شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 23/2/2005
|
أولا : نحيي أخواننا من مصر العزيزة الكبيرة دائما بأبنائها وعروبتها وقوميتها ومثقفيها ورجالها الأحرار
وها نحن نتعلم من رجال مصر خوض معارك الحرية والخروج من حالة الحجر العقلي والسياسي الذي يفرضه علينا النظام وزبانيته
ثانيا : لا أريد أن أتدخل في شؤون انتخابية داخلية مصرية ، ولكن بما أننا على باب ذكرى قيام الوحدة المصرية السورية فسأسوغ لنفسي هذا التدخل
ثالثا : من خلال قراءة مقاطع الكلام التي أوردها الأخ أبو جهاد نقلا عن لسان الأستاذ صابر عمار ، فإنني لم أر فيها شيء يمس الدين الإسلامي ولا يشكل هذا الكلام مستندا لرمي الأستاذ عمار بتلك التهم وهذا التأويل خاطئ
فإذا كان الأستاذ عمار بأن الإسلام لا علاقة بالنقابة أو بمواضيع العلاج والمعاشات والكتاب ، فهذا لا يعني أنه يقول بأن الإسلام غير صالح للتطبيق كما فهم البعض
وإن كلمة الإسلام صالح للتطبيق أو غير صالح هي كلمة ملغومة وغير دقيقة ، لأن الأستاذ صابر يتحدث عن مواضيع معينة تتعلق بأمور النقابة
ولا يوجد في الإسلام قوانين تتعلق بالنقابات المهنية ولا بالانتخابات ولا بالمعاشات ولا بطوارئ العلاج والعمل وتعويضات الكتاب
هذه أمور دنيوية طارئة لم يأت عليها الإسلام بنص مخصوص
مثل قوانين التجارة البرية والالكترونية والبحرية والطيران المدني والشيكات وقانون السير والمركبات وووو
لا يوجد في الإسلام قوانين لهذه الأمور ، وإن كان هناك قواعد أخلاقية عامة يسترشد بها وتراعى عند إصدار القانون
ولكن ، حسب فهمي ، فإن الأستاذ صابر عمار يقصد من وراء كلامه الاعتراض على زج الإسلام في معارك انتخابية نقابية ولكسب أصوات عبر استغلال المشاعر والعاطفة الدينية
فالخطأ هنا هو خطأ الاخوان وليس خطأ الأستاذ صابر عمار
فلا يجوز تجيير الدين لخدمة أهداف شخصية أو انتخابية
الانتخابات غير معروفة في الفقه الإسلامي ولم يشهد التاريخ الإسلامي عملية انتخاب واحدة ولم يأت عليها نص ديني
وكذلك النقابات المهنية والاتحادات العمالية وقوانين العمل والمعاشات وتعويض نهاية الخدمة مثلا
هذه أمور تنظيمية ليس عيبا أن الإسلام لم ينص عليها ولكنه تركها لأمور الدنيا وبحسب أحوال الناس
لذلك ، صح قوله بأنه لا داعي لزج الإسلام في معركة الانتخابات المهنية
ولكن ، دأب الاخوان دائما استغلال الدين لخدمة مصالحهم ، وقد وقع الأستاذ عمار في الفخ الذي يحسن نصبه الاخوان ، وتورط بكلام يمكن تأويله ضده ، وهذا بالضبط ما يريده الاخوان من خصومهم
والشارع العربي شارع ديني وليس سياسي مدني والعقل العربي عقل خرافي دوغمائي فيسهل اصطياد الفريسة
وهناك نقطة أثارها الزميل أيضا حيث انصب بتهم العداء للإسلام والتآمر عليه ووو
فنقول : ليس كل من ينتقد الإسلام هو عدو له وكاره له
النقد ضروري للتقدم ، سواء في الدين أو في السياسة أو في الاقتصاد
المجتمع الذي لا يعرف النقد والمراجعة التاريخية هو مجتمع جامد خامل خارج التاريخ
وهو حال المجتمع العربي كما تلاحظ
عملية النقد والمراجعة ضرورية جدا لتطور المجتمع ولتطور الشخصية
لذلك ورد في الأثر : رحم الله رجلا أهدى إلينا عيوبنا
ولاحظ هنا التشبيه الجميل والبليغ حيث شبه النقد وإظهار العيوب بتقديم الهدية
والاطلاع على الرأي الآخر ضروري أيضا ، والرأي الآخر لا بد أن يحمل لك شيئا مفيدا فيجعلك تثبت أو تتغير ، ولكن باقتناع
لذلك ورد في الأثر أيضا عن الإمام علي : من استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ
وعندما يقول شخص بأن الإسلام غير صالح للتطبيق هنا في النقابة أو في الميناء أو أو
فهذا يتطلب منك أن تقدم له النصوص والحجج التي تدحض كلامه
لا أن تأول كلامه بشكل مغلوط وكأنك تنصب له فخا
وعليك أن تثبت عكس كلامه
أما وأن الأخ أبو جهاد لن ينتخب الأستاذ صابر عمار فهذه حرية شخصية ، وأشكره على تقديم الموضوع بهذا الشكل السمح والهادئ
ولكني أهمس في أذنه سائلا : هل ستتحول نقابة المحامين إلى محكمة تفتيش في حال نجاح الاخوان ويصبح تقييم المحامي بحسب ذقنه وصلاته وأفكاره أم أنه لا يوجد خوف من ذلك
وعدم المؤاخذة على التطفل
شرم برم كعب الفنجان
|