شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 30/11/2003
|
الأخ فارس
بداية أشاركك النقمة والأسى والغضب على ما حدث ويحدث
لقد استمرأنا الذل .. نتجرعه كل يوم مثل الماء .. وبدون أن نتنغص منه ولو غصة متواضعة لوجه الله تعالى أو لوجه الحياء الذي بات يستحي منا.
يتكلم بوش وكأنه مدير عام الوطن العربي كله .. يقول لسوريا افعلي كذا ثم يوجه قائمة بمطالب إلى السعودية .. ثم يضع حدودا لمصر لا يجوز أن تتجاوزها في عملها السياسي .. ثم يفرض التقسيم على السودان ويباركه ويقوم عليه وهكذا .. يتعامل مع بلادنا العربية وكأنه له منية في بقاء هذه الأنظمة على قيد الحياة!!.
المهم : دعني أولا أقرأ الإشارة الإيجابية من الخبرية :
جاء بوش إلى العراق في زيارة سرية . ولم يعلن عنها ، وقد ورد في نشرات الأخبار أن سرية الزيارة فرضتها ضرورات أمنية.
حسنا ، دعونا نتوقف عند ذلك لبرهة :
لماذا يستطيع البوشت بوش زيارة دول وممالك عربية وإسلامية في وضح النهار وبزيارة علنية وباستقبالات ملكية وترحيبات لازوردية .. ولكنه لم يستطع أن يزور العراق ، البلد المحتل المكسور الجريح ، الذي ليس له جيش ولا قوى ، والذي يحتله جيش أميركي ويسيطر على كل شيء فيه ؟؟؟
الجواب الذي يصرخ به الواقع : هو أن الشعب في العراق الآن هو الذي يعمل ويتحرك وهو صاحب قرار المقاومة .. ولا يوجد نظام .. يضع يده بيد الأميركان ويحميهم ويوفر لهم الأمان!!!
وهذا يقودنا إلى حقيقة مفادها أن أميركا تخشى فعلا من الشعوب العربية حينما تملك هذه الشعوب زمام نفسها وحريتها .. وساعتها لن يتجرأ بوش ولا غيره من الأوغاد والعلوج من أن يزور أي بلد عربي كضيف عزيز ومكرم ويوزع من على منابرها مطالب وشروط وأوامر العم سام على هذه الأنظمة العربية المتهالكة!!!
ثانيا :
الإنسان العربي يا عزيزي ، ومع تحفظي على كلمة إنسان ، لأن الإنسان من دون حقوقه الأساسية ومن دون حريته يتحول إلى كائن آخر ، لا هو بالإنسان ولا هو بالحيوان ، وهذا هو حال الإنسان العربي.
الإنسان العربي عبارة عن مسخ من كائن خرافي ، تم تدجينه عبر عصور خلت ، وليس فقط على يد الأنظمة العربية الحالية ، فحالة التدجين والقهر والتخويف والتعليب التي تعرض لها الإنسان العربي بدأت منذ قرون وقرون ، ولكن هذه الأنظمة استلمته كدجاجة وحافظت عليه هكذا . وأبقت على شروط اللعبة السياسية ، وإن تغيرت بعض الأدوات قليلا .
مصيبتنا مع هذا النظام العربي القائم أنه عمل على تفريغ المجتمع من عناصره المدنية والمؤسساتية وحول الشارع السياسي إلى شارع ديني طائفي أو عشائري وقبلي .
النظام العربي وضعنا أمام خيارين أحلاهما زفت : إما بقاء النظام على علاته وخوازيقه .. وإما .. الأميركان. على شاكلة ما حصل في العراق.
وبسبب غياب الفاعلية السياسية عن الشارع العربي ، فإن المواطن العربي فقد القدرة على التحكم بمصيره ، وفقد القدرة على اجتراح خيار ثالث ، يخرج به عن خياري النظام والخيار الأميركي الذي يظهر لنا بمظهر المخلص الأوحد والأقدر على إزاحة النظام والظهور بمظهر المخلص والمنقذ ، ولكن هيهات تنقذ الأفعى دجاجة من براثن الذئب.
الإنسان العربي الآن كائن غير قادر على التحكم بمصيره ، لأنه لا يعرف ما هو العمل السياسي ، كيف يجتمع مع أبناء جلدته ، وكيف يدافع عن حقوقه ، وكيف ينظم نفسه ، لقد شغلوه بالطائفة والعشيرة والقبيلة فهو يعيش داخل كهوفها ولم يخرج منها بعد إلى نطاق الوطن والعمل السياسي الذي يقوم على الدفاع عن مصالح الوطن ، ما زال مسكونا بالطائفة والعشيرة ، ومازال يقتات على الخرافة وقد استقال عقله من العمل وهو دائما ينتظر من يحركه ويسيره .
مقارنة بسيطة أعقدها لك لتقف على حال هذا المخلوق العربي:
- المواطن الغربي يفخر بأنه يتقن عمله وينجزه على أكمل وجه.
- المواطن العربي يفخر بأنه تهرب من عمله و( شمع الخيط ) قبل منتصف الدوام الرسمي.
- المواطن الغربي يفخر بأنه يركب ما يصنع .
- المواطن العربي يفخر بأنه يشتري أفضل المنتجات الأجنبية. وحتى اللبن العربي ما عاد نحصل عليه بسهولة!.
- المواطن الغربي لا يرى في الدين أي مشكلة تتوقف عليها حياته وأعماله .
- المواطن العربي يرى حياته كلها مشكلة بسبب الفتاوى الدينية.
- المواطن الغربي يفخر باحترامه للنظام والقوانين .
- المواطن العربي يفخر بأنه داس عليها ولم يره أحد.
- المواطن الغربي يفخر بإنشاء المدن الصناعية والسياحية والتجارية وناطحات السحاب والجزر الصناعية والمطارات ووو
- المواطن العربي يفخر بأنه ما زال يحافظ على عادات العشيرة والقبيلة .
- المواطن الغربي يفخر باقتصاده القوي وصناعاته المتقدمة وغزو الفضاء والأقمار الصناعية ووو
- المواطن العربي يفخر بغشاء البكارة!.
وقس على ذلك.
وتقبل تحياتي .
|