نحن معك يا دكتور عبداللة دحلان على أنه لا كمال لبشر , ولا عصمة إلا لنبي ! ولا كمال لأي عمل مطلق ، فالله هو وحده صاحب الكمال المطلق , ولذلك فان كل عمل يقوم بة الإنسان ويوثر علي الآخرين فهو قابل للنقد ، يجتهد المومن ويسعى إلى الكمال، وان كنا جميعا معرضون للخطاء. فالخطأ صفة من صفات البشر، وهو دليل بتقصيرنا في بعض ما نريد انجازه أو عملة من هنا انتقدت في البدء مقال الدكتور دحلان حين اطلعت عليه خوفا علي المشروع الكبير لمكة وهو جبل عمر و لكن أعجبني أخيرا حين تأملت مكانة البيت الحرام إمام مشروع جبل عمر , مقالات الدكتور عبداللة دحلان الثلاث في جريدة الوطن أخرها بعنوان الاجتهاد بالرأي لا يقلل من جهد المخلصين الآخرين وجدتها نقداً مواطن بناءً ، نقد الابن المحب الوفي للبيت الله الحرام .
تذكرت معها نقدي في مقالتين لوزير العمل والعمال بصفته العملية علي نظام و قرارات , نسبه السعودة للقطاع الخاص خمسه وسبعين في المائة فقط دون إلزام القطاع العام , منها علي الأقل وزارة الصحة أو ارمكو أو الخطوط السعودية يا معالي الوزير .
سيدي الوزير إن قرارات الإجبار سقطت بعد الانضمام إلي منظمه التجارة العالمية وسوف ستكون حبر علي ورق , بحكم الواقع العملي وهو في النهاية ضد التنمية القطاع الخاص , سيدي الغالي احتفلت شركتنا بعشرين عام علي شراكة مع مصنع جوتن النرويجية العالمية للدهانات قبل أيام بفضل دعمكم الصناعي السابق حين كنت وزير الصناعة , كذلك قبل شهر كانت هناك ندوة في الرياض حول الاستثمار الطبي والتي تبوأت السعودية طبيا بفضل دعمكم حين كنت وزير الصحة , أين ألان الدعم ونظرة المسئول للقطاع الخاص كي نستمد منها النجاح .
أعود إلي النقد البناء وأقول أنة أمر مقبول من كل كاتب , مواطن كان أو مسئول فهو رأي مجتهد ليس ضد الآخرين , بل معهم نحو الوصول إلي الأمثل .
ويجب إن يعلم كل مسئول في الدولة أو رجل إعمال, أنهم ليس فوق مستوى النقد الاجتماعي ؟ سلطتكم ومالكم ليس سيف مسلط علي ألامه . لماذا تحجرون علينا الرأي إذا كان النقد بناء والطرح للموضوع جيد ، الأمر شوري بيننا و إصدار الاومر والقرارات ليس أجبار لعباد الله علي الامتثال لها دون خشية ولا رادع ,
ويمتد الحديث و النقد البناء إلي وزارة التجارة والصناعة لماذا تحجر الشركات المساهمة علي فئة معينة من المجتمع سبعة وعشرين عائلة فقط تسيطر علي أربعين في المائة من شركات المساهمة معها كذلك احتكار الوكالات التجارية لهم .كذلك يا وزارة البلدية والقروية كل الأراضي البيضاء في المدن الرئيسية لا تستغل من قبل رجال الإعمال ولا يريدون بيعها أو استثمارها هل يعقل إن ستين في المائة من الأمة السعودية في بيوت مستأجرة , بعد هذا نرفض انتقاد كاتب وهذا أمر عجيب فالله المستعان .
نعلم علم اليقين إن علي الكاتب التحلي بالعلم والحلم، ويلم بقواعد النقد البناء ، وأصول التعامل مع الطبقة العليا من المجتمع ، وان نقيس الأمور بميزان العدالة الاجتماعية . ونحن ضد من كان له مقاصد أخرى من وراء دفع الرأي العام لتحقيق غاية شخصيه أو ضرر ، أو بمعنى أدق النقد الذي دافعه الغيرة والحسد . والمجتمع السعودي أولا يرفض قبل الجهات المسئولة من يتطاول النقد الإعلامي بالتجريح للإغراض الشخصية
فهو أسلوب مرفوض شرعا ونظاما ، فيجب إن يتأكد الكاتب من مصدر المعلومة ويخرجها بأسلوب العاقل المتزن يوعي بها المجتمع وينبه المسئول . ولا يسلط سيف الإعلام علي العيوب فقط ويظهره، وإنما يقدم الحل ويطلب بتطبيقه عدالة في الميزان الرأي, ويقول الحكماء إن هناك قواعد للنقد البناء للمجتمع:
1 ـ الانتقاد الغير عادل هو جهالة يبطن تحته صنف من أصناف الحسد فلا تكون منتقدا كل لحظة وحين, وعليك أن تعرف متى تنتقد ليستفيد منها المنتقد والناقد وليكن لصالح ألامه.
2 ـ أبذل ما تستطيع من جهد بأمانة وصدق، وتحري دقة المعلومات واعرض الموضوع علي أصحاب الرأي قبل الطرح الموضوع وخذ بالرأي الصالح .
3 ـ الكمال لله فلنفعل ما يفعله الخيرون أهلُ الصلاح والتُقى، جادل بالحسنى ولنكن واجهة مساعدة في انتقادنا للآخرين ولا يكن انتقادنا بمثابة التجريح.
إن العاقل المتزن هو الذي يتقبل النقد البناء ويعمل جاهداً على الاستماع بة ويأخذ ما يفيده منه ويترك زبد الحديث , ويجب أن
يتقبل النقد ويتواضع للحوار ، وألا يصر على أفكاره وآرائه التي قد تكون خاطئة بحق نفسه ومجتمعة ، فالرجوع إلى الحق فضيلة ، فليس هناك إنسان معصوم من الخطأ . وليس هناك عمل بشري كامل لا يشوبه نقص أو تقصير، كلنا مجتهدون نسعى وراء الكمال، ولكن الكمال صفة لله وحده.
وعلي كل كاتب مخافة الله في تعظيم الخطأ بعنف ، حتي لا يقع في دائرة الحسد والغيرة لكل مسئول أو رجل إعمال ناجح مثابر في عملة, ويعتقد الكاتب أنة أفهم الناس وأعقلهم , والنقد البناء هي عادلة الطرح وميزان الرأي المعاكس . والكاتب المومن جرس الصحوة الإنسانية وضمير الإيمان والإحسان , والكاتب رجل لا يبدي بالكلمة إلا إذا فكر ، ولا يقدم على العمل إلا إذا تدبر ، وإن خدش الآخرين استغفر و أعتذر ، وإن رأى موعظة اعتبر وامتثل .
الكاتب يعيش نظيف القلب والوجدان، ولا يخشى في الحق كائناً من كان واضح البيان، اتسم بالحكمة والهدوء والروية والثبات.
نعلم إن كل رجال الإعمال بدايتهم كانت صعبة وقد كدوا وتعبوا ومنهم من خاف الله ولكنه لم يطلبه حراماً أو اغتصبا للحقوق الآخرين، لذالك يحفظ الله له رزقه ويبارك له ويرزقه من حيث لا يحتسب ونعلم إن المسئول عين بسلطة ولي الأمر لمنفعة الأمة وليس تكريم شخصي بل تشريف له للخدمة العامة. ختاما الشكر والتقدير لكل مسئول تقبل بصدر رحب الاتجاه المعاكس للرأي للوصول إلي الرأي الأمثل , انتم أولا ثم نحن مسئولين إمام الله قبل العباد في صلاح الأمة . ختاما ولنعلم أن النقد البناء علاج ومن يريد أن لا يُنتقد عليه أن لا يعمل.