اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
ديموقراطي
التاريخ
2/4/2004 3:34:00 AM
  حرية التعبير...لماذا؟      

لماذا يجب أن تكون حرية التعبير حقاً للجميع؟

المدافعين والمطالبين بجعل حرية التعبير حق أساسي ودستوري في أي مجتمع متمدن ينظرون للقضية من خلال عدة نظريات سأحول تطبيق كل واحدة منها على واقعنا اليوم لأثبات أن هذا الحق المشروع هو حل, ولو جزئي, لمعظم مشاكلنا. مناقشة هذه النظريات ستثبت أيضا أن الديموقراطية في أبسط صورها لا تتناقض مع التوجهات السياسية و الدينية التي ألفناها و نعايشها اليوم.

النظرية الأولى: حرية التعبير تفضي الى حكم الشعب لذاته Self-Governance

القائلون بهذه النظرية يرون أن حرية أي شعب في التعبيرستجعل كل مسؤول محاسب من قبل رعيّته. ان قصّر المسئول فان شعبه, أو من هم مسؤول عنهم, سيمارس هذه الحرية في حدود ضوابط حكومية مشروعة تحدثت عن بعضها في الرابط التالي http://bb.tuwaa.com/showthread.php?s=&threadid=16565

بممارسته لهذا الحق, المحكوم يهئ للمسؤول التالي الطريق الذي عليه أن يسلكه ليجد رضا رعيته أو الأغلبية منهم كحد أدنى. هذه النظرة لا تتعارض مع ديننا الاسلامي لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلّكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته." باعطاء الرعيّة حق التعبيرفان اتمام المسئولية يسهُل ويسمو قدر المسئول عند رعيته.

في واقعنا الحالي, و كأقرب مثال, لو أن هيئة الأمر بالمعروف(المسؤول) تفهمت الانتقادات الموجهة لها من مفهوم هذه النظرية لما رأينا حملة التكفير على المنتقدين (من الرعية) ولما خسرنا كتابنا اللذين كان يرجى منهم كل خير لوطننا.

من المهم أخيرا ايضاح أن متبعي هذه النظرية لا يحبذون ان تقف حرية التعبير عند حد الخطاب السياسي البحت لأن فصل ماهو سياسي عن ما هو غير ذلك أمر شبه مستحيل.

النظرية الثانية: حرية التعبير تفضي الى اظهار الحقائق Discovering Truth

معظم متبعي هذه النظرية يعتمدون تشبيه اختلاف الآراء " بالسوق الحرة للأفكار." Marketplace of Ideas من هذا المنطلق فان الحقيقة وحدها هي التي ستكسب من خلال تضارب الأفكار. من هذا المبدأ أي فكر ينزل "السوق" ولا يلقى رواجاً ينتهي خاسراً ولكن الحقيقة تبقى. قد يختلف البعض مع هذا المبدأ لأن أفكارا خاسرة, كتلك اللتي تبنتها النشازية أو الشيوعية, ربحت "السوق" و أخذ ثبوت بطلانها أزماناً طويلة. الرد على هذا الاختلاف يعرض على المخالف الاختيار بين حرية التعبيرأو الانصياع لأمر المسؤول بتبني فكر معين...الأخير هو في الغالب الخيار الأسوأ.

هذه النظرية أيضا لا تخالف الشرع الاسلامي لقوله تعالى: "اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا...الآية" فالله عز وجل طلب منّا التبين (وفي قرآت أخرى للقرآن "فتثبتوا") من أجل اظهار حقيقة أي أمر. كون أن الأمر القرآني جاء في حالة فسوق المبلّغ لا يلغي أحقية المؤمن في البحث عن الحق. لبلوغ هذا الهدف وجود "سوق" من الأفكار و الحقائق يهيئ ظروفاً هي الأنسب لاختيار الأفضل.

لو آمن شعبنا بهذه انظرية لما على صيط الارهاب اللذي نعاني اليوم. لو أن "سوق" الأفكار فتحت لأختار العاقل فكرا اجتمعت عميه غالبية العالم و الشعب اللذي فشل في ايصال "بضاعته" الى العامة من خلال سوق افكارنا المحتكرة.

النظرية الثالثة: حرية التعبير تفضي الى الاِسْتِقْلالِيَّة Autonomy and Self-expression

تحت هذه النظرية حرية التعبير كحق أساسي للفرد تعتبر منفذا لاستقلالية الفرد في رأيه. عندما يشارك المرء بحرية و بصورة اختيارية في أي نوع من الخطاب فانه بذلك يعبر عن شخصيته و مبادءه. من الناحية النفسية, فان منافع اعطاء هكذا حرية يصعب حصرها. لعل أفضل مثال على ذلك هو الشعور بالحنق اللذي ينتاب البعض منا عندما يمنع من المسؤول من ابداء الرأي المخالف جهرا.

الدين الاسلامي الحنيف لم يمنع المؤمن من ممارسة هذا الحق في حدود قوله صلى الله عليه وسلم "قل خيرا والا فاصمت"...أو كما قال عليه الصلاة والسلام. من هذا الحديث نرى ان الدين لا يمنع المؤمن ان يعبر عن رأيه بحرية طالما التزم بأن يكون قوله خيرا. ما هو خير أو شر مسأمة نسبية ولكن هذا لا يمنع وجود عرف يجتمع عميه الأغلبية ووجود ضوابط كما بينت على الرابط أعلاه. اذاً حرية التعبير من اجل الاستقلالية بالرأي حق مشروع دينا و عقلاً.

تقصيرنا في المطالبه بهذا الحق أدى الى انعدام وجود منابر للتنفيس عن الآراء وظهور أخرى يمكن الحكم عليها بالانحراف لما نرى من نتائج فكر مرتاديها. هذا المنتدى في حد ذاته هو احدى نتائج الغريزة النسانية التي تطالب الفرد
بايصال رأيه لللآخر.

النظرية الرابعة: حرية التعبير تفضي الى التسامح Promoting Tolerance

بناءاً على هذه النظرية, وجود حرية التعبير تعطي المجتمع القدرة على تحمل الرأي الآخر والمعطيات الاجتماعية الجديدة على الفرد. من خلال هذه القدرة يولد التسامح مع الرأي المخالف. حماية واحترام الرأي الآخر هي بحد ذاتها هحدى مظاهر التسامح المطلوبة في المجتمع المعاصر. عندما نجد هذا التسامح على المستوى العام, سواءاً السياسي أو الديني, فان هذه الخصية ستتخلل الى كل أسرة و كل فرد. ولعل من له خبرة بعلم الاجتماع أو علم النفس أن يضيف الى هذه الناحية.

الدين الاسلامي حث على التسامح في عدة مواضع يستحيل علي حصرها في هذا الموضوع و لكن لا يمنع التذكير ببعضها. فالقرآن الكريم ذكر أن الله عز وجل خمقنا شعوباً وقبائل لنتعارف و أحل على المسلمين الزوج من الكتابيات و أحل أكل أهل الكتاب و أمر بالبرّ لمن لم يؤذينا في ديننا منهم. هذا ما أمر به القرآن من ناحية غير المسلمين فما بال القارئ بحق المسلم على المسلم...والأيات و الأحاديث في ذلك كُثُر. لذلك اذا نحن أقرينا الحق في حرية التعبير, فنحن نهييئ مجتمعنا للتسامح اللذي دعا اليه ديننا.

ربما كانت هذه النظرية هي الأهم لأن نؤمن بها اليوم قبل الغد. فانظر الى كره التيار الديني المتشدد للتيار الاكثر انفتاحاً...وأنظر الى نظرة البعض للأخوة الشيعة...وأنظر الى الكره المعاكس في كلا المثالين. و أخيراًنظر الى قتلى تفجيرات الرياض والى كل من اعتقل أو أقيل من منصبه بسببها. السبب في هذه السلسلة من الكره هو عدم تقبل هحد لفريقين لرأي الآخر لأن أحدهم أو كلهم لم يعط الفرصة لتعلم التسامح...لم يعط حرية التعبير.

خاتمه:

النظريات التي استعرضناها لا يمكن لأحداها الوجود من دون الأخرى. Not mutually exclusive اذا كنت تؤمن باحداها, فلبد وأن تؤمن ولو بجزء من أخرى. واذا كنت كذلك فأنت تؤمن ان الشرع الاسلامي طالبنا بضمان حرية التعبير لكل فرد في المجتمع. واذا آمنت بوجود هذا الحق, فأنت أيضا تؤمن بالديموقراطية على الأقل في هذه الجزأية التي لا تخالف ديننا أو السياسات التي يدعوا اليها حكامنا ولو من الناحية النظرية.

أعذروني على الأخطاء والاطالة...بانتظار تفاعلاتكم.

المصادر موجودة لمن يطلبها

 

ملاحظة: لقد نشرت هذا الموضوع في منتدى طوى منذ فترة...للاضطلاع اتبع هذا الرابط

http://bb.tuwaa.com/showthread.php?s=&threadid=16701


  محمد كارم    عدد المشاركات   >>  4              التاريخ   >>  4/2/2004



تحية اليك على تلك الرؤية المتقدمة

ما احوجنا فقط للإستماع الى الاخر ، هنا حيث الشرق فإن الجميع أو الغالبية تعيش المطلق وتحيا المطلق  وتتمتع بالمطلق ، الرأى الاخر لاحق لة في الوجود فهو يقاوم من على تلك الارضية المطلقة والاحادية والتى غالبا ماتكون طائفية ، الشيعة عند البعض يسموا الر وافض والسنة عند بعض الشيعة يسموا بإسماء تقترب من ذلك ، وحسن نصر الله إما قائد عظيم أو من الرافضة الذين يظهرون خلاف مايبطنون ، والمرأة لو تحدثت عنها فانت علمانى متغرب تريد أن يشيع الانحلال ، والحاكم مستمتع بلهو الشعوب في الاحكام المطلقة ، هنا حيث الشرق الاقباط لا يجب أن تحمل لهم وداً  فهم كفار ، والذين يتحدثون عن الديمقراطية علمانيين متغربين بهرتهم حضارة الغرب والذين يتحدثون عن العدل الاجتماعى اشتراكيين وهم اخوان الشيوعيين لهم النار وبئس المصير هنا في الشرق كلمنا كلة وكتبنا كلها واشرطتنا كلها عن  عذاب القبر والثعبان الاقرع ودخول الحمام وهل تناول التراب مفطر وهلوهل   .......... لم نرى معركة علمية أو كتاب في الطب أو الكمياء أو  العلوم التطبيقية أو حلول مشاكل البطالة أو هياكل التخلف التنموى أو الدفاع عن ثقافة وطنية قومية اعلامنا رجال الدين لا رجال العلم هنا في الشرق دويلات حدود جوزات سفر تأشيرات مرور وتأشيرات حياة وتأشيرات موت  اصحاب الفخامة والجلالة والسمو غالبا مختلفين لايلتقون الا ليختلفوا واذا اتفقوا فيكون في مجال مكافحة الارهاب مشغولين دوما في  محاورة الثعلب ( الشعوب ) ونحن كشباب نختلف ثم يصبح الاختلاف كفر وفسق وفجور

ما احوجنا ياسيدى ان نتعلم نستمع للإخر ونؤمن أن الحقيقة لايحتكرها رأى واحد وربما ولا مائة رأى


  ديموقراطي    عدد المشاركات   >>  3              التاريخ   >>  7/2/2004



أشكرك يا أستاذ محمد على اطرائك و على ردك الذي يمثل و اقع حالنا المؤسف

 

كم أتمنى أن أعيش حتى أرى ما قلت و قد أصبح تاريخا نضحك عليه

 

تحياتي


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 2463 / عدد الاعضاء 62