شناني عدد المشاركات >> 172 التاريخ >> 13/10/2003
|
مرحبا يا عريس
أحمد حلمي طبعا ..
كيف صحتك
أنت لما دخلت المنتدى كنت ديمقراطي وتحرري وعين الله عليك .. ثم أصبحت محامي حزب التحرير الإسلامي الذي سيعدمك أول استلامه للسلطة .. ولكن .. أخشى أن تتحول مع الزمن إلى شيخ وهابي من الطراز الرفيع .. يفتي الفتوى لتعم بها البلوى.
!!!
حلوة هذه المقدمة الصاروخية
!!!
المهم :
بالنسبة لموضوع ابن لادن وطالبان ، فقد كثرت التحليلات حول هذه الظاهرة وهذه المسألة المعقدة ..
وهذه المسألة المعقدة تحلها كلمات بسيطة من مواطن أفغاني أمي وبسيط تلقاه يتمشى في أحد شوارع كابول أو قندهار أو مزار الشريف ، فيقول لك :
- إن الأفغان ترحموا على حكم السوفيات عند انسحابهم وسيطرة حركة طالبان عليهم .
- ونفس المواطن ، تسأله : والآن ، هل تترحمون على حكم طالبان بعد الاحتلال الأميركي لكم ؟؟
فيجيب : لا لا لا ، بالثلاثة!.
نحن نحب التنظير قليلا .. لأننا نسينا أن الحقيقة تنبع من الشارع ومن المواطن البسيط ومن شعوره هو وحاجاته هو ..
وأنت تعرف مشكلة النخبة المثقفة ، فضلا عن النخبة السياسية البعيدة عن التواصل مع القاعدة ومع هموم الشعب وآلامه وآماله ، مما حمل المفكر غرامشي على الحديث عن المثقف العضوي ، ذلك المثقف الذي لا يبحث عن الحقيقة في الكتب والمجلدات ورفوف المكتبات فقط .. وإنما أيضا يبحث عنها في دموع النساء وأحلام البنات وطموح الشباب وخوف الأطفال ولعبهم وفي خربشات الحيطان!.
الحقيقة المجردة ، كلام مجرد . وأما الحقيقة ( الحقيقية ) هي التي تلبس الواقع ويلبسها.
يمكننا القول من الآن وحتى الصباح أن ابن لادن مجاهد وشيخ وكثر الله خيره لأنه حارب الروس ، ثم حكم الأفغان بطريقة العصور المتوحشة البدائية ما قبل التاريخ .. حتى راح الأفغان يترحمون على الاحتلال السوفياتي لهم .. وهذا الأمر أنا تابعته وأذكره تماما في البرامج ونشرات الأخبار.
والآن جاء الأميركان .. ولا أحد يترحم على حكم طالبان .. حتى السعودية التي أنفقت ملايين وربما مليارات الدولارات لمحارسة ( روسيا ) فهي الآن لا تدفع فلسا واحدا لطرد الغزو والاحتلال الأميركي من أفغانستان .. وحتى باكستان الحليف الاستراتيجي أيضا .. لا تتفوه بكلمة ضد الاحتلال الأميركي لأفغانستان
ماذا تغير يا ترى ؟؟؟
لا شيء !!
ولكن فهمنا قد تغير .. وإدراكنا للحقيقة ( في الواقع ) هو الذي تغير.
الآن اكتشفنا غباءنا الاستراتيجي!
لو أن شيئا واحدا تحسن في ظل حكم طالبان ، لقلنا آمنا وصدقنا .. ولكن كل شيء تدهور .. وعلقت البلاد في حرب طائفية ومجازر أهلية .. وهذا هو أفضل شيء ينتجه ويتقنه الحكم الديني المتطرف في أي بلد!. وربما يحسب لحركة طالبان إنجازا تاريخيا مهما خلال فترة حكمها : تدمير تماثيل بوذا!!
لعبة ساذجة وحقيرة في آن معا: تدعمهم أميركا لمحاربة روسيا .. ثم تورطهم في حرب أهلية وطائفية .. ثم تدخل بكل سهولة لتحتل البلاد بدون مقاومة تذكر!!
هناك قانون اخترعه العبقري هنري كيسنجر مفاده : أنه إذا كنت لا تستطيع أن تمنع الحركة ، فغير مسارها لتخدم مسارك!.
يعني : إذا كان صدام حسين يريد الحرب وهو رجل عسكري متهور.. فيجب توجيه حركته باتجاه المسار الأميركي .. فيحارب إيران أو الجيران .. المهم أن لا تذهب حركته في الاتجاه الصحيح!!
وإذا كانت هناك جماعات إسلامية تريد أن تجاهد .. ولا يمكن منعها من ذلك فدعها تجاهد ضد روسيا .. وهكذا نضرب مئة ألف عصفور بالتخلف نفسه!.
ولا أدري كيف يمكن القول بأن ابن لادن وجماعته وحركة طالبان قدموا أي شيء مفيد للعرب أو للمسلمين . بل أراهم أضروا أكثر مما نفعوا إن كانوا قد نفعوا أحدا بشيء.
وعندما كانت حركة طالبان ( تجاهد ) ضد روسيا ، لم يكن أحد يصنفها في دائرة الإرهاب .. أما الآن ، فلكل زمن دولة ورجال.
وأتباع ابن لادن في السعودية الآن كل يوم نسمع عن اعتقال أو قتل أحد أو بعض منهم !! في إشارة واضحة تقول : انتهى الدرس يا غبي!!
واللعبة التي سخرناكم فيها لتخدموا مصالحنا ومصالح الولايات المتحدة قد انتهت ،وهذا هو قانون اللعبة.
أريد أن أتوقف عند ما أطلقت عليه تعبير ( التحالف المرحلي ) لأقول :
- لا أدري إن كان للملا عمر أو لابن لادن أي خبرة في السياسة ، وما رأيته هو جهل فاضح بالسياسة وألاعيبها وقوانينها ، بدليل أنهم سخروا فيها لخدمة غيرهم الذي جاء فوق ظهورهم ليقطف الثمار.
- إذا قارنا أحوال أفغانستان في ظل الاحتلال السوفياتي لها ، فقد كانت أفضل حالا واستقرارا من حكم طالبان ، ومن العراق حاليا ، ومن بعض الدول العربية حاليا أيضا!!!
- كان يجب على تلك الجماعة أن تفهم وتعي أن أميركا لا يمكن أن تترك لها العنان كي تتحكم في المنطقة .. كما كان يجب عليها أن تعي أنها مجرد أداة مسخرة لخدمة مصالح أميركا ولاستنزاف الاتحاد السوفياتي وخزينة الدولة السعودية في جهاد ! يشرف عليه رجال المخابرات المركزية الأميركية!!.
- مفهوم الجهاد بدون سياسة استراتيجية ينقلب وبالا على الأمة. هناك أولويات .. وهناك توازنات تخرج عن المفهوم الديني لتدخل في المفهوم السياسي الذي لا يمكن سوقه بالدين .. للسياسة قوانين مختلفة .. وإذا ما كان هناك أكثر من خطر يهددك .. فعليك البدء بالخطر الأكبر والأقرب ومثال على ذلك : فإنه لا يمكن القول الآن بوجوب هبة الجيوش العربية لطرد أميركا من العراق .. وإن كنت أرى ذلك واجبا شرعيا وقوميا .. ولكني أرى أن الأولى أن تهب الجيوش العربية إلى فلسطين .. وتصور أنت أن يأتي زعيم عربي يرسل جيشه الآن ليحارب إسبانيا لتحرير مدينتي سبتة ومليلة المغربيتين !!!
- هذا حول سياسي واضح . ونحن أمة تشكو من خراب البوصلة ومن ضياع الاتجاهات ومن ضياع وبالأحرى إضاعة الفرص التاريخية.
- والآن يجب التركيز على محاربة المصالح الأميركية في كل مكان .. ويجب ألا تحيد بوصلتنا عن ذلك قيد أنملة .. بعد أن تأكد لنا أنها الشيطان الأكبر وأنها مصدر كل البلاوي والمشاكل لهذه الأمة.. وما إسرائيل أيضا سوى مخفر متقدم لها . وها هي حين غضبت من سوريا حركت العصا الإسرائيلية.
- وهكذا نرى أن التحالف المرحلي يجب أن يخدم قضيتك لا قضية غيرك .. والتحالف المرحلي يجب أن يكون من أجل هدف استراتيجي وليس هدفا مرحليا أيضا !!! وإلا سيكون وجودي مرحليا أيضا .. ولا أعتقد أن هذا هو المقصد من التحالف المرحلي .. نحو المجهول!.
- أما بالنسبة لمعنى كلمة قن : فهو بيت الدجاج. وبالمناسبة ، هي كلمة فصحى ، وعامية سورية في الوقت ذاته.
وقبل أن أنهي ، ذكرني ابن الأدلم جزاه الله كل خير ، في رده علي بموضوع الشهيد سيد قطب بنقطة هامة : وهي ضرورة أن نكن كل احترام لكل شخص يعمل ويجاهد من أجل مبادئه ، وخصوصا إذا كان يقصد فيها وبحسن نية مطلقة خدمة الإسلام والعرب والمسلمين ، وهذا شيء آخر . فكل شخص يخلص لمبادئه يستحق كل احترام ، ويبقى أفضل من الإمعات التي تملأ حياة الساحة السياسية العربية دحلا ونفاقا .
لذلك ، أقول : أختلف مع ابن لادن ومن لف لفه ، في مسائل كثيرة ، وأخطئه في نهجه وفي طريقة عمله ، ولكن هذا لا يمنع أن هذا الإنسان ، يستحق الاحترام كإنسان يحترم نفسه ومبادئه ، وإن كان أضرني بأخطائه الاستراتيجية. وهكذا .. وكذلك سيد قطب ، فأنا ضد منهجه التكفيري والتحريضي على العنف ، ولكن أحترمه كشخص يحترم نفسه ومبادئه ومات دون أن يساوم أو ينافق. نحن بحاجة لمثل هؤلاء الرجال . مثلما أحترم أيضا ، ويا للمسافة الفارقة !! تشي غيفارا .. وأنطون سعادة .. وروزا لوكسمبورغ .. وعز الدين القسام .. وأبي حنيفة .. والحلاج .. وأبي مسلم الخراساني .. والجعد ابن درهم .. وموسى رويشد !!
ولا تسلني من هو : موسى رويشد!!
والآن جاء ابني الصغير يضربني ويريد أن يلعب بالكمبيوتر ..
وأنا مضطر أن أستجيب له لأنه ( فضيحة ) كلما سألته معلمته : ما هو عمل أبيك ؟؟ يجيبها : في الانترنت !!!!!!
!!!
|