شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 29/12/2003
|
يطل علينا برأسه عام جديد.. والعرب .. محلك راوح .. لا لا .. عفوا .. بل رجوع إلى الوراء .. أصبحت أتشاءم من أي مناسبة تذكرني بما مر من عمري .. وبما مر من عمر هذا الشعب العربي .. الأيام تمضي بنا سريعا .. هزات وانكسارات .. وصواعق تضربنا في داخل نفوسنا .. هل كان جبران يقصدنا بـ الأجنحة المتكسرة .. نحن أرواح مكسورة .. ومدن مهجورة .. نعيش الضجيج .. ونقتات الأمل مثل الحشيشة .. حتى نتخدر وننام كل يوم مثلما نمنا وفقنا منذ عشرات السنين.. لا جديد تحت الشمس!. بماذا سيطل علينا العام الجديد.. وماذا سيجلب لنا معه .. لا أريد أن أشارك المراهقين وأتابع ماغي فرح .. رغم شكلها الجميل .. وبحة صوتها التي تذكرني بالفارق بين الدخان التهريب والدخان الوطني!. ولا أريد أن أضرب في المندل أو أقلب الفنجان .. فحال هذا المواطن المسكين واضح .. ومستقبله ينبئ عن نفسه بما لا يخفى على كل متبصر .. نحن نمشي إلى الوراء .. دون أن ندري وإن كنا ندري فالمصيبة أعظم. كل هذه التحديات التي تحيط بنا .. فما زال النوم هو سيد الموقف. هنيا مريا لكم .. ناموا .. ثم ناموا .. ثم ناموا .. ولا تنسوا شرب الشيشة أيضا .. أنظر في عيون والصبابا والشباب وهم عائدون من المدارس والجامعات .. أسأل بعضهم : ما هي اهتماماتكم ؟؟؟ ماذا تقرأون؟؟ ماذا تكتبون؟!!ماذاتعملون من أجل غد أفضل!!! من أجل البطالة التي تنتظركم بأحضانها؟!!م فأسعمهم يختلفون على نانسي عجرم أو أليسا أو هيفاء وهبي .. أو الفنان الفلاني أو المطرب العلتاني .. أما الهم السياسي والشؤون العامة فلا يعرف عنها هذا الجيل شيئا ولا يهتم بها ويعتبر أن ( الشي ) الذي يريده السلطان سيتم فلماذا التفكير ووجع القلب أتذكر .. أيام الجامعة كنا نتبادل الكتاب بيننا وكأنه منشور سياسي .. أذكر كيف أدرنا كتاب ( دفاعا عن الجنون ) لممدوع عدوان .. بين كل الشلة أيام الجامعة .. وكان المقال في جريدة يثير النقاش لمدة أيام.. أجلس وأقارن بين اهتمامات جيلنا .. واهتمامات الجيل الصاعد .. هل هو الانكسار فعلا .. والإحباط المخيم .. أم ماذا .. لماذا اشعر بأنني هرم و( عتيق ) إذا وقفت بجانب جيل يصغرني بعشر سنوات فقط؟؟ هل تغيرت الدنيا ، فعلا ، إلى هذا الحد. وهل نحن جيل يمشي إلى الوراء؟!! عندما تحدثت مع رجل مسن من بلدتنا ، وأنا أحب مجالسة الختايرية ، لأسألهم عن أيام زمان ، وأكل أيام زمان ، وزواج أيام زمان ، والحب أيام زمان ، والسياسة أيام زمان ، وبيوت أيام زمان ووو
يعتبروننا جيل ناعم ( كل شي متوفر له ) ولكنه جيل بائس رغم كل شيء
حتى الأكلات الجديدة والوجبات السريعة يعتبرونها صرعة وحكي فاضي
كان لديهم الدسم واللبن البلدي والجبنة البلدية ووو
ولكن ذلك الختيار ، يفاخر بشيء غريب
يقول لي : كان أحدنا إذا ضرب زوجته و( قلعها ) خارج المنزل تذهب ثم تعود مع أهلها ليعتذروا من الزوج ويعيدونها إلى بيت زوجها بعد أن تعتذر له وتطلب رضاه
!!!
وهنا استوقفته قليلا : نحن المرأة في زمننا أفضل حالا يا عمي.
فقال : ليش
قلت له : نحن الواحد منا يقول لزوجته : هذه جلابية هدية لحماتي .. وهذا خاتم ذهب هدية مني لك .. وهذا مبلغ صغير لزوم المصاريف .. بس أرجوك روحي لعند أمك لمدة يومين بس
فلا توافق .. ولا تذهب
وهنا ضحك عمي ( أبو بدر ) وقال : ألم أقل لك .. أنكم مو رجال!!!!!!!!!!م
فكيف إذا عرف بباقي الخفايا ... والسياسة المطينة بستين طينة
تحياتي وتمنياتي بعام سعيد
بس الزعماء العرب يتكلوا على الله ويكفوا شرهم عنا
|