المصرى عدد المشاركات >> 73 التاريخ >> 28/5/2005
|
قال إن الحياء يمنعه من ذكر اسمائهن
عبد الحليم قنديل:شاهدت بعيني الإنتهاكات الجنسية ضد صحفيات ومحاميات
تحدثت 'العربية.نت' إلى الدكتور عبد الحليم قنديل المتحدث الرسمي باسم حركة كفاية عن توابع ما حدث من مصادمات بين متظاهري الحركة وأنصار الحزب الوطني والتقارير التي تحدثت عن إنتهاكات جنسية أرتكبت على الملأ ضد الصحفيات والمراسلات الأجنبيات.
قال الدكتور قنديل إنه أطلع على هذه الحالات كشاهد عيان وليس من خلال التقارير الصحفية، موضحا أن حركة كفاية ستستمر رغم انتهاء الاستفتاء وإعلان وزارة الداخلية المصرية نتائج التصويت بحصول التعديل الدستوري على حوالي 83% من نسبة الأصوات الصحيحة، ورغم أن الأمور تتجه لإعادة إنتخاب الرئيس مبارك لست سنوات أخرى.
وفيما يلي نص الحوار: - هل نستطيع أن نقول إن حركة كفاية انتهى دورها بحصول الاستفتاء وإعلان نتائجه رغم دعواتها بمقاطعته؟
- الذي حدث أمس (الأربعاء 25/5/2005) كشف حقيقة الأوضاع في مصر بما قيل عنه استفتاء على تعديل المادة 76 من الدستور، وهو لايعتبر استفتاء، كما أنه ليس تعديلاً يستحق أن يرد في دستور. وهذا التعديل بحسب صياغاته ونصوصه مفصل على مقاس رجل واحد، بمعنى أننا انتقلنا من استفتاء صريح ومرشح وحيد حصراً، الى استفتاء مقنع بمرشح وحيد غالبا. وجملة النصوص الواردة في هذا التعديل هي بمثابة عقد ازعان يراد من الشعب المصري التوقيع عليه، وبمقتضاه يتم تمديد فترة رئاسية للرئيس مبارك لثلاثين سنة متصلة ثم توريث الرئاسة لنجله جمال مبارك.
وهذه اللعبة تعبر عن خطة لإحتقار ذكاء الشعب المصري. وفي الجانب الآخر وماجرى في وسط القاهرة كان هو الإستفتاء الحقيقي، والكشف الحقيقي عن طبيعة الأوضاع في مصر. إن ماحدث أن حركة كفاية استطاعت أن تكشف هذه اللعبة، ثم انضمت الينا جماعة الأخوان المسلمين، وثلاثة من الأحزاب المعترف بها رسمياً، أما باقي الأحزاب وكما هو معروف فهي خارج فكرة السياسة.
الأمن والبلطجية ضربونا بالعصى المكهربة
- لماذا خرجتم يوم الإستفتاء مع انكم طالبتم بالمقاطعة ودعت بعض البيانات من المعارضة الناس لعدم الخروج في هذا اليوم والتزام بيوتهم؟
- ما جرى وسط القاهرة كان عنصرا اضافيا، ليس فقط في الدعوة للمقاطعة وانما لتطوير حركة العصيان السياسي الذي لا يعني خروج النخبة عن النص ، وهذا بدأ منذ شهور في حركة كفاية من خلال التظاهر السلمي وانضمت حركة الإخوان المسلمين إليها في ما بعد. واردنا برغم ضراوة الموقف وتحويل القاهرة وغيرها من المدن المصرية إلى ثكنات عسكرية، التعبير عن انتزاع أو اكتساب حق التظاهر. وحدث ان ذهبت المظاهرة إلى ضريح القائد الراحل سعد زغلول حيث كانت هناك قوات أمن كثيفة، مضافا إليها عدد كبير من 'البلطجية' وقاموا بضرب المتظاهرين من من الرجال والنساء بالعصي المكهربة وهي حالات مسجلة. وماجرى كان انتهاكا لأعراض السيدات المشاركات في التظاهرة بشكل علني . لقد انتقلت الصورة من سجن أبو غريب إلى وسط القاهرة، ولم يبق للنظام غير فكرة العنف الأعمي.
الفقراء صوتوا مقابل 30 جنيها
- لكن الناس ذهبت وأدلت بأصواتها في صناديق الاستفتاء.. هل كل هؤلاء أنصار للحزب الوطني؟
- الذين صوتوا يوم الأربعاء في الإستفتاء ليسوا أنصارا للحزب الوطني الحاكم، بل هم من الناس الذين هدهم الفقر، لقد ذهبوا مقابل 30 جنيهاً للصوت الواحد، وهذا ما يسميه علماء النفس 'التوحد مع المعتدي' بمعنى تحويل الضحية إلى جان. كما أنه لا يوجد شئ أسمه الحزب الوطني الحاكم، بل هو ادارة ساسية تابعة لجهاز الأمن.
يمنعني الحياء من ذكر اسماء المعتدى عليهن
- هل حدثت إعتداءت فعلا وعلى النساء تحديدا؟
- تعرضت شخصيا للاعتدء وكذلك الصحفى محمد عبد القدوس 'رئيس لجنة لجنة الحريات في نقابة الصحفيين'، ولم يميز العدوان بين أي أحد. وما جرى بحق السيدات والفتيات (محاميات، وصحفيات، ومراسلات أجنبيات) في طريق سعد على مشهد ومرآة من كل الناس، يمنعني الحياء من ذكر أسمائهن، والأسماء موجودة والإصابات كانت كبيرة لم أكن من بينها.
- بعض التقارير قالت إن هناك دوائر إنتخابية شهدت إقبالا كبيرا؟
- يعتبر الإستفتاء محدود المشاركة، وكل الإقبال جاء من موظفي الدولة والمدارس والشركات التابعة لها، خشية الوقوع تحت طائلة الجزاء الإدارية أو طلبا لمنحة. والإقبال في أغلب المواقع لم يزد عن 4% خارج القاهرة. ولم اعرف طيلة حياتي أنه ممن الممكن في أي استفتاء أو إنتخاب أن ينوب فيها أحد عن أحد، وهو ما حدث وهذه المسخرة ليست جديدة على النظام.
- هل حدثت إعتقالات في صفوفكم؟
- قامت النظام باعتقال 60 ناشطا من حركة كفاية، نصفهم في القاهرة، والبقية في المحافظات. البعض أفرج عنه والبعض لا زالوا محبوسين، ومنهم من هو محبوس بقرارات من أمن الدولة.
اكتوبر ليس خطا نهائيا لحركة كفاية
- انتهى الاستفتاء وستجري الانتخابات في اكتوبر القادم والمتوقع ان يفوز بها الرئيس مبارك، هل ذلك يعني أن حركة كفاية ستعلن إنسحابها من الحراك السياسي حتى عام 2011 موعد الإنتخابات الجديدة؟
- لنا رأي واضح وهو أن الاجراءات المتخذة من النظام الحاكم، ليس لها مكان من الإعراب، وغير شرعية وتنقصها المصداقية، ومن ثم فإن شهر أكتوبر الذي سيجري فيه التمديد للرئيس مبارك لا يعتبر خطا نهائيا لحركة كفاية، ونؤكد أن حركتنا مستمرة ومتصلة لتحقيقي هدف محدد وبأسلوب محدد، اعتماداً على قوة الناس وحركتهم السلمية، لتصعيد الكفاح بين فصائل المعارضة وتطوير حملة العصيان السياسي، خصوصاً أن الوضع في مصر معلق وهش، وأن النظام الحاكم لم تعد له امكانيات بقاء غير عصى التخويف بالاعتماد على قوى الأمن المركزي.
ونؤكد في كفاية أن أن المظاهرات ستتطور، ومصر تصحو الآن، ويحدث في مصر للمرة الأولى حراك سياسي متصل، وحركة التظاهر السلمي تسير بطريقة منتظمة ونؤكد أنها اتخذت بناء على قرار استراتيحي. مصر تغير جلدها ، وخروج 100 ألف متظاهر في في مظاهرة واحدة في القاهرة كفيل بإنهاء الوضع بأكله.
- هل من الممكن أن يتطور تفكيركم لتحويل حركة كفاية إلى حزب سياسي؟
- حركة كفاية ليست حزباً ولن تتجه إلى ذلك. إن لها مصيرا واحدا من مصيرين، إما أن تظل كما هي الآن بتفاعلاتها وحراكها، وإما أن تكون نداء في التاريخ المصري، وهي لم تخترع المطالب التي ترفعها بل هي مطالب شعبية اسياسية كالتالي: 1- تغيير جوهري في مؤسسة الرئاسة. 2- اطلاق الحريات العامة. 3- الإدارة القضائية التامة للإنتخابات.
لقد استطعنا أن نحول مصر من بلد بيانات إلى بلد مظاهرات في نطاق التغيير الديمقراطي فقط. ويعتمد الأمر في مستقبل 'كفاية' على التفاعل بين أطراف الحركة الوطنية، وهناك تفاهم أفضل مع حركة الأخوان المسلمين، فبعض قياداتها اعضاء في حركة كفاية وموقعين على بيان الحركة الأساسي ومنهم د. عبد المنعم عبد الفتوح ود. عصام العريان، وآخرون.
- هل لديكم إحصاء دقيق عن عدد أعضاء حركة كفاية؟
- إحصاء العضوية يعتمد على التوقيع عبر الإنترنت على البيان الاساسي للحركة وقد وصل حتى الآن إلى 7000 توقيع.
- ماذا بشأن الدعوى القضائية التي هددتم برفعها ضد الرئيس حسني مبارك بسبب تصريحاته عن حصول حركة كفاية على أموال نظير مظاهراتها؟
- نشرت تلك التصريحات جريدة الأهرام في مقدمة الحوار الذي أجراه أحمد الجار الله رئيس تحرير ' السياسة' الكويتية مع الرئيس مبارك، ثم كذبت الرئاسة النص الذي نشرته الأهرام كما هو معروف وهو التكذيب الذي نشرته الصحيفة نفسها في صدر صفحتها الأولى، وأورد التكذيب الرئاسي أن النص الذي نشرته صحيفة ' أخبار اليوم' هو الصحيح ولم يرد في هذا النص إتهام لحركة كفاية، وبالتالي وبعد أن درسنا الموضوع رأينا إنتفاء سبب رفع الدعوى القضائية .
محمد أحمد كمال المحامى
|