" نستطيع أن نصدق مديح الشعراء ، ومبالغات الإعلانات ، وأقوال الدجالين ، وإنصاف شناني ، فكلها ضلالات وأكاذيب " برنارد شو !!
عزيزي الشامخ حالة صاحبنا ( وأنا الآن أشخّص حالة ) تشبه إلى حد كبير حادثة رواها ( رجل ما ) يقول فيها :
" سافرنا بعجوز معنا في رحلة الحج ، نرجو بركتها ، من أقصى الشام إلى بيت الله الحرام ، حجاجاً على الدواب ، وهي من شنّفت آذاننا بالحديث عن الوحدة العربية وعلماء الدين ( البدو ) المتخلفين وعنتريات البطل ( نجّاد ) !!
حتى خيّل إلينا أنها المُفكِّرة والمُصلِحة التي لا يشق لها غبار ، لكنها يا سيدي ماتت بين أيدينا عند الميقات ، قبل أن ترى حتى مشارف مكة المكرمة، لنكتشف مندهشين .. أنها كانت تلهو بقضيب بغلها سراً طيلة الرحلة !!! " .
الحادثة تروي حال ( صاحبنا ) أعلاه فهو يكتب وكأنه يخطبُ في ( ثلة ) من المريدين ، يجلسون ( القرفصاء ) أمامه ، وَيَحُكُّونَ رُكبهم بِرُكَبِه التماساً لفيوضاته الربانية !!
كيف لا وهو ( رئيس ) تجمع منتدى المحامين العرب كما أشاع في أكثر من منتدى وما نحن رعاك الله إلا مرؤوسين في بلاط فخامته !!
( فخامته ) الذي أبى إلّا أن ينعى على علماء السلطان كما سماهم ( فقه المداراة ) وهو عينه من دبّج الخطاب الأنيق الرفيع الظريف في فخامة الرئيس ( بشار الأسد ) حفظه الله علّ فخامة الأخير يلتفت لفخامة الأول بشيء من الانتباه ( لفتة ولو جبر خاطر ) !!
صديقي ( الشامخ ) العدلُ في القول والحُكم سِمةُ المُصلحين ، وصاحب القسط يُجبرُ الآخرين على احترامه ، أمّا الجَور فيترك صاحبه أُضحوكة ويستعدي المُستقلين ضدهـ وضد أفكارهـ التي يحملها ، ولذلك قال الفضيل بن عياض " اشهر فقهاء المالكية " : ( لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صلاة ولا صيام ، وإنما أدرك بسخاء النفس وسلامة الصدر والنصح للأمة ) .
وليست القضية أبداً نقد صدر من رجل في مسألة فثارت لها مُضَرُ ولم تقعد ولكنه مع الأسف طرائق تفكير .. منهج حياة .. والحياة كلمة كما يقول سلمان العودة !!
فالرجل قد قارب الأربعين من عمره إن لم يتعدها ، ومع ذلك فما زال يمارس جلد ذاوتنا العربية دون أن يقدم أي حل فكري ، غاية ما في الأمر كتابات تخذيلية وتفخيم لأناه العليا حتى كادت أن تنفجر !!
لا أغبط الرجل حقه ولست ممن يفجر في الخصومة .. فهو في القانون ( فقط ) باقعة يمضي بها الركبان كما رأيت أنت ورأيت أنا .. ولكن منهجه النقدي الفكري ( أحول ) بكل أسف !!
هل تذكر عندما ضربت الطائرتين برجي نيويورك وتحولت ( أمريكا ) إلى وحش مصاب بالسعار .. هل تذكر عندما عمت موجة التفجير مدن السعودية ؟ ما الذي عمله برأيك ؟
دعني عزيزي الشامخ نمارس معاً جلسة ( عصف فكري ) نخرج بها الإجابات على أسئلتي :
هل وقف مع ابن عمه على الغريب كما يقول المثل .. ثم صفّى حساباته لاحقاً ..
( لا )
هل ناصر بأي شكل محاولاتنا لضبط النسر الأمريكي والتي قمنا بها اتقاء لشر عدو سُلِطَ علينا ؟
( لا )
هل كف شرّه وصمت عن إثارة أمور نحن في غنى عنها .. وذلك في أوج الحملة الغربية علينا ؟
( لا )
لقد مارس بكل أسى أقدم مهنة بالتاريخ ؟؟ ( العمالة ) !!
فالدعم المالي والمصاحف الموجّه لمراكز الجاليات الأوروبية ما هو في حقيقته إلا قنابل إرهابية يراد بها نشر الفكر الوهابي .. !!
في الوقت الذي يكون فيه ذلك نشراً لفكر التسامح وفقه آل البيت عندما تقوم به ( ناشرة لواء الخرافة ) !!
عزيزي ( الشامخ ) الرجل رغم كثرة قراءاته يُذَكِرني بموقف قابل فيه مالك بن نبي جودت سعيد , فاستغرب من لباسه وما عمم به رأسه ؟ قال له جودت سعيد : إنك سيدي تذكر في أحد كتبك أنك اجتمعت برجل في مصر يلبس الطربوش التركي، فقلت عنه إن الحضارة دخلت من قدميه ولم تصل بعد إلى رأسه، وأنا كذلك ؟
فهل عرفت السر في كتابات الرجل ؟
انتظر إجابتك .. لك الحياة والأمل