اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
4/21/2004 6:34:00 AM
  قناة الجزيرة.. ومباحث أمن الدولة..      

قناة الجزيرة.. ومباحث أمن الدولة..

للدكتور محمد عباس

من المؤكد أن قناة الجزيرة تستحق التحية على تغطيتها لأحداث العراق في الأيام الأخيرة .. لكن هذا موضوع آخر..

أما موضوعنا الآن فقد حدث ظهر اليوم: الجمعة حين فوجئت بمراسل قناة الجزيرة يجري مقابلة مع الأستاذ الدكتور مجدي قرقر داخل الجامع الأزهر.. فاستبدت بي الدهشة..

فالأستاذ مجدي حسين والدكتور مجدي قرقر وكوكبة من الشباب الإسلامي حولهم يقومون منذ ثلاثة أعوام بقيادة مظاهرة كل أسبوع داخل صحن الجامع الأزهر بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع.. وهذه المظاهرة تمثل قلب مصر الحقيقي وعقلها وضميرها.. ومع ذلك تجاهلتها كل الفضائيات مع سبق الإصرار والترصد.. وظننت أن الأمر يخضع للسهو والإهمال والنسيان إلى أن أدركت أنه متعمد مع سبق الإصرار والترصد.. إذ يكفي أن يذهب أي وجه غير لإسلامي لتطارده تلك الفضائيات وتسجل له وتظل تعيد التسجيل أياما.. بل لاحظت أن الكاميرا تتعمد الابتعاد عن الوجوه الإسلامية ما استطاعت..

من هنا كان ذهولي، وقلت لنفسي أن حمية الحماسة قد انتقلت من مقر الجزيرة  الرئيسي في قطر إلى مكتبها في القاهرة. لكنني سرعان ما تراجعت، ففي نشرات الأخبار التالية، كانت نفس المشاهد والحوارات تتكرر، إلا الحوار مع الدكتور مجدي قرقر فقد تم حذفه.

قلت لنفسي أن إذاعة الحوار كان خطأ فادحا ربما تورط فيه مذيع حديث لا يفهم قانون أمن الدولة.

وربما يندهش القارئ من العلاقة بين قناة فضائية غير مصرية و أمن الدولة في مصر..

وقبل أن أوضح الحكاية أذكركم بقصف مكاتب الجزيرة في أفغانستان والعراق، وبقتل مراسل ومصور العربية في بغداد، ولم يكن القتل عن خطأ في التقدير، بل كان كامل التعمد، وكان رسالة لمن لم يسمع ولم يع: إما أن تذيعوا ما نريدكم أن تذيعوه بلا زيادة أو فالموت مصيركم.

مباحث أمن الدولة في مصر أكثر رقة وتحضرا من خنازير الأمريكان.. فهي لا تقتل .. ولكنها تمارس طريقة شديدة الدهاء .. وكيف لا.. ومؤسسها الأول هو اللورد كرومر.. ثم المخابرات الأمريكية عن طريق صلاح دسوقي الذي تدرب في الـ CIA.. (ليكون مفتاح اللغز في حادث المنشية.. فهو وليس محمود عبد اللطيف الذي أطلق الرصاص تجاه عبد الناصر)..

أقول تمارس المباحث خطة شديدة الدهاء.. إذ أنه من شروط افتتاح مكتب محلي لأي فضائية أو صحيفة عربية الحصول على موافقة المباحث..

والحكاية كما سمعتها من شاهد عيان  أن المباحث  لم ترفض أبد أي طلب لأي فضائية أو صحيفة.. بل تبلغ الأريحية بهم في بعض الأحيان أن تغمض عينها عن العمل دون ترخيص  بإذن شفوي منها.. لكن هذا الإذن الشفوي سرعان ما يسحب عندما يتمرد مندوب تلك الفضائية على قوانين السمع والطاعة ونشر ما تريد المباحث وحجب سواه.

أما بالنسبة للحصول على ترخيص دائم فإن المباحث لا ترفض أبدا.. وتتذرع طول الوقت بأنها ما زالت تبحث الطلب حتى لو استمر الأمر أعواما.. ويظل الأمر كذلك إلى أن تفهم القناة أو الصحيفة حقيقة الأمر فتبحث عن صحافي من أتباعهم.. أو على الأقل إذا ما كانت الفضائية أو الصحيفة قوية فهم يسمحون برئيس للمكتب ليس من العملاء المباشرين لكنهم يلغمون له المكتب بعملائهم.. للدرجة التي جعلت مذيعا كبيرا بأحد أهم الفضائيات العربية يكاد يصاب بالانهيار العصبي عندما حاول لمدة ساعتين أن يتصل بي – بناء على موعد سابق -  من مكتب الفضائية في القاهرة.. فعجز تماما.. وفي اليوم التالي اتصل بي من خارج مصر ليقول معتذرا في أسف عظيم..

-       هذا الأمر لا يمكن أن يحدث في أي بلد في الدنيا.. لكنه يحدث في مصر.. لقد رفض عمال الاستوديو بإصرار توصيلي بك..

وبهذه الطريقة تستطيع المباحث أن تسيطر سيطرة شبه كاملة على نشر ما تشاء ومنع ما تشاء.. إلا في حالات استثنائية نادرة .. منها ظهور الدكتور مجدي قرقر على شاشة الجزيرة ..

إلا أن علينا أن نعترف أن هذا العوار ينطبق على المكاتب المحلية دون المحطة الرئيسية.. والدليل على ذلك أن المحطة الرئيسية أذاعت الكثير من المقابلات مع قياديين إسلاميين بارزين وهو الأمر الذي لا يحدث عادة في الفرع.


  مستخدم محذوف    عدد المشاركات   >>  24              التاريخ   >>  21/4/2004



هل يشمل الاصلاح الذى يدعو اليه الزعماء حرية التعبير وابداء الرأى

فاذا كان كذلك

فهذا رأى

' ياتكو ستين نيله'

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 1181 / عدد الاعضاء 62