منتدي المحامين العرب المنتدى العام متغيرات الزمان تؤخذ في الاعتبار . تمييز لا بد منه ... لفهم الاسلام
(العنوان: متغيرات الزمان تؤخذ في الاعتبار . تمييز لا بد منه ... لفهم الاسلام ) (الكاتب: عبدالعزيز محمد الخاطر* ) (ت.م: 01-04-2002 ) (ت.هـ: 18-01-1423 ) (جهة المصدر:جريدة الحياة ) (العدد: 14256 ) (الصفحة: 16 ) منطق فهم الاسلام فهماً حقيقياً هو التمييز بين الاسلام القرآني والاسلام التاريخي، الاسلام في حقيقته الأزلية السرمدية التي لا تتغير هو القرآن. وكل ما عدا ذلك باستثناء حديث الرسول صلي الله عليه وسلم، تفسيرات واجتهادات انسانية مبنية علي فهم انساني للقرآن والحديث في ضوء القاعدة الأصولية القائلة بتغير الأحكام بتغير الأزمان، ولذلك فإن كل مسـلم من حيث هو فرد، او من حيث هو ابن عصر جديد، او من حيث انه ابن جماعة مستجدة، مدعو لأن يجدد فهمه للقرآن والحديث في ضوء تجدد العصور والجماعات. ان الدائم الذي لا يتغير ابداً في الاسلام هو النص القرآني الموحي به، والحديث المتواتر الـذي لا شبهة فيه، وما يتغير دائماً ويجب ان يتغير هو فهم الانسان لهذا النص في ضوء تغـير احواله وظروفه وتغير مناهج المعرفة ونتائج المعرفة المتوافرة لديه. وقد طبق المسلــمون الأولون هذه القاعدة ولذلك انتجوا فهماً وفلسفة وتصوفاً وعلوماً. ونحن أيضاً مطالبون اليوم بتطبيقها لنستطيع ان ننتج كما أنتجوا، بدل ان نكون عالة عليهم او علي الآخرين، كما نحن الآن، فالاسلام التاريخي، مهما ارتقي هو دائماً مقاربة للاسلام المثالي الموجود في القرآن، لذلك فإن ملحمة الانسان الحقيقية هي تكييف معرفته وسلوكه تكييفاً خلاقاً دائماً ليقترب به من المثل الأعلي المعبر عنه في كتابه الكريم، والمتجلي في سيرة رسول الله صلي الله عليه وسلم . (من كتاب الاسلام وتحديات العصر لحسن صعب). يعتقد البعض اننا لسنا في حاجة الي اجتهاد جديد وما علينا سوي الرجــوع الي كــتب من سبقونا من الأقـدمين لنــجد في احشائها ضالتنا والاجابة علي تساؤلاتنا. ونحن علي رغم اعجابنا بتراثنا وثقتنا الكبيرة بفقهائنا العظام، الا ان هناك ضرورة ملحة لاجتهاد معاصر يأخذ في اعتباره عصرنا ومشكلاته وحاجاته المتجددة، فالأرض تدور والأفلاك تتحرك وعقارب الساعة لا تتوقف مع هذا الدوران، وتلك الحركة تتمخض فيها الأيام عن احداث جديدة ووقائع لم يعرفها السابقون، وربما لم تدر في خلدهم. فالــحاجة الي الاجتهاد دائمة ما دامت وقائع الحياة تتجدد وأحـوال المجــتمع تتغير وتــتطور، وما دامت الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان. وعصرنا أحوج الي الاجتهاد من غيره نظراً للتغير الهائل الذي دخل الحياة الاجتماعية بعد الانقلاب الصناعي والتطور التكنولوجي والتواصل المادي العالمي، الذي جعل العالم الكبير يبدو كقرية صغيرة. وإذا كان علماؤنا السابقون قرروا تغير الفتوي بتغير الزمان، علي رغم رتابة الحياة وسكونها الي حد كبير في العصور الماضية، حتي قيل في بعض الخلاف بين أبي حنيفة وصاحبيه: هذا اختلاف عصر وزمـان وليـس اختلاف حـجة وبرهان، فكيف باختلاف عصرنا عن عصور أئمة الاجــتهاد؟ بل كيف يكون مـدي هذا الاختلاف عن عصور المتأخرين من الفقهاء مثل ابن عابدين الحنفي وغيره علي رغم قرب عصرهم من عصـرنا، بحيث لو بعث احدهم الـيوم ورأي عــالمنا وما وجد فيه لقال: هذا عالم جن او شياطين وهل صنع الشياطين لسليمان عليه السلام ــ وسخروا له من عجائب الصناعات ما صنع انس اليوم من عجائب وصل بها الانسان الي القمر (كتاب الاجتهاد في العصر الحديث ). ان الاجتهاد بقيوده وشروطه الشرعية يمثل حاجة بل ضرورة لحياتنا الاسلامية وعلاجاً لمشكلاتنا المعاصرة، والا أصيبت حياتنا بالجمود وحكمنا علي انفسنا وتراثنا بالفناء. * كاتب من قطر.
الانتقال السريع اختــــار ------ منتـــدي المنتدى العام ------ ------ منتـــدي من أعلام القضـاة والمحـامين العرب ------ ------ منتـــدي استراحة المنتدى . ------ ------ منتـــدي منتدى الاستشارات القانونية ------ ------ مكتبـــة الأبحاث القانونية------ ------ مكتبـــة القوانين العربية------ ------ المكتبـــة الصوتية------