إنها مأساة حقيقية ، لم أر مثلها أو أسمع عن مثلها ، إلا في بعض الأفلام المصرية والهندية!.
هذه السيدة ، الملتزمة ، ابتلاها الله بزوج سيء بكل المقاييس . أنجبت منه على فراش الزوجية ، أربع بنات ، حباهن الله بخلقة تامة وجمال كبير.
قامت على تربيتهن أحسن تربية . ورعتهن أكمل رعاية ، تهذيب وخلق وترتيب ونظافة ودراسة.
كانت ، هذه السيدة ، رغم كل المعاناة التي تعرضت وتتعرض لها أثناء حياتها الزوجية ، ورغم كل الإساءات من زوجها ، إلا أنها اختارت الصبر والتحمل من أجل إكمال رسالتها في تربية البنات ، لاسيما وأن الطلاق ، سيجعلها مشردة في الشارع ، إذ لا أهل ولا أقارب ، ومعها أربع بنات ثقيلات على أي مضيف.
ورغم اختيارها الصبر والتحمل ، إلا أن زوجها الفاسق ، تمادى في غيه وظلمه ، وبسبب علاقة له بفتاة لعوب ، حملته وحرضته على تطليق زوجته وطردها خارج المنزل.
لم تستطع هذه السيدة أخذ بناتها ، لأنه لا يوجد من يحتملها مع أربع بنات.
البنات بقين مع أبيهن وزوجته الجديدة في المنزل.
إلى هنا ، القصة قد تبدو عادية جدا :
ولكن زوجة الأب الجديدة ، اتضح أنها أسوأ أخلاقيا من الأب – الزوج بألف مرة .
فهي تقوم الآن ، باستغلال البنات في العمل المنزلي من طبخ ونفخ ومسح وتنظيف ، أي أنها حولت البنات الفراشات إلى خدامات.
وأكثر من ذلك:
تتعرى أمامهن ، وحسب ما قالت البنت الكبيرة ( 11 سنة ) لأمها في آخر رؤية لها ، أنها تقول بحركات أمامهن بقصد ( تفسيدهن ) مثل عناق الأب والجلوس في حضنه ( بالشلحة والكيلوت ) وتقبيله من فمه أمامهن.
حتى البنت الصغيرة ، لم تتورع زوجة الأب من وضع المكياج على وجهها وتعليمها على استعمال قلم الحمرة.
هذه التفاصيل ، وأكثر منها ، ترويها البنات ، بينما دموع الأم تسيل بلا أمل بل وبكل ألم وحسرة.
السيدة الآن ، وهي تحمل ليسانس في الحقوق منذ العام 1992 ، عادت إلى بيت أهلها الفقير والفقراء ، وأهلها غير قادرين على استقبال البنات ، وهي تريد أن تسجل في النقابة لتعمل عملا شريفا تكتسب منه ، كي تستطيع أن تضم إليها بناتها وتنقذهن من المستنقع القذر – زوجة الأب. ولا تملك رسوم التسجيل أيضا.
الحقيقة ، هي مأساة حقيقية ، لا تتمثل في طرد وتطليق هذه السيدة فقط ، وفي تشردها ، وحاجتها ، وحرمانها من بناتها الأربع ، بل وأيضا : في جريمة لن تتضح معالمها إلا في المستقبل القريب وهي تخريب وتفسيد أربع بنات ، سيكون مصيرهن أسودا و...... إذا لم يتم اللحاق بهن ونجدتهن .
الحقيقة كنت مترددا في طرح هذا الموضوع – الماساة
ولكن هو واجبي أيضا.
لقد حاولت ، قدر استطاعتي أن أساعد هذه السيدة ، ولكني مع قليل من معارفي لم نستطع سوى أن نقيها حاجة الناس وحتى لا تكون فريسة ضيق ذات اليد وضيق الأمل معا ، كامرأة مطلقة فإنها محل طمع وابتزاز الكثير ، كما تعلمون. والأهم من كل ذلك : مصير بنات أربع.
فكرت في أن أساعدها ، فخطر ببالي طرح مشكلتها هنا ، لنرى فيما إذا كان من الممكن مد يد العون لها من خلال التبرع بشيء ولو بسيط من فائض مالنا وضمن حدود استطاعتنا.
وإن نجحت في ذلك ، فإنني ، وإياكم ، نكون قد أدينا رسالة كبيرة وعظيمة
وإن لم .. فأكون قد قمت بواجبي.
وشكر الله سعيكم.
ومن يرد مناقشة الموضوع على الخاص فأهلا وسهلا أيضا
المحامي : موسى شناني
shanani_7@hotmail.com