أخى العزيز المحامى من سوريا
سيادتكم تطالبون النقابه –واضح انكم تقصدون النقيب – باتخاذ موقف من المواجهه بين السلطه والقضاه الاحرار والتخلى عن فضيله الصمت حتى ولو من باب الظهور امام الكاميرات . وهذا مطلب لو تعلمون عسير جداً جداً ومهمه تنوء بحملها الجبال الراسيات ، فى زمن التوازنات والمصالح الشخصيه ، بل وتشيرون بخبث من طرف ليس بخفى على أى لبيب ، بان معاليه لم يكن ابداً من المؤمنين بفضيله الصمت بل كان دائماً على العكس من ذلك ، صاحب صوت عال فى كل مناسبه وأى مناسبه حيث تتواجد الميكروفونات وكاميرات الفضائيات والمحليات ، وقد قدمتم الدليل على ذلك بالمثال الذى عرضتموه عن الموقف التاريخى الذى عبر عنه معاليه فى دمشق أمام الرئيس بشار ، وخطبته الناريه التى ارتجت جدران القاعه لدوى ميكروفوناتها ونالت إعجاب العامه من إخواننا السوريين حسنى النيه.
وأنا معك من المنتظرين لموقف يتناسب مع حجم الزعامه التاريخيه لمعاليه بوصفه محسوباً على المعارضه لا على الحكومه!! أى والله هم بيقولوا إنه مش حكومى ولا حاجه !!
ولعل ذلك الموقف الموعود يكون موقفا تاريخيا لا يقل عن الشجب والإستنكار لعسف السلطه والتأييد والإكبار لموقف القضاه الإصلاحيين الأحرار . والمفروض -نظرياً - أن هذا الموقف سهل جداً ومش صعب ، ولا يزيد عن موقف تأييد الثوره على السفينه بونتى"Mutiny on the Bounty "
وحتى لا ننكر تماماً الإقدام على موقف ،أحياناً ، نذكركم بقدوم وفد منظمه المرصد الدولى لحقوق الإنسان هيومان رايتس وتش وطلبه لقاء مجلس نادى القضاه للتعرف على أوضاع إستقلال القضاء فى مصر ، وقد وافق المجلس من حيث المبدأ –بشرط حضور ممثل عن وزير العدل- إستناداً إلى أن قضاه مصر الشرفاء الأحرار ليس لديهم ما يخفوه ، إلا ان النظام المهتز الهلوع ، انخلع قلبه وقامت قيامته وطفح جلده بالحساسيه والارتكاريا إلى درجه الشياط ، فأوعز إلى تابعيه الدائرين فى فلكه الواقفين زنهار رهن أى إشاره ، أوعز لهم بتنظيم حمله سيمفونيه هارمونيه منظمه لتشويه المنظمه وتحقيرها ووصمها بأبشع التهم التى تثير حفيظه الرأى العام المصرى ، وما هى تلك الوصمه إلا الإنتساب لأمريكا والصهيونيه ومعاداه الحقوق العربيه؟؟ والغرض بالطبع ليس تشويه المنظمه كما قد يتصور بعض السذج امثالى ، وإنما الغرض الحقيقى هو إرهاب القضاه ووصم من يتعامل مع تلك المنظمه باوصاف مشينه أقل ما فيها الإستقواء بالخارج – وهذه التهمه هى أحدث الإنجازات فى عالم وعلوم تلفيق التهم فى مصر المنكوبه بقياداتها- . وقد قام جهاز الدعايه التابع للسلطه بوظيفته خير قيام ، فشر خالد الذكر جوبلز بتاع هتلر!
ولم يكن من الممكن فى هذا الظرف التاريخى ان يتخلى نقيبنا التاريخى عن اتخاذ موقف تاريخى يليق بتاريخيته ، فأصدر تصريحات تاريخيه –تلقفتها آله الدعايه الحكوميه واحتفت بها أيما احتفاء- أصدر فيها حكما باتا غير جائز الطعن عليه بأى طريق ، على طريقه قرارات لجنه الرئاسه وما فيش حد أحسن من حد ، أدان فيه المنظمه بعدم المصداقيه وأنها مشهود لها بالإنحياز ضد حقوق الإنسان!!؟؟ ، ( إزاى؟.. وليه؟.. وبأماره إيه ؟؟ ..وما الدليل؟؟،.. بالطبع هذا كلام مرسل بلا دليل ، ويبدو ان قواعد الإثبات قد تغيرت وأصبح تقديم الدليل هو أمر ثانوى لا لزوم له .. وآهو احنا لسه بنتعلم !!)
جمله إعتراضيه: طبعا من حق النقيب ان يقذف المنظمه بالطوب لأن بيته ليس من زجاج لا سمح الله ، وأن معاليه كامل المصداقيه وغير مشهود له بالمره مطلقاً بالإنحياز ضد حقوق الإنسان للعبد لله . وتشهد على ذلك حزمه احكام قضائيه نهائيه لا قيمه لها ولا تصلح دليلاً فى الإثبات!!
ولم يتوقف سيادته فى تصريحه التاريخى عند تشويه مصداقيه المنظمه ، وإنما توصل من خلال إستنتاج واستنباط عبقرى إلى إلغاء الفارق بين المنظمه كمنظمه مجتمع مدنى دوليه وبين امريكا!!!؟؟ ولان المنظمه – بعد أن انكشف جهلنا الفاضح واتضح لنا - هى ذاتها امريكا! وامريكا هى ذاتها المنظمه! ، فقد ادار الإسطوانه الشهيره المحفوظه عن ظهر قلب والتى مللنا تكرارها بمناسبه والأكثر بدون مناسبه وبلا أى تجديد ، إسطوانه التنديد بأمريكا ، كما لو كانت كوندوليزا رايس هى التى ستقابل مجلس نادى القضاه!!
اما ثالثه الاثافى ، أقصد ثالثه التخريجات الإستنباطيه المنطقيه المهوله ، فهى ما توصل له سيادته ، وعبر عنه فى تصريحه التارخى بالقول : إن تاريخ اللقاء غير برىء؟؟ ..الله الله الله !! ... إيه العظمه دى؟؟
ويبدو أن سيادته دخل إلى صدور البعض وفتش ونقب قبل أن يصدر قراره البات بإدانه التاريخ!! أما مبدأ أصل البراءه إلى أن ياتى الدليل الذى يهدمه ، فقد تقدم انه غير مهم فى ضوء التقدم الحديث فى قواعد الإستنباط غير المنطقى. فضلاً عن أن ذلك الأصل وارد فى مواثيق حقوق الإنسان التى ثبت أيضاً فقدها للمصداقيه والإعتبار وأنها دسيسه امريكيه صهيونيه، ومن ثم فهى واجبه الإحتقار وهو كما تعلمون ما يجرى تطبيقه عملياً.
وبعد هذا كله صديقى السورى العزيز ، ألا زلت مصمما على طلب موقف من معاليه؟؟ ألا يكفيك هذا الموقف التاريخى؟؟
فى إنتظار إجابتك لعلك تعلن فيها توبتك وترجع إلى الحق وتقر بعظمه هذا الموقف التاريخى لمعاليه
أخوك المحامى المصرى ( مع وقف التنفيذ) هشام المهندس
خير الكلام
"أذل الحرص أعناق الرجال"!!
للحديث شجون وربما يكون له بقيه إن كان فى العمر بقيه