تحدث الزميل محام من سوريا عن وقائع عاينها بنفسه ولم يقرأ أو يسمع عنها ، فهو شاهد عيان يرسم صوره مؤسفه للعشوائيه وانعدام التخطيط أوالتنظيم ،والفشل والتخبط الإدارى
ولعله والأخوه السوريون يوالونا بمشاهداتهم وتعليقاتهم ، إضافه لما تحدث به من شاهدوا على الفضائيات مهازل تحول بعض المحامين المصريين إلى هتيفه وكدابى زفه
فنحن مهتمون تماما بمراقبه وتقييم كفاءه وتصرفات قياداتنا فى تنظيم مؤتمر.. مجرد مؤتمر .. ولا نقول فى إداره الصراع مع امريكا أو اسرائيل أو قياده الشعوب العربيه فى معترك القرن الحادى والعشرين بسلاح الردع الشامل " بالروح ...بالدم نفديك يا.. أى واحد "
اما عن روح الود العميق التى تجمع المصريين والسوريين فهى ثابته ثبوت الهرم ولا ينال منها مطلقا خلافات فى الرأى حول اشخاص حكام نكبت بهم شعوبنا
إن الخلاف فى النظر للامور هو امر طبيعى لأننا بشر ، إلا اننا لن يكون بيننا ابداً كارهون ، فليس بيننا إلا كل الحب والود ، فمن نكره؟؟ ولماذا نكره؟؟ هل بيننا نزاع على مال منقول او عقار؟؟ وهل نتنازع على ميراث او منصب؟؟ ... لا .. إنما خلافنا مبعثه اتفاقنا على هدف وغايه واحده هى مصلحه أوطاننا وشعوبنا التى نكبت بحكامها
وانا كمصرى أسعد وافخر بان يحظى أعضاء الوفد المصريين بالتقدير والإعجاب ، شرط ان يكون هذا التقدير راجع إلى كفاءه علميه ومهنيه متميزه ، او مواقف أخلاقيه رجوليه تنم عن التضحيه والإرتفاع فوق الصغائر ، كما نفخر بالدكتور عبد الرزاق السنهورى والمستشار ممتاز نصار والمستشار الجليل يحيى الرفاعى ورفاقه الأحرار ، وامثالهم الذين لا ولن يذكر لهم التاريخ أنهم أثاروا الحماس فى جمع بهتافات حنجوريه ديماجوجيه غوغائيه.
وللإخوه السوريين والعرب اقول ، إن المصريين يعرفون مهنه هى الأقل احتراما ، يحترفها البعض الذين يتاجرون بالحناجر والحماسه والمشاعر المصطنعه ، وهى تظهر كثيرا فى الأفلام والمسلسلات العربيه ، فهناك وظيفه "المعدده" بكسر الميم وفتح العين وكسر الدال الأولى وفتح الدال الثانيه ، وهى سيده يتم استئجارها فى المآتم ، لتمارس الصراخ والبكاء والعويل وتعديد مآثر الفقيد مقابل أجر معلوم!!
كما ان هناك هتيفه المظاهرات والإنتخابات والأفراح والمؤتمرات بل وحتى فى الحفلات الغنائيه الذين يؤجرون لإثاره الحماسه فى مثل تلك التجمعات ، ولعل الإخوه قد شاهدوا مسلسل "زيزينيا " المصرى بطوله يحيى الفخرانى وآثار الحكيم ، وشاهدوا الدور الذى قام به الفنان محمود الجندى الذى كان يمارس هذه المهنه والذى استأجره بطل المسلسل يحيى الفخرانى لتنظيم الهتافات وإثاره الحماسه فى مؤتمراته الإنتخابيه.وقد فاز الفخرانى فعلا فى الإنتخابات بمعونه ذلك الهتيف الحنجورى.
وانا لا اجد ممارسه أحق بالإحتقار والإزدراء من الإتجار بالحماسه.
إن أمثال هؤلاء الهتيفه هم الذين تسببوا فى سخريه العالم منا ، حتى لقبونا بأننا –العرب- مجرد ظاهره صوتيه ، ودعوا الكاتب الساخر المبدع محمود السعدنى إلى ابتكار تعبير " الحنجورى" كنايه عن الكفاح والجهاد والتضامن والدعم بالحناجر!! . وبالمعايير الحنجوريه يكون " الزعيم شعبان عبد الرحيم" هو أعظم مجاهد عربى ضد إسرائيل وأمريكا!! ألم يغنى رائعته الحماسيه الجباره : " انا باحب عمرو موسى وباكره إسرائيل" التى أثارت حماس الشعوب العربيه وزلزلت لها أركان البيت الأبيض والبنتاجون والكنيست والموساد ؟؟؟
اما الموقف والراى فى نظام عبد الناصر رحمه الله ، وما خلفه لمصر والامه العربيه من إرث ثقيل وخراب وبيل، فقد يكون موضوعا لمداخله اخرى ، فالحديث له شجون ودموع وجراح وكسور ،....ومصر القويه الشامخه هى بالفعل قوه للعرب ولكن ما هو حال مصر الذى تركها عبد الناصر عليه؟؟؟ هل ترك مصر الديمقراطيه لحره القويه الشامخه ام مصر المطحونه المهزومه المحتله المفلسه التى يرزح شعبها تحت نير أبشع نظام حكم ديكتاتورى عسكرى متخلف يخجل منه حكم الإحتلال البريطانى؟؟؟
اما عن مطالبه النقيب بصنع القنابل النوويه ، فإن التعقيب عليها يحتاج إلى مؤرخ لجمع تصريحات النقيب الناريه وكتابه دراسه اكاديميه فى فكر النقيب !
ولأنى أصدق حماسات النقيب الخطابيه ، فإنى أتصور انه لو قدر له –لا سمح الله- وتولى رئاسه مصر ، فإنه سيبادر على الفور بتصنيع القنبله النوويه!!!! ، وانا فقط اسأل –على استحياء طبعاً لأن العين لا تعلو على الحاجب - إن كان هذا القرار الثورى الخطير الذى لا يصدر إلا عن زعيم تاريخى ،قد جاء حماسيا عفويا ، ام انه بناء على دراسات وتقديرات وحسابات ماديه عقلانيه ، لأوضاع العالم والقوى المؤثره فيه وتداعيات مثل هذا القرار الإيجابيه والسلبيه على مصالح مصر وأمتها العربيه؟؟؟
مع خالص الود
هشام المهندس