اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
أم فادى
التاريخ
8/23/2005 6:50:20 AM
  انقلاب موريتانيا اهداء لأستاذ أشرف مشرف      

ساعات قليلة كانت كفيلة لنجاح انقلاب 3 أغسطس/ الذي أطاح بنظام معاوية ولد الطايع بعد 21 عاماً من حكم موريتانيا، وتمكنت “الخليج من جمع التفاصيل الدقيقة للخطة الفنية لعملية الانقلاب، من مصادر عسكرية وأمنية مختلفة فضلا عن مشاهداتها في الأربع والعشرين ساعة الأولى للانقلاب.

من المؤكد أن العقيد أعلي ولد محمد فال هو وحده صاحب فكرة الانقلاب، ومدبر خطة التنفيذ بالتعاون مع ابن عمه العقيد محمد عبد العزيز الذي يعتبر بمثابة ابنه، حيث تربى عزيز على يد “أعلي” في البيت وفي المدرسة والمؤسسة العسكرية معا، وكان ولد الطايع يستمد ثقته في عزيز (قائد حرسه) من صلة هذا الأخير الأسرية والشخصية بالعقيد أعلي.

كان التفكير والتخطيط من صنع الاثنين، وشاءت الأقدار أن تكون أداة التنفيذ “ناصرية”، إذ استمال العقيد عزيز لمشروع الانقلاب مجموعة من رفاقه الضباط الناصريين الذي أصبحوا يشكلون الغالبية في المجلس العسكري الذي استولى على السلطة، وهم اليوم أكثر أعضاء المجلس تحمسا لشرح “فلسفة الانقلاب”.

تم وضع خطة الانقلاب على أساس أنها ستنفذ خلال الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها في الخامس عشر من الشهر الجاري ولد الطايع لمدينة النعمة (عاصمة ولاية الحوض الغربي) التي تبعد 1103 كلم عن نواكشوط، إلا أن السفر المفاجئ لولد الطايع إلى المملكة العربية السعودية لتأدية واجب العزاء في وفاة الملك فهد، سرع تنفيذ الانقلاب.

خطوات التنفيذ... نحو البيان رقم 1



بعدما نضجت فكرة الانقلاب عند العقيد أعلي، وأصبح أخوه العقيد عزيز يشاطره القناعة والاستعداد، بدأ الاثنان في عرض الفكرة، والمخطط على الموالين والمقربين لهما من الضباط، فتتالت الاتصالات وجرت الاستعدادات للشروع في التنفيذ على مدى الأربع والعشرين ساعة السابقة للعملية.

وإلى غاية صبيحة الثلاثاء 1 أغسطس/ آب لم يكن على علم بالانقلاب سوى قائديه (أعلي- عزيز). ففي العاشرة من صباح الثلاثاء شوهد قائد المنطقة العسكرية السادسة العقيد محمد ولد أزناكي يدخل على العقيد أعلي ولد محمد فال في مكتبه بإدارة الأمن حيث أشعره بالانقلاب، وكانا معروفين بعلاقتهما الشخصية وولائهما لبعضهما، إذ ينحدران من نفس المنطقة (إنشيري).

كان هذا أول مشهد تم رصده في مضمار التهيئة لانطلاقة العمليات.

بعد ظهر الثلاثاء تم إطلاع العقيد محمد ولد الغزواني رئيس مكتب الاستخبارات العسكرية في القيادة على المخطط من طرف العقيد “عزيز”.

في نفس المساء تم إطلاع جماعة الضباط الناصريين وإشراكهم في الأمر من طرف رفيقهم العقيد عزيز.

* في الساعة 10،30 مساء بالتحديد، وضعت اللمسات الأخيرة على الخطة الفنية للانقلاب من طرف أربعة فقط هم: أعلي، عزيز، ازناكي، الغزواني. وانفض اجتماع الأربعة بعد ثلاثين دقيقة، وذهب كل لتنفيذ ما أسند إليه، منطلقين من مكان الاجتماع بمنزل العقيد أعلي على بعد كيلومتر واحد من القصر الرئاسي.

المهام



وتوزعت المهام على قطاعات القوات العسكرية كالآتي:

1 الحرس الجمهوري (الحرس الرئاسي): السيطرة داخل نواكشوط واحتلال قيادات الأركان الثلاثة.

2 المنطقة العسكرية السادسة: السيطرة على مداخل العاصمة، ومقاومة أي قوات تحاول الاختراق.

* في الساعة 11،30 مساء شرع الانقلابيون ميدانيا في تنفيذ الخطة على مستوى اعتقال كبار الضباط والقادة الموالين لولد الطايع، وعلى مستوى استبدال فرق الحراسات من أمام جميع المواقع العسكرية والمنشآت الحكومية الحساسة في نواكشوط بطواقم عسكرية جديدة كلها من كتيبة الحرس الجمهوري الخاضعة لقيادة عزيز.

* في نفس الساعة اعتقل في منزله العقيد سيدي محمد ولد الفائدة، قائد كتيبة الصاعقة البرمائية، إحدى أخطر فرق الجيش الموريتاني، المتموقعة بقاعدة “اجريدة” (50 كلم شمال غرب العاصمة)، وهي الكتيبة التي كان عليها اعتماد ولد الطايع في تأمين مدينة نواكشوط بحكم خصائصها المميزة عسكريا وبحكم صلته القبلية بقائدها وولائه المطلق له، كان العقيد ولد الفائدة من أشهر الضباط الذين كان لهم الدور المتميز في إحباط محاولة انقلاب 8 يونيو/ حزيران 2003. في نفس الساعة تم كذلك اعتقال العقيد الشيخ ولد أشروف قائد كتيبة القيادة والخدمات التي يتبع لها معظم وحدات الجيش بنواكشوط. وكان من أخلص المقربين من ولد الطايع وقد شارك بدور فعال في إفشال محاولة انقلاب 8 يوينو كما تم اعتقال قائدي أركان الجيش والحرس على التوالي: العقيد العربي ولد الجدين والعقيد عينينا ولد أييه من داخل منزليهما من دون إثارة ضجة.

* في الساعة (صفر) ليلة الأربعاء أكملت قوات الحرس الجمهوري سيطرتها على قيادتي أركان الجيش والحرس، وقاعدة البحرية (جنوب غرب نواكشوط) وكتيبة المدفعية بالمطار والمديرية الجهوية للطيران العسكري، والهندسة العسكرية (شمال نواكشوط) وكتيبة المدرعات بالإضافة إلى الإذاعة والتلفزة ومبنى الوكالة، وطوقت بوابات قيادة الدرك التي لم يستجب قائدها للانقلابيين، وتحصن داخل قيادة الدرك بدفاعات من أهمها سلاح “الآر. بي. جي” المضاد للدبابات، كما استدعى النقيب محمد ولد الطايع (ابن شقيق الرئيس الطايع) من واد الناقة على رأس كتيبة من الدرك وذلك لمقاومة الانقلابيين، إلا أنه مع وصوله الى البوابة الشرقية للعاصمة نواكشوط وجد في انتظاره وحدات الحرس الجمهوري التي سيطرت عليه خلال دقائق من دون أي قتال وأمرته بالعودة.

في الساعة 7،00 قائد الدرك العقيد سيدي ولد الريحة، يقبل بالأمر الواقع بعدما وصلت الدبابات التي استدعاها الانقلابيون وأمهلوه دقائق للاستسلام أو أنهم سينسفون قيادة الدرك بكاملها عندها استسلم ولد الريحة وتم اعتقاله.

في الساعة 7،15 صباح الأربعاء، دخل العقيد أعلي ولد محمد فال قيادة أركان الجيش، وبدأ في الاتصال بالوحدات وباستقبال الضباط الموجودين بنواكشوط والذين وافقوا على الانقلاب.

في الساعة ،7،20 بدأ الاتصال بقادة المناطق والوحدات العسكرية في الداخل وعلى عموم التراب الوطني، فكانوا ما بين مؤيدين مغتبطين أو “مؤلفة قلوبهم”، فيما عدا العقيد محمد الحبيب ولد المعزوز قائد المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار، وهو ابن عم الرئيس المخلوع، وقد تم الاتصال به في الرابعة مساء الأربعاء إلا أنه رفض الموافقة على الانقلاب ولكنه أكد انه لن يقاوم، وكذلك الاستثناء المتعلق بالقاعدة العسكرية في بلدة “لمغيطي” حيث قابل قادة هذه القاعدة الانقلاب بالرفض في البداية غير أنهم انسجموا في ما بعد وبذلك اكتملت بيعة جميع العسكريين لزملائهم في المجلس العسكري الذي أطاح بولد الطايع.

في الساعة 9،00 صباحا، طلب إلى حرم الرئيس الطايع أخذ سيارتين والخروج من القصر الرئاسي وتم تأمينها حتى وصولها منزل شقيقها بحي تفرغ زينة (2 كلم من الرئاسة).

في الساعة 1،30 وجد العقيدان محمد ولد عبد العزيز، ومحمد ولد الغزواني بمبنى الوكالة الموريتانية للأنباء حيث تمت صياغة “البيان رقم 1”.

عملية تنسيق الانقلاب لم تعرقل عملية المرور في العاصمة، وقد بقيت جميع الطرق المؤدية الى نواكشوط من جميع الجهات من دون إغلاق تقريبا رغم مراقبتها الدقيقة من القوات التابعة للمنطقة العسكرية السادسة والتي تولت مهمة تأمين نواكشوط من أي محاولة للاختراق من قبل القواعد العسكرية في الداخل، وهو السبب الرئيسي لفشل انقلاب 8 يونيو .

وكانت الطريق الوحيدة في الداخل التي تم غلقها هي طريق الشمال: نواكشوط أكجوجت، حيث أغلقت ما بين أكجوجت وأطار مساء الثلاثاء، وربما كان ذلك تحسبا لعمل مضاد من طرف وحدات الجيش المتمركزة بأطار والتي من بينها كتيبة الصاعقة الجوية والفرق والسرايا التابعة للمدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار التي يقودها ابن عم الطايع.

* في الساعة 14،30 أذيع البيان الأول للانقلاب وهو ما اعتبره المواطنون إيذانا وتتويجا للإجراءات العملية التي بدأت مساء الثلاثاء.

في الساعة 15،00 انطلاق مسيرات التأييد بالعاصمة نواكشوط وانواذيبو وروصو والعيون.

في الساعة: 17،00 تم تعيين العقيد أعلي ولد محمد فال رئيسا للمجلس العسكري الذي استولى على السلطة.

في الساعة 7،00 مساء الأربعاء دخل العقيد أعلي ولد محمد فال القصر الرئاسي رئيسا لموريتانيا.

المصدر: الخليج 10/8/2005م

--------------------------------------------------------------------------------

تعليق:
من المفيد معرفة مثل هذه التفاصيل "الفنية كما يسمونها" لنعلم أن أهل القوة والمنعة قادرون على تغيير الوقائع على الأرض إن ملكوا إرادة التغيير على أن تكون إرادة حقيقية بعيدة عن الارتباط بالأجنبي المستعمر.
ومن المحزن أن نعلم أن المنقلبين في موريتانيا ذوو توجهات علمانية فكل حركتهم وتصريحاتهم تدل على ذلك، فمتى يتحرك أهل القوة والمنعة في بلاد المسلمين التحرك المخلص الواعي لنصرة مبدأ الإسلام وحملته لإعلان البيان الأول مؤذنين بقيام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؟
عسى أن يكون ذلك قريبا

منقول من منتدى العقاب


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1373 / عدد الاعضاء 62