الإفراج عن 36من المشاركين في تجمعات العليا بينهم ثلاث نساء ::
أصدر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض توجيهاته بإطلاق سراح المواطنين الذين شاركوا في التجمعات التي حدثت بحي العليا في الرياض في الثامن عشر من شهر شعبان الماضي وعددهم (36) شخصاً بينهم (3) نساء وهم المتبقون من ال (271) الذين تم ضبطهم وأطلق سراحهم قبل فترة،
وذلك إثر صدور الحكم الشرعي من المحكمة بالاكتفاء بما مضى على ال (36) من مدة في السجن والتي وصلت لشهرين تقريباً، والتعهد من قبلهم بعدم العودة لما بدر منهم وتكرار ما حدث.
وأفرجت إدارة سجن الملز في ساعة مبكرة من صباح أمس عن هؤلاء بعد أن خاطبت ذويهم وأسرهم أمس الأول وأبلغتهم بقرار الإطلاق الذي كان له عميق الأثر في نفوسهم بعد ندمهم على ما قاموا به من تجمعات مؤكدين على عدم العودة لذلك نهائياً وأنهم لم يقدموا على ما قاموا به استجابة لأصوات خارجية بل من دافع ذاتي كما ذكر بعضهم أخطأوا في ترجمته، في الوقت الذي أكد عدد منهم أن مشاركته في (المسيرات) ليست مطالب شخصية لديه بل بدافع المشاركة فقط، وأشاروا أنها كانت تجربة ينصحون جميع فئات المجتمع عدم تكرارها.
وأكد عدد من المطلق سراحهم ل "الرياض" - بعد إطلاق سراحهم - على حسن المعاملة التي وجدوها خلال تلك الفترة من قبل جميع رجال المباحث وإدارة سجن الملز وإدارة سجون الرياض، مشددين على عدم تعرضهم لأي ضغوط أو أذى من قبل تلك الجهات نهائياً طوال تلك الفترة بل على العكس من ذلك تماماً حيث مكنوا من الالتقاء باقاربهم وفتحت الزيارات والاتصالات لهم وعوملوا بشكل ايجابي جداً.
وعلمت "الرياض" أن إدارة المباحث مكنت هؤلاء من تسجيل رسائلهم بالفيديو كاملة وسمح لهم الحديث بكل عفوية، فيما رفع ال (36) برقية شجب واستنكار موقعة من قبلهم جميعاً لمقام سمو ولي العهد - حفظه الله - بعد التفجيرات التي شهدها مجمع المحيا غرب الرياض معربين عن أسفهم ورفضهم التام لتلك الأعمال الإرهابية التي راح ضحيتها أطفال ونساء وأبرياء ومستأمنون، وهدف منها الإساءة للإسلام والمملكة.
عدم اقتناع:
في البداية تحدث ل "الرياض" منصور ناصر المعيوف - 56سنة - وهو احد المشاركين في التجمع، مشيراً إلى أنه موظف حكومي باحدى الدوائر الحكومية بالرياض ولا ينتمي للمدعو سعد الفقيه أو غيره إطلاقاً كما أنه لا يقر ما يقوله وما يطلقه!
وأوضح أنه سعى من خلال مشاركته في تلك التجمعات فقط لتبيان (مظلمة) لديه ولفت الانتباه وليس استجابة لمطالب أي شخص، وأخذ جزاءه على الطريقة التي تم بها ذلك.
في حين أكد عبدالرحمن بن محمد الزنيدي في حديثه ل"الرياض" أنه (غير مقتنع) بما قام به لإيصال رأيه لافتاً إلى أنه حصل على ما كان يعتقد أنها فرصة للتعبير عن رأيه بعد سماعه لما تبثه من تسمي نفسها بقناة الإصلاح.
وتمنى الزنيدي الذي كان موظفاً حكومياً وفصل من عمله قبل تلك الأعمال أن يعاد إلى عمله مؤكداً أن ما حدث درس ولن يعود إليه أبداً وكل إنسان معرض للخطأ.
وقال أحمد سعد العمهوج ل"الرياض" إنه ليس لديه أي طلبات خاصة دفعته للمشاركة بها إن وضعه المعيشي جيد كما يقول ولكنه كان يطالب بحرية التعبير والرأي تلك الفترة حسب زعمه.
وأردف قائلاً: لم أكن أتمنى أن تصل الأمور لهذا الحد ونحمد الله أن تلك التجمعات لم يحدث بها اعتداءات أو إصابات بل إنني أنا من أركبت نفسي في الباص الخاص بالأجهزة الأمنية التي باشرت الموقع.
ورفض العمهوج الذي يعمل في إحدى الشركات الكبرى الأخذ بالمسميات حين سؤاله عمّا يطلقه ويدعو إليه الفقيه، مؤكداً أن لديه تحفظات على آراء وطروحات المذكور.
وعند سؤاله عن كيف حرك الفقيه فيهم تلك النزعة اكتفى بقوله لست جندياً لسعد الفقيه ولست معه بل مع كل ما يفيد وطني، وما قمنا به أخذنا جزاءنا عليه وكفى!!
ونوه في حديثه بالمعاملة الجيدة التي وجدوها في السجن ومن قبل المباحث خلال تلك الفترة مؤكداً أنه تم السماح للزيارات لهم.
وعن رؤيته لما يُحاك ضد المملكة وتفجير مجمع المحيا بالرياض قال إننا استأنا كثيراً لهذا الخبر وبعثنا ببرقية شجب لهذه الأعمال لسمو ولي العهد وأكدنا أننا مع ولاة الأمر والدولة في كل شيء وهم يعرفون ما في قلوبنا تجاههم وتجاه وطننا، ولا نؤيد تلك التفجيرات نهائياً.
من جانبه قال عماد عوض اللحياني، إننا مررنا بتجربة ومتأكد أن باقي شباب هذه البلاد واعية لهذا الشيء وعرفوا ما حدث ولن يكرروه.
وأضاف: إنني سمعت عن مكان ووقت تلك التجمعات من الناس وقدمت للمشاركة حيث إنني أبحث عن وظيفة منذ (8) سنوات بشهادة الثانوية ولم أجد!
وأشار إلى أنه كان يعتقد أن أي طريقة لإيصال صوته غير تلك لن تفيد.
وذكر وليد أحمد الغامدي أنه استخدم عدة طرق لإيصال صوته كما يزعم للمسؤولين ولم يفلح!؟
وأوضح الغامدي الذي يعمل في إحدى الشركات الكبرى أنه كان يعاني ضغوطاً دفعته للمشاركة في تلك التجمعات، بعد عدم وجود أي طريقة لإيصال ما يريد كما يقول، منوهاً في حديثه بما وجده من معاملة من المباحث كانت أفضل من جيدة إضافة إلى حسن تعامل المسؤولين في إدارة السجن معهم طيلة تلك الفترة. وعن تفجيرات المحيا وكيف سمع بالخبر في السجن أوضح أنه تأثر كثيراً لذلك حيث لا يرضى بالتخريب وقتل الأبرياء نهائياً.
فيما أكد حمد عبدالله الصالحي أن أي مخرب أو مفسد خلال تلك التجمعات يستحق ما وصل إليه.
وعن المحرك لما أقدم عليه قال أنا أسير بنفسي ولا أحد يوجهني من الخارج!
قلت :
قال تعالى :
(( فاستخف قومـــه فأطاعوه ))الزخرف 56.
قال العلامة ابن سعدي رحمه الله على هذه الاية:
أي: استخف عقولهم بما أبدى لهم من هذه الشبه، التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا حقيقة تحتها، وليست دليلا على حق ولا على باطل، ولا تروج إلا على ضعفاء العقول