أستاذي الفاضل محمد أبو اليزيد المحترم
أعتذر كثيرا لأنني لم افهم العلاقة بين ديفيد وولش والأستاذة سماح؛ وربما كان هذا الرد أعلاه على مداخلة أخرى غير الحديث الصحفي
عموما فإن الحديث يمثل قمة الديبلوماسية في الطرح العلني للمواضيع مقابل الإخفاء الحقيقي للكثير من الحقائق التي يسأل عنها كثير من الناس ثم يبحثون عنها في مثل هذه اللقاءات الصحفية فلا يجدوها فعلا
فالكاتب غير حريص على تأكيد موقف شعبه وكشف قناع الطرف الآخر
والضيف غير حريص على الإجابات المباشرة لأنه سياسي باهر وماكر
والجماهير تريد أن تسمع رأي مسئولي أمريكا في جرائمها في العراق وأفغانستان بعد إنكشاف أكاذيبهم وظهور أنها حروب قائمة على أكاذيب؛ كذلك لم يتم بحث الإعتداءات الإسرائيلية على المواطنين العرب وزيادة معاناتهم وإنتهاك حقوقهم بما يتعارض مع القوانين الدولية والسماوية
حتى بالنسبة لإيران فلم نسمع السؤال عن شرعية منع العلوم عن شعوبنا عموما رغم استعدادها للتفتيش وضمانات عدم صنع أسلحة محرمة دوليا في نفس الوقت الذي تتباهى فيه إسرائيل بقدراتها النووية وترفض التفتيش مما يشكل إزدواجية في المعايير وإنعدام في المصداقية وخلل في تنفيذ المباديء التي تحاول أمريكا إعلانها أو تزعم رعايتها لها
أخيرا لم نسمع طبعا سؤال وجواب عما تستفيده مصر فعلا من القروض والمساعدات الأمريكية المزعومة مقابل ما تستفيده أمريكا من منعنا من تصنيع ما نشاء وزراعة ما نريد والإكتفاء الذاتي مما يلزمنا والحفاظ على أمننا القومي وكرامة مواطنينا وسرية مخططاتنا وحرمة استباحة فكرنا والسماح للأجانب مهما كانوا أن يتحدثوا عن ثوابتنا وعقائدنا ونظم التعليم والثقافة لدينا فضلا عن السماح لبعض مسئوليهم وإعلامييهم بوصم الإرهاب بأنه إسلامي وتشديد القيود على المسلمين داخل وخارج أمريكا وعدم فعل نفس الشيء في مواجهة الإرهاب اليهودي الظاهر أمام كل ذي عينين فضلا عن الإرهاب الصليبي الذي صرح به رئيسهم بوش وكذلك الإرهاب الهندوسي المتطرف والبوذي المتطرف الذي نراه في أخبار ترد من بلاد مليئة بالأحزاب الدينية المتعصبة فعلا - ورغم أن بلادنا المحاصرة لا يوجد بها أصلا أحزاب دينية - فضلا عن أن تكون متعصبة
وشكرا جزيلا للنقل الطيب وللتعليق على ما ذكرناه
مدحت عثمان
|