بيـــــــان
عقد مجلس نقباء المحامين العرب اجتماعه الطارئ بمقر الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب بالقاهرة يوم الأربعاء الموافق 12/7/2006، وذلك بعد أن تدارس التداعيات الخطيرة والمؤامرات الكبرى التى تتعرض لها الأمة خاصة فى فلسطين والعراق وجنوب لبنان والتهديدات المستمرة لسورية والسودان والمخاطر التى تهدد أجزاء عديدة من الوطن العربي مثل الصومال، ومحاولات تفتيت الدول إلى دويلات دينية أو عرقية، كل ذلك تنفيذاً للمشروع الأمريكي الصهيوني فى ظل صمت دولي مدان، وعدوان على الشرعية الدولية واستخدام مؤسساتها وفرض الهيمنة عليها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تصاعدت بإعلان الحرب الشاملة على شعب لبنان الشقيق، فى ظل صمت وخنوع رسمي عربي جبان..
إن المحاولات الأمريكية الصهيونية المستمرة لتركيع الأمة العربية واستلاب حقوقها ونهب ثرواتها والقضاء على هويتها ومستقبلها، تتطلب وحدة الصف العربي بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ودلالات، برأب الصدع، والارتفاع لمستوى المسئولية من الجميع، والتوجه نحو الجماهير العربية للالتحام معها، ومشاركتها الدفاع عن حاضرها ومستقبلها وإعداد الأمة لمواجهة العدوان الشامل من جانب أعدائها، وحشد كل طاقاتها الاقتصادية والعسكرية لمواجهة أعدائها.
إن هذه المرحلة الخطيرة التى تتعرض فيها الأمة العربية للعدوان المباشر فى حاضرها ومستقبلها تقتضي من الجميع حكاماً ومحكومين أن تتوحد صفوفهم وأهدافهم، وأن يحافظوا على الأقطار بغير تمزيق أو تفتيت، وأن يبقى المشروع القومي العربي هو البديل الحقيقي للمشروع الأمريكي الصهيوني. وأن تتوجه مهامهم النضالية نحو المواجهة الحقيقية لهذا العدوان، بالالتزام بمنظومة العمل العربي الحقيقي، التى تحقق آمال وطموحات الجماهير العربية وذلك بالالتزام باتفاقية الدفاع العربي المشترك، والعمل على مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني وطرد سفرائه وممثليه من العواصم العربية وإحلال ثقافة المقاومة بديلاً عن ثقافة الاستسلام.
إن مجلس نقباء المحامين العرب يؤكد أن الوساطات والاستعطافات والرجاءات التى تمارسها بعض الأنظمة العربية لن تؤتي ثمارها مع عدو غاصب لأن الصراع مع هذا العدو هو صراع وجود لا صراع حدود، وسيبقى صراع وجود حتى تنتصر الإرادة العربية فى فلسطين بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحتى تنتصر الإرادة العربية فى العراق بإقامة العراق الحر الموحد المستقل.
إن المقاومة العربية المسلحة فى فلسطين والعراق وجنوب لبنان ـ فخر أمتنا العربية ـ هى السبيل الحقيقي والوحيد لتحرير الأرض العربية، هذه المقاومة البطولية التى تؤكد دوماً أنها قادرة على ردع العدو وكسر شوكته وضرب قدراته العسكرية.
تحية إعزاز وإكبار للمناضلين العرب فى صفوف المقاومة، هذه المقاومة أنبل ظاهرة أفرزها النضال العربي، ونطالب كل أحرار العالم بدعم المقاومين سياسياً ومعنوياً ومادياً.
إن مجلس نقباء المحامين العرب يقرر:
أولاً: الدعوة ليوم الغضب الشعبي العربي العام يوم الاثنين الموافق 17/7/2006 فى كل العواصم العربية تشارك فيه كل النقابات المهنية والهيئات والتجمعات المدنية والأحزاب السياسية وكافة مؤسسات المجتمع المدني العربية.
ثانياً: دعم المقاومة الفلسطينية معنوياً وقانونياً ومادياً من خلال التزام نقابات المحامين، والمحامين فى كل الدول العربية بتقديم الدعم بالتنسيق مع الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب والتزام نقابات المحامين بإرسال قوافل التضامن مع الشعب الفلسطيني (أدوية ومواد تموينية وغيرها) على أن تنطلق هذه القوافل من كل العواصم العربية باتجاه فلسطين المحتلة وفق البرنامج المتفق عليه والذي سيتابع من جانب الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب.
ثالثاً: مطالبة الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بمواجهة الموقف تمهيداً لعقد القمة العربية العاجلة مع مطالبة الملوك والرؤساء العرب بالخروج من الموقف السلبي الصامت إلى موقف إيجابي يعبر عن ضمير الأمة العربية فى مواجهة هذه الأخطار الجسيمة.
رابعاً: عقد اجتماعات دولية مشتركة مع المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان والمنظمات الدولية الإنسانية (اللجنة الدولية للصليب الأحمر ـ هيومان رايتس ووتش ـ النقابة الدولية للمحامين بالإضافة لمنظمة المؤتمر الإسلامي) ومخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة لفضح الانتهاكات الأمريكية الصهيونية فى الأراضي العربية المحتلة والعمل على توفير الحماية الدولية والقانونية للشعب العربي فى فلسطين والعراق. على أن تلتزم نقابات المحامين بتكلفة مشاركة أعضائها من هذه الوفود.
خامساً: إنشاء "المركز العربي للتوثيق وملاحقة مجرمي الحرب" على أن يضم فى عضويته من خبراء قانونيين دوليين تكون مهمته توثيق انتهاكات العدو الأمريكي الصهيوني ضد أبناء شعبنا العربي فى فلسطين والعراق، وإعداد وتقديم البلاغات والدعاوى ومتابعتها أمام المحكمة الجنائية الدولية وأمام السلطات القضائية بالدول التى يختص قضاؤها بالنظر فى مثل هذه الجرائم (انجلترا ـ هولندا ـ السويد).
سادساً: التضامن مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية فى نضالها ضد العدو الصهيوني الأمريكي، مع التأكيد على وحدة الفصائل الفلسطينية فى مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفرق بينهم.
سابعاً: التضامن مع لبنان المقاوم ومناشدة كافة الفصائل والقوى والأحزاب اللبنانية بالتوحد مع حزب الله فى مواجهة الحرب الأمريكية الصهيونية الجبانة. ودعوة الحكام العرب لإعلان موقف عاجل وحاسم فى دعم الشعب اللبناني ومقاومته والعمل على وقف هذه الحرب المعلنة ضده.
ثامناً: التضامن مع صمود سورية الشقيقة قيادةً وشعباً فى مواجهة التهديدات الأمريكية الصهيونية. وشجب تصريحات الرئيس الأمريكي بوش بوجوب محاسبة سوريا وإدعائه بحق إسرائيل فى الدفاع عن النفس.
تاسعاً: التضامن مع السودان الشقيق قيادةً وشعباً فى الدفاع عن وحدته واستقلال أراضيه وتثمين موقف القيادة السودانية الرافض للتدخل الأجنبي فى شئون السودان وأن يبقى ملف دارفور شأناً عربياً إفريقياً.
عاشراً: مطالبة الأطراف السامية الموقعة على اتفاقيات جنيف 1949 لعقد اجتماع طارئ لفرض الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقوقه المشروعة. وتفويض الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب للسعي لدى المؤسسات الدولية لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الصادر فى شأن الجدار العازل.
الهزيمة والعار للمعتدين والمستسلمين
والنصر والفخار للمجاهدين والمقاومين
سامـح عاشــور إبراهيــم السملالـي
رئيس الاتحاد الأمين العام
نقيب محامي مصر لاتحاد المحامين العرب
* * *