اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
كاتب ضبط
التاريخ
12/10/2005 1:27:49 PM
  رسالة بدوي على جمل !؟!      

  

ما زلت أفكر وأعيد النظر في هذه المقالة مذ كتبت لا أستطيع عنها فكاكاً !!

 

رسالة بدوي على جمل

 

علي سعد الموسى
لم يكن معالي السيد، وزير داخلية العراق، بيان جبر صولاغ، أول - ثمري - يصدر حكمه على - مدري - فحكاية السخرة والسخرية من عرب الثمر على عرب المدر لها بياناتها قبل - بيان - ولها لغتها قبل بيان معالي صاحب البيان. مصادفة مذهلة أن يكون اسم وزير داخلية العراق - بيان - ولكن المصادفة المذهلة أكثر أننا ما زلنا حتى اليوم نقدم الخد الأيسر لكل بيان يضرب الخد الأيمن. فكرت أن أرد على تصريح وزير داخلية العراق فرأيت الكل قد سبقني إلى مقارعة اللغة ومصارعة العضلة. ولأن وزير داخلية العراق يتدثر عباءة - آيات الله - ويتكلم باسمهم فقد يبدو من العبث أن أبعث له بقصيدة خالد الفيصل الشهيرة - حنا العرب يا مدعين العروبه - لأنه لن يفهم لغتها - المدرية - الخالصة. فكرت أن أبعث بها لوزير خارجيتنا كي تكون هذه القصيدة نبراساً في القادم لسياستنا الخارجية ومرة أخرى يبدو من العبث أن أرسل للوزير قصيدة كتبتها أحبار أخيه.
وكي لا نضيع في عبث المراسلات والمقدمات، أختصر محور مقالي اليوم في سؤالين: الأول: هل استوعبنا حتى البيان الأخير كل خربشات الغير على الخد الأيمن قبل تقديم الخد الأيسر؟ وهل جنينا من كل ما نقدمه للجوار باسم العروبة والعقيدة والمصير المشترك ثمناً سياسياً وأخلاقياً مقابل هذه التضحيات والهبات ؟ الثاني: هل آن الأوان لنفكر كي يبقى كل تركيزنا السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي منصباً على - الداخل - وأن نفكر في إعادة النظر بانشغالنا الأخلاقي الأزلي بمشكلات الإخوة باسم العروبة والعقيدة والدم وفصائل الإخوة والمصير المشترك ؟ ما نفعله مع الآخر، عربياً كان أم عجمياً، تحت أي اسم أو صلة أو قرابة لا يذكرني إلا بوصايا المسيح عليه السلام إذ ضربك أخوك على خد فقدم له الخد الآخر. ألف علامة تعجب. تحت أي بند للعطايا وتحت أي شكل للهبات والتضحيات سنظل عرب مدر فوزير داخلية العراق بحث عن الألفاظ التي يعرفها جيداً في قاموسه اللغوي الثري فوجدنا مجرد - بدو على ظهور الجمال لا يصح لهم تقديم النصائح لأبناء حمورابي الذين كانوا أول من وضع قانوناً للبشرية على مدار التاريخ. تلك أولاً نظرته لنا وهي ثانياً نظرة أشبه بالنظرية التي يعتنقها معه الملايين : الفارق أن السيد بيان صولاغ فلت من قيود الدبلوماسية واللياقة فتحدث بالفطرة التي تنفطر على ألسنة الملايين من عرب الثمر والمطر والشجر. نحن في النهاية على هواهم : مجرد بدو على ظهر جمل. إنهم يرسلون لنا الدرس وراء الدرس والفارق أننا لا نتعلم. دعوني أولاً أتباهى بأصول ثقافتي التي نبعت من مصبي البدو والجمل. هذه ليست منقصة ولا مسبة. الجمل في ثقافتي هو الفيل للهندي والدب للروسي والتنين للصيني والبغل للأوروبي الوسيط، والبرانكو للأسكندنافي مثلما هو النبيذ للعراقي والعرق للشامي والجعة الباردة للأيرلندي و- الشامبين - للاحتفال بالانتصار في الثقافة الأمريكية. نعم، نحن ذات البدو على الجمال التي كانت في معارك القادسية واليرموك والفسطاط. نحن لم نرحل إلى كل هؤلاء بالجمل، بل حتى بلسان البدوي ولغته وثقافته وأصل عروبته ووزع من كل هذه وتلك وأسبغ عليهم لسانه ولغته ولقبه وأصله. على ظهور الجمال أهدينا العالم آخر قانون من السماء ليبقى هذا القانون شغل الكون وشاغله وليحتفظ أبناء حمورابي بوصاياه التي لا تتجاوز اليوم حجراً منقوشاً في متحف، نحن بدو على جمل ولكننا ثقافة حراك لا نقشاً أثرياً. هذه هي قناعاتي الخاصة وأنا أكتب بروح المواطن لا لغة المسؤول فليبق كل ما هنا على مسؤوليتي الخاصة كرأي شخصي. نعم، من حقي أن أفكر اليوم مطالباً بالعودة إلى التركيز على الداخل كعربي سعودي أجبر أن ينسى قضاياه الخاصة في خضم سياسة العطاء والهبات والتضحيات التي عاد ريعها إلينا في لغة بيان السيد بيان. دعونا من اليوم نفكر في أهل المدر إذا كانت هذه هي ردود الجميل من أهل الثمر. من حقي أن أفكر كعربي سعودي، بدوياً كان أم حضرياً مثلما يفكر العراقي في عراقيته والسوري في شاميته واللبناني في فينيقيته والمصري في فرعونيته والشمال إفريقي في بربريته. ما الذي جنيناه ونحن نفتخر بأن عطايانا وصلت اليوم إلى دول تناهز المئة ونفاخر أننا ثاني دولة على الكرة الأرضية في حجم العطايا بالعطف على قدر الميزانية العامة ؟ الجواب: لا شيء. مجرد بدو على جمل. حين مررنا بأخطر منعطف في تاريخنا السياسي ظهرت لنا في المقابل جبهات الصمود والتصدي وحزام الرفض ومجلس التعاون العربي. حين آثرنا على أنفسنا مع جيراننا كشقيقة كبرى تحركت في اتجاهنا قناة الجزيرة بكل ما فيها من سموم على ألسنة إعلاميين من كامل الطيف العربي الذين اجتمعوا في خاصرتنا دبوساً وراء الآخر. حين حاولنا حتى أن نكتب شيئاً في علوم الدين وأصول الفقه ظهر من أهل - الثمر - من ينعت خراجنا بالفقه البدوي. حين ضرب الإرهاب بأطنابه علينا وقف كل من حولنا - بالسبابة - مشيراً إلينا على أننا المحرك والمصدر. حين جمع القوم أطيافهم ومذاهبهم بدؤوا في محاكمة البدوي الوهابي وكأننا وحدنا - الملة المختلفة - عن كل الملل والطوائف. حين جاهدنا في قندهار كان أهل قندهار يرجعون إلينا على ذات الطائرات طمعاً في دولارات الداخل وأبناؤنا على حواف الخنادق. حين انتهت الزفة، باعوا هؤلاء الأبناء بثمن بخس إلى سجون باجرام وخلجان جوانتانامو. حين جاهدنا في سراييفو وتوزلا بيعت وثائق هباتنا إلى استخبارات الغرب لندخل قوائم الإرهاب بالأفراد والجماعات والجمعيات وماذا كانت النهاية : بدو وهابيون إرهابيون وهبهم الله النفط. حتى النفط اعتبره عرب الثمر ثروة قومية لا بد من توزيعها على الجميع ونحن الذين كاد يهلكنا العطش فلم نطالب بتوزيع الأنهار والثمار والشجر. حين كنا أهل - مدر - لم يلتفت إلينا أحد. لو أن رسالتي ستصل إلى - عمامة - بيان صولاغ لشكرته لأنه لم يقل غير الحقيقة. نعم نحن بدو على جمل وما زال للجمل لدينا تاريخه وأيامه وسباقاته، ونعم أيضاً لدينا مشاكلنا الداخلية التي يجب أن نلتفت إليها وأن نصرف لها كامل الهبات والعطايا وأن نجاهد من أجلها في وطن يستحق بجماله و-جماله - ورجاله التفاتة إليه عوضاً عن كل قضايا الغير الخاسرة.

 

 

 


  جلال السيد    عدد المشاركات   >>  11              التاريخ   >>  10/12/2005



مداخلة مع الراشد: حول «البداوة» و«الجمل»..!
في رده البليغ الأنيق رفيع الخلق، تحت عنوان «من طه ياسين إلى بيان صولاغ»، بتاريخ 4/10/2005، قال عبد الرحمن الراشد هذه الفقرة الهامة: «... ولعلم الوزير العراقي، فالبداوة ليست في نظر أهل الجزيرة العربية بمذمة بل يفاخرون بها في أصولهم وتراثهم... وركوب الجمال أيضاً ليس منقصة لو كان صحيحاً... أما الأسوأ فهي محاولته إثارة النعرات...»، والذي أحب تأكيده هو أن «البداوة» و«ركوب الجمال» ليسا بمذمة أو منقصة عند كل خلق الله الذين يعقلون وعند أولي الألباب.
المؤسف أن هذه المفردات: «بداوة»، «جمل»، «صحراء»... إلخ، صارت من قاموس شتائم مثقفي العرب، المسلمين بالذات، يستعلون بها على «أنفسهم» بعد أخذها من فم أعدائهم، ذلك بعد أن تخندقوا مع الجانب الذي يتعمد تشويه كل ما هو ناصع عند العرب والمسلمين، إلى أن وصلوا إلى اعتبار فتح المسلمين لمصر على يد عمرو بن العاص، «غزوا صحراوياً» و«استعماراً بدوياً»، ممن جاؤوا على «الجمال» ليقضوا على «الطريقة المثلى» في أرض «الحضارة الفرعونية»!
والله هذا كلام قرأته لبعض كتاب يجلسون في الصف «الأكالنجي شكولاته وكراميللا» ـ على حد قول الشاعر نجم ـ هذه الفئة من «المثقفين» بدأوا بالهجوم على الخلافة العثمانية، بالحق والباطل، مستعيرين حيثيات أدبيات الاحتلال الفرنسي والإنجليزي، بل إن بعضهم قالها صراحة أن الحملة الفرنسية جاءت لتحرر مصر من الاحتلال العثماني، ثم التفتوا إلى العصر المماليكي يبخسون حقه، وما لبثوا حتى مالوا على صلاح الدين الأيوبي يلطمون وجهه كيفما اتفق، حتى وصلوا إلى إدانة عمرو بن العاص، ليس بسبب الفتنة الكبرى والتحكيم، بل تحديداً لأنه الذي فتح مصر وتسبب، جزاه الله عنا كل خير، في أن أصبحنا عرباً ومسلمين، والتهمة، الشرف، المتكررة بالنص «غزو ثقافة البدو الآتية على الجمال من الصحراء لحضارة مصر الفرعونية!».
كأن هؤلاء، الذين يتلذذون بلعق بصاق التحيز الغربي على وجههم، لم يتعلموا من القرآن الكريم التعريف الجوهري لمعنى «الحضارة»، التوحيد وكرامة بني آدم ورفض الطغيان والظلم والجبروت والاستعلاء بالترف والبنيان والزخرف، فهذا فرعون يستعلي على رسول الله موسى: «ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون * أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين*» _ الزخرف / 51، 52.
القرآن الكريم يعلمنا الاستهانة بالعلو في البنيان مستشهداً بإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وغيرها وغيرها..، والأمثلة كثيرة يعرفها العامي فما بال بعض «المثقفين» لا يفقهونها؟
إلى من ينتمي نبينا ورسولنا الهادي محمد بن عبد الله؟
أإلى نمرود، طاغية بلاد ما بين النهرين وحضارتها الوثنية التي يفتخر بها، أم إلى ملة أبينا ابراهيم، الذي سمانا المسلمين، والذي لم يؤمن بدعوته للتوحيد أحد من أهل «الحضارة»؟
وهل ركب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «الجمل» أم «الفيل» أم مراكب الأكاسرة والقياصرة المطهمة والمزوقة بالذهب والفضة والجوهر والعبيد؟
أو لم يجلس صدام حسين ظالماً طاغياً مستعلياً بحضارة العراق، متوحداً مع حامورابي ولم تمنعه «حضارته» العريقة من ذبح العراق وشرب دمه؟ فياليته تعلم من راكب الجمل: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً»!
بعيدا عن موضوع الخلاف السياسي وتباين وجهات النظر بين أخوين وزيرين عربيين مسلمين، أنا مشغولة برفضي واشمئزازي من ألفاظ غاضبة، لم ينجح الوزير العراقي في كبحها وكظمها، بل في رفضها تماماً منطلق عقيدته وإنسانيته، سواء كان اسمه «بيان جبر» أو «صولاغ» أو حتى «أنوشروان»، فنحن الذين نعطي أسماءنا دلالتنا ووعينا وليس العكس، فأسماؤنا بذاتها ليست مسؤولة عن أقوالنا أو سلوكياتنا، لذلك لا يجوز المعايرة بها للتلويح بأصول عرقية امتزجت، عبر الزمن الاسلامي، حتى أصبح المسلم لا يسأل عن أصله وفصله أينما سار وجال على أرض أمة محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الحقيقة أن «المعايرة» و«إثارة النعرات»، لا تجوز في كل الأحوال، فهي من «التنابز» المنهي عنه قرآنيا : «ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون» ـ الحجرات / 11.
وقانا الله شرّ مقاديره.
المصدر :  صحيفة الشرق الأوسط
 

جـــلال الســـيد
الحمد لله


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1489 / عدد الاعضاء 62