والده د/ صلاح مدير مستشفى تبوك بالسعودية وذهب إليهم ليقضى معهم أجازة نصف العام وقام والداه بتوصيله في ميناء ضياء ليصل إلى بلده ليستكمل الدراسة والعجائب القرر كانا يريدان أن تكون الرحلة عبر المركب السريع إلا أنهم لم يحبوا إلا العبارة فقاما بتوصيله ووداعه مستنيا عودته بالسلامة إلى أرض الوطن. وبعد عودتهما إلى تبوك فوجئنا بالاتصالات بأن العبارة غرقت في البحر الأحمر فقامت السلطات السعودية بتسهيل الإجراءات وحجز الطائرات ليصل إلى مصر ليطمئن على ابنه.
هو شاب مثقف ولديه تركيز عالى.
الإقلاع كان الساعة 7.30م الخميس 3/2/2006 من ميناء ضياء بالسعودية على ساحل البحر الأحمر وفي حدود الساعة 10.20م فوجئ الجميع بصور دخان كثيفة وبالسؤال أجاب طاقم السفينة أن الدخان من المحركات وبعد زيادة الدخان قبل حريق بسيط وستتم السيطرة عليه.
وبعد ساعة إزداد الدخان بكثافة عالية محدث ذعر كبير بين الركاب إلا أنهم لم يجدوا أحدا من الطاقم وكأنهم اختفوا.
فحاول الركاب الخروج من البولمان إلى السطح للهروب من الدخان إلا أن بعض الأبواب مغلقة ويقف عليها بعض طاقم السفينة ليمنعوا الركاب من الخروج.
وبعد الساعة 11م طلب الركاب من القبطان العودة إلى جنبا فرفض وقال أن تم السيطرة على الحريق وكانت حاجة بسيطة والدخان من آثار اطفاء الحريق.
وفي الساعة 12 عند منتصف الليل إزداد الدخان بكثافة عالية وهنا بدأ الطاقم يدعوا الركاب للخروج من الكبائن والتوجه إلى السطح حيث الذعر يعم الجميع.
وبالتوجه إلى سطح لوحظ الخوف يعم الجميع وبدأت الباخرة تميل ناحية اليمين وبدا الطاقم بطلب من الركاب التوجه للجهة الأخرى حتى تنظبط السفينة وبالفعل اعتدلت ثم بعدها بقليل مالت كثيراً ناحية اليمين وهنا ارتطمت الركاب بصور المركب سقط الكثير وبدأت المركب في الميلان يساراً ويميناً وعند الساعة 1 ثبوت حصر مالت جميعا وهنا كنت في الجانب الأيسر.
وعند الساعة 2 بدأت أصوات الانفجار وانقطع التيار الكهربى وكان الموج شديد ويرعب وشعرت بذهول شديد وبدأت أرى الركاب تتصاوى من الباخرة وقام بعض الركاب بمحاولة تنزيل قوارب البخارة لأنه لا يوجد أحد من طاقم الباخرة وذلك عن طريق قطع الأحبال وهنا وأوا أحد أفراد الطاقم وقليوا منه أطواق النجاة فأخبرهم بأنه لا يوجد تعليمات حتى الأن.
ولم يوجهنا أحد لأى مكان عن وجود سترات النجاة. وكل من نجا كان يرتدى أى شئ يراه من أعلى سطح الباخرة.
وكنت أعلى الباخرة في المقدمة وكان الجميع في ذهول شديد وسقطت على الأرض وبدأ الجميع في الجرى والقفز من الباخرة حتى أننى سقطت ولم يشعر بى أحد واسوا على وشاهدت أن من يقع لا يجد من يبحث عنه ولا يمد إليه يد العون ورأيت أفراد يسقطون في غرف المحركات ويحرقون على الفور.
وبعد مرور الجميع من فوقى شعرت ثقيلة الدخان فبدأت أتوجه إلى أعلى السطح وشعرت بأحد الأشخاص يسقط على وجهى ولكنى تمسكت حتى لا أسقط وبعد ذلك حصلت على طوق من على السطح وقمت بارتدائه حول وسطى وجاءت موجة كبيرة فأخذتنى فوجئات مجموعة حوالى 30 فرد يمسكون بشئ حديد في المياه وبالفعل استطعت أن أصل إليها واضع يدى عليها وبعدها عرفت أنه "ديب فريزر" على سطح الماء من مخلفات السفينة.
وقام أحد الأفراد وجلس داخله تقادت أن تملأة فقمنا بانزاله وتم إخراج المياه منه وكان حولى 1 سعودى ومعه طفل صغير وعدد 2 نساء مع شيخ مصرى من ضمن ال30 فرد وكنا جميعا حول الثلاجة تمسكها بيد وبالأخرى من يقف بجانبه واستمر الوضع حوالى ساعة.
كنا نرى أطفال ونساء يموتون حولنا وهم يحاولون أن يظلوا على السطح دون جدوى ورأيت الكثير يسبحون دون أطواق أو سترات.
وفي حوالى الساعة. راينا طائرة هليوكبتر وأخذت بإلقاء عوامات كبيرة مثل المركب وبدأنا نتوجه إليها وصعد الجميع إلا أنا والشيخ المصرى وقد فقدنا الوعى تماماً من الإجهاد والرعب وحاولت الوصول إلى العوامة أكثر من مرة إلا اننى كنت أتساقط وكان الموج شديداً وصعد الشيخ المصرى وقمت بالاستغاثه به وبمن على العوامة وعند مد يده معاولاً مساعدتى وعند تحريك أرجلى وجدت أنها لا تتحرك فأخبرته بذلك فعليا من أن يجذبنى حتى لو من رقبتى وفجأة استطاع أن يصل إلى أرجلى وقام بجذبى بشدة ولم اشعر إلا وأننى على سطح العوامة وعندها شعرت بالإعياء الشديد وعرفت لماذا لا يتحرك من على سطح العوامة محاولاً إنقاذى أو انقاذ من حولنا وكان الموجه عالياً جداً وكانت المياه كثيرة داخل العوامة وكانت فرد معنا يوجهنا ويرشدنا فظننا أنه من طاقم السفينة وبدأ يخرج شاش ويربط الجرجى "طفل صغير" وقيام بربط الطفل على صدره وبدأ يخرج الصفارات والكشافات من اطواق النجاة وبدأ يرشد الجميع بمحاولة التوازن ونضح المياه منها وفي خلال نصف ساعة كنا قد تضحنا المياه من العوامة وكنا نرى الكثير حول العوامة من يعافر الأمواج ومن يموتون حولنا ومن يسمك بقطع خشبية أو شئ يجدونه وهنا تمنينا أن يأتى النهار حتى يرأنا أحد.
وحوالى الساعة 4.30 صباحاً بدأنا نرى ويارتينا لم نرى ضوء النهار لأن الأمواج ازدادت الشدة وقوة وحوالى الساعة 6 صباحاً كان الموج عالى جداً وكان يوجد الكثير من الأعياء رغم لحل هذه الأمواج وكان يمكن أنقاذ الكثيرين وبالرغم من مشاهدة الطائرة وإرسال بعض العوامات إلا أنها لم تقم بانقاذ أى فرد ولم نرها مرة أخرى بعدها وهنا قلنا لا أمل الموت قادم لا محالة.
وبدأت العوامة تنقطع من شدة الموج وهنا بدأنا بالتوزع على اطراف العوامة 4 في كل ركن وكانت هذه توجيها الشيخ السعودى.
وبدأ في هدوء يقوم بتوجيهنا وهو من كان معه الطفل على صدره وبدأنا برفع العوامة عن الأمواج وقد كنا الغرق حوالى 4 مرات وأرشدنا إلى غلق الأفواه وقال لو انقليت العوامة لا تتركوها ولكن في أحبالها.
وسنقوم بعدلها مرة أخرى وشاهدت الكثير ممن يطفون على سطح المياه عبارة عن جثث قد يريدون السترات وبدأ الموج يتلاعب بالجثث.
وبعد سطوع الشمس قام الشيخ السعودى بقراءة أذكار والتوجه بالدعاء "اللهم أرسل إلينا جنودك أو أبعث إلينا جنود الأرض لينقذونا".
وظللنا في المركب حتى الساعة الخامسة المغرب وعندها رأينا طائرة أخرى في الجو وقام الشيخ السعودى بإطلاق صفارات وإشارة ضوئية ولكن لم ترنا الطائرات.
وقامت طائرة أخرى وفعلنا نفس الشئ إلا أن أحداً لم يرانا وقال لم يعد معى إلا؟ اشارة ضوئية فأدخرها لاحتمال طول الفترة وبدأ بإخراج أكياس بسكويت ووزعها علينا.
وبدأ يدخل اللي مرة أخرى ورأينا طائرة أخرى فقام بإرسال إشارة ضوئية جديدة ولكن الطائرة وبعدما ظننا أن الطائرة رأتنا إذا بها تنصرف ثم راينا باخرة في اتجاه الطائرة وهنا أخبرنا الشيخ السعودى بأن الباخرة هي باخرة حربية ولن تأتى ويجب علينا التوجه إليها ووصلنا بالفعل إليها وقامت الباخرة الحربية بإخراج مكبر صوت ليرشدنا إلى التقرب أكثر وهنا جاءت موجة كبيرة جداً فأبعدتنا حوالى كيلو بعيداً عنها وهنا لم نجد إلا ضوء بعيد جداً وحاولنا الوصول إليها من جديد وبدات المكبرات الصوتية ترشدنا من جديد وبدات الباخرة تنزيل سلالم وأحبال لتنقذنا فبدا بعض الأفراد يفقدون من العوامة ليمسكو بالأحبال إلا أنا فقدناهم. وأخذتهم الأمواج.
وبدأنا نمسك بالأحبال وقام أفراد الباخرة بإنقاذنا وتطليق على سطح الباخرة واكتشفنا أنها باخرة مصرية حربية وسألت الضابط لماذا لم تنقذونا فأخبرونا أننا غير مجهزين للإنقاذ.
وبدأت حب المصريين بالأدوية والبطاطين وتهدأة روع الناجيين.