المقارنة مدى تفاهة هذه المبالغ و التي لا تتعدى فوائد إيداعات العرب في بنوك الغرب لمدة شهر واحد فقط 0
و نقرع الطبول و الاحتجاجات ضد الولايات المتحدة التي تقدم المساعدات لإسرائيل
 و التي هي في الواقع نتيجة استثمار راس المال العربي 0
و بالتالي فان العرب يملكون كافة المقومات الاقتصادية للنهوض بأنفسهم و لا بد من دعوة العلماء العرب المقيمين في الغرب لإنشاء مشروعات كبرى في الوطن 0 و هذا لا يعني عدم الشراكة العربية الأوربية بل على العكس ان الإمكانيات العربية الأوربية يمكن ان تخلق كتلة اقتصادية واسعة و ترفع من مستوى الدخل للإنسان العربي فترفع بموجب ذلك مستوى الرفاه و استخدام التكنولوجيا و بناء الحضارة 0
لكن هناك نقاط لا بد من الوقوف عندها :
1]- ان المفاوض الأوربي في الشراكة المتوسطية يطرح المشروع كاتحاد على دول منفردة و هذا يجعل الدول المفاوضة في ظروف لا تحقق طموحاتها 0 و بالتالي فمن اجل إقامة علاقات قوية توازي الكتلة الأوربية لا بد ان تقابلها كتلة عربية توازيها 0 و لا يمكن  ان يكون ذلك إلا من خلال قيام تكامل عربي يقوم على قاعدة اقتصادية صلبة و متينة 0
2]- ان قيام السوق العربية المشتركة و تعزيزها و توزيع المشاريع الإنمائية على البلدان العربية على قاعدة الإنتاج الامثل و الأقل كلفة و بمشاركة الشركات الأوربية يؤدي إلى قيام قاعدة اقتصادية صلبة تؤدي في النتيجة إلى تكتل عربي قوي في مواجهة التكتلات الاقتصادية الكبرى التي نشأت و تلك التي ما زالت في طور الإنشاء 0
3]- و في أسوء الظروف يمكن لجامعة الدول العربية و التي يحوي كادر عملها أمناء عامين مساعدين من كل الدول العربية ,هذه المنظمة, يمكن ان تمارس صلاحياتها من خلال قيام كل أمين عام بمشاورة بلاده و استشارة مجلس الوحدة الاقتصادية المنبثق عن الجامعة العربية من جهة و دعوة وزراء الاقتصاد العرب بشكل دوري لمناقشة الأمور
و الاقتراحات فإنها تفاوض بشكل أفضل وأمثل و أقوى ككتلة عربية سياسية              و اقتصادية 0                                                                                            =أما دخول إسرائيل حيز التطبيع و اعتبار المقاطعة العربية ميتة من خلال مؤتمر الدار البيضاء و بدأ التنفيذ في مؤتمر عمان فان ذلك يشكل خطراً على العرب بل و من خلال الشرق أوسطية هناك خطراً على اوربا حيث ستصبح الطاقة و الاسواق بايدي اسرائيل و الادارة الاميريكية و هذا يشكل خطراً على  العالم أجمع و ليست الخطط الاقتصادية و السياسية التي يطرحونها بشكل ظاهره حضاري إلا ان باطنه يستند إلى الأهداف التي رسمتها  الحركة الصهيونية و هي السيطرة على العالم اقتصادياً و سياسياً و عسكرياً 0
الفصل الخامس
كانت إسرائيل تضع خططاً لتدمير العرب اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً واجتماعيا وتقوم بتوزيع الأدوار للتنفيذ على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وكان الهدف هو تفتيت المنطقة العربية إلى دويلات وقد وضعت دراسات بهذا الشأن أذكر بعض هذه الدراسات:
 _ إن الحركة الصهيونية تعتمد على كم هائل من الدراسات الديموغرافية والثيولوجية والاجتماعية والنفسية وغيرها من الدراسات التي تحوى كماً هائلاً من المعلومات عن المجتمعات فيدرس الموساد الحالات التي يريد أن يتدخل بها فيضع أي خلاف عادي تحت المجهر ثم يقوم بتكبيره ونفخ النار فيه وإيجاد الأشخاص الذين يتبنون هذا النزاع لدحر الأخر وذلك من كلا الطرفين ثم يقوم بتزويد الأطراف بالسلاح ليتم تدمير حقوق الإنسان وعلى رأسها حق الحياة صم يتم إرسال لجان حقوق الإنسان لبيان ما يحدث لرفع التقارير إلى لجنة العفو الدولية ومنها إلى الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة ويتلقى القابعين في مانهاتن التقارير ويتم البحث عن المصالح المراد تحقيقها لقلب نظام حكم أو القضاء على مجموعة ما من البشر تعرقل مسار المخطط الصهيوني أو أي مصلحة أخرى ، ثم يظهر الرئيس الأميركي ليلقي بياناً مقتضباً بأن الولايات المتحدة الأميركية لا توافق على ما يحدث في المكان الفلاني وإنها لا تقبل بهدر حقوق الإنسان هناك ويظهر بدور البطل المنقذ للإنسان ثم يتم الإيعاز للوحدات العسكرية الأميركية للتأهب للانطلاق ويتم التشاور وترتيب الأمور حسب مصالح الدول الأخرى وأحياناً يتم الضغط عليها لتقول نعم، ثم يتم الإيعاز لمندوب الإدارة الأميركية في مجلس الأمن الدولي لتقديم طلب ويتم الاجتماع على وجه السرعة واتخاذ القرارات بالتدخل عسكرياً ووقف مايحدث من هدر لحقوق الإنسان ويصدر القرار خلال دقائق وتتحرك الأساطيل لأنها متأهبة أصلاً وجاهزة قبل القرار وهناك يتم القضاء على أطراف اللعبة السابقة أو الطرف الخصم للمصالح الصهيونية ويتم ذلك من خلال لعبة أسمها الديمقراطية ، ويتم وضع الشخص الخادم للمصالح الصهيونية على رأس الهرم الإداري في ذلك المكان.
_ كتاب رقعة الشطرنج لمؤلفه الصهيوني بريجنسكى يشرح فيه ضرورة إعادة بناء الدول المحيطة بإسرائيل بحيث تصبح أربعين دولة وفق رؤية اقتصادية وسياسية من خلال أن كل دولة تحوي عشرات الأقليات والمذاهب التي ينحو أبناءها نحو الاستقلال ولذلك فهو دعا بكتابه إلى إنهاء البربرة بالشرق الأوسط ويذكر مثال على ذلك مصر بأنها  لا يمكن أن تكون دولة واحدة وكذلك سوريا والعراق والسودان والسعودية وليبيا والمغرب الخ .....
وهو يؤكد في كتابه بأنه يجب خلق توترات بنيوية عميقة تدفع بميكانيكية الصراع إلى حدودها القصوى وثم تؤدي إلى الحقد بين أي جهة والكل ويتم تشكيل الدول على أساسها .
_ مركز دراسات /بيغن _ السادات / أصدر بحثاً بعنوان (نظرية الأمن الإسرائيلي_رؤية جديدة_ / أسهم في أعداد البحث إسحاق مورداخاي و زائيف يونان وشتاي شافيت رؤساء الموساد السابقين وعدد من أساتذة العلوم السياسية في جامعة باتر آيلاند.
يبين هذا البحث من خلال دوائر الأمن الإستراتيجية أن على الجيش الإسرائيلي أن يعزز من ترسانته العسكرية ويطور مستوى تعاطي أفراده مع أحدث التقنيات للتفوق بالنوع والكم باستمرار وهذه الدوائر تشمل من المغرب الأقصى وحتى الهند شرقاً وباتجاه بلاد القوقاز شمالاً وهذا البحث لا يميز بين صديق وعدو فهو يعتبر مصر من الدول المعادية رغم معاهدة كامب ديفيد وسورية ولبنان والعراق وإيران،والمحافظة على دول الخليج تحت السيطرة مع التدمير الاقتصادي المستمر لها  ونشر الأمراض البيولوجية صعبة الكشف للتخفيض المستمر في تعداد سكانها وإن اتفاقيات التطبيع هي الطريق للتوسع وتنفيذ المخططات المطلوب تنفيذها.
_ يتضح تماماً أن الإدارة الأميركية تستخدم كأداة ومقدرات الولايات المتحدة الأميركية كاملة عسكرياً واقتصاديا وسياسياً هي في خدمة المشروع الصهيوني الذي يديره أفراد في مانهاتن .
وسنضرب أمثلة على ماقد حصل :
1- الحرب الخليجية الأولى كانت بتدبير صهيوني ومباركة وتخطيط أميركي حيث طرحت الإدارة الأميركية موضوع الخطر الشيعي على المنطقة القادم من إيران وتم بذلك تدمير التعداد البشري  في العراق وتدمير الاقتصاد العربي لسنوات عديدة وانتهت الحرب على الدمار فقط .
2- الحرب الخليجية الثانية : كانت بتدبير صهيوني وأميركي حيث همست السفيرة الأميركية بأن أميركا لاتعارض في استعادة الكويت لأنها أصلاً عراقية وبناءً على ذلك كان أن دخل الجيش العراقي إلى الكويت وتم تدمير الاقتصاد العربي والتعداد العربي بشرياً وكانت في حقيقة الأمر صفعة على جبين الأمة العربية.
3- أما شمال أفريقيا فقد تم ترتيب قضية لوكريي لفرض حصار على ليبيا وكانت هناك ثلاث محاولات لاحتلال ليبيا من قبل القوات الأميركية ولكن الموقف الفرنسي والأسباني والألماني حال دون ذلك لمنع الولايات المتحدة الأميركية من الاستيلاء على منابع النفط في ليبيا الذي يزودها بأكثر من خمسين بالمائة من حاجاتها للطاقة.
الفصل السادس
من خلال طرح فكرة السوق الشرق أوسطية يتم استغلال الطاقات في منطقة الشرق الأوسط الاقتصادية والعسكرية والبشرية لمصلحة إسرائيل وأميركا ، إلا أن هذه الفكرة كما أشرت سابقاً لم تلاقي قبولاً عربياً ولا حتى من بعض دول الشرق الأوسط فتم استبدالها بخطط التناحر مابين أهل المنطقة وإيجاد الحروب المتلاحقة واستخدام مجلس الأمن الدولي للضغط عليها وتدميرها بخطط أخرى وهي ذات منحيين:
1- ظهور مفهوم الشرق الأوسط الكبير الذي يتطابق تماماً مع الإستراتيجية الجديدة لدوائر الأمن الإسرائيلية  التي تمتد من المغرب الأقصى إلى أفغانستان شرقاً وبلاد القوقاز شمالاً بعد انفراط  الإتحاد السوفيتي  وهذا لاتساع الأراضي والمقدرات البشرية والاقتصادية  والطاقات والخدمات الموجودة فيها تشكل إمبراطورية كبيرة لإسرائيل وللإدارة الأميركية.
2- تم وضع برنامج ((ATTACK)) قي عام 1996 وذلك من خلال عدة دراسات سياسية واقتصادية وعسكرية إسرائيلية وأميركية قدمت للبنتاغون وتبحث هذه الدراسات في الغزو المباشر عسكرياً لمنطقة الشرق الأوسط لتغير النظم السياسية وتغير البنى التحتية في تلك المنطقة وتفتيتها إلى دويلات يتم السيطرة عليها ووضع مندوب سامي على شكل ملك أو رئيس أو أمير يكون خاضعاً لتل أبيب بصفتها المدير العام لمشروع الشرق الأوسط الكبير،وكما أشرت تكون الإدارة الأميركية هي رئيس مجلس الإدارة.
وفي عام 1998 صادق البنتاغون على هذه الخطة وبدأت بتنفيذها.
- بدأت الإدارة الأميركية بتنفيذ خطة بريجنسكي بأن المنطقة يوجد فيها أعراق ضمن أقليات مختلفة ويوجد فيها مذاهب كثيرة فبدؤوا العزف على ورقة حقوق الإنسان وبدؤوا الاتصال مع مجموعات عديدة وتشكيل أحزاب سياسية على هذا المبدأ بحيث يتم استخدام هؤلاء الأشخاص الذين شكلوا أحزاباً تحت شعار الحرية والحقوق الإنسانية من أجل تدمير المنطقة وفق مخطط كتاب(رقعة الشطرنج) لمؤلفه الصهيوني بريجنسكي.
وبدأت تحركات عديدة في شمال أفريقيا بظهور البربر وفي مصر بظهور الأقباط وفي سورية الأكراد وفي العراق وغيره من المناطق في منطقة الشرق الأوسط الكبير، وكل هذه التحركات هدفها ضرب الناس ببعضها البعض لكي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة وتخلف ترتيبات جديدة وتفتت الدول القائمة إلى دويلات تابعة لها.
لكن الوعي السياسي والتلاحم الاجتماعي على مر العصور في المنطقة وظهور التلاحم الوطني في سورية ومصر بشكل واضح أمام المجتمع الدولي كله لم يسمح للإدارة الأميركية وأعوانها بتنفيذ خططها في المنطقة  وفق ما أرادته .
وعندما فشلت الإدارة الأميركية في غزو المنطقة عن طريق حقوق الإنسان لقتل الإنسان وتدميره لجأت إلى أساليب أخرى وهي تعبئة الرأي العام الأميركي والأوروبي بوجود أخطار تهدد الأمن القومي الأميركي ، فبدأت تبحث عن مبررات لغزو المنطقة :
1- تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك:
بتاريخ 11/9 /2001 صحا العالم على برجي التجارة وهما يتهاويان حيث قتل داخلهما الكثير من الناس وفوراً أصدرت الإدارة الأميركية بياناً مقتضباً بأن القاعدة هي خلف تدمير هذه الأبراج ودعا الشعب الأميركي للانتقام والثأر من  القاعدة التي ارتكبت هذه الجريمة وكان المبرر لغزو أفغانستان وتدمير قوى القاعدة في أفغانستان والتي كانت أصلاً هي قوى أميركية ضد الإتحاد السوفيتي السابق والتي أدت إلى انهياره، ولكن ثبت من خلال الباحثين أن تلك الأبراج تم تدميرها بتخطيط من الCIA وأعوانها .
2- أشاعت الإدارة الأميركية من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وأن ذلك يهدد الأمن القومي الأميركي فذرعت الهلع والخوف لدى الشعب الأميركي من أجل تهيئته لغزو العراق أميركياً وقد غزت أميركا العراق كما نراه أمامنا اليوم وثبت الكذب والخداع وأن ذلك كان بتخطيط من الCIA وأعوانها .
3- تحاول الإدارة الأميركية الآن وفق مخطط بريجنسكي تدمير لبنان عن طريق تأجيج الفرقاء ضد بعضهم البعض من خلال عملائها  لتفتيته وخلق حرب أهلية جديدة فيه بعد أن تعافى وبدأ يخطو خطوات جيدة باتجاه البناء ، والتفجيرات التي حصلت في بيروت الشرقية منذ فترة كان الهدف منها إشاعة القلق بين المسيحيين لإعادة ربطهم وحزمهم ضمن التكتلات التي كانت أثناء الحرب اللبنانية السابقة والهدف هو تدمير لبنان وتدمير حزب الله وإعادة هيكلة الساسة والسياسة اللبنانية ضمن إطار المندوب السامي وفق خطة الرؤية الإستراتيجية الصهيونية.
4- في 14 شباط عام 2005 استشهد الرئيس الحريري عن طريق انفجار هائل كان الهدف منه زعزعة الاستقرار الأمني في لبنان وتدمير الاقتصاد اللبناني وخلق حالة الفوضى فيه وكان ذلك ضمن الخطة المطروحة وتوجيه الاتهام إلى سورية للنيل منها وتدميرها كما حصل في العراق وفعلاً بعد الانفجار مباشرة تم توجيه الاتهام إلى سوريا وتعالت الأصوات لأجل تشكيل لجان تحقيق دولية وتسيير التحقيق وفق الخطة الصهيونية بإيجاد الأشخاص الذين يتبنون هذا النزاع لدحر الآخر وهذا ماتم فعلاً من خلال الأشخاص الذين تم زرعهم للإحاطة بالسيد ميلتس  لتوجيه التحقيق وفق رؤيتهم عدا عن تدخل السفير الأميركي بشكل مباشر في توجيه التحقيق ضد سورية لإيجاد المبرر من أجل تدميرها واحتلالها كالعراق.
الشيء المذهل أن أميركا بدأت تحاكم الحكومة اللبنانية والسورية وفق محاكم نوتنبورغ تقريباً ولكن قبل أن يكون هناك حرباً وطرف رابح وطرف خاسر مستغلة بذلك تقرير ميلتس حول مقتل الحريري والذي ثبت أن هذا التقرير عبارة عن تقرير مسيّس هدفه تدمير القوى المناضلة ضد الأطماع الصهيونية في المنطقة ومازالت تفاعلات هذا الموضوع مستمرة ومازال تهديد سورية شعباً وحكومةً بالقتل والتدمير كي تركع لمطالب إسرائيل والإدارة الأميركية.
وهذه الحجة لا تختلف عن سابقاتها من الكذب والخداع والغش لإقناع الشعب الأميركي بما تنفذ الإدارة الأميركية من جرائم في حق الشعوب .
وبناءً على الخطط المذكورة فإن الإدارة الأميركية قد احتلت أفغانستان والعراق وهي مازالت تخطط وتنفذ لحرب أهلية لبنانية ومازالت تهدد سورية سورية وإيران بينما تمكنت من زرع قواعدها العسكرية في معظم الدول التي كانت ضمن نطاق الإتحاد السوفيتي مثل أوزبكستان وتركمانستان وجورجيا وتركيا والخليج العربي وباكستان والخ........ضمن خطة دوائر الأمن الإستراتيجية الصهيونية.
إذاً الهدف هو إقامة سوق الشرق الأوسط الكبير عن طريق القوة العسكرية المباشرة والسيطرة المباشرة على الطاقة والمقدرات البشرية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط الكبير لتحقق فيما بعد هدفين واضحين تماماً:
محاصرة أوروبا وإركاعها وتدمير الصين وتفتيتها وبهذا تكون قد سيطرت إسرائيل وأميركا على العالم تماماً.
ومن هذا المنطلق فإن الوقوف في وجه جرائم الإدارة الأميركية وإسرائيل ضد شعوب المنطقة ومنعها من تحقيق أطماعها وبناء إمبراطوريتها يستدعي أن يقف المجتمع الدولي في مواجهة تلك الجرائم ومنعها من تنفيذها.
حلب في /6 / 1 / 2006
المحامي الدكتور
 رفعت مصطفى                                                            
                                   
                                    مصادر البحث
1-             المجتمع الحديث و أبعاده – مجموعة من الباحثين – ترجمة وجيه اسعد – منشورات وزارة الثقافة و الإرشاد القومي دمشق 1982 – ج 1 الموسوعة السوسيولوجية 0
2-             الوحدة العربية و الوحدة الأوربية مواجهة أم تعاون – بحث ألقي في مؤتمر الحوار العربي الأوربي المنعقد في جمهورية مالطا 1994
3-             International trade and  International relation-Robert E. Bald Win and David A. Kay     
           ترجمة المحامي د. رفعت مصطفى 1996
4-             الشراكة الأوربية –المتوسطية 0 ترجمة د. طاهر بادنجكي – جامعة حلب
5-             The world ALMANAC and Book of facts- 1995 U S A  Robert Famighetti. the Editor. World ALMANAC-New jersey
ترجمة د. رفعت مصطفى 1996
6-             جريدة تشرين 31/10/1994
7-             جريدة السفير 24/10/1995
8-             جريدة السفير 26/10/1996
9-             جريدة الشرق الأوسط اللندنية 3/11/1995 العدد 6184
10-        جريدة السفير 23/10/1995
11-        جريدة السفير 27/10/1995
12-        مجلة الملف العدد 40- كانون الأول 1995
13-        مجلة الوسط العدد 200 تاريخ 27/11/1995
14-        مجلة الوسط العدد 145 تاريخ 7/11/1994
15-        مجلة الوسط العدد 195 تاريخ 23/10/1995
16-        مجلة المشاهد العدد 33لعام 1995
17-        مجلة الوسط العدد 201لعام 1995
18-        مجلة الوسط العدد 204 لعام 1995
19-        الجغرافيا السياسية للوطن العربي – د. عبد الرحمن حميدة
20-        الولايات المتحدة و إسرائيل و السلاح النووي – ترجمة اللواء ماجد سعيد-مركز الدراسات العسكرية –دمشق 1986
21-        هكذا فعل حاخامات اليهود باليهود و العالم 1990 – درع الوطن – الإمارات العربية المتحدة – بقلم المحامي  رفعت مصطفى
22-        لبنان و التاريخ إلى أين ؟؟!! بقلم المحامي  رفعت مصطفى 1990- مجلة الفيصل – السعودية 0
     24_ الخارطة الأسرائيلية الأميركية للعالم  بحث مقدم في المؤتمر الدولي لمنظمة المحامين الدولية الديمقراطية في باريس 2005.المحامي الدكتور رفعت مصطفى
    25- اليهود والسياسة الأميركية  _لمؤلفه ستيفن د.ايزاكس 1978_ بيروت ترجمة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
     26- محاضرة بعنوان ((الموساد وراء إنهيار بعض البنوك والأسهم في دولة الإمارات العربية المتحدة )) اللواء ضاحي خلفان قائد شرطة دبي 1999
27-  CONTINUITY AND CHANGE IN WORLD POLITICS THE CLASH OF PERSPECTIVES-                   BARRY   B-HUGHES 1991- NEW JERSE                  2002 paris-                 -28 the big trick- terry meyssan-
    29- الاعتداءات على أميركا من وراءها .....؟ العرب نيوز _باريس 5/10/2001
   30- ملاحظة خطط وترتيبات سمير جعجع منذ عام 2000 وحتى الآن بصفته قائد القوات اللبنانية المنحلة.....وملاحظة تصريحات وليد جنبلاط ومواقفه في الآونة الأخيرة.
    31 –L HISTOIRE DES RELATIONS                           INTERNATIONALES ,PIERRE RENOUVIN ET           
J- B. DUROSELLE . PARIS                                                                             
 32-كتب عديدة تبحث في الكيان الصهيوني وأهدافه.
       
 
 

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 956 / عدد الاعضاء 62