تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها
قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟
قال بل أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل
ولينزعن الله من قلوب أعدائكم مخافتكم وليقذفن في قلوبكم الوهن
قالوا وما الوهن يا رسول الله؟
قال حب الدنيا وكراهية الموت
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
====
فالقضاة الذين شاركوا في التزوير وشهد عليهم شاهد من أهليهم بالغش والتزوير والتدليس وخيانة الأمانة
والضباط الذين شاركوا في التحريض والعدوان وحماية البلطجية بدلا من حماية القانون
والنواب المستقلون الذين خانوا الأمانة أيضا وخدعوا ناخبيهم
فهل ترى فرق بين من خان الأمانة من الأمثلة الثلاثة عاليه وبين من فعل أشياء أخرى مثل:
من سرق البنوك وأخرج أموال الشعب بلا سبب إلا الرشوة والفساد
ومن قام بتعيين مسئول ناقص للعلم والأمانة المطلوبة في مقابل رشوة مادية أو معنوية
ومن قام بترسية مناقصة على شركة أو مكتب مقابل رشوة بدلا من إعمال معايير شريفة للإختيار
ومن منح أرضا لمشروع وهمي مقابل رشوة ومنع تكرار المنح لمشروع حقيقي
وهكذا لا تنتهي الأمثلة من حياتنا طالما هناك أجهزة رقابية نائمة أو تقبل الرشوة
وطالما لا توجد جهة نلجأ إليها وتكون على قدر المسئولية وفوق مستوى الشبهات
على الأقل فإنني لا أعرف هذه الجهة وأرجو لأي أحد يعرفها أن يعطيني عنوانها
=========
هناك نتائج مبشرة قد تحرك الماء الراكد كما يقال
فقد قرأت أن نيابة ميت غمر نفذت أمر النائب العام بضبط وإحضار ضابط شرطة برتبة مقدم
اعتدى على قاضي كان رئيسا للجنة فرعية في الإنتخابات
وقام بضربه وسبه وإحداث إصابات به
صدرت الأوامر بضبط المتهم وإجراء التحقيق معه مقبوضا عليه ومحبوسا
إلى حين عرض النتائج على الجهات المعنية
=======
قد يكون تفسير ذلك ما ذكر عن تهديد الجمعية العمومية لنادي القضاة التي إنعقدت الجمعة الماضية
هددت بالمطالبة بتحقيق دولي في وقائع الإعتداء بالضرب والسب على عدد من القضاة
أثناء إشرافهم على الإنتخابات البرلمانية
وحذرت من المماطلة في التحقيقات المطلوب إنجازها وفقا للبلاغات التي حررها القضاة المعتدى عليهم
======
طبعا أكبر سلطة للقضاء المزعوم في مصر يتم الإعتداء عليهم نهارا جهارا فيهددوا بطلب تحقيق دولي
فما شأن المواطن العادي الذي تم قتله أو فقأ عينه أو إصابته أو حبسه ظلما وعدوانا
الظلم والعدوان ليس فقط من بلطجية غير معلومي الهوية - ولكنه عدوان حاميها وحراميها أيضا
فما لم يكن حراميها - فلماذا يخون الأمانة وينتهك الحرمات المؤتمن على حمايتها
لم يخش الله - نسوا الله فأنساهم أنفسهم
أمن العقاب فأساء الأدب
والموضوع طبعا ليست حالة أو حالتين - ولكنها حالات بالآلاف على مجرى الزمن والعقود السابقة
وليس من الحكمة التسامح مع من تثبت عليه تهمة الإعتداء على حرمات الناس وإساءة استغلال السلطة
فكما قيل هناك جرائم لا تسقط بمرور الزمن لأنها خيانة للشعب كله وللمهنة وللوطن
وربما ننصح بنقل هذه الأفكار والآراء لأعضاء مجلس الشعب الجديد لوضعها في الإعتبار
والسعي الجاد لتقنين قوانين تؤكد ذلك وتعاقب المتقاعسين عن تنفيذ تلك القوانين أيضا
أخيرا هذه نماذج من الفساد الواجب محاربته في المرحلة الحالية
فكيف نحاربه وما هي الوسائل المناسبة لكشفه وملاحقته والتضييق عليه؟؟
السؤال مازال مطروحا والعمل مازال متاحا للجميع
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مدحت عثمان
|